سودانايل:
2025-06-26@20:14:50 GMT

في ذكري محجوب شريف (٣ )

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

وتتواصل ذكرياتنا مع شاعر الشعب محجوب شريف في ذكري رحيله الحادية عشر .
من الطرائف التي يحكيها “محجوب الشريف” بعد خروجه من المعتقل إثر فشل حركة الرائد “هاشم العطا” في يوليو 1971م وعودة “نميري” تارة أخرى بتلك الهجمة الشرسة جداً على قوى اليسار من كافة الفئات، حتى الطلاب، تم بالطبع فصل “محجوب” من العمل كمعلم، فافتتح الرجل دكاناً في الثورة ام درمان حيث كان يسكن عازبا، وبدأ الزبائن يفدون إلى متجره ليبتاعوا منه، برغم أن معظم البيع كان (بالجرورة) حتي آخر الشهر مثلما كان الحال في الزمان السابق.

. فقد أدخل “محجوب” حرفة بيع الفول في الدكان كشأن معظم البقالات، غير أن رجال الأمن ظلوا يترصدونه بأن يأتوا في الليل البهيم ليأخذوا قدرة الفول بكاملها حين تترك خارج الدكان لزيادة اشتعال الفحم في الكانون حتى الصباح ليصبح الفول مستوياً.. يحكيها “محجوب” وهو يضحك لطرافة المعاكسات السياسية وسذاجتها وقتذاك.. فصبر “محجوب” على الأذى طويلاً، وفي نهاية الأمر ذهب نظامهم وامنهم هم بسرعة البرق في ٦ أبريل ١٩٨٥م وبقي “محجوب” وبقيت أشعار “محجوب” تسكن داخل وجدان أهل السودان.
وكعادة “محجوب” فإنه كان لا يرغب في حضور بروفات أعماله الشعرية حيث يفضل الاستماع لها كباقي الجمهور من خلال الأجهزة عندما يتم تسجيلها بالإذاعة، حتى في حفلات المسرح التي يشارك فيها وردي فإنه لا يرغب لسماع أغنياته منه.
ولكن ذات مرة وقد كنا وقتها في النصف الأول من السبعينيات في القرن الماضي نعمل بمهنة التدريس بمدارس أم درمان صباحا ونواصل دراستنا الجامعية مساءً بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، وكان “محجوب شريف” وقتها قد تم فصله من مهنة التدريس التي امتهنها منذ تخرجه من معهد التربية (سنتين بعد إكمال المتوسطة) التي درسها بمدرسة المدينة عرب بالجزيرة غرب ود مدني، فإنه قد دعاني ومعي زميل الطرفين الأستاذ المربي الراحل “سليمان هباش” لكي نذهب معه إلى دار اتحاد الفنانين بأم درمان بموقع الدار السابق، الذي كان يجاور المسرح القومي، وهو عبارة عن بيت من بيوت وزارة التربية الظليلة الأشجار، وتجاور أيضاً سكن الأستاذ “عبد المجيد طلسم” وكيل وزارة التربية الأسبق رحمه الله، وهو والد البلابل، وسبب دعوة “شريف” لنا هو أن “وردي” قد طلب منه الحضور بالنادي للاستماع للبروفة النهائية لأغنيته التي كتبها لـ”وردي” كأول عمل غنائي عاطفي بعد سلسلة الأناشيد الوطنية، وقد كانت الأغنية هي (الجميلة ومستحيلة) التي ظهرت للوجود في العام 1974م تحديداً بالرغم من أن وردي قد تغنى بها في العام ١٩٧٦ م حيث كانت رائعة “الدوش” قد سبقتها بعام واحد وهي (بناديها) وقد أحدثت (الجميلة ومستحيلة) ضجة ضخمة جداً بسبب أن مفرداتها كانت فعلاً ذات لغة جديدة، واسم الأغنية كان جانبا ايضا.. وقد أضفى لها لحن “وردي” وموسيقاه بهاءً فوق بهاء المعاني..
يا جميلة ومستحيلة
إنت دايما زي سحابة
الريح تعجل بي رحيلها
اسمحيلا تشوف عيونك اسمحيلا
أنا لا الصبر قادر على ولا عندي حيلة.
• اما معرفتي بمحجوب فقد بدأت في يوليو من العام 1970م حين أتينا من مدينة الأحلام (ود مدني) إلى الخرطوم لنلتحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، التي فتحت أبوابها لطلاب الشهادة السودانية بتخصيصها لعدد ألف منحة، بتوجيهات من الزعيم “جمال عبد الناصر” لمدير الجامعة وقتذاك الراحل الأستاذ الدكتور “محمد طلبة عويضة” عالم الرياضيات المعروف، والذي تم اختياره فيما بعد لتأسيس جامعة الزقازيق والتي فتح فيها فرصاً متسعة للطلاب السودانيين في ذلك الزمان من حقبة السبعينيات، وحين التحقنا بمهنة التدريس صباحاً، فقد عرفني بعض الزملاء على الراحل الأستاذ “محجوب شريف”، وقد كان منهمكاً بتكوين جسم سياسي داخل أوساط المعلمين يُسمى (رابطة المعلمين الاشتراكيين) فانضممنا معه في تلك الرابطة حيث كانت شعارات الاشتراكية والقومية متمددة بقوة وجاذبة جداً في ذلك الزمان، ومنذ ذلك الوقت ظلت علاقتي ممتدة مع “محجوب” حتى رحيله، واتذكر من أولئك الاساتذة الاشتراكيين كان محمد الامين وعودة وسليمان الهباش وعباس بابكر احمد دبورة واخرون .
وأذكر أن “محجوب” لم يكن يتحدث كثيراً في الشأن السياسي، بل كانت اهتماماته تتلمس احتياجات الناس العاديين البسطاء، ويترجم تلك الآمال والمعاني والرغبات إلى شعر دارجي جميل، يشبه كثيراً المدارس الشعرية التي تتحدث عن معاناة الجماهير، وقد رأيناها متمثلة في الشعراء الراحلين: “أحمد فؤاد نجم، أمل دنقل، والعراقي بدر شاكر السياب والروائي التقدمي صنع الله إبراهيم” أطال الله في عمره — وغيرهم كثر.
ونواصل ؛؛؛؛

