قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إنه يأمل أن يخفف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية المفروضة على إسرائيل عندما يجتمع معه في واشنطن هذا الأسبوع.

وبموجب سياسة الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي أعلن عنها ترامب قبل أيام، تُفرض على السلع الإسرائيلية رسوم بنسبة 17%.

تأتي تصريحات نتنياهو تزامنا مع هبوط مؤشر بورصة تل أبيب بنحو 4% خلال تعاملات اليوم متأثرا سلبا بالانخفاض الكبير في وول ستريت بنهاية الأسبوع.

وافتتحت بورصة تل أبيب أسبوعها المالي اليوم الأحد بانهيارات جماعية في جميع المؤشرات، متأثرة بشكل مباشر بانهيار أسواق المال العالمية عقب إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية واسعة على أكثر من 90 دولة، من ضمنها إسرائيل.

فقد سجل مؤشر "تل أبيب 35" تراجعًا بنسبة 3.6%، في حين خسر مؤشر "تل أبيب 125" نحو 3.9%، ومؤشر قطاع البنوك انخفض بـ3.85%. هذه التراجعات تأتي في وقت حرج كانت فيه أكثر من 40 شركة محلية، أغلبها في قطاع العقارات، تستعد لعمليات طرح عام أولي (اكتتاب) في السوق المحلية خلال شهر مايو/أيار.

ضربة مبكرة لمشروع اندماج عقاري ضخم

وفي 1 أبريل/نيسان 2025، أعلنت شركتا "يشبرو" و"تنوفورت" عن تأجيل إصدار سندات بقيمة 850 مليون شيكل (229 مليون دولار)، ضمن إطار صفقة اندماج بين الشركتين.

إعلان

"يشبرو" تُعد من أبرز الشركات في مجال تطوير وإدارة المراكز التجارية والمجمعات العقارية في إسرائيل، وتملك وتشغّل "مولات" عدة في مناطق مختلفة. أما "تنوفورت"، فهي شركة تطوير عقاري نشطة في قطاع المجمعات التجارية واللوجستية، وكانتا تخططان لدمج عملياتهما ضمن كيان موحد لتعزيز نفوذهما في السوق.

ولكن الاضطرابات المفاجئة في السوق المالية العالمية والمحلية، إلى جانب ارتفاع عوائد السندات الحكومية بنسبة 0.3%، أجبرت الشركتين على تأجيل الإصدار، وذلك يعكس هشاشة الظروف التمويلية الحالية حتى لدى أكبر اللاعبين في القطاع العقاري.

موجة الاكتتابات المرتقبة على حافة الانهيار

وكانت بورصة تل أبيب تستعد لموجة اكتتابات ضخمة تضم أكثر من 40 شركة خلال شهر مايو/أيار 2025، في واحدة من أكبر موجات الطروحات التي تشهدها السوق منذ سنوات، إلا أن الانهيار في بورصة وول ستريت يومي الخميس والجمعة 3 و4 أبريل/نيسان بسبب قرارات ترامب الجمركية ألقى بظلال قاتمة على تلك الآمال.

وقال أحد مديري الاكتتاب الرئيسيين، في حديثه لموقع كالكاليست، إن شركات العقارات "كانت تمثل جزءا أساسيا من موجة الاكتتابات المرتقبة. الآن، بعد انهيار أسهم القطاع بنحو 20% خلال أسبوعين، فإن الانهيار الأميركي يمثل ضربة قاضية لخططها".

وأضاف "الشركات الكبرى قد تتمسك بخططها، لكن الشركات المتوسطة والصغيرة لن تتمكن من جمع الأموال وفق التقييمات التي خططت لها. العديد منها سيضطر إلى التأجيل، أو التحول إلى إصدار السندات".

