يمن مونيتور:
2025-06-20@04:45:11 GMT

السعودية تخلع معطفها القديم

تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT

السعودية تخلع معطفها القديم

في عالم السياسة، لا شيء يحدث مصادفة، وحين يتغير خطاب بحجم الإعلام السعودي الرسمي، فذلك لا يعد مجرد تعديل في النشرة، بل انقلاب في البوصلة، منذ شهور وأنا أتابع هذا التحول الغريب، جميل في بعضه، مربك في توقيته، ومذهل في إيقاعه المتصاعد، القناة السعودية الأولى، التي اعتادت لعقود أن تتجنب الاقتراب من حدود السياسة الإقليمية المشتعلة، باتت تتكلم كما لو أن داخلها قناة عربية ثائرة أطلق سراحها

في قلب شاشة الإخبارية الرسمية، تقرير عن هتلر العصر نتنياهو بلغة حادة، ويدك الكيان الصهيوني بلغة كانت محظورة في الإعلام الخليجي لعقود، باستثناء الإعلام القطري، واللافت أن هذا الخطاب لا يظهر عرضا، بل هو مستمر منذ أسابيع في هذه القناة تحديدا، التي تعبر بشكل مباشر عن التوجه الرسمي

وفي الوقت ذاته، كانت القناة تبث مقابلات مع معتمرين سودانيين من قلب الحرم المكي، يدعون للبرهان بالنصر، ويشاركهم الدعاء الصحفي السعودي ذاته، المشهد لا يحتمل التأويل، الرسالة واضحة، السعودية اختارت طرفا في الصراع، دون مواربة، ولا لغة رمادية، كما أن وزير الخارجية السوداني قال أن المملكة أبلغتهم أنها ستتكفل بكل احتياجات السودان لمدة ستة أشهر ،،

حتى المعرفات السعودية ذات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين بارزين، لم تعد تغرد خارج السياق الجديد، تحول خطابها بشكل لافت ليواكب التوجه الرسمي، تبنت نبرة دعم واضحة للجيش السوداني، وقبلها انفتاحا كبيرا تجاه السلطة السورية، هذا التحول في المزاج الرقمي يعكس أن التغيير لم يعد مقتصرا على القنوات الرسمية، بل أصبح يشمل الوعي العام الموجه أيضا

منذ متى تفعل السعودية ذلك، منذ متى يتحدث إعلامها بلهجة الجزيرة، دون أن تكون الجزيرة، هناك شيء يتغير، لا في الشاشة فقط، بل في القصر

منذ عام 2011، وأنا أتابع الإعلام السعودي حين أنشأت أول صفحة لي على تويتر،، كما عملت مراسلا لصحيفة الاقتصادية لعام ونصف من صنعاء ، كان الإعلام السعودي أقرب إلى متحف رسميات، لا يعادي ولا يناصر، كان حياديا إلى درجة البرود.

.

اليوم، لم يعد كذلك

الخطاب تغير

اللهجة تغيرت

كما أن تجربتي المهنية في مجال رصد وتحليل المحتوى، والتي امتدت لست سنوات، تجعلني أقرأ هذا التحول في الخطاب السعودي بدقة، ما يحدث في المنصات الرقمية، خصوصا عبر المعرفات الأعلى متابعة، بما فيها حسابات صحفيين وإعلاميين مؤثرين، ليس مجرد تفاعل لحظي، بل هو تحول موجه ومتدرج في المزاج العام، يعكس انسجاما مع التوجه الرسمي الجديد

هذا التغير لم يأت ارتجالا، بل يظهر بوضوح أن هناك إعادة تموضع شاملة في الخطاب، تتجاوز الإعلام الرسمي لتصل إلى وعي الجمهور عبر أدواته اليومية..

قبل أيام، ظهر عيدروس الزبيدي في خطاب تهديدي فج تجاه قبائل حضرموت، خطاب لم يأت من فراغ، بل من أزمة ثقة تتعمق بين مشروعه والمكون القبلي في الشرق، بعدها بأيام فقط، يظهر وزير الدفاع السعودي في لقاء مباشر مع رئيس حلف قبائل حضرموت

الرسالة لا تحتاج إلى محلل استراتيجي

في الملف السوري، الخطاب السعودي أقرب إلى نبض الشعب، منه إلى الخط الرسمي للدولة، أحيانا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين خطاب قناة الجزيرة حين تتحدث عن القضايا الكبرى..

