فضائح للمخابرات الأمريكية والبريطانية| من سيجنال إلى «جى ميل».. واشنطن ولندن يعانيان بسبب التسريبات
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية بشكل متسارع، مجموعة من الفضائح للمخابرات الأمريكية والبريطانية، وذلك عن طريق تسريبات من خلال تطبيق سيجنال المشفر، والعثور على مجموعة من الوثائق السرية داخل أحد صناديق القمامة الموجودة فى شوارع نيوكاسل، وأخيرًا تسريبات من خلال رسائل gmail.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن التسريبات بدأت عندما أضاف المسئولون فى الإدارة الأمريكية عن طريق الخطأ جيفرى جولدبرج رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، إلى مجموعة خاصة بهم على تطبيق "سيجنال" تضم ١٨ شخصًا من كبار المسئولين، وذلك لتنسيق بدء الهجوم على الميليشيات الحوثية فى اليمن ونقل تحديثات عملياتية واستخباراتية سرية للغاية.
وكشف رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، ما دار فى هذه المجموعة من خلال مقال نشره، حيث قال جولدبرج: "أدرجنى قادة الأمن القومى الأمريكى فى محادثة جماعية حول الضربات العسكرية القادمة فى اليمن لم أكن أعتقد أنها حقيقية ثم بدأت القنابل بالتساقط".
وأضاف: "علم العالم قبيل الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة فى ١٥ مارس أن الولايات المتحدة تقصف أهدافًا للحوثيين فى جميع أنحاء اليمن، ومع ذلك، كنت أعلم قبل ساعتين من انفجار القنابل الأولى أن الهجوم قد يكون وشيكًا".
والسبب الذى جعلنى أعلم ذلك هو أن بيت هيجسيث، وزير الدفاع الامريكي، أرسل لى رسالة نصية تتضمن خطة الحرب الساعة ١١:٤٤ صباحًا تضمنت الخطة معلومات دقيقة حول حزم الأسلحة والأهداف والتوقيت.
وتابع “فى يوم الثلاثاء، ١١ مارس، تلقيتُ طلب اتصال على ”سيجنال" من مستخدم يُدعى مايكل والتز، وسيجنال هى خدمة رسائل مشفرة مفتوحة المصدر تحظى بشعبية بين الصحفيين وغيرهم ممن يسعون إلى مزيد من الخصوصية مقارنةً بخدمات الرسائل النصية الأخرى، وافترضتُ أن مايكل والتز المعنى هو مستشار الأمن القومى للرئيس دونالد ترامب مع ذلك، لم أفترض أن الطلب كان من مايكل والتز نفسه".
وأضاف قبلتُ طلب الاتصال، آملًا أن يكون هذا هو مستشار الأمن القومي، وأنه يريد التحدث عن أوكرانيا، أو إيران، أو أى مسألة مهمة أخرى، وبعد يومين - الخميس - الساعة ٤:٢٨ مساءً، تلقيتُ إشعارًا بانضمامى إلى مجموعة دردشة على سيجنال سُميت المجموعة "مجموعة الحوثيين الصغيرة".
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي»، عن عُثور شخص يدعى، مايك جيبارد، من منطقة جيتسهيد، على مجموعة من الأوراق المتناثرة من كيس قمامة أسود فى منطقة سكوتسود فى نيوكاسل.
وقال لـ"بى بى سي"، إنه صُدم مما رآه، واصفًا إياه بـ"الجنون"، مضيفا: "نظرتُ إلى الأسفل وبدأتُ أرى أسماءً على قصاصات أوراق وأرقامًا، ففكرتُ: ما هذا؟"، وكانت مُكدّسة على جدار، فى كيس أسود، فى الطريق، موجودة تحت السيارات، ومنتشرة على طول الطريق.
وأشار إلى أنه عثر على المزيد من الوثائق على الجانب الآخر من الطريق، وانزعج من محتواها؛ متابعًا بأنها تحوى “تفاصيل عن محيط المكان، والدوريات، وتفتيش الأسلحة، وطلبات الإجازات، وأرقام الهواتف المحمولة، وكبار الضباط".
وكانت إحدى الوثائق تحمل عنوان "مفاتيح مستودع الأسلحة ورموز IDS"، ويُعتقد أنها اختصار لعبارة "نظام كشف المتسللين"، واحتوت وثائق أخرى على معلومات طبية عامة وقوائم طلب مكونات.