أسماء بارزة على قائمة الخطر

ومن أبرز الشركات العقارية التي كانت تستعد لطرح أسهمها:

"رمي ليفي للعقارات": تسعى لطرح بقيمة 3.5 مليارات شيكل (946 مليون دولار)، لكنها قررت تأجيل العملية إلى أغسطس/آب. "أمفا للعقارات": مملوكة لعائلة نقاش وشلومي فوغل، كانت تستهدف تقييمًا مشابهًا. "شلومو للمركبات": بمشاركة جارد كوشنر، تستهدف طرحًا بقيمة 4.5-5 مليارات شيكل (1.21–1.35 مليار دولار). "رايسدور": شركة تابعة لياكي رايسنر، تستهدف 1.5 مليار شيكل (405 ملايين دولار). "مجموعة جبّاي للعقارات": مليار شيكل (270 مليون دولار). "سونول للعقارات": 700 مليون شيكل (189 مليون دولار). "دلك إسرائيل": أكثر من مليار شيكل (270 مليون دولار). "دلك للأصول": 900 مليون شيكل (243 مليون دولار). "أنشي هعير": 500 مليون شيكل (135 مليون دولار). إعلان حالة ذعر في السوق.. لا أحد يشتري

وقال خبير اكتتاب آخر لموقع كالكاليست "نحن في مكان مختلف تمامًا. لا توجد شهية في السوق لشراء الأوراق المالية. مديرو الصناديق الآن يفكرون في ما يجب بيعه، لا ما يجب شراؤه".

وأكد متان شتريت، كبير الاقتصاديين في شركة "هفينيكس"، أن الجمع بين خطوة ترامب وردود الفعل الدولية أثار قلقًا شديدًا من ركود تضخمي في الأسواق، مشيرا إلى أن "التخوف من سيناريو ركود اقتصادي يرافقه تضخم آخذ في التزايد. الأسواق تسعر حاليا 4 تخفيضات محتملة للفائدة حتى نهاية العام، الأولى منها متوقعة في يونيو/حزيران، إلا أن جيروم باول أشار إلى أن البنك الفدرالي ينتظر مزيدًا من الوضوح".

أما ألكس زبژينسكي، كبير الاقتصاديين في "ميطاف"، فقد أشار إلى أن التأثير على "إسرائيل" سيكون انكماشيا على الأرجح، مؤكدا أن "تراجع أسعار النفط والمعادن عالميا بنسبة تصل إلى 12%، وتراجع أسعار الواردات قد يؤدي إلى انخفاض معدل التضخم. نحن نخفض توقعاتنا لتضخم أبريل/نيسان إلى 0.2% وللسنة المقبلة إلى 2.4%".

 

إسرائيل بين الدول المعاقبة

وفي 3 أبريل/نيسان، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 17% على صادرات "إسرائيل" إلى الولايات المتحدة التي أعلنت قبلها بيوم خفض رسومها على المنتجات الأميركية إلى الصفر، في محاولة لتفادي العقوبة الاقتصادية.

وأفاد تقرير كالكاليست بأن شركات التمويل غير المصرفي معرضة لمخاطر كبيرة في حال دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود. وقال مصدر للصحيفة "إذا استمر الركود، فإن جودة الائتمان ستتدهور، وسنرى حالات تعثر متزايدة. التمويل الخارجي سيصبح أكثر خطرًا، وهناك العديد من الجهات التي تطالب بإيقاف أي تحركات تمويلية حاليا".

الصناعات العسكرية.. الناجي الوحيد حتى الآن

ومن بين جميع القطاعات، يبدو أن الصناعات العسكرية، وتحديدًا شركة "بلِسن ساسا"، هي الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بفرصة للنجاة، إذ تخطط الشركة لطرح عام في وقت لاحق من العام بقيمة مليار شيكل (270 مليون دولار). وقال مصدر في السوق "إذا لم تتصاعد الأزمة أكثر، فإن لدى الشركة فرصة جيدة للمضي قدمًا في طرحها".

إعلان

وفي ختام أسبوع التداول، ووسط انهيار عالمي وتدهور ثقة المستثمرين، أكدت مصادر كالكاليست "إذا استمر هذا الانهيار، فلن نرى عشرات الاكتتابات كما كان متوقعًا، بل بضع شركات فقط ستغامر بخوض السوق".

