أوروبا حائرة بين العاصفة الفرنسية والبرق الأمريكي! أيّهما الأقوى؟
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
في حين أنّ طائرة "إف-35" تُمثّل منظومة من التقنيات التي تُركّز على التخفّي والاتصال، وتستطيع إطلاق النار قبل أن يتم رصدها، تتميّز طائرة رافال بقُدرتها على حمل أسلحة مُتنوّعة، وبمسيرتها التشغيلية المُتميّزة، بحسب خبراء عسكريين فرنسيين.
والمُقاتلتان الأقوى عالمياً هما محور الاهتمام اليوم في فرنسا وأوروبا، في أعقاب تصاعد المخاوف من تنامي العلاقات بين واشنطن وموسكو، وتخلّي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الاتحاد الأوروبي، الذي بات في سباق مع الزمن لتعزيز القُدرات العسكرية لدوله.
وتُمثّل إحدى المُقاتلتين فقط اعتماد أوروبا الاضطراري على الصناعة العسكرية للعم سام، أمّا الأخرى فهي فخر الصناعة الفرنسية، وباتت تلقى رواجاً واسعاً في دول أوروبية عدّة تسعى لتنويع واستقلالية قُدراتها الجوية. ويُمكن لهذه "العاصفة" الفرنسية أن تُثبت نفسها كبديل قوي لـِ "البرق" الأمريكي، حسبما أوردته مجلة "لو بوان" نقلاً عن خبراء.
F-35 américain contre Rafale français : quel est le meilleur avion ? https://t.co/aH9csY30xn
— Le Point (@LePoint) March 20, 2025 مُقارنة صعبةورغم أنّ المُقاتلتين حلّقتا بالفعل معاً وشاركتا في تدريبات مُشتركة، إلا أنّه لم يتسرّب شيء ملحوظ حول المُناورات بينهما، وأيّهما الأفضل أداءً. وتجعل القُدرة على التخفيّ من "إف-35" سلاحاً مثالياً لضرب مؤخرة قوات العدو، في ظلّ تزايد قوة الدفاعات الأرضية الجوية. بالمُقابل تتمتع طائرة رافال باستخدام مجموعة واسعة من الأسلحة، وقُدرتها على المناورة وموثوقيتها المُثبتة في التشغيل.
وأوضح كليمنت ماشيكورت، الكاتب الصحافي في مجلة "لو بوان" الفرنسية، والمُتخصص في شؤون الدفاع والأسلحة، في تقرير مُوسّع أنّ "طائرة (إف-35) تُوفّر التكامل في النظام البيئي العسكري الأمريكي والقُدرات التكنولوجية المُتطوّرة، في حين تُقدّم طائرة رافال حلاً أكثر استقلالية وتنوّعاً وربما أكثر فعالية من حيث التكلفة على المدى الطويل".
The F-35 sees first, strikes first and finishes the fight before the enemy can react. Unmatched. Unstoppable. Unrivaled. ⚡ pic.twitter.com/j5ZRnFTtTi
— F-35 Lightning II (@thef35) March 7, 2025 تحكّم أمريكيوتُوصف "إف-35"، وهي من الجيل الخامس، وحلّت محل "إف-16" القديمة، بأنّها "الطائرة المُقاتلة الأكثر فتكاً وقُدرة على البقاء والاتصال كسمة أساسية، وهي تُصنّع ضمن أكثر برنامج أسلحة مُكلف في العالم.
ويقول جان كريستوف نويل، الضابط السابق في القوات الجوية والباحث المُشارك في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: "إنّها طائرة تُشكّل محور شبكة لجميع الوظائف، من الخدمات اللوجستية إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية".
ولكن باعتبارها جهاز كمبيوتر طيران حقيقي، فإنّه يجب تحديث المُقاتلة إف-35" بشكل مُنتظم. واللافت أنّ كل طائرة منها تُرسل آلاف البيانات (كالسرعة، الارتفاع، حالة المحرك، وما إلى ذلك من معلومات أساسية) في الوقت الفعلي، والتي تتم معالجتها في الولايات المتحدة حصراً، لذا لا يمكن إخفاء أيّ شيء عن الدولة المُصنّعة.
