ما هو مرض القهم العصبي وتأثيره على الدماغ؟
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعاني الكثير من الناس من مرض غريب وهو القهم العصبي وهو حالة نفسية خطيرة تتمثل في قلة الأكل والخوف من اكتساب الوزن وتصور مضلل لشكل الجسم، يواجه المرضى خطورة متزايدة للإصابة بالقلق الشديد والاكتئاب وسوء التغذية، ووفقا لـsciencealert تبرز “البوابة نيوز” كل المعلومات عنه.
وأجريت دراسة جديدة، قد ينشأ القهم العصبي ولو جزئيًا عن تغيرات في وظيفة النواقل العصبية في دماغ المريض، ويمثل هذا الاكتشاف منظورًا قيمًا لكيفية حدوث هذه الحالة التي لم يُفهم أصلها وآلية حدوثها بالكامل بعد، ما قد يساعد على إيجاد طرق أفضل لمعالجتها، وربط بحث سابق القهم العصبي بتغيرات جذرية في بنية الدماغ، وقد ربطتها الدراسات التي أُجريت على الفئران بنقص الناقل العصبي أستيل كولين في الجسم المخطط، الذي يؤدي دورًا أساسيًا في نظام الدافع والمكافأة في الدماغ.
وركزت الدراسة على نوع من مستقبلات البروتين في الجملة العصبية المركزية يسمى المستقبل الأفيوني ميو، هذه المستقبلات جزء من نظام أفيوني معقد في الدماغ، يدعم التحكم في سلوك الأكل سواء للاغتذاء أو للمتعة، ويشير الباحثون إلى ارتباط القهم العصبي الوثيق مع ارتفاع مستويات المستقبل الأفيوني ميو في مناطق الدماغ المرتبطة بمعالجة المكافأة.
وتقول الدراسة: “ينظم النقل العصبي الأفيوني الشهية والمتعة في الدماغ، وقد كانت المستويات الأفيونية في دماغ المصابين بالقهم العصبي مرتفعة مقارنةً بها لدى الأصحاء، واظهرا سابقًا أن النشاط الأفيوني ينخفض لدى البدينين، ويحتمل أن نشاط هذه الجزيئات ينظم نقصان الشهية وزيادتها"، والدراسة اقيمت على 13 مريضة بالقهم العصبي، أعمارهن تتراوح بين 18 و32 سنة، مؤشر كتلة الجسم لديهن أقل من 17.5، وشُخصت حالتهن قبل أقل من سنتين، وقارن الباحثون أولئك المريضات بـ 13 أنثى سليمة أعمارهن بين 18 و32 سنة، لكن مؤشر كتلة الجسم لديهن بين 20 و25، وليس لديهن اضطرابات في الأكل أو تاريخ مرضي للبدانة.
وقاست الدراسة توافر المستقبل الأفيوني ميو باستخدام التصوير المقطعي بإصدار البوزترون (PET)، واستخدموا هذا التصوير لقياس استهلاك أدمغة المشاركين للغلوكوز، ويحتاج الدماغ البشري إلى الكثير من الطاقة، إذ تبلغ حصته نحو 20% من استهلاك الطاقة الإجمالي للفرد، أراد الباحثون اكتشاف كيفية تأثر حصة الدماغ من الطاقة لدى مرضى القهم العصبي الذين لا يحصلون على طاقة كافية، ووجد الباحثون أن الدماغ يحصل على الأولوية، وقد استمر في الحصول على مؤونته المعتادة حتى عندما لم يوجد ما يكفي من الغلوكوز لبقية الجسم.
واستهلكت أدمغة مرضى القهم العصبي كمية غلوكوز مشابهة لاستهلاك عينات المقارنة لدى الأصحاء، ومع أن انخفاض الوزن يشكل عبئًا فيزيولوجيًا من نواحٍ عدة، فإن الدماغ يحاول حماية نفسه والمحافظة على قدرته على العمل أطول فترة ممكنة، ويقول الباحثون إن ارتباط القهم العصبي بارتفاع مستويات المستقبل الأفيوني ميو، في حين بقي استهلاك الدماغ للغلوكوز على حاله، قد يشير إلى أن النظام الأفيوني الداخلي للجسم أحد العوامل المؤسسة للقهم العصبي.
وتأثير التنظيم التصاعدي لتوافر المستقبل الأفيوني ميو في حالات القهم العصبي صورة معكوسة لتنظيمه التنازلي المشاهد في حالات البدانة، وقد أظهرت دراسات سابقة تنظيمًا تصاعديًا لتلك المستقبلات في أعقاب خسارة الوزن، ويعترف الباحثون بوجود حدود للدراسة، فمن جهة، جميع العينات المدروسة من الإناث، لأن القهم العصبي أشيع لدى الإناث، لكن هذا يعني أن النتائج لا تنطبق على الذكور، ومن ناحية أخرى فإن حجم العينة صغير إذ تشمل فقط 13 مريضة بالقهم و13 عينة مقارنة.
وتجنب الباحثون إجراء استطلاع بخصوص سلوكيات الأكل، نظرًا إلى حساسية مرضى القهم العصبي تجاه هذا النوع من الأسئلة، لذلك لم تتمكن الدراسة من ربط التغيرات في وفرة المستقبلات الأفيونية ميو واستهلاك الدماغ للغلوكوز مع العادات الغذائية للمرضى، ويبقى غير واضح إن كان التغير الملاحظ في الأنظمة الأفيونية للمرضى سببًا أم نتيجة للقهم العصبي، وتبقى الحاجة للمزيد من البحث قائمة، لكن الدراسة توضح وجود صلة قوية ومقنعة، وتشير إلى آليات منطقية لحدوث القهم نظرًا إلى ما نعرفه عن دور الدماغ في الحمية والمزاج.
