حسان الناصر: “لا يخدعنَّكم دقلو”
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
في العلوم العسكرية والأمنية، تُعَدُّ المسألة اللوجستية آخرَ هُموم مَن يضع الاستراتيجية العامة للمعركة. وفي زمن انتشر فيه سوق السلاح، لم يَعُدِ اقتناء المعدات العسكرية المتطورة أمرًا صعبًا؛ إذ يمكن لمجموعة صغيرة أن تقتني أسلحة جيوش وتقنيات عسكرية متقدمة.
لكن المسألة الاجتماعية ظلَّتْ محطَّ متابعةٍ لكلِّ مَن يعمل على إسناد الدولة والحفاظ عليها، وتسييرها بالشكل المطلوب لضمان بقاء فرص الإصلاح على المدى البعيد، وتشغيلها الفعّال على المدى القريب.
إن خطر “صناعة” شروط الانقسام هو التهديد الأكبر للسودان ككيانٍ وشعبٍ وجغرافيا سياسية، وهو محاولةٌ لتحجيم بلدٍ مركزيٍّ قادرٍ على لعب دور اليد الخفية في موازين القوى الإقليمية، خاصةً كونه يمثِّلُ مفصلًا يجمع مشاريع عالمٍ متعدد الأقطاب في مواجهة إرث الهيمنة الأمريكية والرأسمالية.
مع صعود خطابات التقسيم، التي تبنَّاها عددٌ من “الهتيفة والمتردية”، اتضح بما لا يدع مجالًا للشك أن “الدويلة” تفرض شروطًا لتفكيك الدولة القومية، بل وتخلق لها سوقًا سياسيًّا وفئاتٍ مستفيدةً. وهذا السيناريو ليس جديدًا؛ فقد عملت “الدويلة” على تمزيق دولٍ مثل اليمن وليبيا، وهو جزءٌ من سياساتٍ تُنفَّذ بالوكالة، حيث تخدم في جوهرها مشاريع الهيمنة الغربية والأمريكية الرامية إلى صنع دولٍ “متقزمة” و”معاقة”، تُستنزفُ مقدراتها الاقتصادية عبر سياساتٍ ممنهجة.
وقد خرج عبد الرحيم دقلو في فيديو منشورٍ بتاريخ ٢ أبريل يتوعد فيه ولايتي الشمالية ونهر النيل بالحرب والغزو. لكن كلام دقلو لا قيمة له عسكريًّا؛ فلو كان قادرًا على تحقيق انتصارٍ عسكريٍّ، لَحَقَّقَه في جبهاتٍ أكثرَ أهميةً واستراتيجيةً من المناطق التي يهددها. فهؤلاء **”الشبالي”** لو كانوا قادرين على الصمود أمام جحافل الدولة، لتمكنوا من السيطرة الكاملة على الخرطوم!
كلام دقلو ليس سوى محاولةٍ لتمزيق وحدة السودان، وترويجِ فكرة أن هذه الحرب صراعٌ بين الغرب والشمال. وهذا ما فشل فيه هو، لكنه نجح فيه “معاتيه الإعلاميون” وسواقط الميديا”الذين يروجون لفكرة تقسيم السودان. وهنا تكمن النقطة التي يجب أن ينتبه إليها الجميع، ونقطع الطريق أمامها.
فمَن يحاول تقديم سردية التقسيم على أنها خيارٌ اجتماعيٌّ، أو يبررها بحججٍ واهية، فهو إما “جاهلٌ ” يجب تأديبه، أو “عميلٌ” وجب التخلص منه. وللأسف، يمارس بعض الجهلة والأرزقة خطابات ابتزازٍ تُغذي هذه النزعات.
أما عن مطالب التنمية والمشاريع، فهي حقٌّ مشروع، لكن يبدو أن بعض القيادات المحلية والأهلية تحوَّلتْ إلى أدواتٍ للعمالة، تُدار لمصالح شخصية ضيقة. وفي المقابل، هناك أغبياء يمتلكون “مخيال بعوضة”، يريدون تقسيم السودان وفق إرادة الخارج تحت شعارات عرقيةٍ مستوردةٍ من عباءة الاستعمار!
