دشن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة جديدة في علاقته بإيران بإعلانه أمس الاثنين إجراء مباحثات مباشرة مع طهران في سابقة قد تنقل الملف بعيدا عن مخاطر الصراع العسكري وتخفف سياسة الضغوط القصوى التي اعتمدها ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

ورغم أن إيران أكدت أن المفاوضات ستكون بشكل غير مباشر في عُمان عبر وفدين بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن طهران منفتحة على تفاوض مباشر مع واشنطن إذا سارت المفاوضات غير المباشرة بشكل جيد.

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة "الضغوط القصوى" على إيران، حيث أعلن بشكل أحادي انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها ضمن الاتفاق.

وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، عاود ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" تجاه طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.

ووجه ترامب في مارس/ آذار الماضي رسالة إلى طهران يدعوها إلى إجراء مباحثات بشأن برنامجها النووي، محذّرا في الوقت نفسه من تعرضها إلى "القصف" في حال فشل التفاوض.

إعلان

وتسعى الجزيرة نت في التقرير التالي إلى شرح وتفسير التطورات المتسارعة التي يشهدها ملف العلاقة بين ترامب وإيران والتي يأتي على رأسها الملف النووي الإيراني، وملفات أخرى بالمنطقة مثل الحرب الإسرائيلية على غزة، والمواجهات مع جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن.

1- ما أبرز الملفات الخلافية بين ترامب وإيران؟

يتصدر الملف النووي قائمة القضايا الخلافية، إذ تشتبه بلدان غربية تتقدمها الولايات المتحدة، في أن طهران تسعى إلى التزوّد بالسلاح النووي. وتنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمّم لأغراض مدنية.

ولا يخفي ترامب امتعاضه من "النفوذ الإقليمي لإيران" ويرى في دعم طهران لجماعات مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق، تهديدا للاستقرار الإقليمي وحلفاء واشنطن.

وأشار مسؤولون في إدارة ترامب إلى أن الضربات الأميركية على مواقع لجماعة الحوثيين في اليمن خلال الأسابيع الماضية، وجهت رسالة تحذير إلى طهران.

وزادت العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضها ترامب على إيران وإشرافه على عمليات مثل اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليمان من حدة الخلافات ودفعتها إلى حافة المواجهة العسكرية.

2- ما دور إسرائيل؟

تعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، ويتبادل الطرفان منذ سنوات اتهامات بالمسؤولية عن أعمال تخريب وهجمات إلكترونية.

ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الدفع باتجاه حسم عسكري مع إيران، وعمل على خطط لتوسيع دائرة الحرب التي يشنها على غزة باعتبارها "حربا متعددة الجبهات ستغير وجه الشرق الأوسط".

وتبادلت إسرائيل وإيران خلال العام الماضي الهجمات الصاروخية، وفي الأسابيع التي تلت عودة ترامب إلى البيت الأبيض عززت إسرائيل استعدادتها لمواجهة هجوم واسع يشمل إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة تجاه أهداف إسرائيلية.

إعلان

واعترفت مصادر إسرائيلية بخيبة أمل من حديث ترامب أمس عن مفاوضات مباشرة مع إيران، وذكرت صحيفة إسرائيل هيوم أن مصدرا في الوفد الإسرائيلي أكد أن الصدمة كانت واضحة على وجوه الوفد الإسرائيلي في واشنطن عقب الإعلان عن المفاوضات.

وقال مسؤول إيراني في وقت سابق لرويترز إن إن هناك فرصة محتملة تقارب الشهرين للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى مخاوف من أن إسرائيل قد تشن هجوما إذا طال أمد المحادثات.

3- أي خيار بين المفاوضات والحرب؟

يؤكد ترامب، الذي عزز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي، أنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية.

ولا يستبعد الرئيس الأميركي اللجوء للخيار العسكري، وقال أمس الاثنين "إيران لا يمكن أن تملك سلاحا نوويا، وإذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أنه سيكون يوما سيئا للغاية بالنسبة لإيران".

في المقابل، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن تهديدات واشنطن "لن توصلها إلى أيّ مبتغى"، فيما حذّر علي لاريجاني مستشار المرشد من أن طهران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي لكن "لن يكون أمامها خيار سوى القيام بذلك" في حال تعرّضت لهجوم.

