فاطمة بنت خلفان العبرية

يتبادر إلى ذهني هذا السؤال كثيرًا ولا أجد له إجابة، وأحاول أن أجد مبررات للمعلم ككثرة المهام التدريسية الموكلة له وانشغاله بإنهاء المنهج في الوقت المحدد بالإضافة إلى الأنشطة المدرسية الأخرى التي يقوم بها المعلم إلى جانب عملية التدريس خاصة بعد نظام الإجادة والذي زاد العبء على المعلم من وجهة نظره، وأصبح المعلم يميل إلى تطبيق نفس الاستراتيجيات التدريسية لجميع طلابه متجاهلا الفروق الفردية بينهم، وأن لهم طرقا وسلوكيات معينة ومختلفة لاكتساب المعلومات، وهو ما يعرف بأنماط التعلم.

وهناك النمط السمعي الذي يفضل المعلومات السمعية وطريقة المحاضرة والنقاش والتسجيلات الصوتية، والنمط البصري الذي يفضل المعلومات المرئية والصور والرسوم البيانية والخرائط الذهنية، والنمط الحركي الذي يفضل أن يتعلم عن طريق اللمس والحركة والتجارب والخبرة والنماذج والنمط الذي يفضل التعلم بالقراءة والكتابة فيميل إلى استخدام الكتب والقواميس  وتدوين الملاحظات، وهذه الأنماط الأربعة للتعلم لا تخفى على المعلمين  حيث لها عدة فوائد تعود على الطالب فعلى المستوى الأكاديمي تزيد إمكانيات التعلم لديه، ويحصل على درجات أفضل في الاختبارات، أما على المستوى الشخصي فتزيد الثقة لديه ويعرف نقاط قوته وضعفه، كما أنه يستمتع بعملية التعلم، ويعرف كيف يستفيد من مهاراته وميوله الطبيعية.

‏واختلاف أنماط التعلم للطلبة يستدعي وقفة من قبل المعلم حيث يأتي دوره الأساسي في معرفة أنماط التعلم لدى طلبته من أجل مراعاة الفروق الفردية بينهم، ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم، وبناءً عليها يختار الاستراتيجيات التدريسية المناسبة والوسائل التعليمية لإكسابهم  المعارف والمهارات بطريقة سريعة و وفعالة لتحقيق الأهداف المرجوة، كما أن المعلم يستفيد من معرفة أنماط التعلم لطلبته في إعداد الخطط الإثرائية والعلاجية، والتي أصبحت مهملة من قبل بعض المعلمين لدسامة المناهج المدرسية وضيق الوقت، لذا يختار الطريقة السهلة وهي تقديم المعلومة بطريقة واحدة لمعظم الدروس، وعدم تنويع استراتيجيات التدريس مما يضفي طابعا من الملل والروتين في الغرفة الصفية، وقد يعيق تعلم بعض الطلبة ممن لا تناسبهم تلك الاستراتيجيات التدريسية، لذا ينبغي على المعلم من بداية العام الدراسي أن يستعين بإحدى

اختبارات أنماط التعلم المقننة والمعروفة كاختبار فارك لأنماط التعلم كاختبار تشخيصي يحدد من خلاله المعلم أنماط التعلم لطلبته، والذي يمتاز بسهولة تطبيقه وتصحيحه، حيث يشير الحرف (V) إلى النمط البصري، والحرف (A) إلى النمط السمعي، والحرف (R) إلى نمط القراءة والكتابة، والحرف (K) إلى النمط الحركي، ويحتوي اختبار فارك على ست عشر مفردة من نوع اختيار من متعدد حيث يوجد لكل سؤال أربع خيارات ويعبر كل خيار عن نمط من أنماط التعلم الأربعة وبعد تصحيح المعلم للاختبار يستطيع تحديد نمط التعلم للطالب وفقا لنموذج الإجابة الخاص بالاختبار، ويستطيع أن يعد الخطط الإثرائية والعلاجية بناءً على أنماط التعلم لطلبته والتي أراها مهمة من وجهة نظري كمعلمة حيث تعزز نقاط القوة وتعالج نقاط الضعف للطلبة وهذا يساهم في رفع المستوى التحصيلي لهم وهو ما يسعى له كل معلم باختلاف الطريقة التي يختارها للوصول لذلك الهدف ، لذا لابد على المشرفين التربويين زيادة وعي المعلمين حول أنماط التعلم وضرورة الاهتمام بها لتلبية احتياجات الطلبة وتنمية رغباتهم والتي قد تصبح مصدر رزق لهم في المستقبل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هذه المقالة لقسم التحرير أريد نشرها في المجلة