وبالإضافة لذلك، فإنّه يُمكن للأمريكيين تفعيل زر التشغيل لإيقاف الطائرات على المُدرّجات. وبالتالي فإنّ عدم وجود تحديث هو ما يتسبب في فقدان الطائرة لقُدراتها وجعلها غير صالحة للإقلاع والاستخدام.
Alors que le F-35 est un concentré de technologies misant sur la furtivité et la connectivité, le Rafale a pour lui sa polyvalence et sa carrière opérationnelle.
Par @ClementMchrt
➡️ https://t.co/i34HctY4Ty pic.twitter.com/c6rkE5BMJN
وبالمُقابل، بدأت عملية تطوير رافال في ثمانينيات القرن الماضي لتحل محل طائرة ميراج الشهيرة. وهي طائرة مُتطوّرة، صُممت منذ البداية لتكون مُتعددة الإمكانات، أي قادرة على تنفيذ أنواع مختلفة من المهام العسكرية الفريدة: التفوّق الجوي، والردع النووي، والدعم الجوي الأرضي، والحرب المُضادّة للسفن، وغير ذلك الكثير. وتُعتبر رافال أحدث من طراز الجيل الرابع، ولكنّها ليست حديثة بما يكفي لتُصنّف ضمن الجيل الخامس.
ومن جهة أخرى، أصبح عدد مُتزايد من الدول يُدرك أنّ شراء طائرة "إف-35" يعني السير على حبل مشدود مع واشنطن التي تتحكّم بمُقاتلاتها، في حين تسمح طائرة رافال لهذه البلدان بالاستقلالية التّامة. وقد أصبح هذا البُعد الاستراتيجي حجة وازنة في المُفاوضات التجارية، وخاصة بالنسبة للدول التي تسعى إلى تنويع شراكاتها العسكرية، حسب تقرير لمجلة "لو بوان" الفرنسية.
✈️Après une traversée du désert, le Rafale, produit par Dassault, s'est imposé grâce à ses multiples capacités. L'avion de chasse peut tout faire dans un gabarit plutôt réduit. ➡️ https://t.co/ioMEVvF4fc
Par @ClementMchrt
???? @ThibaultCealic pic.twitter.com/nwcNjTOdIY
وتتسلّح طائرة "F-35A" بمدفع عيار 25 ملم ويُمكنها حمل صاروخين جو-جو وقنبلتين موجهتين من طراز "GBU-31". وفوق كل هذا، فالطائرة خفيّة، سطحها ومظهرها يسمحان لها بتجنّب اكتشافها بواسطة الرادار. لكنّ طائرة رافال تفتقر إلى هذه القُدرة على التخفّي، حيث يتم التضحية بها من أجل حمل أسلحة مختلفة في وقت واحد: صاروخ جو-جو بعيد المدى من طراز ميتيور، وصاروخ كروز سكالب، وقنابل موجهة بالليزر، ومدفع 30 ملم كامل التسليح.
وتُسلّط شركة داسو الفرنسية الضوء بانتظام على الموثوقية الممتازة لطائرة رافال، والتي تسمح بخفض تكاليف الصيانة بشكل كبير. وعلى العكس من ذلك، واجه تطوير طائرة "إف-35" العديد من النكسات. إذ لم تتمكّن الطائرة من الطيران في الطقس العاصف لفترة من الوقت، وهو ما أثار استغراباً فرنسياً من قبل خبراء عسكريين، حول إطلاق لقب "البرق" على المُقاتلة الأمريكية التي وقع لها منذ عام 2018، 11 حادثاً، مما أجبر الطيّارين في كثير من الأحيان على القفز بالمظلة في حالة الطوارئ.
✈️ARMES SUR LE FRONT. L’avion de combat Rafale, l’as français du multirôle
➡️https://t.co/ioMEVvF4fc
Par @ClementMchrt
ولغاية اليوم، تمّ إنتاج أكثر من 1110 طائرة من طراز "F-35"، فإلى جانب الولايات المتحدة، اتجهت 19 دولة إلى استخدام هذه المُقاتلات، وخاصة في أوروبا. ويعني زيادة عدد المُستخدمين وعدد الطائرات في الخدمة مزيداً من تبادل البيانات والآراء، وانخفاض تكاليف الإنتاج. ومن المقرر أن يبلغ مُعدّل الإنتاج المخطط له بحلول عام 2025، ما بين 170 إلى 190 طائرة.
