رحيل الفنان أمادو باغايوكو أسطورة الموسيقى المالية
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
في مشهد غلب عليه الحزن، ودّعت مالي أحد أبرز أعلامها الموسيقيين، أمادو باغايوكو، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 70 عامًا.
الفنان، الذي شكّل مع زوجته مريم دومبيا الثنائي الشهير "أمادو ومريم"، كان أحد أعمدة الموسيقى المالية الحديثة، ومثالًا على قوة الإرادة والموهبة التي تتجاوز كل الحواجز.
توفي أمادو صباح الجمعة الخامس من أبريل/نيسان، بعد تدهور حالته الصحية.
وقد أعلنت عائلته النبأ في بيان موجز، مخلِّفة موجة حزنٍ عارمة اجتاحت مالي وكل من عرف موسيقاه في مختلف أنحاء العالم.
ووصفت وسائل الإعلام المحلية والدولية وفاته بأنها "نهاية فصل موسيقي استثنائي" في تاريخ القارة الأفريقية.
في شوارع باماكو، كان يوم الجمعة مختلفًا عن المعتاد. فقد نقلت وسائل إعلام متعددة أن المدينة خيّمت عليها أجواء الحداد.
توافد المواطنون إلى أمام منزل الفنان الراحل لوضع الزهور والشموع. وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، تكرّرت عبارة واحدة "رحل النور الذي أضاء الموسيقى المالية".
ميلاد استثنائي من قلب الظلاموُلد أمادو باغايوكو عام 1954 في باماكو، وفقد بصره في سن السادسة بسبب الغلوكوما.
لكن الإعاقة لم تُثنه عن السعي وراء شغفه بالموسيقى، فالتحق بالمعهد الوطني للمكفوفين في باماكو، وهناك تعرّف إلى مريم دومبيا، زميلته التي ستصبح شريكة حياته الشخصية والفنية.
منذ أوائل الثمانينيات، انطلق الثنائي أمادو ومريم في مسيرة موسيقية أثارت الإعجاب في مالي وخارجها.
إعلانجمعا بين التقاليد الموسيقية المحلية والأنماط الغربية مثل البلوز والروك والبوب، مما منح أعمالهما طابعًا عالميًا فريدًا.
كان ألبومهما البارز "الأحد في باماكو" عام 2005، من إنتاج الفنان الفرنسي-الإسباني مانو تشاو، محطة فارقة في مسيرتهما.
لاقى الألبوم نجاحًا دوليًا كبيرًا، وفتح لهما أبواب المهرجانات العالمية والتكريمات، من بينها ترشيحات لجوائز غرامي، وجولات فنية شملت أوروبا، وأميركا، واليابان.
وصفت صحيفة غارديان البريطانية أمادو بأنه "سفير الموسيقى الأفريقية"، مشيرة إلى أن الثنائي شكّل نموذجًا للتعاون بين الثقافات والموسيقى العابرة للحدود.
فقد غنّيا للحب، وللسلام، وللقضايا الاجتماعية، ولم يترددا يومًا في التفاعل مع قضايا وطنهما والقارة الأفريقية.
خلال مسيرتهما، قدّما عروضًا أمام شخصيات بارزة، مثل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وشاركا في مناسبات عالمية، بما فيها افتتاح كأس العالم لكرة القدم عام 2006، مما رسّخ حضورهما كرمزين موسيقيين أفريقيين على الساحة العالمية.
وبرحيله، لم يقتصر الحزن على الشارع المالي، بل شمل الأوساط الثقافية الرسمية في الخارج أيضا.
تكريم وطنيعقب إعلان الوفاة، أصدرت وزارة الثقافة المالية بيانًا رسميًا أعربت فيه عن "حزن الأمة لفقدان أحد أبرز فنانيها، الذي لم يكن فقط فنانًا استثنائيًا، بل رمزًا للأمل والمثابرة".
ووفقًا لما ذكرته عدة مصادر، تُجهَّز مراسم تكريم وطنية تليق بمكانته، يُتوقع أن يحضرها مسؤولون حكوميون وفنانون من مختلف أنحاء أفريقيا والعالم.
في تصريح مؤثر، قالت زوجته مريم دومبيا "لقد فقدتُ شريك حياتي، رفيق دربي، وصوتي الآخر. لكن موسيقاه ستبقى، تُجسّد قصتنا أمام العالم".
إرث لا يُنسىبرحيل أمادو باغايوكو، تُطوى صفحة مشرقة من تاريخ الموسيقى الأفريقية، لكن صدى صوته، وروح كلماته، وإيقاع نغمه سيبقى حاضرًا في وجدان جمهوره وطلابه والموسيقيين الذين ألهمهم.
إعلانفبين ألحانه، بقيت أفريقيا تنبض بإيقاعها الخاص، تروي قصصها بصوت لا يموت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مريم نعوم: مسلسل لام شمسية كان مجرد قصة في خيالي في البداية"
تحدث الكاتبة مريم نعوم عن قصة مسلسل لام شمسية وذلك من خلال الندوة التي تقام الآن في المركز الكاثوليكي للسينما، وقالت:" المسلسل في البداية كان مجرد قصة في خيالى"
وأضافت:" كان يجب تنفيذ العمل من 2022 وكل شئ كان جاهز حتي الديكور، لكن حسيت أن لأ محتاجة يتأجل شوية، وبشكر شركة الأنتاج أنها وافقت على التأجيل".
سبب إختيار العمل:
وقد تم اختيار هذا المسلسل تحديدًا لتناوله من منظور إنساني بعض القضايا الاجتماعية الهامة، خاصة أنه تطرق إلى موضوعات لم تكن تٌقدم من قبل بجرأة، وطرح قضايا مهمة شديدة الحساسية تشغل فكر الشارع والمواطن المصري ألا وهي التحرش بالأطفال، حيث وضعنا صُنّاع المسلسل أمام المرآة لمواجهة تقاعسنا وتخاذلنا مع تلك المواضيع، والتحديات التي تواجهنا بسبب خوفنا من صورتنا أمام المجتمع، بحبكةٍ درامية متميّزة وتكامل كافة عناصره الفنية وتماسكها بسردًا دراميًا مشوقًا.
جدير بالذكر أن الكاتب والناقد الفني محمود عبد الشكور يقوم بإدارة الندوة، كما قدمتها على المسرح الإعلامية لميس سلامة، ويشارك بالندوة العديد من أبطال وصنّاع المسلسل، ومن المقرر في ختام الندوة أن يقوم الأب بطرس دانيال بتوزيع شهادات التقدير لجميع صُناع وأبطال المسلسل، وإهداء درع المركز لهم تقديرًا وعرفانًا لرسالتهم السامية.