 

هل أدمغتنا تتعفن؟

 

‏نعم فإن الدماغ البشرية تتعفن مثلما تتعفن الفاكهة، وذلك عندما يقضي الإنسان ساعات طوال يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بدون وعي ولا أهداف خاصة إذا كان محتوى ما يشاهده تافها ولا يعود عليه بمنفعة ويتكرر لديه الأمر كل يوم، وتضيع ساعات عمره الذي سيسأل عنه بعد مماته، وما يزيد الأمر سوءا أن قدراته العقلية والفكرية تبدأ بالتدهور،  فيجد نفسه أسيرا لتلك المواقع مدمنا على محتواها، ولا يدرك أنه بهذه الطريقة تقل جودة أفكاره، وتتلاشى روح الابتكار لديه، وينعدم تركيزه، فيصبح كالمغشي عليه لا ينتهز الفرص من حوله، ولا يسعى لتطوير ذاته، ويبقى حبيسا في زنزانة وسائل الاجتماعي مستهلكا لمحتواها السيئ بدلا أن يكون منتجا ينفع نفسه وأهله ومجتمعه، ولا يدرك عقله بأن ساعة واحدة بدون تلك المواقع يستطيع أن يجعلها مثمرة بالعمل النافع، وقد يستبدل محتوى تلك المواقع إلى المحتوى المفيد الذي يحسن من جودة أفكاره،  ويحفزه إلى التطوير والتحسين بدلا أن ينتهي به المطاف ويندم على تضيع وقته وعقله وروحه وجسده معا، فيدفع ضريبة تلك الساعات غاليا، فعلى المرء أن  يصحو من تلك الغفلة، ويدرك نفسه قبل فوات الأوان، ولا يتركها للندم والحسرة، والعاقل فينا من ينتبه لخطورة الوضع وتأثير محتوى وسائل التواصل الاجتماعي التافه الذي يسلب من الإنسان عقله ووفكره وجودة أعماله، فيصبح كالأعمى الذي يتكأ على عكازة تلك المواقع بدلا من أن يقود نفسه إلى ما يصلحها ويهذبها ويجعلها تقوم بدورها الذي خلقت من أجله.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لماذا يظل الذهب خيارًا آمنًا رغم التقلبات؟

كل أسبوع، يظهر خبر جديد يغيّر مزاج السوق. تصريح من رئيس بنك مركزي، قفزة في أرقام التضخم، أو حتى حادثة سياسية في بلد بعيد… وكلها كافية لتقلب قرارات المستثمرين. في هذا السياق، يصبح السؤال منطقيًا: هل ما زال هناك أصل يمكن الاعتماد عليه؟ الذهب غالبًا ما يُطرح كإجابة، لكن لماذا؟

الذهب لا يعد... لكنه لا يخذلك

الذهب لا يَعِد بالعوائد الكبيرة. لا يقول لك: "استثمر فيّ وستربح." لكنه، وعلى مدى قرون، كان حاضرًا عندما فشلت الأنظمة. من الحروب إلى الأوبئة، ومن التضخم إلى الأزمات المالية، يظل الذهب واقفًا في الخلفية، لا يتحرك كثيرًا... حتى يتحرك العالم كله نحوه فجأة.

وربما لهذا بالذات، ما زال الناس ينظرون إليه كخيار آمن. حتى من لم يستثمر يومًا في حياته، يعرف أن الذهب مختلف. ليس مثل السهم الذي يمكن أن ينهار، ولا كالعقار الذي يحتاج وقتًا. هو شيء يمكن حمله، لمسه، والاطمئنان لوجوده.

ماذا تقول الأرقام اليوم؟

 إذا نظرنا إلى اسعار الذهب اليوم في الإمارات، نلاحظ تذبذبًا واضحًا بين الارتفاع والهدوء. الارتفاعات الأخيرة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت في ظل توترات سياسية، وحالة من الحذر من قرارات البنوك المركزية، خاصة الفيدرالي الأميركي.

الناس لم تعُد تشتري الذهب من باب الاستثمار فقط، بل من باب الحماية. وربما هذا هو جوهر المسألة: حين تخاف على قيمة مالك، تبحث عن شيء لا يعتمد على الثقة في جهة، بل على تاريخ طويل من الصلابة.

