تراجعت أسعار النفط العالمية يوم الاثنين إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021، متأثرة بتصاعد التوترات التجارية العالمية، والمخاوف المتزايدة من ركود اقتصادي واسع النطاق، عقب فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على عشرات الدول، وردود الفعل التصعيدية من الصين.

وبحسب بيانات السوق، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت أو 1.

2% لتُسجل 64.80 دولارًا أميركيًا للبرميل بحلول الساعة 14:49 بتوقيت غرينتش، في حين تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي  1.2% إلى 61.24 دولارًا أميركيًا للبرميل.

ويتجه الخامان لتسجيل أدنى إغلاق لهما منذ أبريل/نيسان 2021، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

تقلبات حادة وتصريحات متضاربة

وشهدت الأسواق النفطية خلال الجلسة تقلبات لافتة، إذ هبطت الأسعار بأكثر من 3 دولارات خلال التداولات الليلية، قبل أن تعاود الارتفاع مؤقتًا بأكثر من دولار صباح الاثنين، بعد تقارير غير مؤكدة أفادت بأن ترامب يدرس تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على جميع الدول باستثناء الصين.

لكن البيت الأبيض نفى هذه الأنباء ووصفها بـ"الكاذبة"، بحسب تصريحات للمتحدثة باسمه نقلتها رويترز.

أوروبا تتمسك بالدبلوماسية

في المقابل، قال ماروس سيفكوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، إن الاتحاد لا يزال يأمل بالتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

إعلان

وأضاف "عاجلًا أو آجلًا، سنجلس إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن ونتوصل إلى حل وسط يخدم الطرفين".

وتوقع بنك غولدمان ساكس، في مذكرة بحثية حديثة، احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة بنسبة 45% خلال 12 شهرًا المقبلة، مشيرًا إلى أن الرسوم الأميركية وتداعياتها على الاستهلاك العالمي ستؤثر بشكل مباشر على الطلب على الطاقة.

شركة أرامكو السعودية أعلنت يوم الأحد عن خفض حاد في أسعار بيع النفط الخام للعملاء الآسيويين (رويترز) السعودية تُخفض أسعار التصدير

وفي خطوة لافتة، أعلنت شركة أرامكو السعودية يوم الأحد عن خفض حاد في أسعار بيع النفط الخام للعملاء الآسيويين، وهو ما أدى إلى تراجع سعر البيع الرسمي لشهر مايو/أيار إلى أدنى مستوياته في 4 أشهر.

وقال تاماس فارجا، المحلل في شركة "بي في إم"، إن هذه الخطوة تعكس توقعات المملكة بانخفاض الطلب العالمي على النفط في ظل الرسوم الجمركية والتباطؤ الاقتصادي المحتمل.

وأضاف: "السعوديون يتصرفون بناء على خبرتهم التاريخية".

تصعيد صيني وتداعيات محتملة

وردًا على إجراءات واشنطن، أعلنت وزارة المالية الصينية يوم الجمعة أنها ستفرض رسومًا جمركية إضافية بنسبة 34% على واردات السلع الأميركية، ما عزز من مخاوف الأسواق بشأن اندلاع حرب تجارية شاملة، واحتمال تعرض الاقتصاد العالمي لموجة ركود تضخمي.

ورغم استثناء واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة من الحزمة الأميركية، فإن التوترات التجارية ترفع المخاوف من زيادة التضخم وتباطؤ النمو العالمي، مما يُبقي أسعار النفط تحت الضغط، بحسب مراقبين اقتصاديين.

وفي تطور آخر، أعلن تحالف أوبك بلس المضي قدمًا في خطط زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار، متجاوزًا الزيادة السابقة التي كانت مقررة بـ135 ألف برميل يوميًا، ما ساهم في تعزيز ضغوط العرض على السوق في ظل ضعف الطلب المتوقع.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

نوفاك وعبد العزيز بن سلمان.. شراكة استراتيجية لضمان استقرار النفط العالمي

شهدت أسعار النفط استقرارًا اليوم وسط تقييم المستثمرين لمخاطر نقص الإمدادات بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا بإجراءات اقتصادية صارمة في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا خلال 10 أيام.

