نهايات الطُغاة عبر التاريخ
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
علي بن مسعود المعشني
تقول الروايات التاريخية المنقولة، إن الطُغاة في نهاياتهم يُعلون من البطش والقتل والخراب والدمار، وهذا ما يقوم به الكيان الصهيوني اليوم على الأرض العربية في اليمن وفلسطين ولبنان؛ فالطاغية دائمًا مسكون بهاجس الفناء والزوال، لهذا يستبق نهايته بسلاسل لا تنتهي من القتل والدمار، مُعتقدًا بأنَّ ذلك يقيه من الفناء ويمده بعوامل القوة والخلود، بينما في الحقيقة تُعد من مظاهر الزوال والفناء للطغاة.
أورد الحق تبارك وتعالى في كتابه العظيم، الكثير من الآيات التي تتحدث عن نهايات الطُغاة والظلمة والمجرمين، وكيف أمهلهم الله ولم يُهملهم، وما زال الحق يتربص ويُلاحق الطغاة والمجرمين إلى يوم البعث العظيم ليعاقبهم في الدنيا قبل الآخرة، ويبرهن لعباده بأن مشيئته هي الفصل بين البشر، وأن الله حاضر وموجود في كل تفاصيل الحياة، وحين تنتهي قوة الأرض تتدخل قوة السماء ليقول الله كلمته الفصل وينتصر للمظلوم وينصر من نصره وتمسك بحبله المتين.
سمعنا وقرأنا ورأينا جند الله عبر التاريخ، وكيف سخرها الله لتنتصر للمظلومين، من زلازل وأعاصير ورياح وأمطار وحشرات... إلخ.
لسنا هنا في محل الترويج للتسليم والإذعان للقدر دون عمل؛ بل في موقع التذكير بأنَّ الله موجود وحاضر في كل تفاصيل حياتنا، وأنه لا يُحب المعتدين ولا الظالمين ولا المجرمين؛ بل عدو لهم، وعداؤه بالإمهال إلى حين.
السيرة النبوية الشريفة والتاريخ الإنساني مليئان بالقصص والعِبَر، لمآلات الصالحين ونهايات الطغاة والمجرمين في الدنيا قبل الآخرة، ليتيقن النَّاس من وجود الله معهم ويشتد ويقوى إيمانهم به وبنصرته.
في تاريخنا اليوم، نرى يوميات غطرسة العدو الصهيوني وعربدته في بلاد العرب وإيغاله في استباحة الدم العربي، بدعم ومباركة من رعاته وداعميه الإقليميين والدوليين، ومن خلال استعراضنا لوقائع التاريخ الحديثة منها والقديمة، فإنَّ ما يقوم به الكيان الصهيوني ورعاته اليوم من جرائم ليس سوى سلسلة متواصلة من جرائم الطغاة والظلمة والمجرمين عبر التاريخ، لهذا فيقينُنَا كبير بأن نهايات الصهاينة وزوالهم مع من يقف خلفهم ستكون على خطى أسلافهم في التاريخ، وسينالهم عقابهم بما اقترفوه من ذنوب وكبائر في الحياة الدنيا قبل الآخرة وما ذلك على الله بعسير.
قبل اللقاء.. تقول رواية من الخيال بأن الحق والباطل كانا يسيران معًا، ولطول الطريق ومشقته اتفقا أن يتناوبا على حمل بعضهما؛ فاليوم الحق راكب على ظهر الباطل، والباطل يسير على قدميه.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلاً على محبة الله للعبد وقد يعطيه للكافر
أجاب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن سؤال حول قول الرجل المؤمن لصاحب الجنتين في سورة الكهف: «فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ»، موضحًا أن التعبير القرآني يحمل أدبًا رفيعًا، إذ قال «فعسى ربي» مراعاة لمشاعر صاحبه حتى لا يدفعه إلى التطاول أو الاعتراض بقوله: «لا، ربك وحدك!»، فيرد عليه المؤمن بأدب: «ربي لوحدي وخير لي»، مؤكداً أن كلمة «خيرًا من جنتك» لا تُفهم على أنها جنة في الدنيا، لأن نعم الدنيا زائلة مهما عظمت، بينما المقصود هو الخير الأبقى في الآخرة، جنة الخلد التي لا تزول ولا تتبدل.
خالد الجندي: عطاء الدنيا ليس دليلاً على محبة الله للعبد خالد الجندي يفك شفرة الفرق بين "الترادف" و"التشابه اللفظي" ويكشف دلالات "البيداء" و"المفازة".. فيديو نعيم الدنيا أو الآخرةوأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الأربعاء، أن طلب الرجل المؤمن ليس بالضرورة قصره على نعيم الدنيا أو الآخرة فقط، فالآية تحتمل رجاء الخير في الدارين، لكن نهاية السياق القرآني ترجّح أن «الخير» المقصود هو نعيم الآخرة؛ بدليل أن المؤمن نفسه قال بعدها مباشرة: «وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا»، أي أنه يعلم أن نعيم الدنيا قد يزول، وأن ما يبقى هو النعيم الدائم. وبيّن أن الفرق بين عطايا الدنيا والآخرة واسع، فالدنيا نعيمها زائل، محدودة، ويأتي معها تعبٌ وتكليف وحفظ ورعاية، وقد تكون اختبارًا للمؤمن والكافر معًا، بينما عطاء الآخرة باقٍ لا يزول، ولا مشقة فيه، وهو جزاءٌ خالصٌ للمؤمنين وحدهم، بلا حسد ولا تبعة ولا حساب.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن عطاء الدنيا لا يدل على محبة الله، فقد يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب، بينما عطاء الآخرة دليل على الرضا والمحبة الإلهية، وأن نعيم الدنيا مرتبط بالموت ويعقبه حساب، بينما نعيم الآخرة لا موت فيه ولا انقطاع ولا سؤال عن كيفية حفظه وإنفاقه.
النعيم الأبديوأكد أن قول المؤمن: «خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ» لا يمكن أن يُفهم على أنه يطلب «جنينة مثلها»، لأن المِثل لا يكون خيرًا، أما «الخيرية» فلا تتحقق إلا في النعيم الأبدي، ومن ثم فإن المقصود بالآية هو دار البقاء وثواب الآخرة، لا جنة الدنيا المحدودة التي قد تصبح «صعيدًا زلقًا» في لحظة بحسابٍ إلهي دقيق.