هل بدأ دور الإسلام السياسي يتلاشى في سوريا الجديدة؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
أبدى محللون سياسيون فرنسيون دهشتهم من تقلّص حضور ودور الإسلام السياسي في بناء الدولة السورية، مُعتبرين أنّ النظام الجديد يُخفف من سياسته وأيديولوجيته الدينية لدرجة الاعتدال بهدف تأكيد وجوده وترسيخ سلطته.
صحيفة "لا كروا" ذات التوجّه الديني المُحافظ في فرنسا، لاحظت من جهتها أنّه لا يوجد أي دليل لغاية اليوم على التزام الرئيس السوري أحمد الشرع بالإسلام السياسي في تأسيس الدولة الجديدة، مُشيرة إلى أنّه يتجنّب الاضطرار إلى الاختيار بين الإخوان والسلفيين المُقرّبين من حركة حماس وممثلي الإسلام التقليدي في محاولة منه لفرض طريق ثالث.
Syrie : comment le nouveau régime modère sa politique religieuse pour s’imposer. https://t.co/UQG2pJEEdF
— Arnaud Bevilacqua (@arnbevilacqua) April 2, 2025 يد ممدودة للغربوأوضح توماس بيريت، وهو زميل باحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أنّه من المُفارقات أنّ النظام السوري الحالي لا يستخدم الإسلام إلا بشكل قليل في استراتيجية الشرعية. وأشار إلى أنّه بالنسبة لأولئك الذين كانوا يخشون من فرض تعاليم الإسلام كدين على كافة السوريين، فقد شكّل أوّل شهر رمضان يحلّ عليهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي اختباراً ملحوظاً، إذ بقيت قواعد شهر الصيام مرنة.
وفي دمشق، ظلّت العديد من المقاهي مفتوحة خلال النهار، وكان تناول الكحول مسموحاً به، بما في ذلك خارج المناطق المسيحية أو السياحية.
لكنّ الباحث الفرنسي لم يستبعد في المُقابل وجود أصوات سورية قوية سوف تدعو إلى تعزيز مكانة الإسلام في هيكلية الدولة، وذلك حالما تبدأ المناقشات حول الدستور النهائي للبلاد. وأشارت "لا كروا" إلى أنّ الإعلان الدستوري الذي صدر في 13 مارس (آذار) الماضي، والذي يُفترض أن يُشكّل إطاراً قانونياً إلى حين إجراء الانتخابات التشريعية خلال 5 سنوات، يُعتبر يداً ممدودة من القادة الجُدد في سوريا للدول الغربية، إذ أنّه يضمن حرية المُعتقد للأديان التوحيدية الثلاثة.
En Syrie, Ahmed el-Charaa nomme un nouveau gouvernement qui se veut inclusif
➡️ https://t.co/95I8SvZEsl https://t.co/95I8SvZEsl
وأشادت اليومية الفرنسية بالبراعة الاستراتيجية للرئيس أحمد الشرع والمُقرّبين منه في حُكم البلاد، حيث أنّهم تجنّبوا لأبعد الحدود إثارة أيّ عداء أو مشاكل مع المؤسسات الدينية التقليدية التي لا زالت تُهيمن على البلاد منذ عدة عقود.
ونقلت عن الكاتب والباحث في مؤسسة "كور غلوبال" بالسويد، عروة عجوب، رؤيته بأنّ السلطات في دمشق تسعى جاهدة لإجراء عملية دمج وموائمة ما بين السلفيين، وبشكل خاص الأكثر تسامحاً منهم، وممثلي الإسلام التقليدي من ذوي التوجّهات الأقل تطرّفاً.
في ذات الصدد رأت الكاتبة والمحللة السياسية الفرنسية مورييل روزيلييه، أنّ الجيش السوري الجديد يُكافح للسيطرة على جميع القوات العسكرية والأمنية بما فيها الفصائل الإسلامية المُتشددة، وأنّ الرئيس أحمد الشرع ومنذ توليه السلطة يُؤكّد أنّ لديه هدفاً واحداً هو تحقيق الاستقرار في سوريا.