 تحليل الذهب: هل هو استثمار فعلاً؟

عند الحديث عن تحليل الذهب، لا يمكننا تجاهل أن تحركاته لا تتبع نمطًا بسيطًا. أحيانًا يرتفع رغم استقرار الأسواق، وأحيانًا يتراجع في ظل الأزمات. ما يحركه ليس فقط البيانات الاقتصادية، بل شعور عام. إحساس بعدم اليقين، أو حتى خوف غير معلن.

ربما لهذا يصعب على بعض المستثمرين فهمه. لا يسير حسب قواعد السوق المعتادة. هو استثناء، أو كما قال أحد المحللين: "الذهب ليس للاستثمار، بل للاحتياط."

 هل الأسعار الآن مناسبة للدخول؟

سؤال متكرر، ولا إجابة نهائية له. البعض يرى أن السعر الحالي مرتفع، لكن لو نظرنا إلى الوراء، سنجد أن هذا السعر كان يبدو مرتفعًا قبل عامين أيضًا... ومع ذلك، ارتفع أكثر. إذن، المسألة ليست فقط كم سعره اليوم، بل: ما الذي يدفعك لشرائه؟

إذا كنت تلاحق الربح السريع، فربما الذهب ليس هو الطريق. لكن إن كنت تبحث عن حفظ قيمة أموالك في ظل كل هذا الغموض، فربما لا يزال منطق الذهب قويًا، رغم أن الصورة ليست دائمًا واضحة بالكامل.

الذهب في ثقافتنا أكثر من معدن

دعنا نخرج قليلًا من الأرقام. الذهب، في ثقافتنا، ليس فقط أداة مالية. هو هدية، مهر، ذكرى، وضمان. له معنى نفسي عميق. وعندما يشعر الناس بالخطر أو الغموض، يعودون إليه كما يعود الشخص إلى مكان يعرفه منذ الطفولة.

هذه العلاقة العاطفية القديمة لا يمكن تجاهلها، حتى في عصر الأرقام والشاشات. وهذا ما يجعل الطلب عليه، خاصة في منطقتنا، لا ينقطع أبدًا.

 هل هناك مخاطرة؟ بالتأكيد

لا شيء في السوق بدون مخاطرة. الذهب قد ينخفض، وقد يظل مستقرًا لفترة طويلة دون حركة. لكن الفكرة أنه لا ينهار بسهولة. تاريخه يمنحه حصانة معينة، تجعل التقلبات فيه أهدأ من غيره.

لكنه ليس عصا سحرية. من يشتريه دون فهم، أو يبالغ في الاعتماد عليه، قد يصطدم بالواقع. لا بد من موازنة، من فهم الغرض من شرائه.

 من يشتري الذهب اليوم؟

المثير أن البنوك المركزية نفسها تعود لتكديس الذهب. في السنوات الأخيرة، اشترت كميات ضخمة. لماذا؟ لأنها، مثل الأفراد، بدأت تشعر أن الاعتماد الكامل على العملات لم يعد كافيًا. هذا وحده يرسل إشارة قوية عن مدى أهمية الذهب في الوقت الحالي.

 خلاصة غير نهائية

هل الذهب الخيار الأمثل؟ ربما لا. لكنه يظل واحدًا من الخيارات القليلة التي لا تحتاج إلى تبرير. موجود منذ آلاف السنين، ويبدو أنه سيظل، حتى لو تغير كل شيء من حوله.

الأسواق تتقلب، والنصائح تتغير، لكن الذهب... يبقى هناك. لا يعدك بشيء، لكنه لا يخذلك كثيرًا. وربما، في زمن أصبحت فيه الوعود سهلة، هذا وحده كافٍ.

طباعة شارك أسعار الذهب الاستثمار في الذهب لماذا الذهب ملاذ آمن

مقالات مشابهة

  • مريم بنت محمد بن زايد: نبارك لأبنائنا وبناتنا الطلبة ما أظهروه من جد والتزام
  • عبدالله بن زايد: التناغم بين الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين مفتاح تحقيق أفضل النتائج التعليمية
  • رسالة ماجستير بجامعة المنصورة تؤكد: التعلم مدى الحياة مفتاح للتربية الرشيدة لأسر الأطفال ذوي الإعاقة
  • التحفيز بـ«التلعيب» بالعمل يزيد إنتاجية الموظفين
  • هاجر أحمد ناعية ضحايا حادث المنوفية: «نجوا من الحياة بأعجوبة»
  • واقعة عمراني
  • لماذا يظل الذهب خيارًا آمنًا رغم التقلبات؟
  • أليسون يتجاهل الإغراءات السعودية
  • سندويتشات الجمعة
  • «الشارقة لصعوبات التعلم» يستعد لبرنامجه الصيفي