إنه "ستيفن ويتكوف" المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، والذى أثار كلامه مؤخرا اهتماما كبيرا، فلقد كان أكثر صراحة وانفتاحا من المعتاد مقارنة بغيره من المسؤولين فى الإدارة الأمريكية. تحدث عن حركة حماس بطريقة مختلفة وقال إنه اكتشف أن بالإمكان التفاهم معها والتوصل إلى اتفاق، وأبدى بذلك موقفا أقل تشددا من النبرة العامة لإدارة ترامب.
يعد "ستيفن ويتكوف" مبعوثا غير تقليدي، فهو ليس دبلوماسيا أو سياسيا معروفا، ولا خبيرا بمنطقة الشرق الأوسط، ولكنه صديق شخصى مقرب جدا من الرئيس "دونالد ترامب". عمل فى مجال الأعمال والمال فى نيويورك. ويعد "ترامب" مثله الأعلى. واليوم أصبح "ويتكوف" ممثلا للرئيس الأمريكى فى واحدة من أهم القضايا السياسية الدولية. لقد لعب دورا كبيرا فى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس فى الأيام الأخيرة لإدارة "جو بايدن" إذ اشترك فى المفاوضات ليقدم فى النهاية إنجازا للرئيس الأمريكى "ترامب" استهل به إدارته. بيد أن انهيار وقف إطلاق النار الآن أعاد الأنظار من جديد إلى "ويتكوف" وما يمكن أن يجري من الأحداث.
فى لقاء أجرى معه مؤخرا وضع التصعيد الأخير فى الأحداث فى إطار الضغط على حركة حماس للعودة إلى المفاوضات، فهو يرى أن هناك اختلافا فى تقييم التهديدات التى تواجهها إسرائيل، وأن بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد حليفتها الأقرب فى الشرق الأوسط، ولكن بدرجة مختلفة عن القطيعة التى تتحدث عنها اسرائيل. وبينما يقارن معظم مسؤولي إدارة "ترامب" هجوم حماس على إسرائيل فى السابع من أكتوبر بالهجمات التي تعرضت لها أمريكا فى 11 سبتمبر فإن "ويتكوف" يقول إنه اكتشف أن أعضاء حركة حماس لا يريدون الموت بل يريدون العيش، وأن ذلك كان مبدأ أساسيا دفعهم إلى التفاوض معهم. ويعنى هذا ضمنا أنه لا يضع حماس فى التصنيف نفسه مع تنظيم القاعدة الذي شن هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من صعوبة معرفة أفكار ومبادرات "ويتكوف" إلا أنها ستكون أساسية ومؤثرة لقربه من الرئيس الأمريكى " دونالد ترامب"، وستبقى أيضا الطروحات الأكثر صرامة من طروحات المسؤولين الآخرين. أما النتائج والتأثيرات لتلك الخطابات والسياسات فسوف تظهر فى الأشهر المقبلة، لا سيما وأن الشرق الأوسط يعد منطقة مهمة بالنسبة للرئيس الأمريكى " ترامب" الذي، ينظر إلى العلاقات مع دول الخليج الغنية تحديدا على أنها علاقات استراتيجية، ويعول عليها فى تنفيذ سياساته الاقتصادية داخل الولايات المتحدة نفسها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي يرجح سبب زيارة ويتكوف.. يحاول الضغط على الطرفين
وصل مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى الأراضي المحتلة لأول مرة منذ الإفراج الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر في أيار/ مايو الماضي، في وقت يصفه الأمريكيون بأنه "رحلة حرجة والفرصة الأخيرة" للوصول إلى صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار.
وبحسب المحلل البارز بصحيفة "يديعوت أحرونوت" ايتمار آيخنر، فإن "قرار ويتكوف المجيء إلى إسرائيل مفاجيء جدا، فهو لم يرغب في أن يأتي مرة أخرى دون أن تكون الأمور شبه متفق عليها، وكان مستعدا لأن يأتي فقط في السطر الأخير، حين تكون حاجة لإغلاق الصفقة".
وذكر آيخنر أن "إسرائيل نقلت عبر الوسطاء وثيقة تعديلات لرد حماس الإشكالي على الصفقة، والرد الإسرائيلي يرفض مطالب حماس في موضوع مفاتيح الأسرى، وفتح معبر رفح، والانسحاب من محور فيلادلفيا وإبعاد صندوق المساعدات الأمريكي، بحيث أنه حسب هذه الوثيقة فإن الفجوات بين الطرفين كبيرة جدا".
وأضاف "حقيقة أن ويتكوف يأتي بعد يوم من رفع إسرائيل لحماس ردها بواسطة الوسطاء تشهد على أنه في النظرة الأمريكية يمكن إغلاق الأمور، التقدير هو أن ويتكوف سيضغط على الطرفين".
وأكد أن "ويتكوف قلق من أن يعرقل بن غفير وسموتريتش الصفقة بالضغط على نتنياهو، وهذا يقلق الأمريكيين، ومصدر مطلع على التفاصيل لا يستبعد أن في زيارته هنا سيلتقي بهما لاقناعهما تأييد هذه اللحظة التاريخية".
وذكر أنه "في إسرائيل يوجد تشاؤم باحتمال تحقيق صفقة. والتقدير في إسرائيل هو أن حماس لا تريد صفقة وتوهم نفسها بأن الضغط الدولي على إسرائيل يفعل فعله وأنهم لا حاجة حقا إلى صفقة بخاصة فيما هم يتلقون كميات هائلة من المساعدات الإنسانية بعد أن تراجعت إسرائيل".
وأشار إلى أن "إسرائيل من ناحيتها وافقت على إبداء مرونة في عدة نقاط. ونتنياهو يريد صفقة ومستعد لأن يكون مرنا جدا، ورغم الفجوات عقد نتنياهو مشاورات أمنية ضيقة في موضوع الاتصالات للصفقة ويحتمل أن يعود الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة أو القاهرة لاستكمال المحادثات".
وذكر أنه "من ناحية سياسية أيضا حظي نتنياهو أمس بإسناد حين أعلن حزبا شاس ويهدوت هتوراة عن أنهما سيؤيدان كل صفقة مخطوفين".
وختم بالقول: "في أثناء زيارته إلى المنطقة سيزور ويتكوف أحد مراكز توزيع صندوق غزة الإنساني كي يرى كيف يمكن تحسين الجهد الإنساني وسيزور دول أخرى، على ما يبدو قطر ومصر".