(CNN)-- أعلنت حكومة المجر (هنغاريا)، الأربعاء، أنها ستنسحب من المحكمة الجنائية الدولية، وذلك في الوقت الذي استقبل فيه رئيس وزرائها، فيكتور أوربان، رئيس الوزراء الإسرائيلي "المطلوب" للمحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، في العاصمة، بودابست.

وكانت زيارة نتنياهو إلى المجر أول زيارة للزعيم الإسرائيلي إلى أوروبا منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في مايو/ أيار 2024.

وقالت المحكمة إن لديها "أسبابًا معقولة" للاعتقاد بأن نتنياهو يتحمل المسؤولية الجنائية عن جرائم حرب، بما في ذلك "التجويع كأسلوب حرب" و"الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية".

ولا تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بصلاحيات إنفاذ قانون خاصة بها، لذا فهي تعتمد على دولها الأعضاء في اعتقال المشتبه بهم ونقلهم إلى لاهاي، وبصفتها دولة موقعة على نظام روما الأساسي، الذي أنشأ المحكمة عام 2002، فإن المجر ملزمة باعتقال نتنياهو.

ولكن بدلاً من ذلك، حظي نتنياهو بترحيب حار في العاصمة المجرية حيث يقوم بزيارة تستغرق أربعة أيام، وشهد حفل استقبال في ساحة الأسد بقلعة بودا المهيبة، سيره على سجاد أحمر مع أوربان، الخميس، قبل أن يجري الزعيمان محادثات.

وتُعد المجر من أقوى حلفاء إسرائيل في أوروبا، ويحمل العديد من المجريين مشاعر مؤيدة قوية لإسرائيل، وتُعد الملصقات واللافتات التي تُخلّد ذكرى ضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول ضد إسرائيل لافتة شائعة في جميع أنحاء بودابست، كما زُيّن نصب تذكاري للهولوكوست على ضفة نهر الدانوب خارج البرلمان المجري بشرائط صفراء، في إشارة إلى الدعم للرهائن المحتجزين في غزة.

وصرح وزير الدولة المجري للاتصالات والعلاقات الدولية، زولتان كوفاكس، بأن بلاده ستبدأ عملية الانسحاب، الخميس، "تماشيًا مع التزاماتها الدستورية والقانونية الدولية".

وإذا مضت المجر قدمًا في عملية الانسحاب، فستصبح الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي لا تنضم إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وانقسم الاتحاد الأوروبي في ردود فعله على مذكرات التوقيف. فقد أعلنت بعض الدول، مثل أيرلندا وإسبانيا، أنها ستعتقل نتنياهو إذا زار أراضيها. في المقابل، أبدت دول أخرى، مثل فرنسا وألمانيا، ردودًا أكثر حذرًا، وتساءلت عما إذا كانت المحكمة الجنائية الدولية تتمتع بسلطة قضائية على إسرائيل، نظرًا لعدم انضمامها إليها.

ووقّعت أكثر من 120 دولة على نظام روما الأساسي، ولكن هناك بعض الاستثناءات البارزة: الولايات المتحدة والصين وروسيا والمملكة العربية السعودية ليست أعضاءً فيه.

مذكرة التوقيف

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت على خلفية حرب غزة في مايو/أيار الماضي، وكانت هذه الخطوة الأولى التي تستهدف فيها المحكمة الجنائية الدولية زعيمًا بارزًا لدولة حليفة للولايات المتحدة، مما وضع نتنياهو في مصاف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه على خلفية حرب موسكو على أوكرانيا، والزعيم الليبي معمر القذافي، الذي كان يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقت اعتقاله وقتله في أكتوبر/ تشرين الأول 2011.

وانتقدت الولايات المتحدة - في عهد الرئيس السابق، جو بايدن والرئيس دونالد ترامب - المحكمة لإصدارها مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالانت، وذهب ترامب إلى حد اتخاذ خطوات ضد المحكمة، ففرض عقوبات اقتصادية وحظر سفر على العاملين في تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بشأن مواطني الولايات المتحدة وحلفائها.

وفي الوقت نفسه، أصدرت مذكرات اعتقال بحق ثلاثة من كبار قادة حماس: قائدها في غزة يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام، والجناح العسكري للحركة محمد ذياب إبراهيم المصري، المعروف بمحمد ضيف، وإسماعيل هنية، القيادي السياسي لحماس. وقد قُتل الثلاثة على يد إسرائيل خلال الحرب.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: المحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو تحقيقات جرائم جرائم إنسانية جرائم حرب غزة قطاع غزة المحکمة الجنائیة الدولیة مذکرة توقیف

إقرأ أيضاً:

ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟

تتهيأ وزارة العدل في دولة الاحتلال الإسرائيلي لاتخاذ قرار بشأن الطلب الذي تقدم به رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للعفو الرئاسي من المحاكمة التي قد تفضي إلى سجنه حال إدانته بتهم الفساد الموجهة إليه.