abulbasha009@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: محجوب شریف

إقرأ أيضاً:

بعد شكوى قلة أعماله .. أول ظهور لـ شريف خيرالله فى عزاء والد تامر عبد المنعم

حرص الفنان شريف خيرالله على تقديم واجب العزاء فى الكاتب الصحفي محمد عبد المنعم والد الفنان تامر عبد المنعم.

ومن أبرز النجوم الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء :" وفاء عامر،  ماجد المصري، هاني رمزي ، دنيا عبد العزيز، لبلبة ، احمد آدم ، لقاء سويدان، مصطفي كامل، رامي إمام ، والمستشار مرتضى منصور ، والإعلامي أحمد موسى.

وكان أعلن الفنان تامر عبد المنعم، عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن وفاة والده.

وقال عبد المنعم: “مات أبي، توفي إلى رحمة الله تعالى والدي الغالي الكاتب الكبير محمد عبد المنعم، وسوف تقام صلاة الجنازة عليه بعد صلاة الظهر من مسجد عمر مكرم.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.

كان الفنان تامر عبد المنعم قد شيع جنازة والدة من مسجد عمر مكرم، تمهيدًا للدفن بمقابر العائلة، وحرص عدد من أعضاء مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، على حضور الجنازة.

ونعت غرفة صناعة السينما المصرية الكاتب الصحفي محمد عبد المنعم، والد الفنان تامر عبد المنعم.

وجاء نص البيان: “رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما المصرية وأعضاء مجلس الإدارة والجهاز الإدارة للغرفة يتقدمون بخالص العزاء لعضو مجلس إدارة الغرفة والمنتج السينمائى والفنان القدير تامر عبد المنعم في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى والده الكاتب الكبير الأستاذ محمد عبد المنعم، وندعو له بالرحمة والمغفرة ولأسرته بالصبر والسلوان. ”يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّك ِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" "صدق الله العظيم

طباعة شارك تامر عبد المنعم شريف خيرالله عزاء والد تامر عبد المنعم

مقالات مشابهة

  • الزمالك يكشف حقيقة غلق ملف صفقة محمد شريف
  • بعد شكوى قلة أعماله .. أول ظهور لـ شريف خيرالله فى عزاء والد تامر عبد المنعم
  • شريف عامر: جريمة جديدة تشهدها غزة خلال آخر 24 تمثلت في استشهاد 100 روح لمواطنين فلسطينيين
  • الفنان شريف الفحيل وامتحان الروح – دفاع عن موهبة سودانية في وجه العاصفة
  • عمرو جمال: محمد شريف أعلى فنيا من جراديشار
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • لا فرق بين شريف الفحيل وبعض من يحملون لقب أستاذ وأستاذة
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • الأخبار الزائفة حتى وإن كانت “في صالحنا” قد تضرّ بنا
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية