تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم تكن كرة القدم يومًا رياضة مألوفة للفتيات في مصر، خاصة في الأقاليم والصعيد، لكن الطفلة فايزة حيدر لم تأبه بذلك، كانت في العاشرة من عمرها عندما شدت انتباهها الكرة التي يلعبها الصبية في الشارع، لم تخشَ الانتقادات ولا العادات، بل بدأت طريقًا شاقًا نحو حلمها، لتصبح أول امرأة مصرية تتولى تدريب فريق كرة قدم للرجال.

‎نشأت فايزة حيدر في أسرة صعيدية تنحدر من الأقصر، لكنها كانت تعيش في حلوان، وبعد وفاة والدها، زادت القيود عليها، خاصة مع تهديد جدها بأخذها من والدتها إن لم تتوقف عن لعب كرة القدم. لم يكن الدعم متاحًا، فاضطرت للمشي يوميًا ساعة كاملة للوصول إلى التدريب، لأن أهلها رفضوا منحها المال للمواصلات كنوع من العقاب على إصرارها، و‎لم يكن لديها حتى حذاء رياضي مناسب، فاستمرت تلعب بحذائها القديم الممزق وسط سخرية البعض، لكنها لم تكترث. كانت ترى أمامها شيئًا واحدًا فقط: حلمها في أن تصبح لاعبة كرة قدم محترفة.

‎بإصرارها الذي لا يعرف المستحيل، بدأت فايزة تشق طريقها نحو الفرق الكبرى، متحدية التنمر والرفض الاجتماعي.

 واصلت التدريب بجدية حتى أصبحت واحدة من أبرز لاعبات كرة القدم النسائية في مصر، وشاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية، وفي ‎عام 2018.

 حققت فايزة إنجازًا عالميًا عندما قادت منتخب مصر لذوي الهمم إلى المركز الثالث في بطولة العالم، مما جعلها تحظى بتكريم خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان هذا نقطة تحول في مسيرتها، حيث أصبحت مصدر فخر لعائلتها ومجتمعها، بل وأصبحت قدوة لكل فتاة تحلم بكسر القيود المجتمعية.

‎بعد مسيرة ناجحة كلاعبة، قررت فايزة اقتحام مجال التدريب، وهو أمر غير مألوف للنساء في كرة القدم الرجالية، وواجهت شكوكًا واعتراضات، لكن موهبتها وخبرتها فرضتا نفسيهما، لتصبح أول مدربة مصرية تقود فريق كرة قدم للرجال، وتكسر بذلك واحدة من أكبر الحواجز في عالم الرياضة، واليوم لم تعد فايزة حيدر مجرد لاعبة أو مدربة، بل رمز للكفاح والإرادة. 

حكايتها ليست فقط عن كرة القدم، بل عن تحقيق الأحلام رغم كل الصعوبات، وعن كيف يمكن لشخص واحد أن يغير نظرة المجتمع بإيمانه بنفسه. قصتها هي رسالة لكل فتاة مصرية: “لا يوجد حلم مستحيل، إذا كنتِ مستعدة للنضال من أجله”.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سيدات مصر سيدات من ذهب فایزة حیدر کرة القدم کرة قدم

إقرأ أيضاً:

بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني

بليز ميتروويلي ضابطة استخبارات بريطانية ولدت عام 1977 في لندن. استهلت مسيرتها المهنية ضابطة ميدانية لدى جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "إم آي 6" عام 1999.

انتقلت إلى جهاز الاستخبارات الداخلية "إم آي 5" عام 2004 ثم عادت إلى جهاز الاستخبارات الخارجية بحلول 2006. عينت مديرة للتكنولوجيا والابتكار عام 2021.

نصبتها الحكومة البريطانية في يونيو/حزيران 2025 رئيسة للجهاز، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الجهاز منذ تأسيسه عام 1909.

المولد والنشأة

ولدت بليز فلورنس ميتروويلي في 30 يوليو/تموز 1977 بالعاصمة البريطانية لندن، ونشأت في كنف عائلة مثقفة وميسورة الحال من أصول تعود إلى جورجيا.

كان والدها كوستانتين ديفيد ميتروويلي طبيبا استشاريا متخصصا في الأشعة وعمل في الجيش البريطاني، ثم عين رئيسا لقسم التصوير الشعاعي التشخيصي في هيئة التدريس لكلية الطب بجامعة هونغ كونغ في الصين.

أظهرت منذ صغرها تفوقا أكاديميا خاصة في مجالي العلوم واللغات، وتأثرت بخلفية والدها العلمية والثقافية، إضافة إلى الانضباط الذي كان يميز حياة العائلة.

مبنى جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني في العاصمة لندن (أسوشيتد برس)

تلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في مدرسة ويستمنستر، إحدى أبرز وأعرق المدارس في لندن. وأحرزت تفوقا في دراستها واتسمت بالهدوء وسرعة البديهة والقدرة على تحليل المواقف.

وبحكم عمل والدها في آسيا، أمضت فلورنس جزءا من طفولتها هناك، وهو ما نمّى لديها حب السفر، وساعدها في تكوين شخصية مستقلة وطموحة.