وبالمُقابل، باعت شركة داسو أول طائرة رافال خارج فرنسا إلى مصر في عام 2015. ومنذ ذلك الحين، اختارت 8 دول هذه المُقاتلة، ومن المتوقع أن يصل مُعدّل إنتاجها إلى 25 طائرة عام 2025 مُقارنة بـ 21 طائرة في 2024. وعلى الرغم من تزايد الطلبات خاصة من أوروبا، هناك صعوبة في زيادة مُعدّل الإنتاج.
وبالإضافة إلى مصانع الطائرات الفرنسية، هناك حاجة أيضاً إلى 400 شركة فرنسية و7 آلاف شخص لتصميم 300 ألف جزء من طائرة رافال، مُقارنة بـ 1650 شركة و250 ألف موظف اتحدوا حول شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، لتصميم الطائرة "إف-35". ويعني هذا الاختلاف أنّ طائرة رافال تظل، بشكل عام، أكثر تكلفة من طائرة "إف-35".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا أوروبا واشنطن موسكو فرنسا أمريكا أوروبا روسيا طائرة رافال الم قاتلة على الم طائرة م من طراز التی ت
إقرأ أيضاً:
ما وراء ضباب الحرب: تحليل ادعاءات التفوق الجوي بين الهند وباكستان
لقد أشعل التصعيد الأخير الذي استمر أربعة أيام بين باكستان والهند، رغم قصر مدته، جدلا حادا، ليس فقط حول الصراع نفسه، بل وأيضا حول أبطاله الحقيقيين. وظهرت رواية غريبة من بعض الدوائر الفكرية والإعلامية الهندية مفادها أن الاشتباك لم يكن مواجهة مباشرة بين باكستان والهند، بل كان معركة بالوكالة بين الهند والصين. ومع ذلك، فإن هذا التأكيد يتناقض بشكل صارخ مع موقف باكستان القاطع، الذي ينسب الفضل إلى قواتها الجوية في الهجمات الصاروخية الحاسمة عالية التقنية وإسقاط ست طائرات هندية، بما في ذلك ثلاث طائرات رافال فرنسية متطورة. وتشير الدراسة النقدية لهذه الروايات المتنافسة إلى أن المنظور الباكستاني يقدم رواية أكثر دقة وإقناعا للأحداث، ويسلط الضوء على القدرات الاستثنائية للقوات الجوية الباكستانية (PAF) وطياريها.
الرواية الهندية: إعادة توجيه استراتيجية؟
إن ادعاء بعض الأوساط الهندية بأن الصين كانت الخصم الحقيقي في الصراع الأخير هو انحراف ملحوظ عن التحليل العسكري التقليدي. وتشير هذه الرواية إلى أن الأسلحة والتكتيكات المتطورة التي استخدمتها باكستان كانت في الأساس صينية في الأصل والتنفيذ، مما يقلل من دور باكستان ويحول التركيز إلى منافسة جيوسياسية أكبر. ورغم أن وجهة النظر هذه ربما تخفف من الانتكاسة التي لحقت بصورة الهند العسكرية، فإنها تثير عن غير قصد أسئلة أكثر مما تجيب عليها.
ادعاء بعض الأوساط الهندية بأن الصين كانت الخصم الحقيقي في الصراع الأخير هو انحراف ملحوظ عن التحليل العسكري التقليدي. وتشير هذه الرواية إلى أن الأسلحة والتكتيكات المتطورة التي استخدمتها باكستان كانت في الأساس صينية في الأصل والتنفيذ، مما يقلل من دور باكستان
لماذا تسعى الهند إلى إعادة صياغة المواجهة المباشرة مع جارتها المباشرة إلى حرب بالوكالة؟ أحد التفسيرات المعقولة هو الحاجة إلى إدارة التصور العام. فإن خسارة العديد من الطائرات، وخاصة طائرات رافال المشهورة، من شأنها أن تشكل ضربة قوية لهيبة أي قوة جوية. ويمكن اعتبار عزو هذه الخسائر إلى قوة عالمية متقدمة تقنيا مثل الصين، بدلا من منافس إقليمي، محاولة لتخفيف التأثير وصرف الانتقادات المتعلقة باستعداد الهند الدفاعي وقدراتها العملياتية. إنه يشير إلى إعادة توجيه استراتيجية للوم، بهدف الحفاظ على سرد التفوق العسكري الهندي في المنطقة.