على كل حال، لا فرق عندنا بين الشمالية وجنوب كردفان، ولا بين نيالا وطوكر وكسلا والشوك. فنحن نرى أن الخطر ليس في استهداف منطقةٍ بعينها، بل في قطع أواصر الدولة، ومنعها من إنتاج أي رؤية موحِّدة. لذلك، إذا رأيتم أحدًا يرفع شعار التقسيم أو دولةٍ منفصلة، فاعلموا أن **”بن زايد قد صبَّ من شَرَه في أذنه”**! ولو كنتُ سأعاقب أحدًا بالموت، لعاقبتُ هؤلاء **”موتًا حتميًّا”**!
**عمومًا، موعدنا أم دافوق… وما بعد أم دافوق!**
حسان الناصر
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كسلا.. مكافحة توصيلات الكهرباء العشوائية “الجبادات”
أوضح مجلس التنسيق الاعلامي لشركة كهرباء السودان تدشين إدارة توزيع كهرباء ولاية كسلا بالتنسيق مع الولاية والجهات الدعوية، صباح الجمعة، حملتها التوعوية لترشيد استهلاك الكهرباء ومكافحة التوصيلات العشوائية (الجبادات) و ذلك ضمن برنامج خطة عمل لحملة من عدة مراحل توعوية وفنية، وانطلقت اليوم من داخل منبر المسجد الكبير بكسلا، وسط حضور واسع للمصلين وتفاعل ملحوظ من المجتمع المحلي.وتناول دكتور عبدالرحمن الحذيفي، خطيب المسجد الكبير بكسلا، في خطبته أهمية الكهرباء باعتبارها واحدة من أساسيات الحياة في واقعنا المعاصر، مشيداً بالأدوار الكبيرة التي يقوم بها مهندسو وفنيو الكهرباء في ظل ظروف بالغة التعقيد، مقدّماً الشكر لهم على تضحياتهم الكبيرة، ومترحماً على أرواح الشهداء من منسوبي قطاع الكهرباء الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم المهني.وحذر الخطيب من خطورة التوصيلات العشوائية، واصفاً إياها بأنها “حرام شرعاً” لما تمثله من ضرر عام على المجتمع، واعتداء على المال العام، وسرقة للطاقة، إضافة إلى ما تسببه من حوادث مؤسفة وحرائق تهدد الأرواح والممتلكات.وأوصى د. الحذيفي المصلين بضرورة التعاون مع إدارة الكهرباء في إزالة هذه التوصيلات غير القانونية، وإنكارها في المجتمع، والتبليغ عنها، داعياً إلى تعزيز ثقافة الوعي والالتزام بالقانون، ومعتبراً أن حماية الشبكة الوطنية واجب ديني وأخلاقي ووطني.كما دعا إلى تنظيم المبادرات الشعبية داخل الأحياء بالتنسيق مع لجان التغيير والخدمات، ولجان المقاومة، ولجان الأمن المجتمعي، لحماية المنشآت العامة وتوعية المواطنين بمخاطر التوصيلات العشوائية، مؤكداً أن الدين يدعو إلى الأمانة في التعامل مع المال العام، وأن السلامة لا تتحقق إلا بالالتزام والتعاون.وفي الختام دعا الخطيب بالرحمة والمغفرة لشهداء الكهرباء، وبالحفظ والتوفيق للعاملين في هذا القطاع الحيوي، سائلاً الله أن يمنّ على البلاد بالأمن والاستقرار، والنماء والازدهار.وتأتي هذه الحملة في إطار جهود كهرباء ولاية كسلا لنشر الوعي بخطورة التوصيلات العشوائية، والتقليل من الفاقد الكهربائي، وضمان استدامة الخدمة للمواطنين، عبر برامج توعوية وإرشادية تمتد لتشمل المساجد والمدارس والأسواق والمؤسسات العامة.كما أوضح مجلس التنسيق الاعلامي لشركة كهرباء السودان باستمرار الحملات بإذن الله في كافة ولايات السودان لتحقيق أهداف التوعية والسلامة وتحقيق مزيدا من الاستقرار في الشبكة بشراكة مع المواطن لتحقيق التنمية والاعمار.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب