ما دلالات تسميات سور وآيات القرآن الكريم؟
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
وقال الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور محمد الخطيب إن إطلاق اسم سورة على موضوعات القرآن ليس قديما، وإنها لم تكن موجودة عند العرب القدامى فلم يطلقوا هذا الاسم على قصائد الشعر مثلا.
ولكي نفهم معنى كلمة سورة فلا بد من العودة إلى دلالتها اللغوية -كما يقول الخطيب- لأن لها 4 معان هي: المنزلة العالية، الإحاطة بالشيء (من السور والسوار)، التمام والاكتمال، وبقية الطعام أو الشراب وهو معنى مشتق من "سؤر" أي بقية.
وفي تسمية السور بهذا الاسم شيء من التشريف والتعظيم لأن القرآن الكريم منح العرب منزلة لم تكن لهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا لأن كل واحدة منها تحيط بموضوع واحد، حسب الشيخ الخطيب.
دلالات لغويةوتحمل سور القرآن الكريم كل هذه الدلالات من التمام والإحاطة والبقية الصالحة (لأنها جزء من كلام الله) وقد سماها الله سبحانه وتعالى بهذا الاسم عندما ذكرها بهذه التسمية في أكثر من آية "وإذا أنزلت سورة"، "فأتوا بسورة من مثله"، "سورة أنزلناها وفرضناها".
أما الآية، فهي تحمل الكثير من المعاني عند العرب ويمكن اختصارها في 3 معانٍ: الدليل (العلامة) وقد استخدم الله سبحانه هذا المعنى في قوليه جل وعلا "إن في ذلك لآيات" و"إن في ذلك لآية". كما تعني كلمة آية أيضا: الشيء اللافت، والرسالة المقصودة، حسب الدكتور الخطيب.
إعلانويقول الشيخ أيضا: تحمل كل آية من آيات القرآن رسالة من الله سبحانه أو دليلا عليه أو على شيء آخر، وهي فائقة الجمال والدلالة بحيث لا يوجد فيها عيب أو نقص.
تسمية السوروعن مصدر تسميات السور نفسها، قال الخطيب إن العلماء اختلفوا في كون هذه التسميات توقيفية (أي بوحي من الله) أو أنها باجتهاد من الصحابة والعلماء.
وانقسم العلماء إلى فريقين، أحدهما يقول إن هذه التسميات جاءت من النبي صلى الله عليه وسلم، وقال آخر إن النبي عليه الصلاة والسلام سمّى بعض السور (مثل الكهف، البقرة، آل عمران) وقد سمَّى الصحابة بعضها الآخر، وهذا هو الراجح، حسب الشيخ الخطيب.
واللافت في بعض السور أنها مسمَّاة بأسماء لم تكن هي المسيطرة على السورة كلها، ومن ذلك اسم النبي يونس عليه السلام الذي لم يذكر إلا مرة واحدة في السورة كلها، والبقرة التي لم ترد إلا في 8 آيات من أطول سور القرآن.
وقال الخطيب إن بعض العلماء يرون أن التسمية كانت تذهب إلى المعنى الأهم أو القصة الأكثر أهمية في السورة، وقد رد بعض العلماء على هذا بأن بعض السور تحمل قصصا ومعاني أهم من التي سميت بها السورة، كما يقول الخطيب.
وفي هذا الأمر، يقول الأستاذ بجامعة الأزهر إن العلماء أكدوا أن تسمية السورة تكون محيطة بكل معاني السورة، وعلى سبيل المثال سورة البقرة سميت بهذا الاسم لأن لها 3 مقاصد.
وهذه المقاصد الثلاثة -كما يقول الخطيب- هي: إحياء الموتى لا يكون إلا لله، وتعليم الأمة بعض التشريعات لأنها كانت أمة وليدة في وقتها، وأخيرا تحذير هذه الأمة الوليدة من ألد أعدائها وهم اليهود.
ومن هنا جاءت تسمية البقرة جامعة لكل هذه المقاصد لأنها لا تعني البقرة الواردة في السورة بذاتها وإنما لأن قصة البقرة جمعت هذه المقاصد الثلاثة، وفق الخطيب.
