موقع النيلين:
2025-05-30@09:56:22 GMT

حسان الناصر: “لا يخدعنَّكم دقلو”

تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT

في العلوم العسكرية والأمنية، تُعَدُّ المسألة اللوجستية آخرَ هُموم مَن يضع الاستراتيجية العامة للمعركة. وفي زمن انتشر فيه سوق السلاح، لم يَعُدِ اقتناء المعدات العسكرية المتطورة أمرًا صعبًا؛ إذ يمكن لمجموعة صغيرة أن تقتني أسلحة جيوش وتقنيات عسكرية متقدمة.
لكن المسألة الاجتماعية ظلَّتْ محطَّ متابعةٍ لكلِّ مَن يعمل على إسناد الدولة والحفاظ عليها، وتسييرها بالشكل المطلوب لضمان بقاء فرص الإصلاح على المدى البعيد، وتشغيلها الفعّال على المدى القريب.

وفي عددٍ من اللقاءات المغلقة والمفتوحة داخل السودان وخارجه، وكذلك في كتابات سابقة، أكَّدْتُ أن **”الخطر ليس عسكريًّا**؛ فلدينا جيشٌ ومقاتلون منتشرون في مختلف الجغرافيات، وهناك تعددٌ في الإمكانيات. لكن الخطر الحقيقي هو اختراق المجتمع، وخلق حالةٍ من الهشاشة تُفضي إلى تمزيق السودان وتقسيمه إلى دويلات محلية مقطوعة الأوصال والمخيال.”

إن خطر “صناعة” شروط الانقسام هو التهديد الأكبر للسودان ككيانٍ وشعبٍ وجغرافيا سياسية، وهو محاولةٌ لتحجيم بلدٍ مركزيٍّ قادرٍ على لعب دور اليد الخفية في موازين القوى الإقليمية، خاصةً كونه يمثِّلُ مفصلًا يجمع مشاريع عالمٍ متعدد الأقطاب في مواجهة إرث الهيمنة الأمريكية والرأسمالية.

مع صعود خطابات التقسيم، التي تبنَّاها عددٌ من “الهتيفة والمتردية”، اتضح بما لا يدع مجالًا للشك أن “الدويلة” تفرض شروطًا لتفكيك الدولة القومية، بل وتخلق لها سوقًا سياسيًّا وفئاتٍ مستفيدةً. وهذا السيناريو ليس جديدًا؛ فقد عملت “الدويلة” على تمزيق دولٍ مثل اليمن وليبيا، وهو جزءٌ من سياساتٍ تُنفَّذ بالوكالة، حيث تخدم في جوهرها مشاريع الهيمنة الغربية والأمريكية الرامية إلى صنع دولٍ “متقزمة” و”معاقة”، تُستنزفُ مقدراتها الاقتصادية عبر سياساتٍ ممنهجة.

وقد خرج عبد الرحيم دقلو في فيديو منشورٍ بتاريخ ٢ أبريل يتوعد فيه ولايتي الشمالية ونهر النيل بالحرب والغزو. لكن كلام دقلو لا قيمة له عسكريًّا؛ فلو كان قادرًا على تحقيق انتصارٍ عسكريٍّ، لَحَقَّقَه في جبهاتٍ أكثرَ أهميةً واستراتيجيةً من المناطق التي يهددها. فهؤلاء **”الشبالي”** لو كانوا قادرين على الصمود أمام جحافل الدولة، لتمكنوا من السيطرة الكاملة على الخرطوم!

كلام دقلو ليس سوى محاولةٍ لتمزيق وحدة السودان، وترويجِ فكرة أن هذه الحرب صراعٌ بين الغرب والشمال. وهذا ما فشل فيه هو، لكنه نجح فيه “معاتيه الإعلاميون” وسواقط الميديا”الذين يروجون لفكرة تقسيم السودان. وهنا تكمن النقطة التي يجب أن ينتبه إليها الجميع، ونقطع الطريق أمامها.

فمَن يحاول تقديم سردية التقسيم على أنها خيارٌ اجتماعيٌّ، أو يبررها بحججٍ واهية، فهو إما “جاهلٌ ” يجب تأديبه، أو “عميلٌ” وجب التخلص منه. وللأسف، يمارس بعض الجهلة والأرزقة خطابات ابتزازٍ تُغذي هذه النزعات.

أما عن مطالب التنمية والمشاريع، فهي حقٌّ مشروع، لكن يبدو أن بعض القيادات المحلية والأهلية تحوَّلتْ إلى أدواتٍ للعمالة، تُدار لمصالح شخصية ضيقة. وفي المقابل، هناك أغبياء يمتلكون “مخيال بعوضة”، يريدون تقسيم السودان وفق إرادة الخارج تحت شعارات عرقيةٍ مستوردةٍ من عباءة الاستعمار!

