مصرع العشرات في هجمات على 3 قرى ببوركينا فاسو
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
ذكر راديو فرنسا الدولي، أن عشرات القرويين ببوركينا فاسو لقوا مصرعهم في هجمات شنتها جماعة مسلحة على قرى بإقليم سورو، غربي البلاد، مشيرًا إلى أن معظم الضحايا من الشباب الذين انضموا إلى صفوف المتطوعين دفاعا عن الوطن.
وأشار راديو فرنسا الدولي، إلى أن الهجمات التي استهدفت ثلاث قرى، وقعت بعد أيام قليلة من عملية واسعة النطاق أطلق عليها اسم توربيون نفذتها القوات المسلحة البوركينية في المنطقة والتي مكنت من دفع المسلحين إلى الحدود مع مالي.
وبحسب عدة شهادات جمعها الراديو، عاد المسلحون لمهاجمة السكان المدنيين بعد رحيل الجيش حيث اقتحم المسلحون قرى دي وجيدوجو ولانفيرا في اقليم سورو مما أسفر عن سقوط نحو 200 قتيل، وكان أهالي تلك القرى قد طلبوا من الجنود البقاء في المنطقة خوفاً من انتقام هذه الجماعة.
وشكلت هذه الهجمات انتهاكا لاتفاق عدم الاعتداء بين الجماعة المسلحة والسكان المدنيين.
اقرأ أيضاًمقتل 15 جنديا على الأقل في هجمات مسلحة على موقعين للجيش في نيجيريا
جماعة مسلحة يونانية تعلن مسئوليتها عن إرسال «طرد مفخخ» لقاضية بارزة
بوركينا فاسو تعلن إحباط محاولة جديدة لزعزعة استقرار البلاد
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بوركينا فاسو هجمات الجماعة المسلحة
إقرأ أيضاً:
هل سيختار الحوثيون الهدوء الاستراتيجي عقب المواجهة الإسرائيلية الإيرانية؟
فجر الجمعة 12 يونيو 2025، شنت إسرائيل هجومًا جويًا غير مسبوق على العمق الإيراني، استهدف رموزًا عسكرية بارزة، من رئيس أركان الجيش وقادة في الحرس الثوري والقوة الجوية، إلى علماء ومراكز تابعة للبرنامجين الصاروخي والعسكري.
الهجوم لم يكن مجرد عملية ردع أو استعراض قوة، بل رسالة استراتيجية محسوبة بدقة مفادها: المشكلة في الرأس، لا في الأذرع. هكذا اختارت إسرائيل أن توجه ضربتها إلى طهران مباشرة.
مساء الجمعة ردت إيران بمئات الصواريخ استهدفت عشرات المواقع في تل أبيب ومناطق أخرى ولازالت الحرب مستمرة..
وفي ضوء هذه المواجهة بكل ما حملته من دلالات، تبرز ملاحظة لافتة تتعلق بجماعة الحوثي، التي لطالما وُصفت بأنها إحدى أذرع المحور الإيراني، بل وتم تصنيفها في الخطاب السياسي الأميركي والإسرائيلي باعتبارها قوة تابعة مباشرة للقرار في طهران.
غير أن رد فعل الجماعة لم يأتِ بالشكل المتوقع من خلال متابعة دقيقة لتصريحات المسؤولين الحوثيين، وما تنشره وسائل إعلامهم ومنصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يتضح وجود توجه واضح نحو التهدئة، والترقب، وترك مسافة محسوبة بين ما يجري من حرب وبين ما قد يحدث لاحقًا. يبدو أن الجميع، بمن فيهم الحوثيون، لا يملكون صورة واضحة عمّا ستؤول إليه الأمور، وبالتالي يختارون التريث.
هذا النمط من التعاطي لا يقتصر على الحوثيين فقط، بل يشمل أيضًا بقية أطراف المحور الإيراني، كحزب الله والفصائل العراقية، غير أن الحذر في الحالة الحوثية يبدو أكثر وضوحًا وتنظيمًا، وربما أكثر ارتباطًا بحسابات دقيقة تتجاوز الاندفاع أو الانجرار خلف ردود الفعل.