Syrie : un nouveau gouvernement dominé par les fidèles du président par intérim https://t.co/k41ECFNnA7
— RTBF info (@RTBFinfo) March 30, 2025 استحالة الحُكم الفرديمن جهتها سلّطت صحيفة "لو موند" الضوء على تصريح خاص للوزيرة السورية الوحيدة في الحكومة الجديدة هند قبوات، كشفت فيه أنّها حاولت إقناع القيادة بأهمية تمثيل المرأة بشكل أوسع في المناصب الوزارية، إلا أنّه كان من الصعب تطبيق ذلك بالنظر إلى الحرص على ضمان التنوّع الإثني والديني داخل الحكومة، مع وعود في المُقابل بإسناد العديد من المناصب العليا في الدولة للنساء.
واعتبرت اليومية الفرنسية أنّ الرئيس الشرع يمتلك رؤيته الخاصة لسوريا لكنّه يعلم استحالة أن يحكم بمُفرده.
وحول المخاوف من فرض أيديولوجية إسلامية على سوريا، نقلت عن قبوات قولها أنّ السوريين يُريديون ديمقراطية شاملة في بلادهم، مُشيرة لدور المُجتمع المدني في بناء مُجتمع ملائم بشكل أوسع من خلال انتقاد اختيارات القيادة السورية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب ترامب التجارية وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط نظام بشار الأسد هيكلية الدولة الحرب في سوريا سقوط الأسد فی الم
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة ترحب بالانفتاح الإقليمي تجاه سوريا
قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن، إنه يرحب بالخطوات التي اتخذتها دول المنطقة تجاه سوريا، مؤكدا أن التطورات الأخيرة تتيح "إمكانات كبيرة لتحسين الظروف المعيشية ودعم الانتقال السياسي السوري".
كما أكد المنسق السياسي في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة أن واشنطن تتطلع إلى "جذب استثمارات جديدة إلى سوريا لإعادة بناء اقتصادها"، مما بدا إشارة لانفتاح دولي تدريجي على الأزمة السورية.
وفي سياق متصل، تلقى الرئيس السوري أحمد الشرع اتصالا من رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، بحثا فيه قرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وفق بيان رسمي للرئاسة السورية.
ورحب الشرع بالخطوة الأوروبية واعتبرها "تاريخية"، مؤكدا أنها "ستمهد الطريق نحو مستقبل أكثر استقرارا"، داعيا الشركات الأوروبية للاستثمار في سوريا، التي وصفها بأنها "فرصة واعدة وممر اقتصادي مهم بين الشرق والغرب".
تعافي سوريامن جانبه، اعتبر كوستا أن رفع العقوبات يمثل دعما كبيرا لتعافي سوريا واستقرارها، مشيرا إلى أن "انعقاد مؤتمر المانحين في بروكسل يعكس التزام الاتحاد الأوروبي بمساعدة سوريا في هذه المرحلة الحساسة".
إعلانوذكرت الرئاسة السورية أن الشرع شدد خلال الاتصال على ضرورة وقف التدخلات الإسرائيلية في سوريا، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف فاعل بهذا الخصوص.
كما أعرب الشرع عن اهتمامه بإقامة حوار رفيع المستوى مع الاتحاد الأوروبي، مجددًا التزامه بـ"الانتقال الديمقراطي وبناء اقتصاد مستقر"، لا سيما في مجالي الطاقة والبنية التحتية.
كذلك، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن الوزير أسعد الشيباني أجرى اتصالا بنظيرته الأوروبية كايا كالاس، حيث بحثا التعاون في خطط التعافي المبكر وإعادة الإعمار، إضافة إلى قضية العودة الطوعية للاجئين السوريين بالتنسيق مع تركيا والأردن ولبنان.