انهيار أسواق العالم .. وترامب يتمسك بموقفه بشأن الرسوم الجمركية
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
طوكيو (أ ف ب)
سجلت الأسواق المالية في العالم انهياراً الاثنين على خلفية تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرسوم الجمركية المعمّمة، التي فرضها على باقي الدول، ورد الصين عليها، ما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
وبعد جلستين من الخسائر يومي الخميس والجمعة، تشهد أسواق الأسهم الأوروبية زلزالاً «غير مسبوق»، بحسب محللين، إذ انخفض مؤشر داكس الألماني بأكثر من 5%، وكذلك مؤشر كاك 40 في باريس.
وسُجل انهيار الاثنين في الأسواق الآسيوية من طوكيو إلى شانغهاي مرورا بسيول وتايبيه. وبلغ التراجع 13% في هونغ كونغ التي سجلت أسوأ جلسة منذ 16 عاماً.
وكانت وول ستريت شهدت الجمعة أسوأ يوم لها منذ 2020.
ولدى سؤاله عن انهيار الأسواق الذي قد يكون له أثر مدمر على الاقتصاد العالمي، تمسك ترامب بموقفه قائلاً: «في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي».
وأكد ترامب أن بلاده أصبحت «أقوى بكثير» منذ الإعلان عن هذه الإجراءات، معتبراً أن تراجع الأسواق لم يكن قراراً متعمداً من جانبه.
وقرر ترامب فرض رسوم جمركية عامة بنسبة 10% على مجمل الواردات الأميركية منذ السبت، متهماً شركاء الولايات المتحدة الاقتصاديين بـ«نهب» بلاده.
وستشتد الوطأة على التجارة العالمية الأربعاء مع فرض رسوم إضافية على قائمة طويلة من البلدان، التي تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها، ولاسيما رسوم بنسبة 34% على الصين و20% على الاتحاد الأوروبي.
ويزداد الانهيار حدة في ظل رد الصين التي أعلنت فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على الواردات الأميركية، بغية «إعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح للنظام التجاري التعددي»، بحسب نائب وزير التجارة الصيني لينغ جي.
لكن لينغ جي تعهد بأن تبقى بلاده «أرضاً مثالية وآمنة وواعدة» للاستثمارات الأجنبية.
وفي مواجهة الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية، أعلن أكبر صناديق الاستثمار المملوكة للدولة في الصين عزمه المساهمة في «الأداء المستقر» للأسواق.
وكتب ترامب الأحد على منصته «تروث سوشال» «لدينا عجز تجاري هائل مع الصين والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى».
وتابع «الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية التي ستدر عشرات مليارات الدولارات على الولايات المتحدة».
واتهمت بكين واشنطن الاثنين بممارسة «الهيمنة باسم المعاملة بالمثل».
وأكد ترامب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع «مع كثير من الأوروبيين والآسيويين ومع العالم بأسره. جميعهم يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق».
وأشار إلى أن الأوروبيين «يأتون إلى طاولة (المفاوضات)، يريدون التحدث، لكن لن يكون هناك نقاش إلى أن يعطونا الكثير من المال على أساس سنوي».
وقال وزير المال سكوت بيسنت لشبكة إن بي سي: «تواصلت أكثر من خمسين دولة مع الحكومة بشأن تخفيض حواجزها الجمركية ورسومها ووقف تلاعبها بأسعار الصرف».
وأوضح بيسنت بشأن الشركاء التجاريين: «سنرى ما إذا كان ما يعرضونه جديراً بالمصداقية، لأنه بعد 20 أو 30 أو 40 أو 50 عاماً من السلوك السيئ، لا يمكننا الانطلاق مجدداً من الصفر».
وحذّر بيسنت أن: «هذا ليس أمراً يمكنكم التفاوض عليه خلال بضعة أيام أو بضعة أسابيع»، ملمحاً إلى أن الرسوم المشددة قد تبقى سارية لعدة أشهر على الأقل.
وضاعف الأوروبيون، من جانبهم، الاتصالات في نهاية الأسبوع قبل عقد اجتماع الاثنين في لوكسمبورغ لوزراء التجارة الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي من أجل تحديد «الرد الأوروبي على الولايات المتحدة».
