"عواصم"و" وكالات": شهدت الأسواق المالية العالمية اليوم تراجعات حادة على وقع التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن فرضت واشنطن رسوماً جمركية جديدة وردت بكين بإجراءات مماثلة، ما أثار موجة بيع واسعة دفعت المؤشرات الرئيسية إلى مستويات متدنية.

وفي أوروبا تبعت الأسواق نظيرتها الآسيوية في موجة الهبوط، حيث تراجع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 6.

5% ليغلق عند 19311.29 نقطة، بينما انخفض مؤشر "كاك 40" الفرنسي بنسبة 5.9% مسجلاً 6844.96 نقطة. وفي لندن، هبط مؤشر "فوتسي 100" بنسبة 5% إلى 7652.73 نقطة.

أما العقود الآجلة الأمريكية فقد عكست مؤشرات سلبية لمزيد من الخسائر المحتملة، حيث تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 3.4%، ومؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 3.1%، فيما سجل "ناسداك" تراجعًا حادًا بلغ 5.3%.

وفي آسيا، سجل مؤشر "نيكاي 225" في طوكيو خسائر بلغت 8% في بداية التعاملات، قبل أن يغلق منخفضًا بنسبة 7.8% عند 31136.58 نقطة، في حين تم تعليق تداول العقود الآجلة لفترة وجيزة بسبب التقلبات. وكانت مجموعة "ميزوهو المالية" من بين أكبر الخاسرين بانخفاض بلغ 10.6%، إلى جانب تراجع أسهم "ميتسوبيشي يو إف جيه المالية" بنسبة 10.2%.

وقال رينتارو نيشيمورا، الخبير في مجموعة "آشيا جروب"، إن "التصوّر بوجود قدر كبير من عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية هو ما يغذي هذا الانهيار الحاد في أسعار الأسهم".

رغم أن الأسواق الصينية لا تتبع دائمًا الاتجاه العالمي، إلا أنها لم تكن بمنأى عن التأثير هذه المرة. فقد هبط مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ بنسبة 13.2% ليغلق عند 19828.30 نقطة، فيما تراجع مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 7.3% ليصل إلى 3096.58 نقطة. وفي تايوان، هوى مؤشر "تايكس" بنسبة 9.7%.

اما في كوريا الجنوبية سجل مؤشر "كوسبي" انخفاضًا بنسبة 5.6%، بينما تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس" في أستراليا بنسبة 4.2%، متعافيًا من خسارة أولية تجاوزت 6%.

وهذا الانهيار الواسع أعاد إلى الأذهان أزمات مالية كبرى هزت الأسواق العالمية خلال العقود الماضية. وقال محللون إن ما يحدث اليوم يذكر باضطرابات شهدتها البورصات عقب إعلان جائحة كوفيد-19 والأزمة المالية في 2008، بل وصفه البعض بأنه "حمام دم تاريخي".

ففي مارس 2020، ومع إعلان منظمة الصحة العالمية أن كوفيد-19 أصبح جائحة، انهارت الأسواق حول العالم. وفي يوم واحد، شهدت بورصات باريس ومدريد وميلانو تراجعات بنسبة 12%، 14%، و17% على التوالي، كما انخفضت بورصة لندن بنسبة 11% ونيويورك بنسبة 10%، في أسوأ يوم تداول منذ عام 1987، وكانت الأزمة المالية العالمية في 2008 مثالًا آخر على الانهيار الكبير، حينما أدت قروض عقارية عالية المخاطر إلى أزمة ثقة شاملة في النظام المصرفي، بلغ ذروته بإفلاس بنك "ليمان براذرز"، ما أدى إلى تراجع مؤشرات الأسهم العالمية بما يتراوح بين 30% و50%.

كما استُحضرت أزمة فقاعة الإنترنت في بداية الألفية، حين خسر مؤشر "ناسداك" نحو 39.3% من قيمته في عام 2000، بعد استثمارات ضخها مستثمرون مغامرون في شركات ناشئة غير مستقرة.

ولم تغب عن الذاكرة أزمة 1987 التي عُرفت بـ"الإثنين الأسود"، حين خسر مؤشر "داو جونز" 22.6% في يوم واحد، وأزمة 1929 التي عُرفت بـ"الخميس الأسود"، وكانت الشرارة الأولى للكساد الكبير.

وكل هذه الأزمات مجتمعة تُظهر كيف أن الأسواق لا تتحرك بمعزل عن التوترات الجيوسياسية والقرارات الاقتصادية الكبرى، ويبدو أن التصعيد التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم أعاد فتح الجراح القديمة وأشعل المخاوف من ركود عالمي جديد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تراجع مؤشر

إقرأ أيضاً:

"الأخضر" يسيطر على تعاملات البورصة المصرية في أولى جلسات الأسبوع

أنهت البورصة المصرية تعاملات يوم الأحد، أولى جلسات الأسبوع، على ارتفاع جماعي للمؤشرات بدعم من عمليات الشراء، لتغلق في المنطقة الخضراء.


 

وارتفع مؤشر EGX30 بنسبة 0.07% ليصل إلى مستوى 42،065 نقطة، كما صعد مؤشر EGXIS المتوافق مع الشريعة الإسلامية بنسبة 0.02% مسجلًا 4،452 نقطة.


 

كما حققت مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة مكاسب ملحوظة، إذ ارتفع مؤشر EGX70 بنسبة 0.54% ليغلق عند 13،011 نقطة، وصعد مؤشر EGX35-LV بنسبة 0.69% مسجلًا 4،655 نقطة، فيما ارتفع مؤشر EGX100 بنسبة 0.51% ليغلق عند مستوى 17،231 نقطة.


 

وسجل رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 2.969 تريليون جنيه، مقارنة بـ 2.963 تريليون جنيه في جلسة الخميس الماضي، محققًا مكاسب قدرها 6 مليارات جنيه.


 

وعلى صعيد تعاملات المستثمرين، اتجهت تعاملات الأجانب والعرب نحو البيع بصافي 168 مليون جنيه و174 مليون جنيه على التوالي، في حين مالت تعاملات المستثمرين المصريين إلى الشراء بصافي 342 مليون جنيه.


 

وبلغت إجمالي قيم التداولات نحو 6.9 مليار جنيه، من خلال تنفيذ 153 ألف عملية على 2.72 مليار ورقة مالية

مقالات مشابهة

  • "الأخضر" يسيطر على تعاملات البورصة المصرية في أولى جلسات الأسبوع
  • عند مستوى 10588نقطة.. مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا
  • تراجع الأسهم الأمريكية وسط مخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي
  • خبير اقتصادي: خفض الفائدة يوجّه السيولة من البنوك إلى الأسهم القيادية
  • اقتصادي: خفض الفائدة يوجّه السيولة من البنوك إلى الأسهم القيادية
  • تباين أداء البورصات العالمية بعد خفض الفائدة
  • تراجع جماعي للأسواق الأوروبية بفعل التوترات الروسية الأوكرانية وتحذيرات الناتو
  • تراجع حاد في «ناسداك» وانخفاض جماعي لمؤشرات وول ستريت…
  • الأسهم العالمية تصل إلى مستويات قياسية بعد خفض الفائدة الأميركية
  • مؤشرات الأسهم المحلية تختبر مستويات فنية مهمة