هذا الحذر يبدو امتدادًا لمسار بدأ منذ دخلت الجماعة في تفاهمات مع واشنطن، بوساطة عمانية، أفضت إلى اتفاق أمريكي حوثي لوقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر.
هل تبدو الجماعة وكأنها تعيد تموضعها بهدوء، وتراجع حساباتها بعيدًا عن الانفعالات الآنية.
تمتحن المواجهات الأخيرة بين إيران وإسرائيل مدى التزام الحوثيين بهذا التموضع الجديد.
هل سيستجيبون للضربة بصفتهم امتدادًا للمحور الإيراني؟ أم سيتريثون لضمان عدم تدمير ما تحقق من مكاسب سياسية واستراتيجية في الأشهر الأخيرة؟
حتى الآن، اختارت الجماعة طريق الانضباط، وهو ليس صمتًا سلبيًا، بل قراءة مدركة لميزان القوة.
هل فهم الحوثيون أن رفع سقف الخطاب والقوة قد يستدعي ردودًا تتجاوز القدرة على الاحتمال، خاصة في ظل ما حدث للحليف الإيراني أمام ضربات دقيقة ومؤلمة من نوع تلك التي شهدتها طهران.
في هذا المشهد، يفرض سؤال نفسه: هل الجماعة جزء من منظومة قرار إيرانية واحدة، أم أنها ستتصرف وفق ما تراه مناسبًا لمصالحها الخاصة؟
المواجهة الأخيرة توحي بأن الحوثيين باتوا أكثر ميلاً لتقدير موقفهم بناءً على حسابات تخص الداخل اليمني والإقليم المحيط وربما بتشاور مع إيران!
قد تكون الضربة عمّقت هذا الميل، إذ أظهرت أن مركز القرار ذاته لم يعد في مأمن، وأن الأذرع قد تُستهدف لاحقًا في حال اختار “الرأس” المواجهة المفتوحة.
من جهة أخرى، لا تبدو الجماعة في وارد التصعيد على الجبهة الداخلية.
القوى المناوئة لها، وعلى رأسها القوات الحكومية، قد ترى في هذا الحذر الحوثي فرصة لمحاولة كسر حالة الجمود، لكنها على الأرجح تدرك أن المشهد لا يزال راكدًا نسبيًا، وأن ميزان القوى لم يشهد تغيرًا جوهريًا. ورغم ذلك، فإن أي تطور إقليمي كبير، كاتساع المواجهة بين طهران وواشنطن، قد يفتح كوة جديدة لتحولات داخلية غير متوقعة، سواء بانكشاف الحماية الخارجية، أو بإعادة توزيع الاهتمام.
حتى الآن، لا يبدو أن الحوثيين راغبون في التورط في صدام مباشر باسم طهران. هم يحتفظون بخطاب داعم لغزة، ويوجهون ضربات عسكرية ضد إسرائيل، لكنهم يتحاشون المساس بالمصالح الأميركية أو تخطي الخطوط التي تم الاتفاق عليها في مسقط. هم أقرب إلى حالة “الهدوء الاستراتيجي”، الذي يسمح بمناورة محسوبة دون فقدان المكتسبات. وهذا النهج لا يعكس انكفاءً، بل قدرة تكتيكية في تفادي الاستدراج إلى معركة لا تخدمهم.
في النهاية، ما نشهده ليس نهاية للتصعيد، الضربة الإسرائيلية لطهران لا تريد إضعاف إيران وحدها بل تريد إرسال رسالة إلى كل من يتكئ عليها:
لا أحد في مأمن. والحوثيون، كغيرهم من حلفاء طهران، يقرؤون المشهد على ضوء هذه الرسالة، محاولين الموازنة بين البقاء في المحور، وعدم الغرق معه إن بدأ في التصدع.