موقف باكستان الثابت: تأكيد واضح على البراعة
على النقيض تماما من الرواية الهندية، حافظت باكستان على موقف ثابت لا لبس فيه. ورغم اعتراف باكستان بأن بعض مخزوناتها الدفاعية تتضمن أسلحة وتكنولوجيا متقدمة مصدرها حلفاء مثل الصين -وهي ممارسة شائعة بين الدول في جميع أنحاء العالم- فإنها تؤكد بقوة أن النجاح العملياتي ودقة الهجمات الصاروخية والبراعة التكتيكية التي أدت إلى إسقاط أحدث الطائرات الهندية كانت نتيجة كاملة للقدرات المحلية للقوات الجوية الباكستانية. هذا ليس مجرد ادعاء بملكية المعدات العسكرية، ولكنه إعلان قوي عن مهارة وتدريب وفطنة استراتيجية للطيارين والأطقم الأرضية.
بالنسبة لباكستان، كان هذا عرضا مباشرا لا يمكن إنكاره لقدراتها الدفاعية الجوية. ويتم التركيز بشكل كامل على العنصر البشري: الطيارون الذين نفذوا المهام، والفنيون الذين قاموا بصيانة الطائرات، والاستراتيجيون الذين خططوا للمواجهات. ويؤكد هذا الموقف الثقة العميقة في الجاهزية العملياتية للقوات الجوية الباكستانية وقدرتها على استخدام أصولها بشكل فعال، بغض النظر عن مصدرها.
القدرات المثبتة للقوات الجوية الباكستانية: ما وراء الأجهزة
تتمتع القوات الجوية الباكستانية بتاريخ طويل ومتميز من التميز المهني والاستعداد القتالي. وقد ساهمت برامجها التدريبية الصارمة، وجهودها المستمرة في التحديث، ومشاركتها في التدريبات الدولية المعقدة، في صقل قدراتها إلى درجة عالية. وفي حين أن الوصول إلى المنصات والتقنيات المتقدمة أمر بالغ الأهمية بلا شك في الحرب الحديثة، فإن إتقان هذه الأنظمة، إلى جانب التنفيذ التكتيكي المتفوق، هو الذي يحدد النجاح في النهاية. ويؤكد المبدأ العملياتي للقوات الجوية الباكستانية على المرونة والقدرة على التكيف والتكامل الفعال لمختلف أصول الدفاع الجوي. ولا يشمل ذلك الطائرات المقاتلة فحسب، بل يشمل أيضا أنظمة الرادار المتطورة، ومنصات الإنذار المبكر، وشبكات الدفاع الجوي الأرضية. ويشير سيناريو الصراع الأخير، كما هو موصوف، إلى تنسيق سلس بين هذه العناصر، مما يسمح للقوات الجوية الباكستانية باكتشاف التهديدات الواردة وتتبعها والتعامل معها بدقة ملحوظة. إن هذا المستوى من التآزر التشغيلي هو شهادة على سنوات من التدريب الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي، وليس مجرد نشر التكنولوجيا الأجنبية.
عامل رافال: اختبار للتفوق الجوي الحقيقي
لعل الدليل الأكثر إقناعا الذي يدعم الرواية الباكستانية هو إسقاط ثلاث طائرات رافال الفرنسية. وتعتبر طائرة رافال على نطاق واسع واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة متعددة الأدوار تقدما في العالم، وهي مجهزة بأحدث الأجهزة الإلكترونية وأنظمة الرادار والقدرات التسليحية. وقد اعتبر استحواذ الهند عليها بمثابة ترقية كبيرة لقوتها الجوية، بهدف توفير ميزة حاسمة في التفوق الجوي الإقليمي.