وبهذا تكون تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية، إلى جانب هشاشة الاقتصاد العالمي، قد تسببت بشلل شبه تام في قطاع الطروحات الإسرائيلية، مما يُنذر بأزمة تمويل أوسع في النصف الثاني من عام 2025.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بورصة تل أبیب ملیون دولار أبریل نیسان ملیون شیکل ملیار شیکل فی السوق أکثر من

إقرأ أيضاً:

حماس ترد على ترامب وويتكوف: نحن ملتزمون بالسلام ونتنياهو هو المعرقل

صراحة نيوز – أعربت حركة “حماس”، السبت، عن استغرابها من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، التي ادعيا فيها رفض الحركة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أن هذه التصريحات “تتناقض مع تقييم الوسطاء ولا تعكس حقيقة ما يجري في المسار التفاوضي”.

وجاء في بيان صادر عن القيادي في الحركة عزت الرشق، أن “تصريحات ترامب وويتكوف جاءت في توقيت كانت فيه الأطراف الوسيطة، خصوصًا مصر وقطر، تعبّر عن ارتياحها وتقديرها للموقف الجاد والبنّاء الذي أبدته حماس خلال المفاوضات”.

وأشار الرشق إلى أن مصر وقطر أوضحتا في بيان مشترك، الجمعة، أن تعليق المفاوضات مؤقت وجاء بغرض إجراء مشاورات قبل استئناف الحوار، وهو ما وصفاه بأنه أمر طبيعي ضمن مسار تفاوضي معقد.

واتهم القيادي في “حماس” الإدارة الأميركية بـ”تجاهل العرقلة الحقيقية التي تمارسها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر وضع العقبات، والمراوغة، والتنصل من الالتزامات، وهو ما يمثل التحدي الحقيقي أمام التوصل لأي اتفاق”.

وشدد الرشق على أن الحركة “تعاملت منذ بداية المفاوضات بمرونة ومسؤولية وطنية عالية، وسعت بجدية إلى التوصل إلى اتفاق شامل ينهي العدوان ويخفف من معاناة أهل غزة”.

وأوضح أن الرد الأخير لحركة “حماس” على مقترح وقف إطلاق النار الذي طُرح عبر الوسطاء، جاء بعد مشاورات وطنية موسعة شملت الفصائل الفلسطينية والدول الصديقة، مؤكداً أن الحركة أبدت تجاوبًا إيجابيًا مع النقاط المطروحة في وثيقة ويتكوف، مع التأكيد على ضرورة وضوح البنود الإنسانية وضمان تدفق المساعدات وتوزيعها من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها دون تدخل إسرائيلي.

وكان ترامب قد صرّح الجمعة بأن “حماس لم تكن جادة في التوصل إلى اتفاق”، بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من مفاوضات الدوحة. كما زعم ويتكوف، مساء الخميس، أن رد حماس على المقترح الأخير “يدل على عدم رغبتها في الاتفاق”.

مقالات مشابهة

  • ترامب ونتنياهو إلى أين؟
  • إسرائيل في فخ غزة: هل وقعت تل أبيب في مصيدة الاستنزاف السياسي والعسكري؟
  • شركة سيارات ألمانية كبرى تسجل خسائر فادحة بسبب ترامب
  • ترامب: قدمنا 60 مليون دولار لإدخال أغذية إلى غزة ولا مجاعة في القطاع
  • ترامب: أنفقنا 60 مليون دولار منذ أسبوعين على الطعام لغزة ولم يذكر أحد ذلك.
  • شركة هندية تدافع عن تصدير شحنة مركّب متفجّر إلى روسيا بقيمة 1.4 مليون دولار
  • الأمير خالد بن الوليد: شركة “كي بي دبليو” تستثمر في الأردن منذ أكثر من 10 سنوات
  • ترامب: فقدان 100 مليون دولار تم جمعها لمتضرري حرائق كاليفورنيا
  • حماس ترد على ترامب وويتكوف: نحن ملتزمون بالسلام ونتنياهو هو المعرقل
  • نوكيا تخفض توقعاتها لأرباح 2025 بـ300 مليون دولار بسبب الرسوم الجمركية