الجري لمسافات طويلة قد “يأكل” دماغك!
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
إسبانيا – أكدت دراسة إسبانية حديثة ظهور تغيرات مدهشة في أدمغة العدائين أثناء الجري لمسافات طويلة في ظروف قاسية.
وفحص باحثون في إسبانيا أدمغة أشخاص قبل وبعد خوضهم سباق ماراثون، ووجدوا أن العدائين شهدوا انخفاضا ملحوظا لكنه مؤقت في مادة المايلين في مناطق معينة من الدماغ. ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج توحي بأن الدماغ قد يستخدم الدهون المخزنة في المايلين كمصدر طارئ للطاقة عند تعرضه للإجهاد الشديد.
ويعد الماراثون اختبارا شاقا للتحمل، حيث يقطع المشاركون فيه مسافة 26.2 ميلا (حوالي 42.2 كيلومتر). وخلال الجري لمسافات طويلة أو ممارسة أي تمرين رياضي طويل الأمد، يعتمد الجسم في البداية على الكربوهيدرات المخزنة (الجلوكوز) كمصدر رئيسي للطاقة. لكن عندما تنفد هذه المخزونات، يبدأ الجسم في استهلاك الدهون المخزنة بدلا منها. وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على القوارض أن الدماغ يمكنه استخدام المايلين كمصدر بديل للدهون عند الحاجة.
والمايلين (أو النخاعين)، هو مادة تغلف الخلايا العصبية في الدماغ، ما يساعد على تسريع عملية الاتصال بينها، وهو يتكون أساسا من الدهون، حيث تتراوح نسبتها فيه بين 70% و80%.
ولاختبار هذه الفرضية، قام الباحثون بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لعشرة عدائين شاركوا في سباقات ماراثون في المدن والجبال، وذلك قبل السباق بيومين على الأكثر. ثم خضع جميعهم للفحص مرة أخرى بعد يوم أو يومين من الماراثون، كما أجري لبعضهم مسح إضافي بعد أسبوعين وشهرين من السباق.
وقبل الماراثون، كانت مستويات المايلين متشابهة لدى جميع العدائين (بناء على مؤشر بيولوجي غير مباشر). لكن بعد السباق، لوحظ انخفاض “كبير” في مستويات المايلين في مناطق معينة من الدماغ مسؤولة عن التنسيق الحركي والاندماج الحسي والعاطفي.
وعندما خضع العداؤون للفحص بعد أسبوعين، ارتفعت مستويات المايلين جزئيا، لكنها لم تعد إلى حالتها الطبيعية تماما. وبعد شهرين، عادت المستويات إلى خط الأساس الذي كانت عليه قبل الماراثون.
وكتب الباحثون: “تشير هذه النتائج إلى أن محتوى المايلين في الدماغ يتناقص بشكل مؤقت وقابل للعكس بسبب التمارين الرياضية الشديدة، وهي نتيجة تتماشى مع الأدلة الحديثة من دراسات القوارض”، ما يدعم الفكرة القائلة بأن الدهون الموجودة في المايلين يمكن أن تستخدم كمخزون طاقي في حالات الحاجة القصوى.
ورغم أهمية هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن حجم العينة كان صغيرا، ما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيدها وفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق إذا كانت بالفعل صحيحة.
وما يزال من غير المعروف ما إذا كان الدماغ يستخدم المايلين بطرق مختلفة وفقا لنوع الضغط أو النشاط البدني. على سبيل المثال، هل يمكن أن تؤدي أنواع أخرى من التمارين الطويلة أو الضغوطات المختلفة إلى سحب المايلين من مناطق أخرى في الدماغ؟.
وشدد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات إضافية لمعرفة ما إذا كان هذا الانخفاض المؤقت في المايلين يؤدي إلى تغييرات جسدية أو معرفية مؤقتة.
ويمكن لدراسة هذه الظاهرة أن تساعد الباحثين على فهم كيفية استهلاك الدماغ للطاقة في حالات أخرى، مثل بعض الأمراض العصبية التنكسية التي ترتبط بفقدان دائم للمايلين.
نشرت الدراسة في مجلة Nature Metabolism.
المصدر: Gizmodo
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
علاجات مختصرة تحسن حالات مرضى السرطان.. ماذا نعرف عنها؟
تشير دراستان جديدتان إلى أن المصابين ببعض أنواع السرطان قد تتحسن حالتهم بعد تلقيهم العلاج الإشعاعي لفترة أقصر أو بعد عمليات جراحية أقل خطورة، بنفس قدر تحسنهم بالعلاجات المعتادة.
وأفاد الباحثون في دورية "جاما أونكولوجي" أنه بالنسبة للرجال الذين يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي بعد جراحات استئصال سرطان البروستاتا، قد يكون العلاج الإشعاعي بجرعات عالية لخمس جلسات فقط، المعروف باسم العلاج الإشعاعي التجسيمي، موثوقًا مثل جلسات العلاج الإشعاعي التقليدية التي يخضع لها المريض يوميًا لمدة تصل إلى سبعة أسابيع.
ويعد العلاج الإشعاعي التجسيمي علاجًا معروفًا لسرطان البروستاتا، إلا أن استخدامه بعد استئصال البروستاتا الجذري كان محدودا بسبب المخاوف المتعلقة بتغير مكان البروستاتا والأنسجة السليمة القريبة.
وتابع الباحثون في الدراسة 100 رجل تلقوا العلاج الإشعاعي التجسيمي. وكانت النتائج والآثار الجانبية بعد عامين من العلاج مشابهة لتلك التي رصدها الباحثون سابقا لدى المرضى الذين تلقوا علاجات على فترات أطول.
وقال الطبيب أمار كيشان، الذي قاد فريق الدراسة في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا فيلوس أنجلوس، في بيان: "هذا النهج قد يزيل عائقا كبيرا أمام العلاج الإشعاعي بعد الجراحة"، إذا أكدت الدراسات العشوائية والمتابعة لفترات أطول هذه النتائج.
وأفاد فريق منفصل من الباحثين في دراسة نشرتها دورية "جاما نيتوورك أوبن" بأن المصابات بسرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة منخفضة الخطورة تتحسن حالتهن بعد عملية لاستئصال الرحم فقط، مثلما تتحسن بعد الاستئصال الجذري للرحم وعنق الرحم.
ومن بين 2636 مريضة تم اختيارهن بعناية وعولجن في مستشفيات معتمدة من سرطان عنق الرحم، حيث كان حجم الورم بين سنتيمترين أو أقل وخمسة سنتيمترات، لم يكن هناك فرق في معدلات النجاة بعد ثلاث أو خمس أو سبع أو عشر سنوات أو في نتائج الجراحة بأنواعها الثلاثة.