جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-31@01:36:59 GMT

نهايات الطُغاة عبر التاريخ

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

نهايات الطُغاة عبر التاريخ

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

تقول الروايات التاريخية المنقولة، إن الطُغاة في نهاياتهم يُعلون من البطش والقتل والخراب والدمار، وهذا ما يقوم به الكيان الصهيوني اليوم على الأرض العربية في اليمن وفلسطين ولبنان؛ فالطاغية دائمًا مسكون بهاجس الفناء والزوال، لهذا يستبق نهايته بسلاسل لا تنتهي من القتل والدمار، مُعتقدًا بأنَّ ذلك يقيه من الفناء ويمده بعوامل القوة والخلود، بينما في الحقيقة تُعد من مظاهر الزوال والفناء للطغاة.

أورد الحق تبارك وتعالى في كتابه العظيم، الكثير من الآيات التي تتحدث عن نهايات الطُغاة والظلمة والمجرمين، وكيف أمهلهم الله ولم يُهملهم، وما زال الحق يتربص ويُلاحق الطغاة والمجرمين إلى يوم البعث العظيم ليعاقبهم في الدنيا قبل الآخرة، ويبرهن لعباده بأن مشيئته هي الفصل بين البشر، وأن الله حاضر وموجود في كل تفاصيل الحياة، وحين تنتهي قوة الأرض تتدخل قوة السماء ليقول الله كلمته الفصل وينتصر للمظلوم وينصر من نصره وتمسك بحبله المتين.

سمعنا وقرأنا ورأينا جند الله عبر التاريخ، وكيف سخرها الله لتنتصر للمظلومين، من زلازل وأعاصير ورياح وأمطار وحشرات... إلخ.

لسنا هنا في محل الترويج للتسليم والإذعان للقدر دون عمل؛ بل في موقع التذكير بأنَّ الله موجود وحاضر في كل تفاصيل حياتنا، وأنه لا يُحب المعتدين ولا الظالمين ولا المجرمين؛ بل عدو لهم، وعداؤه بالإمهال إلى حين.

السيرة النبوية الشريفة والتاريخ الإنساني مليئان بالقصص والعِبَر، لمآلات الصالحين ونهايات الطغاة والمجرمين في الدنيا قبل الآخرة، ليتيقن النَّاس من وجود الله معهم ويشتد ويقوى إيمانهم به وبنصرته.

في تاريخنا اليوم، نرى يوميات غطرسة العدو الصهيوني وعربدته في بلاد العرب وإيغاله في استباحة الدم العربي، بدعم ومباركة من رعاته وداعميه الإقليميين والدوليين، ومن خلال استعراضنا لوقائع التاريخ الحديثة منها والقديمة، فإنَّ ما يقوم به الكيان الصهيوني ورعاته اليوم من جرائم ليس سوى سلسلة متواصلة من جرائم الطغاة والظلمة والمجرمين عبر التاريخ، لهذا فيقينُنَا كبير بأن نهايات الصهاينة وزوالهم مع من يقف خلفهم ستكون على خطى أسلافهم في التاريخ، وسينالهم عقابهم بما اقترفوه من ذنوب وكبائر في الحياة الدنيا قبل الآخرة وما ذلك على الله بعسير.

قبل اللقاء.. تقول رواية من الخيال بأن الحق والباطل كانا يسيران معًا، ولطول الطريق ومشقته اتفقا أن يتناوبا على حمل بعضهما؛ فاليوم الحق راكب على ظهر الباطل، والباطل يسير على قدميه.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا «لهذا السبب»

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إنَّ اللَّه تعالى جعل لعباده مواسم للطاعات تتضاعف فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، ويُغفر فيها كثيرٌ من المعاصي والسيئات، يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون، فالسعيدُ مَن اغتنم تلك المواسم وتعرض لهذه النفحات.

ومن هذه النفحات العشرُ الأوائلُ مِن ذي الحجة، ولقد حثنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، على اغتنام هذه النفحات التي تأتى في مواسم الطاعات حيث قال: «افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن للَّه نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا اللَّه أن يستر عوراتكم، وأن يؤمِّن روعاتكم» [أخرجه الطبراني، وحسَّنه الألباني] أي: افعلوا الخير في عمركم، وتعرضوا لنفحات رحمة اللَّه في مواسم الخيرات وأزمنة البركات التي يصيب اللَّه بها من يشاء من عباده.