وإن فكرة إمكانية تحييد هذه الطائرات المتطورة للغاية في القتال، وخاصة بهذا العدد الكبير، تتحدث كثيرا عن قدرات القوة المعارضة. وتحقيق القوات الجوية الباكستانية لمثل هذا الإنجاز لا يؤكد فعالية منصاتها فحسب، بل الأهم من ذلك أنه يسلط الضوء على المهارة الاستثنائية والتفوق التكتيكي لطياريها. ومواجهة وهزيمة مقاتلات من الجيل الرابع أو أكثر مثل رافال لا يتطلب فقط تكنولوجيا مماثلة، بل يتطلب أيضا تدريبا متفوقا للطيارين، ووعيا بالموقف، والقدرة على استغلال المزايا التكتيكية العابرة. وسيكون ذلك بمثابة إشارة واضحة إلى أن طياري القوات الجوية الباكستانية ليسوا مجرد مشغلين لمعدات أجنبية، بل هم محترفون يتمتعون بمهارات عالية وقادرون على التفوق على الخصوم الأكثر تقدما في المناورة والقتال.
التداعيات الاستراتيجية والديناميكيات الإقليمية
إنّ تداعيات انتصار باكستان المُعلن في هذه المعركة الجوية عميقة. بالنسبة لباكستان، فإن ذلك من شأنه أن يعزز مكانتها كقوة جوية إقليمية هائلة، قادرة على الدفاع عن مجالها الجوي ضد أي عدوان. ومن شأن ذلك أن يرفع الروح المعنوية الوطنية ويعزز ثقة الجمهور في قواتها المسلحة. ومن الناحية الاستراتيجية، فإن ذلك من شأنه أن يشكل رادعا قويا، ويرسل إشارة إلى أي معتد محتمل بأن تكلفة المغامرة العسكرية ضد باكستان سوف تكون باهظة للغاية.
محاولة نسب الخسائر إلى الصين، رغم أنها ربما تكون إجراء قصير الأمد لحفظ ماء الوجه، من شأنها في نهاية المطاف أن تقوض مصداقية تقييماتها العسكرية والاستخباراتية. كما أنه سيثير تساؤلات حول فعالية عمليات الاستحواذ الدفاعية عالية التكلفة والتكامل التشغيلي للمنصات الجديدة
بالنسبة للهند، سيتطلب ذلك التأمل الجاد في استراتيجيات المشتريات الدفاعية، وتدريب الطيارين، والاستعداد العسكري الشامل. وإن محاولة نسب الخسائر إلى الصين، رغم أنها ربما تكون إجراء قصير الأمد لحفظ ماء الوجه، من شأنها في نهاية المطاف أن تقوض مصداقية تقييماتها العسكرية والاستخباراتية. كما أنه سيثير تساؤلات حول فعالية عمليات الاستحواذ الدفاعية عالية التكلفة والتكامل التشغيلي للمنصات الجديدة.
ما وراء الأجهزة: العنصر البشري الحاسم
في نهاية المطاف، ورغم اعتماد الحرب الحديثة بشكل كبير على التكنولوجيا، إلا أنها في جوهرها صراعٌ بين المهارة البشرية والتصميم. وفي حين أن الأسلحة المتقدمة توفر ميزة حاسمة، فإن الطيارين الذين يقودون الطائرة، والقادة الذين يتخذون القرارات الاستراتيجية، والأطقم الأرضية التي تضمن الاستعداد التشغيلي، هم الذين يحددون حقا نتيجة المعارك.
وإن تأكيد باكستان على أن الفضل في الهجمات الصاروخية عالية التقنية وإسقاط الطائرات الهندية يعود إلى القوات الجوية الباكستانية هو تذكير قوي بهذه الحقيقة الأساسية. ويؤكد أنه على الرغم من إمكانية الحصول على التكنولوجيا الأجنبية، فإن القدرة على دمجها وتدريب الأفراد إلى أقصى إمكاناتها ونشرها بفعالية في القتال هي قدرة محلية.
والنجاح الذي تحقق ضد منصات متقدمة مثل رافال يشكل دليلا واضحا ومقنعا على القدرات والإمكانات غير العادية التي يتمتع بها طيارو القوات الجوية الباكستانية، مما يدل على أن مهارتهم وشجاعتهم وبراعتهم التكتيكية هي العوامل الحقيقية التي تغير قواعد اللعبة في مسرح الحرب الجوية المعقد. وبالتالي، يبدو أن سرد التدخل الصيني هو تحويل مناسب، وفشل في الاعتراف بالواقع الذي لا يمكن إنكاره للقوة العسكرية الباكستانية.