وينظم الدماغ الشهية والاغتذاء وترتبط التغيرات في وظيفة الدماغ بكل من السمنة وانخفاض الوزن، ولما كانت التغيرات في النشاط الأفيوني في الدماغ ترتبط أيضًا بالقلق والاكتئاب، فقد تفسر اكتشافاتنا الأعراض العاطفية والتقلبات المزاجية المرافقة للقهم العصبي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
من المغنيسيوم إلى فيتامين د.. 8 عناصر غذائية فعّالة لتعزيز الذاكرة ومكافحة التدهور العقلي
يُعد دماغنا من أقوى أعضاء الجسم، ومثل باقي أعضاء الجسم، يحتاج إلى العناصر الغذائية المناسبة للحفاظ على نشاطه وتركيزه وصحته. ومع ذلك، مع تزايد التوتر والشيخوخة وتحديات نمط الحياة، يواجه الكثير من الناس فقدان الذاكرة وضبابية الذهن والإرهاق الذهني هذه الأيام ولكن، هناك عناصر غذائية معينة تحمي الدماغ وتساعد على مكافحة التدهور العقلي.
أطعمة تُعزز صحة الدماغتساعد هذه العناصر الغذائية القوية على تقليل الالتهاب، ودعم وظائف خلايا الدماغ، وتحسين التركيز، وحتى إبطاء التدهور العقلي المرتبط بالعمر لذا، فإن تضمين هذه العناصر الغذائية في نظامك الغذائي اليومي يُمكن أن يُحسّن ذاكرتك وصحة دماغك بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. إليك بعض هذه العناصر الغذائية المهمة والأطعمة الغنية بها:
المغنيسيوم
يلعب المغنيسيوم دورًا مهمًا في وظائف الدماغ وتنظيم المزاج. فهو يُساعد على تنشيط النواقل العصبية المسؤولة عن التواصل بين خلايا الدماغ. عندما تنخفض مستويات المغنيسيوم في الجسم، يرتبط ذلك بضعف التركيز والقلق ومشاكل الذاكرة. كما يدعم المغنيسيوم اللدونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على التكيف والنمو.
من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم: الخضراوات الورقية، والمكسرات، والبذور، والحبوب الكاملة. قد يساعد تناول مكملات المغنيسيوم أيضًا في تقليل ضبابية الدماغ وتحسين الأداء الإدراكي.
أحماض أوميغا 3 الدهنية
تُعد أحماض أوميغا 3، وخاصةً حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، مهمة لبنية الدماغ وأدائه السليم. فهي تساعد في بناء أغشية الخلايا وتدعم تواصل خلايا الدماغ. وقد وجدت دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة "المغذيات" أن تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية بانتظام يزيد من قدرة الفرد على التعلم والذاكرة والصحة الإدراكية وتدفق الدم إلى الدماغ. تُقلل هذه الدهون الصحية من التهاب الدماغ، ويمكن أن تساعد أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر.
من الأطعمة الغنية بأوميغا 3: الأسماك الدهنية مثل السلمون، وبذور الشيا، والجوز. الكاتيكين
فيتامين هـ
فيتامين هـ هو مُضاد أكسدة قابل للذوبان في الدهون، ويحمي خلايا الدماغ من الإجهاد التأكسدي. يُدعم تناول فيتامين هـ بانتظام صحة الدماغ من خلال الحفاظ على أغشية الخلايا وتقليل الأضرار المرتبطة بالعمر. تشير دراسة أجريت عام ٢٠١٤ إلى انخفاض معدل التدهور المعرفي سنويًا لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من فيتامين هـ (من النظام الغذائي والمكملات الغذائية) مقارنةً بمن يتناولون كميات قليلة منه. يتوفر هذا العنصر الغذائي المهم المُعزز للدماغ بكثرة في المكسرات والبذور والسبانخ والأفوكادو.
فيتامين د
يُطلق عليه غالبًا اسم "فيتامين أشعة الشمس"، وهو مهم أيضًا لنمو الدماغ ووظائفه بشكل سليم يرتبط انخفاض مستويات فيتامين د باضطرابات المزاج وفقدان الذاكرة وزيادة خطر الإصابة بالخرف. يساعد فيتامين د في تنظيم الجهاز العصبي ويدعم التواصل بين خلايا الدماغ. يمكن امتصاص فيتامين د من خلال أشعة الشمس، ولكن يمكن الحصول عليه أيضًا من الأسماك الدهنية والأطعمة المدعمة والمكملات الغذائية.
فيتامين ب12
يُعد فيتامين ب12 ضروريًا لصحة الأعصاب الجيدة ووظائف الدماغ السليمة. على العكس من ذلك، يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب12 إلى مشاكل في الذاكرة والإرهاق وحتى الاكتئاب.
يدعم فيتامين ب12 إنتاج النواقل العصبية ويساعد في تكوين الغلاف الواقي للأعصاب فيتامين ب12 عنصر غذائي قابل للذوبان في الماء، لذا يجب تناوله بانتظام. يوجد بشكل رئيسي في المنتجات الحيوانية كاللحوم والبيض ومنتجات الألبان، مما يجعل تناول المكملات الغذائية أمرًا مهمًا للنباتيين والنباتيين الصرف.