على كل حال، لا فرق عندنا بين الشمالية وجنوب كردفان، ولا بين نيالا وطوكر وكسلا والشوك. فنحن نرى أن الخطر ليس في استهداف منطقةٍ بعينها، بل في قطع أواصر الدولة، ومنعها من إنتاج أي رؤية موحِّدة. لذلك، إذا رأيتم أحدًا يرفع شعار التقسيم أو دولةٍ منفصلة، فاعلموا أن **”بن زايد قد صبَّ من شَرَه في أذنه”**! ولو كنتُ سأعاقب أحدًا بالموت، لعاقبتُ هؤلاء **”موتًا حتميًّا”**!
**عمومًا، موعدنا أم دافوق… وما بعد أم دافوق!**

حسان الناصر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

طائرة إجلاء طبية من إسرائيل إلى وصلت الخرطوم لنقل “نجوى قدح الدم” للعلاج في تل أبيب

▪️في مثل هذا اليوم 28 مايو 2020 وصلت طائرة إجلاء طبية من إسرائيل إلى الخرطوم لنقل “نجوى قدح الدم” للعلاج في تل أبيب.

لم تكن حالة نجوى المتأخرة بفعل فايروس كورونا، تسمح بنقلها خارج غرفة العناية الفائقة بمستشفى علياء العسكري.

▪️عاد الفريق الطبي أسفاً لخسارة مهندسة لقاء البرهان ونتنباهو في عنتيبي اليوغندية. وهو الذي مهد الطريق لانضمام السودان إلى نادي “أبراهام” للتطبيع مع إسرائيل، كثالث دولة عربية بعد الإمارات والبحرين.

▪️في يناير 2021، وقّع السودان رسمياً على اتفاق التطبيع عبر واشنطن، التي بعثت بوزير خزانتها، “ستيفن منوين”، ليضع توقيعه بجانب توقيع وزير العدل وقتها، نصر الدين عبد الباري!
▪️نصّت الاتفاقية مع بنود أخرى، على أن “أفضل الطُرُق للوصول لسلام مستدام بالمنطقة والعالم، تكون من خلال التعاون المشترك والحوار بين الدول لتطوير جودة المعيشة، وأن ينعم مواطني المنطقة بحياة تتسم بالأمل والكرامة دون إعتبار للتمييز على أي أساس، عرقي أو ديني أو غيره”.

▪️أورد الصحافي الاسرائيلي “باراك رافيد” في كتابه الذي صدر حديثاً: (سلام ترامب.. اتفاقيات أبراهام وإعادة تشكيل الشرق الأوسط). أورد جانباَ من كواليس التقاطعات في تأسيس العلاقات بين السودان وإسرائيل. قال:????????

” في الأشهر الأولى من تولي بايدن منصبه – (بعد خروج ترامب من الأبيض وهو الذي جمع بين رأسي الخرطوم وتل أبيب) – أبلغ مسؤولون مدنيون سودانيون، دبلوماسيين أمريكيين في الخرطوم، أن إسرائيل تتعامل حصريا مع المؤسسة العسكرية وأجهزة الاستخبارات السودانية، وطالبوا إدارة بايدن بالتدخل.

وبحسب مسؤول إسرائيلي رفيع، فقد نقلت وزارة الخارجية الأمريكية الرسالة إلى إسرائيل، موضحة أن توسيع نطاق التواصل بين الحكومة الإسرائيلية والفصيل المدني في الحكومة السودانية، قد يسهم في دفع عملية التطبيع قدماً”.

▪️ نكتفي بهذا القدر من “وليمة أعشاب التاريخ السوداني الحديث”، لعل المدارك تنفتح وتفهم: من، وما، وكيف عبث عابث بإعدادات السودان، لـ “يجوط” على هذا النحو المريع، ويفقد شعبه الأرواح، بل حتى المعيشة” البطالة” التي ارتضوا بها ريثما “جودو”.. دعك عن “تطوير جودة المعيشة.. والتنعم بحياة تتسم بالأمل والكرامة”، أو كما لوّح سيدنا أبراهام في وعده الذي علّقه على رقبة (جزرة) عصية النوال..
“إلّا إذا، إلخ..”.
الله غالب!

وجدي الكردي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مدير مخابراتها التقى البرهان ومفضل.. افريقيا الوسطى.. “اعادة ضبط المصنع”
  • بالفيديو.. القوة المشتركة تكشف تفاصيل معركة “أم المعارك” ومقتل وأسر قادة في الدعم السريع والاستيلاء على عتاد عسكري ضخم
  • القسام تفجر عبوة مضادة للدروع في “حفّار” عسكري للعدو الصهيوني بخان يونس
  • كتائب القسام: تفجير عبوة ناسفة استهدفت “حفّارًا” عسكريًا شرق خانيونس
  • طائرة إجلاء طبية من إسرائيل إلى وصلت الخرطوم لنقل “نجوى قدح الدم” للعلاج في تل أبيب
  • فضيحة في حضرموت: قائد عسكري يحوّل كتيبته إلى “عصابة نهب”.. ومواطنون يطلقون استغاثة عاجلة 
  • تعرف على السلطان الأحمر الذي أسس الدولة البوليسية في سوريا
  • سيفقد أولاد دقلو كل المدن التي سيطروا عليها وسيتحولون إلى مجرد مجرمين هاربين
  • 1200 عسكري “إسرائيلي”: نطالب بوقف الحرب على غزة فورا دون تأخير
  • عقار.. “التزليج اللغوي بين الحار والبارد”