ووُضعت على وثيقة أخرى عبارة “رسمية - حساسة”، ووفقًا لتوجيهات الحكومة البريطانية، فإن الكشف غير المقصود عن هذه الوثائق "قد يؤدى إلى أضرار متوسطة (بما فى ذلك الوضع الاستراتيجي/ الاقتصادى للمملكة المتحدة على المدى الطويل)، وفى ظروف استثنائية، قد يُشكل تهديدًا للحياة، وسُلمت الوثائق إلى شرطة نورثمبريا.
يحاول البيت الأبيض تجاوز فضيحة "سيغنال"، وسط دعوات متصاعدة لفتح تحقيقات، ولكن مع ظهور بوادر فضيحة جديدة، جعل الأمر معقدًا بعض الشئ.
ونشرت مجلة "فورين بوليسي"، أن هناك دعوات من داخل الكونجرس الأمريكى من كلا الحزبين تطالب بإجراء تحقيقات فى فضيحة "سيغنال"، وسط ظهور مزاعم جديدة حول الاتصالات الحكومية على حسابات البريد الإلكترونى الخاصة، يشيران إلى أن الفضيحة لن تنتهى قريبًا.
وفجرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فضيحة جديدة لإدارة ترامب تتعلق بالمراسلات عبر البريد الإليكترونى Gmail وذلك بعد أيام من فضيحة شات سيجنال الذى أنشأه مستشار الأمن القومى الأمريكى مايك والتز، وضم إليه صحفى اطلع على الخطط السرية لشن هجمات على الميليشيات الحوثية فى اليمن.
أجرى أعضاء فى مجلس الأمن القومى الأمريكى التابع للرئيس دونالد ترامب، بمن فيهم مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض مايكل والتز، أعمالًا حكومية عبر حسابات شخصية على Gmail، وذلك وفقًا لوثائق اطلعت عليها صحيفة واشنطن بوست ومقابلات مع ثلاثة مسئولين أمريكيين.
يُعد استخدام Gmail، وهو وسيلة اتصال أقل أمانًا بكثير من تطبيق المراسلة المشفرة Signal، أحدث مثال على ممارسات أمن البيانات المشكوك فيها من قبل كبار مسئولى الأمن القومى الذين يتعرضون بالفعل لانتقادات بسبب إدراج صحفى عن طريق الخطأ فى محادثة جماعية حول التخطيط رفيع المستوى للعمليات العسكرية فى اليمن.
واستخدم أحد كبار مساعدى والتز خدمة البريد الإلكترونى التجارية لإجراء محادثات تقنية للغاية مع زملائه فى وكالات حكومية أخرى تتعلق بمواقع عسكرية حساسة وأنظمة أسلحة قوية تتعلق بنزاع مستمر، وفقًا لرسائل بريد إلكترونى اطلعت عليها صحيفة واشنطن بوست.
وبينما استخدم مسئول مجلس الأمن القومى حسابه على Gmail، استخدم زملاؤه فى الوكالات حسابات حكومية، وفقًا لما تُظهره عناوين مراسلات البريد الإلكتروني، بحسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
العدد الورقيالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تسريبات سيجنال أجهزة المخابرات البريطانية المخابرات البريطانية صحیفة واشنطن بوست مستشار الأمن الأمن القومى مایکل والتز مجموعة من فى الیمن
إقرأ أيضاً:
الصين تكشف حدود القوة الأمريكية.. كيف قلبت حرب ترامب التجارية الطاولة على واشنطن؟
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا، تناولت فيه: تقييم صفقة ترامب التجارية الأخيرة مع الصين، والتي لا تُعد سوى تراجع غامض عن الحرب التجارية التي بدأها، مع إبقاء رسوم جمركية مرتفعة تضر أمريكا أكثر من الصين.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "الصفقة التجارية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع الصين، هذا الأسبوع، تبدو غامضة إلى حد كبير، لكنها تتماشى مع النمط المعتاد لما وصفه أحد معلّقي "فاينانشال تايمز" بذكاء بـ"تجارة تاكو"، في إشارة إلى ميل ترامب للتراجع في اللحظات الأخيرة، مع وجود متغير جديد هذه المرة".
ونقلت الصحيفة عن الاقتصادي، دين بيكر، قوله إنّ: "هذه الرسوم تُضر بالاقتصاد الأمريكي أكثر من الصيني، إذ يتوقع البنك الدولي تباطؤ نمو الولايات المتحدة من 2.8 بالمائة إلى 1.4 بالمائة، بينما يظل نمو الصين دون تغيير، وهو ما يوضح من يدفع فعليًا ثمن "يوم التحرير" الذي أعلنه ترامب".