وتداولت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” لشهر سبتمبر عند 69.83 دولار للبرميل، بانخفاض طفيف نسبته 0.24% عن سعر الإغلاق السابق، أما العقود الآجلة لخام “برنت” العالمي لنفس الشهر، فتم تداولها عند 73.02 دولار للبرميل، منخفضة بنسبة 0.30%.

وقالت كبيرة محللي السوق في شركة “فيليب نوفا”، بريانكا ساشديفا: “شهد سوق النفط حالة من الترقب اليوم، مع تأرجح الأسعار ضمن نطاق ضيق، حيث لم يتمكن المشترون والبائعون من حسم الاتجاه السعرية، لا سيما مع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أغسطس لتعريفات جمركية أمريكية جديدة”.

وأضافت ساشديفا: “في حين يدعم الخطاب المتشدد لترامب بخصوص العقوبات على النفط الروسي علاوات السوق، فإن قوة الدولار الأمريكي، وتباطؤ النمو العالمي، بالإضافة إلى الزيادة المفاجئة في مخزونات النفط الأمريكية كما ورد في تقرير إدارة معلومات الطاقة، تقيد من فرص ارتفاع الأسعار”.

في السياق، وفي خطوة جديدة لتعزيز التعاون الثنائي بين أكبر منتجي النفط في العالم، عقد نائب رئيس الوزراء الروسي وزير الطاقة ألكسندر نوفاك اجتماعًا مهمًا مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، تناول خلاله الطرفان سبل دعم الشراكة الاستراتيجية بين موسكو والرياض، مع التركيز على استقرار أسواق النفط العالمية.

وجرت المباحثات في السعودية، في سياق أعمال اللجنة الحكومية الروسية السعودية المشتركة للتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي، التي تعد المنصة الرسمية التي تترجم الرؤى السياسية إلى خطوات عملية على أرض الواقع.

وأصدر الجانب الروسي بيانًا رسميًا أكد فيه أن نوفاك وعبد العزيز بحثا نتائج تنفيذ التوجيهات السابقة الصادرة عن رؤساء اللجنة، مشددين على أهمية استمرار الحوار والتنسيق لتعزيز الشراكة المتعددة الأوجه.

ولم تقتصر المحادثات على قطاع الطاقة فقط، بل شملت مناقشات موسعة حول:

توسيع التبادل التجاري بين البلدين. توقيع مذكرات تفاهم جديدة في مجالات الصناعة والتعليم والإعلام. تنظيم أفضل لشؤون الحج بين البلدين، ما يعكس عمق العلاقات الاجتماعية والدينية.

كما أشاد الطرفان بإطلاق رحلات جوية مباشرة حديثة بين روسيا والسعودية، مما يسهل الحركة التجارية والسياحية ويعزز التواصل الشعبي بين الشعوب.

تركيز على سوق النفط وأوبك+

كان محور الحديث الأساسي تطورات سوق النفط العالمية، حيث أكد الطرفان أهمية التنسيق ضمن إطار مجموعة أوبك+، لضمان استقرار أسعار النفط وتعزيز التوازن بين العرض والطلب في ظل تقلبات السوق العالمية والتحديات الجيوسياسية.

وأشار نوفاك وعبد العزيز إلى ضرورة متابعة المؤشرات الاقتصادية العالمية، والاستعداد لأي تطورات قد تؤثر على السوق، والعمل على إيجاد حلول مشتركة تخدم مصالح المنتجين والمستهلكين.

مقالات مشابهة

  • النفط في 2025… استقرار هش وسط ضبابية الرسوم والإنتاج
  • الدولار يصعد بعد فرض رسوم جمركية جديدة من ترامب
  • ارتفاع أسعار الذهب يكبح طلب البنوك المركزية في الربع الثاني
  • نوفاك وعبد العزيز بن سلمان.. شراكة استراتيجية لضمان استقرار النفط العالمي
  • أسعار الذهب تتعافى من أدنى مستوى في شهر
  • تجدد حالة عدم اليقين التجاري ترفع الذهب من أدنى مستوى في شهر
  • الذهب يتعافى من أدنى مستوى في شهر
  • “السعودية وفرنسا”.. وزير الداخلية: حريصون على رفع مستوى التعاون لمكافحة الجريمة
  • اشتباكات حدودية بين جنوب السودان وأوغندا تخلف قتلى وجرحى
  • ثبات أسعار النفط.. الأسواق تترقب قرار سعر الفائدة من البنك الفيدرالي اليوم