مأساة غزة من منظور الإعلام المتصهين : بأي وجه ستلقون الله ؟
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
إن الأنظمة الحاكمة العميلة، التي شددت حصار غزة، وأمعنت في قتلها جوعا وعطشا، هي ذاتها التي كسرت الحصار اليمني، على الكيان الإسرائيلي، وأنشأت جسورا برية وبحرية، لإمداده بالمواد الغذائية، وتسويق منتجاته وصادراته، كما أن الأنظمة الحاكمة المتصهينة، التي عقدت القمم العربية الطارئة، وأصدرت بيانات الشجب والتنديد الخجولة، هي نفسها من دفعت تريليونات الدولارات، ثمنا لإبادة غزة، ودعما لاقتصاد الكيان ورعاته، وكذلك لم يكن هدف فريق الوسطاء، تحقيق سلام عادل، بقدر ما كان الاستماتة في تحقيق أهداف نتنياهو، بطرق ملتوية وضغوطات مباشرة، بعدما عجز تماما عن تحقيقها بكل وسائل القتل والإبادة والتدمير، وإذا كان اعتقال النظام السعودي، قادة حماس وهم في ضيافة الملك، يتنافى مع قيم الدين والأخلاق والعادات والتقاليد، فإن تصنيف حركة حماس “منظمة إرهابية”، يتماهى مع منظور المشروع الصهيوني قلبا وقالبا، ولا تختلف وظيفة النظام القطري عن سلفه السعودي، في موقفه المتناقض من حركة حماس، فهو من ناحية يستضيف بعض قادة الحركة مع عائلاتهم، ومن ناحية أخرى يتماهى إعلامه الرسمي “قناة الجزيرة”، في كل تفاصيل وأبجديات الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الخالص، ناهيك عن الدور التجسسي الاستخباراتي، الذي تمارسه في غزة خاصة وفلسطين عامة، انطلاقا من حق الامتياز الحصري، في تغطية ونقل الأحداث هناك.
يمكن القول إن قنوات “الحدث والعربية والجزيرة”، الناطقة باسم نظامي الحكم السعودي والقطري، قد مثلت “ثالوث الإعلام المتصهين” قلبا وقالبا، وعكست طبيعة الدور الوظيفي الهدام، في سياق خدمة المشروع الصهيوني الاستعماري، من خلال تبنيها طروحاته وأطره المرجعية، ومنهجيته في تحليل ورصد الخطاب الإعلامي، خاصة وأنها قد بلغت بلسانها “العربي المبين”، ما لم يبلغه الخطاب الإعلامي الإسرائيلي نفسه، ولم يتوقف تأثيرها على صناعة الرأي العام، وتطويع أوسع قطاع ممكن من الجماهير، ليس فقط لتبني أيديولوجياتها وتحقيق أهدافها، بل عملت على دمج الجماهير ضمن استراتيجياتها، وجعلتهم جزءا لا يتجزأ من مشروعها، في صناعة وتغذية الصراعات السياسية، وإدارتها بقوة الخطاب الإعلامي المتصهين، الذي يستثمر عاطفة الشعوب، ويوجه الجماهير لإبراز قواها الفاعلة، القادرة على إنتاج قوى وأطراف جديدة، في معادلات الصراع السياسي الراهن، بعيدا عن صورة النخب السياسية التقليدية، التي شاخت في معظم تكويناتها، ولم يعد في جذوتها، ما يذكي عواصف الأزمات السياسية والعسكرية، على المستويين المحلي والإقليمي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سمير عمر: حماس مارست الواقعية السياسية بتعديل ميثاقها وتبنّي حل الدولتين
قال الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن حركة حماس سبقت الجميع في ممارسة الواقعية السياسية أو البراجماتية، مشيرًا إلى تعديلها لميثاقها الوطني في 2017، حيث نزعت عن ميثاقها التأسيسي ارتباطها بتنظيم الإخوان المسلمين، وأعلنت قبولها ما يعرف بحل الدولتين، وهو ما يخالف ميثاقها التأسيسي السابق.
وأضاف عمر، في لقاء مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك من يتهم حماس بوضع مصلحتها الفصائلية والحزبية فوق مصالحها العليا كحركة مقاومة وتحرر وطني، لكنه رأى أن حركات التحرر الوطني تعتمد على عمل جبهوي يشمل الجميع ويفسح المجال للتعاون لتحقيق حلم التحرير.
وأوضح أن التنظيمات الفلسطينية في الثمانينات، مثل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والجبهة الشعبية وأنظمة أخرى، كانت تهدف إلى تأسيس إطار جامع يضم كل الفصائل، ليكون بمثابة الإطار السياسي الذي يدعم العمل النضالي والجهادي، ويضمن حرية التحرك للجميع في مسار التحرر الوطني.