وقالت إنها كانت تحب قراءة كتب "فن التجسس"، كما أنها شاركت في ألعاب "التسليم الخفي" مع أصدقائها، مضيفة أن أخاها الأكبر كان مصدر إلهام لها في هذا المجال.

المسار التعليمي والأكاديمي

بعد إتمامها مراحل التعليم الابتدائي والثانوي، تابعت مسارها الأكاديمي والتحقت بكلية بليمبورك بجامعة كامبردج البريطانية، وتخصصت في الأنثروبولوجيا وسلوكيات الإنسان، ولم يكن اختيارها لهذا التخصص صدفة.

فقد أكسبتها تجربة العيش بين أوروبا وآسيا ثقافة ووعيا كبيرين بالشعوب، مما ساعدها على فهم النظم الاجتماعية وأنماط السلوك البشري، وتميزت في تلك الفترة بتفوقها الأكاديمي وانضباطها. كما دفعتها رغبتها في فهم الشرق الأوسط من منظور ثقافي وسياسي إلى دراسة وتعلم اللغة العربية، كما أظهرت في المرحلة الجامعية قدرة على التفكير النقدي والتحليلي.

إعلان

وذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن فلورنس كانت معروفة في الوسط الجامعي بكونها شخصية متحفظة بعيدة عن الأضواء، وتقضي جل وقتها بين الكتب وإعداد البحوث، وتخرجت عام 1998.

المسار الاستخباراتي

شرعت في مسارها المهني وانضمت بعد تخرجها إلى جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "إم آي 6" عام 1999 وعملت ضابطة ميدانية مكلفة بتجنيد العملاء خارج بريطانيا.

كلفت بين عامي 2000 و2004 بمهمتها الاستخباراتية الأولى في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وبُعثت بصفتها سكرتيرة ثانية مسؤولة عن الشؤون الاقتصادية لوزارة الخارجية البريطانية وشؤون الكومنولث.

وتزامن وجودها هناك مع أحداث الغزو الأميركي للعراق، وشاركت في أعمال استخباراتية وملفات حساسة عدة، ما عزز خبرتها في التعامل مع الأزمات والتحديات الأمنية المعقدة في الشرق الأوسط.

وبعد استكمال مهمتها عادت إلى لندن نهاية عام 2004، لتنتقل إلى العمل في جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني الذي يعرف بـ"إم آي 5″ في إطار تبادل وظيفي مع جاهز الاستخبارات الخارجي.

شغلت منصب رئيسة المديرية "كاي"، التي تعنى بجمع المعلومات الاستخباراتية الخارجية لفهم التهديدات القادمة من دول مثل روسيا والصين وإيران، وتولت ملفات متعلقة بمكافحة الإرهاب في الفترة الممتدة من 2004 إلى 2006.

وفي أواخر 2006 استأنفت عملها ضمن جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "إم آي 6″، وترقت في المناصب وأصبحت في 2021 مديرة عامة للتكنولوجيا والابتكار، وهو المنصب الذي يشار إليه داخل الجهاز بحرف "كيو"، في إشارة إلى الشخصية التكنولوجية في سلسلة "جيمس بوند" البوليسية المشهورة.

الشعار الرسمي لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني المعروف بـ"إم16″ (الفرنسية)

وكانت أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ جهاز الاستخبارات البريطانية، واهتمت أثناء عملها بملفات الهجمات السيبرانية وعمليات التجسس التقني، وطورت أدوات تقنية واستخباراتية متقدمة تستخدم في التجسس.

وفي يونيو/حزيران 2025 أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تعيينها رئيسة للجهاز الاستخباراتي البريطاني، لتكون بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب في تاريخ الجهاز منذ تأسيسه عام 1909.

وقال ستارمر إنها أول رئيس للجهاز يكشَف عن اسمه علنا، ووصف هذا التعيين بـ"التاريخي"، مشيرا إلى أهمية الاستخبارات والأمن السيبراني بالنسبة لبلاده في مواجهة التهديدات الخارجية.

الأوسمة

حصلت في يونيو/حزيران 2024على وسام القديس ميخائيل والقديس جورج، وهو من أعلى الأوسمة البريطانية للسياسيين والدبلوماسيين.

وقد مُنحت هذا الوسام تقديرا لجهودها وخدماتها في وزارة الخارجية البريطانية والأجهزة الاستخباراتية في حفل عيد ميلاد الملك تشارلز الثالث.

مقالات مشابهة

  • تساؤلات وسخرية.. منتخب للسيدات يخسر 1-7 أمام فريق "للفتيان"
  • جيسوس يقترب من تدريب النصر
  • استشهاد امرأة برصاص قناص حوثي غربي تعز
  • فضيحة محرجة لمنتخب سيدات سويسرا بعد مباراة ضد فريق ناشئين
  • الوزير حيدر بحث مع البعريني ورستم شؤونا انمائية في عكار
  • فريق السويحلي بعد تتويجه بكأس السوبر يتوج بكأس ليبيا لكرة القدم داخل الصالات
  • "اتحاد القدم": تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز تدريب وطني متكامل
  • وفاة امرأة نتيجة انقطاع الكهرباء في عدن
  • وفاة امرأة في عدن جراء انقطاع الكهرباء
  • بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني