عراقجي: إيران مستعدة للمحادثات مع أمريكا مقابل رفع العقوبات
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
أبريل 6, 2025آخر تحديث: أبريل 6, 2025
المستقلة/ – في تصريح مثير للجدل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداد إيران لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة، بشرط أن يتم رفع العقوبات المفروضة على بلاده.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس يشهد تصاعدًا في التوترات بين البلدين، في ظل محاولات المجتمع الدولي للضغط على طهران للحد من برنامجها النووي.
قال عباس عراقجي في تصريحاته الأخيرة، إن إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة حول قضايا مشتركة، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، ولكن الشرط الأساسي من جانب طهران هو رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده منذ الانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي في عام 2018.
وأضاف عراقجي أن رفع العقوبات يجب أن يكون خطوة أولى قبل الدخول في أي مفاوضات فعلية. وأكد أن الولايات المتحدة مطالبة بالوفاء بتعهداتها من خلال رفع العقوبات بشكل كامل، وهو ما يعكس الموقف الإيراني الثابت في هذا الصدد.
التوترات المستمرة: العقوبات والتفاوض النوويتُعد العقوبات الأمريكية جزءًا أساسيًا من الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على إيران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم توقيعه في عام 2015. ورغم محاولات إدارة الرئيس بايدن إعادة إحياء الاتفاق النووي، إلا أن العقوبات الأمريكية تبقى أحد العوائق الرئيسية التي تقف أمام أي تقدم في المحادثات.
إيران، من جانبها، ترى أن الرفع الكامل للعقوبات هو المطلب الأساس الذي يجب أن تتحقق منه أي مفاوضات مع الولايات المتحدة. وفي حال تم تلبية هذا الشرط، فإن طهران ستكون مستعدة للتفاوض حول القضايا النووية والعديد من الملفات الأخرى.
إمكانية التوصل إلى اتفاق: الآمال والمخاوفبينما لا تزال الولايات المتحدة تتردد في اتخاذ خطوات جادة بشأن رفع العقوبات بشكل كامل، فإن إيران ترى أن من الضروري أن يكون رفع العقوبات هو البداية لتصحيح الوضع القائم. وتعد هذه المفاوضات مفتاحًا لتخفيف التوترات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، لكنها قد تواجه صعوبة في التوصل إلى اتفاق بسبب تعقيدات الملفات العالقة.
من جهته، يرى بعض الخبراء أن المفاوضات قد تكون فرصة جديدة لتحسين العلاقات بين إيران والغرب، لكن في الوقت ذاته، يعتقد آخرون أن العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران ستظل حجر عثرة في طريق أي تسوية شاملة.
تحديات أكبر في الطريقعلى الرغم من استعداد إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات، فإن الولايات المتحدة قد تضع شروطًا إضافية في أي عملية تفاوضية، الأمر الذي قد يهدد إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل. وفي ذات الوقت، هناك قوى إقليمية ودولية أخرى قد تكون لها مصالح متباينة، مما يضيف تعقيدات أكبر للمسار التفاوضي.
الخلاصة: هل هناك أمل في اتفاق جديد؟تصريحات عباس عراقجي تُظهر أن إيران على استعداد للمضي قدمًا في المحادثات مع الولايات المتحدة بشرط رفع العقوبات. ولكن، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتخذ الولايات المتحدة خطوة جادة في هذا الاتجاه؟ وهل ستتمكن إيران من تحقيق أهدافها في هذه المفاوضات؟ المستقبل القريب سيكشف عن الفرص والتحديات التي قد تؤثر في مسار العلاقات بين البلدين.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: مع الولایات المتحدة رفع العقوبات
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض ينفي تورّط الولايات المتحدة في هجوم على إيران
نفى مسؤول بارز في البيت الأبيض أي مشاركة أمريكية في الهجمات التي شنتها إسرائيل على أهداف داخل إيران، وذلك في أعقاب تكثيف الضربات الإسرائيلية ضمن التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب.
وأكد المتحدث الرسمي أليكس بفيفر أن "القوات الأمريكية ليست جزءاً من عمليات الهجوم أو التخطيط لها"، وأن دور واشنطن يقتصر على "مسار دفاعي لحماية مصالحها وأصولها في المنطقة"، بما في ذلك تأمين البعثات الدبلوماسية والقواعد العسكرية ومحطات الدعم اللوجستية .
وفي المقابل، تناول تقرير "تايم" تلميحات إلى أن الولايات المتحدة قد تكون على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية، أو أنها سمَحت بها بشكل غير معلن، إلا أن البيت الأبيض شدد على أن هذا لا يعني تورطًا مباشراً في التخطيط أو التنفيذ، بل بمعنى "الإبلاغ المعروف" المعتاد بين حلفاء ـ مما لا يغيّر حقيقة أن العمليات بقيت كلها تحت مسؤولية إسرائيل.
ويأتي التوضيح الأمريكي بعد تقارير دولية وصفت الضربات بأنها "بالتنسيق"، لكن تصريحات البنتاغون ووزارة الدفاع الأمريكية أكدت أن القوات الأميركية في المنطقة لم تشارك بأي هجوم استباقي على الأراضي الإيرانية، وأن الولايات المتحدة لم تُصدر أوامر من أي نوع بصدد الفور على التنفيذ، مؤكدة أن الأصول الأميركية تتبع “وضعية دفاعية فقط”.
جاء هذا النفي تزامناً مع موافقة ترامب على عدم اغتيال الزعيم الإيراني الأعلى، مما أبرز ما وصفه تحليل خبراء بأنه "تنسيق مرحلي شبه استخباراتي" مع الجانب الإسرائيلي، غير أن النفي الرسمي يترك مجالاً قانونياً وسياسياً لتأكيد عدم انزلاق واشنطن إلى تورط صريح في حرب مفتوحة ضد إيران.
في نفس السياق، يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن الكثير من الأنظمة الإقليمية الممتدة من الشرق الأوسط لم تتغير جذرياً؛ وأن الولايات المتحدة لم تستخدم طائراتها أو معداتها لإطلاق أو دعم الهجمات الفعلية، بل اكتفت بدور رصد وتحذير وتأمين، كما دعت مناشدتها لوقف التصعيد عبر القنوات الدبلوماسية.
وبالرغم من تكرار تقارير ترجّح وجود نوع من التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، فإن النفي الرسمي يهدف إلى تفادي اتهامات بالتورط العسكري أمام الشارع الأمريكي والكونغرس، إضافة إلى تجنّب تبعات قانونية دولية، مثل سعي بعض أعضاء الكونغرس لسن قيود تشترط تفويضاً مسبقاً لأي عمل عسكري ضد إيران .
ويبدو أن موقف واشنطن اليوم يرتكز على محاولة الحفاظ على توازن دقيق: دعم دبلوماسي وإعلامي لإسرائيل في وجه طهران، من دون الخروج عن سياق الردع الدفاعي وحدود الإجراءات الوقائية، محافِظة على "النأي بالنفس" من العمليات العسكرية المباشرة لكن مع الحفاظ على بلورة خطوط اتصال أمنية استراتيجية مع حلفاء ينتظرون تأكيد الإطار الدقيق لمنطق الردع الأمريكي.