ووعدت بروكسل بفتح «مفاوضات جادة» مع واشنطن لمواجهة هذه الرسوم التي تعتبرها «غير مبررة».
ورأى كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض كيفن هاسيت أن الدول التي عرضت بدء محدثات «فعلت ذلك لأنها تدرك أنها ستخضع لنسبة مرتفعة من هذه الرسوم الجمركية».
وهو يعارض بذلك التحذيرات بأن الرسوم الجديدة ستنعكس سلباً على الاقتصاد الأميركي، ولو أنه أقر بأنه «ستكون هناك زيادات في الأسعار»، لكنه أكد «لا أعتقد أننا سنرى وطأة كبيرة على المستهلكين في الولايات المتحدة».
غير أن معظم خبراء الاقتصاد يتوقعون أن تؤدي التعريفات الجديدة على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة إلى تسارع التضخم وتراجع الاستهلاك.
وقال ستيف كوكراين، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في وكالة موديز «قد نشهد في وقت قريب جداً ركوداً في الولايات المتحدة». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأسهم العالمية
إقرأ أيضاً:
ترامب يبلغ نتنياهو: الولايات المتحدة انتهت من استخدام القوة العسكرية ضد إيران
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس دونالد ترامب أعلن فجأة عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد أن تحدث إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ترامب أبلغ نتنياهو بأن الولايات المتحدة انتهت من استخدام جيشها لمساعدة إسرائيل في حربها مع إيران في اتصال عقب شن الهجوم على منشآت إيران النووية الأحد.
كما أعرب ترامب عن رضاه عن أداء جيشه واستعداده لاستعراض مهاراته الدبلوماسية، فاتصل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأخبره أن الولايات المتحدة
وقال ترامب لنتنياهو، وفقًا لمسؤول كبير في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة محادثات حساسة وخاصة: "لقد قام جيشنا الأمريكي بما كان علينا فعله".
وفي وقت سابق، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة جيروزاليم بوست عن تفاصيل مكالمة هاتفية متوترة جرت بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كادت أن تؤدي إلى ضربة عسكرية إسرائيلية واسعة داخل إيران.
وبحسب المصادر، جرت المكالمة بينما كانت طائرات إسرائيلية على بعد دقائق من تنفيذ هجوم ضد عشرين هدفاً إيرانياً، رداً على مزاعم بإطلاق صاروخ إيراني، إلا أن ترامب، الذي بدا غاضباً وصرخ خلال الاتصال، حيث طالب نتنياهو بـ”إيقاف الهجوم فوراً”، معتبراً أن أي تصعيد سيقوّض جهوده الدبلوماسية مع طهران.
في المقابل، ظل نتنياهو صامتاً معظم الوقت، مكتفياً بالتعبير عن “الامتنان” لترامب، وفق المصدر.
بدورها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس دونالد ترامب أعلن فجأة عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد أن تحدث إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين وإيرانيين، مع مساعدة قطر في التوسط، بحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض الاثنين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بمناقشة المفاوضات علنا، إن تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر لعب دورا في مناقشات وقف إطلاق النار.
وفاجأ الإعلان، الذي صدر بعد دقائق من الساعة السادسة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، حتى بعض كبار مسؤولي إدارة ترامب وفق الصحيفة.
وقال المسؤول إن ترامب تلقى مساعدة في الضغط من أجل وقف إطلاق النار من نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، الذي كان يقود الجهود على مدى الشهرين الماضيين للتوصل إلى اتفاق للحد من البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أن الرجال الثلاثة عملوا عبر قنوات "مباشرة وغير مباشرة" للتواصل مع الإيرانيين. وأضاف أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار شريطة ألا تتعرض لهجمات أخرى من إيران.
وأشار إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية على ثلاثة مواقع إيرانية لتخصيب النووي يوم السبت كانت بمثابة الأساس لمناقشة وقف إطلاق النار.
ولم يذكر المسؤول ما هي الشروط التي ربما وافقت عليها إيران، بما في ذلك ما إذا كانت قد أجابت على أسئلة حول مكان مخزونها من اليورانيوم المخصب.