وتابع «عمارة»، بمنشور عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنَّ العلماء فرقوا في الأفضلية بين أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وليالي العشر الأواخر من رمضان، فقالوا إن نهار ذي الحجة أفضل من نهار رمضان بسبب مناسك الحج، وليل رمضان أفضل من ليل ذي الحجة بسبب القرآن والقيام وليلة القدر، ولقد حظيت أيام عشر ذي الحجّة بهذه المكانة والمنزلة، لاجتماع أمهات العبادة فيها وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها، وفيها يوم عرفة يوم الحج الأكبر الذي تُغفر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتق فيه الرقاب من النار، وقال الحافظ ابن حجرٍ: "والذي يظهر أنَّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاةُ والصيامُ والصدقةُ والحجُّ ولا يتأتى ذلك في غيرها"، وقال الإمام أبو حنيفة: "جعلت أفاضلُ بين العبادات كلما تتبعت عبادةً وجدت لها أفضليةً، فأقول هي الأفضل، فلما تتبعت الحج وجدته أفضلهم لاشتماله على جميع العبادات كلها".

وأوضح الدكتور صفوت عمارة، أنَّ المقصود بالليالي العشر التي أقسم اللَّه بها في سورة الفجر فقال تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} هي العشر الأوائل من ذي الحجة، وهذا مذهب جمهور العلماء والمفسرين، وإذا أقسم اللَّه بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، وهذا وحده يكفيها شرفًا وفضلًا، ولقد شهد لها رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، لأيام العشر الأوائل من ذي الحجة بأنها أفضل أيام الدنيا، كما ورد في حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «ما العملُ في أيامٍ أفضل منها في هذه» يعني العشر، قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: «ولا الجهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يُخاطرُ بنفسه وماله، فلم يرجِع بشيءٍ» [رواه البخاري]، ففي هذا الحديث بيَّن لنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عظم مكانة العشر الأوائل من ذي الحجة وفضلها على غيرها من أيام العام، وأجر العمل الصالح فيها يتضاعف ما لا يتضاعف في سائر الأيام، إلَّا رجلٌ خرج مخاطرًا بنفسه وماله في سبيل اللَّه، ففقد ماله وفاضت روحه في سبيل اللّه.

وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنّ الأيام المعلومات في قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: ٢٨]، وجمهور العلماء على أنها أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي جملة أربعين موسى عليه السلام، كما في قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: ١٤٢]، قال ابن كثير: "الأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة وعشر ذي الحجة هي العشر التي أتممها اللَّهُ عزَّ وجلَّ لموسي عليه السلام، ويستحب كثرة الذكر في هذه الأيام، كما ورد في حديث عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «ما من أيامٍ أعظمُ عند اللّه ولا أحبُّ إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» [رواه أحمد]، والتهليل هو قول لا إله إلَّا اللّه، والتكبير هو قول اللّه أكبر، والتحميد هو قول الحمد للّه.

وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنّه يستحب صيام أيام التسع من ذي الحجة، لأنه ثبت عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة، فعن بعض أزواج النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالت: «كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيامٍ من كل شهر» [أخرجه أبو داود]، وصيام يوم عرفة يُكفر ذنوب سنتين، كما ورد في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، عندما سئل عن صيام يوم عرفة قال: «أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، ففيه تكفير سنة سابقة، وسنة لاحقة، ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، الذي ينزل اللَّه فيه إلى السماء الدنيا، ويباهي بأهل عرفة أهل السماء، فتُغفر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتق فيه الرقاب من النار، فعن عائشة رضي اللَّه عنها، أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟» [رواه مسلم].

اقرأ أيضاًموعد أذان المغرب في أول أيام شهر ذي الحجة 1446 هـ

موضوع خطبة الجمعة القادم 30 مايو.. «فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة»

مقالات مشابهة

  • هل نصر الله الحق بأيدي الغرب وأضاعه العرب؟
  • حسام موافى: الفيوم أجمل بلاد الدنيا وأنصح بزيارتها
  • اليمنيون يحذرون العدو الصهيوني ..لن تتمكن من ايقافنا عن اسناد غزة
  • إصابة فلسطيني برصاص العدو الصهيوني في رام الله
  • الدنيا ربيع.. تغيير في درجات الحرارة والطقس مناسب للسفر
  • أحاديث فضل صيام العشر من ذي الحجة .. اغتنم 8 عبادات للفوز بخيري الدنيا والآخرة
  • عالم أزهري: عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا «لهذا السبب»
  • قيام الليل في العشر الأول من ذي الحجة.. اغتنمه هذه الأيام
  • الرئيس السوري يعلن انتهاء الحرب مع الطغاة وبداية المعركة ضد الفقر
  • سوريا.. أحمد الشرع يشعل تفاعلا بتصريح حربنا مع الطغاة انتهت من حلب