وتتمثل هذه المقاصد في: إحياء الموتى "فقلنا اضربوه ببعضها"، التشريع أي السمع والطاعة (وهو ما لم يفعله بنو إسرائيل عندما أطالوا جدال موسى عليه السلام في البقرة المراد ذبحها مما استدعى غضب الله عليهم وسحب شرف النبوة منهم وجعل النبي الخاتم من العرب) ثم صفة أعداء المسلمين وهم اليهود (الذين يفاوضون الله في بقرة ومن ثم فلم يستقم لهم اتفاق) حسب الخطيب.
إعلانوفي سورة النمل، يقول الشيخ إن العلماء يقولون إن هذه السورة لم تسم على اسم الهدهد الذي هو بطلها الأول لأنه تحدث بشيء من العجب "أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين" بينما النملة تحدث بتواضع "أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون" وهو المعنى الذي تنعقد حوله السورة كلها، وفق الشيخ الخطيب.
وأخيرا، تحدث الأستاذ بجامعة الأزهر عن تسمية سورة فُصّلت (وهو فعل مبني للمجهول) قائلا إن هذه السورة جاءت مفصلة التساؤلات التي وردت في سورة غافر السابقة عليها.
24/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان هذه المقاصد هذا الاسم
إقرأ أيضاً:
قطاع الأوقاف والإرشاد و العلوم الشرعية والعلماء في الحديدة يحيون ذكرى المولد النبوي
الثورة نت / يحيى كرد
نظم مكتبا الأوقاف والإرشاد وجامعة دار العلوم الشرعية ووحدة العلماء والمتعلمين بمحافظة الحديدة اليوم السبت، فعاليات ثقافية وتوعوية لإحياء الذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف لعام 1447هـ، تحت شعار “لبيك يا رسول الله”
وخلال الفعالية بحضور وكلاء المحافظة محمد حليصي، وعلي الكباري، وأحمد دهموس، أكد محافظ المحافظة عبدالله عبدة عطيفي، أهمية الإحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، صلى الله عليه واله وسلم. واستلهام الدروس والعبر من سيرته العطرة وأخلاقه السامية. والسير على نهجه قولا وفعلا.
مشددا على دور العلماء في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية، مشيدًا بصمود أبناء الحديدة ودورهم في التصدي للعدوان والحصار.
وأشار المحافظ عطيفي إلى أهمية توحيد الصفوف والتمسك بالقيم الدينية والإيمانية في ظل المحن التي تواجه اليمن والمنطقة.
منوها إلى جرائم القتل والتجويع التي يتعرض لها قطاع غزة من قبل العدو الصيهوني بدعم أمريكي وغربي، وسط صمت عربي إسلامي مخزي.
فيما أشار مدير مكتب الإرشاد بالمحافظة عبدالرحمن الورفي، إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو مناسبة لإحياء الهوية الإيمانية والتذكير بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، داعياً إلى العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية كأساس للهداية والتمسك بالعقيدة الصحيحة.
بدورة أكد مدير هيئة الأوقاف عبد الله زيد شايم على أهمية إحياء ذكرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كفرصة للتذكّر بسيرته والتمسّك بالقرآن والسنة. وبيّن أن الاحتفال بالمولد يُعد تجديدا للعهد مع تعاليم النبي والدعوة للثبات والعودة إلى القيم الإسلامية في مواجهة الظروف الراهنة.
فيما استعرض الشيخ درويش الوافي في كلمه العلماء مكانة المولد النبوي الشريف في التراث الإسلامي وأهميته في تعزيز محبة النبي والاقتداء به في جميع جوانب الحياة،
مشددا على أن الاحتفال بهذه المناسبة هو تجديد للعهد مع تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى الوحدة والتمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة.
وتخلل الفعالية بحضور عدد من العلماء ومدراء المديريات والمكاتب التنفيذية انشودة وقصبدة شعرية معبرة عن المناسبة