مشروع بـ500 مليون دولار لحرق النفايات يثير الجدل في العراق
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
بغداد – في بلد يعاني منذ عقود من نقص مزمن في الطاقة، ويعتمد بشدة على استيراد الكهرباء والغاز من إيران، اتخذ العراق خطوة غير مسبوقة في سعيه نحو الطاقة النظيفة. فقد أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الخميس الماضي، مشروعا رائدا لتوليد الطاقة من النفايات بقدرة تصل إلى 100 ميغاوات في منطقة النهروان جنوب شرق بغداد، وسط تساؤلات حول جدوى المشروع اقتصاديا وبيئيا.
وقال وزير الكهرباء زياد علي فاضل إن عقد تنفيذ المشروع وقّع مع شركة شنغهاي "إس يو إس" (SUS) الصينية لتقديم أول نموذج في العراق لمعالجة نحو 3 آلاف طن من النفايات يوميا، وتوليد طاقة كهربائية تصل إلى 100 ميغاوات في النهروان.
ويأتي هذا المشروع في وقت يسعى فيه العراق لإيجاد بدائل محلية للحصول على الغاز، بعد قرار الولايات المتحدة إنهاء الاستثناء الذي كانت تمنحه لبغداد لاستيراد الغاز من إيران.
صديق للبيئةوأوضح وزير الكهرباء أن تكلفة مشروع تحويل النفايات إلى طاقة تبلغ 497 مليونا و985 ألف دولار، على أن تُستكمل أعماله خلال عامين، وتُمنح الشركة الصينية حق الاستثمار فيه لمدة 25 عاما.
وأضاف فاضل، في تصريح للجزيرة نت، أن وزارة الكهرباء قدمت دعما كبيرا للمشروع من خلال التزامها بشراء الطاقة المنتجة بأسعار مدعومة ومحفّزة، بهدف تقليل الأثر البيئي الناتج عن تراكم النفايات.
إعلانودعا الوزير محافظات العراق إلى تخصيص أراضٍ مناسبة لإنشاء مشاريع مماثلة للتخلص من النفايات بطرق آمنة، مشيرا إلى أن هذا المشروع يُعد واعدا على مستوى الحد من التلوث الناتج عن الحرق العشوائي.
وأوضح أن المشروع استثماري بالكامل، إذ وفّرت الحكومة الأرض مجانا، وتتولى أمانة بغداد يوميا تسليم نحو 3 آلاف طن من النفايات إلى المحطة.
وأكد فاضل أن المشروع من الجيل الرابع وصديق للبيئة، وأن الشركة المنفذة تُعد من بين أفضل 3 شركات عالمية متخصصة في هذا المجال. كما كشف عن قرب طرح مشروع ثانٍ في منطقة أبو غريب بعد استكمال الإجراءات الحكومية.
ولطالما اعتمد العراق على استيراد الكهرباء والغاز من إيران، لا سيما خلال ذروة الصيف، بفضل الإعفاءات الأميركية المتكررة. وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، وقّع العراق اتفاقا مع تركمانستان لاستيراد 20 مليون متر مكعب يوميا من الغاز عبر شبكة الأنابيب الإيرانية، لكن التنفيذ تأخر بسبب مشاكل فنية، وفقا لوزارة الكهرباء.
إعادة تدوير النفاياتورغم أهمية المشروع، يرى بعض المختصين أن العراق ربما يخسر فرصة أكبر إن لم يستثمر في إعادة التدوير أولا.
ويقول مازن السعد، خبير الطاقة المتجددة، إن حرق النفايات لا يمثل الخيار الأمثل للعراق، الذي يمكنه تحقيق عوائد اقتصادية أكبر من إعادة التدوير.
وأوضح السعد، في حديث للجزيرة نت، أن إنشاء محطة لحرق النفايات يحتاج لوقت طويل، وأن حرق 3 آلاف طن يوميا لإنتاج 100 ميغاوات قد يكون اقتصاديا فقط إذا تحمل المستثمر كامل التكاليف، من الجمع وحتى الإنتاج.
وأشار إلى أن إعادة تدوير الورق والبلاستيك والمعادن والخشب، قد تدر على العراق ثروات كبيرة وتنعش صناعات متعددة، كما تسهم في إنتاج الأسمدة العضوية محليا بدلا من استيرادها.
إعلانوحذر السعد من أن تكلفة إنتاج 100 ميغاوات عبر الحرق مرتفعة جدا، خاصة بسبب الفلاتر اللازمة لجعل الغازات المنبعثة صديقة للبيئة. ودعا إلى تأجيل خيار الحرق إلى ما بعد تحقيق الاكتفاء من عمليات التدوير، وعندها يمكن استغلال الفائض لإنتاج الكهرباء بطريقة عملية ومستدامة.
وفي ظل التحديات المتزايدة في قطاع الطاقة، يرى خبراء أنه يتعين على العراق الموازنة بين الحلول السريعة والفرص الاقتصادية طويلة الأمد. وبين من يرى المشروع قفزة بيئية، ومن يعتبره هدرا لثروة قابلة لإعادة التدوير، تبقى الإجابة رهنا بنتائج التطبيق على أرض الواقع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان من النفایات آلاف طن
إقرأ أيضاً:
مانشستر يونايتد يثير الجدل بمنع طباعة أسماء رونالدو وبيكهام وكانتونا على القمصان الرسمية
أثار نادي مانشستر يونايتد موجة من الغضب بين جماهيره بعد قرار منع طباعة أسماء ثلاثة من أساطير الفريق على القمصان الرسمية في متجر النادي، وهم: كريستيانو رونالدو، ديفيد بيكهام، وإريك كانتونا، لأسباب تتعلق بحقوق ترخيص الأسماء التجارية.
وكشفت تقارير إعلامية بريطانية أن النادي غير قادر على استخدام أسماء هؤلاء النجوم في الطباعة على المنتجات الرسمية دون اتفاقيات ترخيص قانونية مسبقة، نظرًا لأن كل منهم يحتفظ بحقوق استخدام اسمه التجاري بشكل مستقل.
وجاءت ردود الفعل الغاضبة عقب محاولة بعض المشجعين تخصيص قمصانهم بأسماء الأساطير، ليتفاجأوا برسالة على شاشات الطباعة داخل المتجر تقول: "بسبب قيود الترخيص، لا يمكننا طباعة هذه الأسماء."
القرار قوبل بانتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض "خطوة مخيبة" و"تنكرًا لتاريخ النادي"، خاصة أن اللاعبين الثلاثة يشكلون رموزًا لا تُنسى في تاريخ مانشستر يونايتد، وأسهموا في صناعة أمجاد الفريق خلال فترات مختلفة.
ورغم أن الجانب القانوني للقرار واضح من حيث الالتزام بحقوق الأسماء، إلا أن الجماهير طالبت الإدارة بضرورة التحرك العاجل لإيجاد حلول ودية أو توقيع اتفاقيات تضمن عودة طباعة هذه الأسماء، بما يحفظ العلاقة التاريخية بين النادي ونجومه السابقين، ويحترم مشاعر المشجعين الذين لا يزالون يحتفون بهم حتى اليوم.
يذكر أن كريستيانو رونالدو يُعد أحد أبرز اللاعبين في تاريخ الفريق بفضل إنجازاته الكبيرة، بينما يُجسد بيكهام وكانتونا عصرًا ذهبيًا في مسيرة الشياطين الحمر، ما يجعل استبعاد أسمائهم من القمصان الرسمية أمرًا مستهجنًا في نظر عشاق النادي.