من كان يتوقع أن تتحدث القنوات السعودية بهذا الوضوح عن الغارات والاحتلالات والحق الفلسطيني، بهذا القدر من الحزم والصفاء، ما نراه ليس تغييرا في اللهجة فقط، بل تفكيك كامل للخطاب القديم

قد يقول البعض إن التغير نتيجة ظروف إقليمية بعد السابع من أكتوبر، وآخرون يرونه استجابة لحاجة واستدارة داخلية وخارجية واسعة، لكن مع ذلك، السعودية تغيرت.

من يراقب المشهد بعين أوسع سيدرك أن ما يحدث في الإعلام ليس سوى انعكاس لتحول جذري أعمق في السياسة السعودية مع صعود محمد بن سلمان، فقد نسجت المملكة خلال السنوات الأخيرة علاقة استراتيجية متنامية مع الصين، متجاوزة بذلك النمطية التقليدية التي حصرت توجهاتها لعقود في النفوذ الأمريكي، وكأن واشنطن كانت الخيار الإجباري الوحيد، هذا الانفتاح نحو الشرق أجبر واشنطن على إعادة النظر في تعاملها مع الرياض، بعدما تخلت الأخيرة عن موقع التابع واختارت أن تتصرف كقوة مستقلة وفاعلة في توازنات الإقليم والعالم، وكان اختيار السعودية كمقر للحوار الروسي الأمريكي دليلا واضحا على هذا التحول

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: السعودية اليمن كتابات محمد الجرادي هذا التحول

إقرأ أيضاً:

أكاديمي: المملكة دعمت متطلبات التحول الرقمي

قال الدكتور عبد الرحمن المطرف أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، إن المملكة بيئة خصبة وسوق يدعو للتفاؤل، والمستثمر يجد بها كل ما يطمئنه.

وأضاف المطرف، بمداخلة لقناة الإخبارية، أن المملكة دولة سعت لتكون متقدمة في مختلف المجالات ومن بينها المجال الرقمي، ودعمت البنية التحتية اللازمة للتحول الرقمي والكواد البشرية وحققت ما تريده من مستهدفات عززتها رؤية 2030.

وأردف، أن هذا النجاح جاء بناء على استراتيجات ومجتمع حيوي مزدهر يسعى بكل ما أوتى من قوة لتحقيق تطلعات قيادته من خلال إمكاناته وقدراته، ويسعى بقوة نحو التقنية ويجد المستثمر في المملكة كل ما يريده من ضمانات.

المملكة تقفز 60 مرتبة عالميا في تصنيف أفضل بيئات الأعمال الناشئة..

د. عبد الرحمن المطرف أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود: المملكة بيئة خصبة وسوق يدعوا للتفاؤل، والمستثمر يجد بها كل ما يطمئنه#نشرة_النهار | #الإخبارية pic.twitter.com/Mo6Usl6vIP

الإخبارية - اقتصاد (@alekhbariyaECO) June 17, 2025 المملكةالتحول الرقميأخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • "الحارثي": الإعلام السعودي قادر على القيادة والابتكار
  • جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ضمن أفضل 100 جامعة عالميًا
  • رسالة ماجستير بجامعة المنصورة ترصد أثر «التحول الرقمي على فاعلية الأداء الاتصالي الحكومي»
  • تشكيل ريال مدريد الرسمي أمام الهلال السعودي في كأس العالم للأندية
  • إنشاء 7 منشآت للطاقة المتجددة في قيرغيزستان
  • فتاة تخلع حجابها علنًا في طهران وتتحدى قوات الأمن: خامنئي سيموت ألف مرة.. فيديو
  • أكاديمي: المملكة دعمت متطلبات التحول الرقمي
  • فتاة تخلع زوجها بسبب رفضه شراء الفاكهة والخضروات
  • إسكان النواب توافق نهائيًّا على مشروع قانون الإيجار القديم -النص الرسمي الكامل
  • مختصون: الطاقة المتجددة تقود قاطرة الصناعات الجديدة في سلطنة عمان