ونقلت "هآرتس" عن مصادر رفيعة في النظام القضائي الإسرائيلي قولها، إنه من غير المتوقع أن توصي إدارة العفو بوزارة العدل الرئيس إسحاق هرتسوغ بقبول طلب العفو المقدم من نتنياهو دون إجراء تعديلات.

وأضافت المصادر التي وصفتها الصحيفة بـ"العليا" أنه في حال إجراء تعديلات على الطلب، فقد يؤثر ذلك على القرار النهائي لإدارة العفو. مشيرة إلى أن قسم العفو في وزارة العدل الإسرائيلية طلب مؤخراً من مكتب المدعي العام للدولة رأياً قانونياً رسمياً بشأن طلب العفو كجزء من عملية التقييم.


ويبدو أن النيابة العامة، التي تتولى حاليًا محاكمة نتنياهو الجنائية ، ستعارض العفو عنه، وهو ما يُرجّح أن يؤثر على توصية دائرة العفو للرئيس هرتسوغ. ويُتهم رئيس الحكومة بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهو ينفي ارتكاب أي مخالفة.

وقالت المصادر، إنه بإمكان هرتسوغ العفو عن نتنياهو حتى لو نصحت إدارة العفو بعدم القيام بذلك. إلا أن مثل هذه الخطوة قد تثير معارضة شعبية شديدة، وقد تُشكّل أساساً للمحكمة العليا الإسرائيلية لإلغاء قرار الرئيس.

وذكرت "هآرتس" أن هرتسوغ من المرجح أن يعقد اجتماعاً بين ممثلين عن دائرة العفو ونتنياهو ومحاميه لمناقشة طلب العفو الذي قُدِّم الشهر الماضي. ولا يُتوقع صدور قرار نهائي بشأن توصية دائرة العفو قبل أسابيع أو حتى أشهر.

ولا يتضمن الطلب، الذي يحمل رسالة من نتنياهو نفسه، أي اعتراف بالذنب أو إبداء ندم من جانبه. ويستند رئيس الوزراء إلى موقف مفاده أن الرئيس يملك صلاحية منحه العفو حتى دون إدانة في القضية، لأن المحاكمة لا تزال جارية. كما أن رسالة نتنياهو لا تشير إلى أي نية لديه للاعتزال من العمل السياسي. 


قال هرتسوغ إنه سينظر في الطلب "بمسؤولية وجدية تامة". وأفاد مسؤولون في مقر إقامة الرئيس بأن الإجراءات ستستغرق عدة أسابيع. ويمكن أن يتخذ العفو الرئاسي بموجب القانون أشكالاً عديدة، منها تخفيف الغرامات، وعقوبات السجن، ومتطلبات الخدمة المجتمعية، ومحو السجل الجنائي للمتهم.

قبل البتّ في طلبات العفو، التي يأتي بعضها من أشخاص يقضون حالياً عقوبات سجن، يستشير الرئيس إدارة العفو في وزارة العدل. وتستشير الإدارة، قبل إصدار توصيتها، جميع المسؤولين المعنيين، بمن فيهم موظفو مصلحة السجون الإسرائيلية، والشرطة الإسرائيلية، ومكتب المدعي العام، وموظفو الرعاية الاجتماعية، فضلاً عن ضحايا الجرائم.

ويقوم محامو إدارة العفو بعد ذلك بإصدار تحليل مفصل يأخذ في الاعتبار الظروف الشخصية للشخص الذي يطلب العفو وتفاصيل القضية. ويُرفع هذا التحليل إلى الرئيس مصحوباً ببيان حول موقف وزير العدل من القضية.

ولفتت الصحيفة إلى أن طلب نتنياهو يأتي في وقت تواجه فيه الوزارة عددًا متزايدًا من طلبات العفو بسبب الوضع الأمني منذ هجوم حماس السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والحرب التي أعقبت ذلك.

مقالات مشابهة

  • المجر: مصادرة الأصول الروسية إعلان حرب بين الاتحاد الأوروبي وروسيا
  • بريطانيا المنافقة تتحرّش بـ"الجنائية الدولية" لحماية نتنياهو
  • فنزويلا تنسحب من «المحكمة الجنائية الدولية».. آخر تطورات التوتر مع أمريكا!
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • بريطانيا تهدد الجنائية الدولية بالانسحاب وقطع التمويل بسبب نتنياهو
  • مدعي الجنائية الدولية: بريطانيا هددت بقطع التمويل لمنع توقيف نتنياهو
  • بريطانيا تهدد المحكمة الجنائية الدولية بالانسحاب وقطع التمويل إذا صدرت مذكرة توقيف ضد نتنياهو
  • صحف عالمية: الإسرائيليون يرفضون العفو عن نتنياهو ولندن تبتز الجنائية لحمايته
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • ألمانيا تَطعن المحكمة الجنائية الدولية