"تعقيد الاقتصاد العالمي وتشابكه بات كافيًا لفرض قيود حتى على الولايات المتحدة، رغم قيادتها من قبل رئيس لا يتردد في استخدام أي وسيلة متاحة. وأوضح الباحثان هنري فاريل وأبراهام ل. نيومان أنّ هذا الترابط يمكن تسخيره كأداة للضغط حيث تستغل الدول نفوذها الاقتصادي لممارسة الإكراه" بحسب التقرير نفسه.
وتابع: "قد كانت واشنطن الأكثر نشاطًا في هذا المجال، عبر فرض عقوبات متنوعة، بما في ذلك العقوبات الثانوية ومعاقبة الأفراد وعزل دول كاملة عن المنظومات العالمية. لكن الإفراط في استخدام هذه الأدوات بدأ يكشف عن حدود فعاليتها وتكاليفها المتزايدة".
إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ: "الولايات المتحدة استخدمت هيمنتها الاقتصادية، خاصة في القطاع المالي العالمي، كسلاح فعال ضد خصومها على مدى العقود الماضية؛ فالدولار يُستخدم في نحو 90 بالمائة من معاملات الصرف الأجنبي ويشكل حوالي 57 بالمائة من احتياطيات الصرف الأجنبي العالمية ويُصدر به أكثر من 60 بالمائة من ديون العالم".
وأردف: "كما يخضع نظام سويفت المالي لتأثير واشنطن على الرغم من أن مقره يقع في بلجيكا، ما يمنحها القدرة على عزل دول مثل إيران وروسيا وكوريا الشمالية عن النظام المالي العالمي دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية".
إلى ذلك، أفادت الصحيفة بأنّ: "التجارة تختلف عن المال في عالم متعدد الأقطاب حيث تمتلك الدول خيارات عدة؛ إذ فرضت أمريكا قيودًا على صادرات الإيثان إلى الصين، فاستبدلته بكين بوقود آخر".
ومضت بالقول: "فضلا عن ذلك، تمتلك الصين نفوذًا كبيرًا كونها أكبر مصدر للبضائع عالميًا وتسيطر على تصنيع 30 بالمائة من القيمة العالمية وتحتكر معالجة مواد حيوية كالنيكل والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة والليثيوم وهي ضرورية للتكنولوجيا الحديثة".
واسترسلت: "عندما قيّدت أمريكا تصدير تكنولوجيا الرقائق المتقدمة، ردت الصين بحظر تصدير بعض المعادن النادرة اللازمة للإلكترونيات وأنظمة الدفاع الأمريكية ولم تجد أمريكا بدائل سريعة".
وبحسب الصحيفة فإنّ: "استراتيجية ترامب -إن وُجدت- كانت مبنية على فهم خاطئ للصين. فالصين كانت تستعد لمثل هذا الضغط من خلال تقليل اعتماد اقتصادها على الواردات الأمريكية وتوسيع علاقاتها التجارية مع دول أخرى وتحفيز مواطنيها على تحمل المصاعب للدفاع عن وطنهم أمام الضغوط الخارجية".
وأكّدت: "قبل ترامب بفترة طويلة، استخدمت واشنطن نفوذها الاقتصادي بشكل مفرط جدًا. وتُظهر قاعدة بيانات العقوبات العالمية أن عدد العقوبات الأمريكية المفروضة على دول أجنبية تضاعف أكثر من خمس مرات خلال العشرين سنة الماضية".
واستدركت: "لكن ترامب صعّد الأمر إلى مستوى جديد من خلال تهديده بفرض تعريفات جمركية وإجراءات أخرى غير متعلقة بالتجارة، مثل سحب التأشيرات عن الطلاب الأجانب. ولم يعد يبدو كرجل يمثل الدولة الرائدة في العالم، بل أشبه برئيس عصابة".
وختمت الصحيفة بالقول: "كانت حرب ترامب التجارية مثالاً واضحًا على سوء استخدام القوة الصلبة في مجال لم تكن للولايات المتحدة فيه ميزة واضحة؛ حيث أدّى الإكراه إلى مقاومة بدلاً من الامتثال. هذه الحرب عطّلت الأسواق وأضرت بالتحالفات وسرّعت البحث عن بدائل للأنظمة التي تهيمن عليها أمريكا".
واستطردت: "أكبر تكلفة على استخدام القوة الصلبة الأمريكية بهذه الطريقة العنيفة ستكون تآكل القوة الناعمة الأمريكية؛ الإيمان والثقة في أمريكا التي جعلتها رائدة في صياغة الأجندات العالمية ومنحتها مكانة محورية في مجالات عديدة من المالية والعملات إلى السياسة الدولية".