4- ما الذي يمكن أن تسفر عنه المفاوضات؟

أبرم اتفاق العام 2015، واسمه الرسمي "خطة العمل الشاملة المشتركة"، بين إيران و6 قوى كبرى بعد سنوات من المفاوضات والتوتر. وهدف الاتفاق إلى ضمان سلمية برنامج طهران مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وعقب انسحاب ترامب من الاتفاق، عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى من المسموح به في الاتفاق، وقال مدير معهد العلاقات الدولية مجيد زواري -في تصريح سابق للجزيرة نت- إن نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران لم تتجاوز 20% قبيل التوصل إلى الاتفاق السابق، وتقلصت بموجبه إلى 3.67%، وبالتالي فإنه من غير المنطقي أن تقبل طهران في المرحلة الراهنة -حيث تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%- بالتراجع إلى مستويات متدنية على غرار 2015.

إعلان

وأكد زواري أن طهران ستنظر إلى المقترحات التي ستعرض عليها في المفاوضات الجديدة من زاوية "الربح والفائدة"، موضحا أنها دفعت ثمنا باهظا جدا من الاتفاق السابق، لكنها تعاني اليوم من عجز في الطاقة ونفاد بعض الأدوية من الصيدليات جراء العقوبات الغربية، بينما كانت تعول على الاتفاق لتحسين المعيشة في البلاد.

بدوره، قال الباحث الأول في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية عباس أصلاني إن إيران تريد مفاوضات ندية ومتوازنة على أساس الاحترام المتبادل، لكي تحصل على امتيازات تتناسب والقيود الي ستقبل بها على برنامجها النووي، مشددا على أن مدى قبولها بقيود مرتبط بالامتيازات التي ستقبل واشنطن بتقديمها لها وضمان تنفيذها "حتى لا تُلسع طهران من جحر الاتفاق النووي مرتين".

في المقابل، ستركز مطالب الولايات المتحدة في المفاوضات المرتقبة على الحد من نفوذ طهران وتقييد برامجها العسكرية والنووية وإخضاعها لتفتيش دولي دوري مكثف، مقابل أن تحصل إيران على تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها في قطاعات مثل النفط والبنوك والتجارة، ما يتيح لها الحصول على مداخيل إضافية لتلبية الاحتياجات الأساسية للبلاد.

5- ما موقف القوى الأبرز في العالم؟

سارعت روسيا والصين إلى الإشادة بتوجه الرئيس الأميركي لعقد مباحثات مباشرة مع طهران، وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين دعم موسكو للتسوية الدبلوماسية والسياسية لأنها "قد تسهم في تهدئة التوتر المرتبط بإيران".

ووطدت روسيا وإيران علاقاتهما الدبلوماسية والعسكرية منذ أن دفعت موسكو بعشرات الآلاف من قواتها إلى أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، وسبق أن عرضت روسيا تقديم المساعدة في تسهيل المحادثات بين طهران وواشنطن.

من جانبها، حضت الصين الولايات المتحدة على إبداء "صدق" في المحادثات النووية مع إيران، وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحفي "باعتبارها الدولة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق النووي وتسببت في الوضع الحالي، يجب على الولايات المتحدة أن تظهر صدقا سياسيا واحتراما متبادلا".

إعلان

وأضاف لين أن واشنطن يجب أن "تشارك في الحوار والمشاورات، وفي الوقت نفسه (يجب) أن تتوقف عن ممارستها الخاطئة المتمثلة في استخدام القوة لممارسة الضغوط القصوى".

ولم تصدر بعد ردود فعل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن المفاوضات المرتقبة بين واشنطن وطهران، ولكن الدول الثلاث التي شاركت في اتفاق 2015 سبق لها وأن أكدت على ضرورة الحفاظ على الدبلوماسية كأداة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ورفض التصعيد العسكري  مع ضرورة العودة للاتفاق السابق أو التوصل إلى صيغة محدثة تضمن تقييد برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الضغوط القصوى من الاتفاق

إقرأ أيضاً:

مصدر استخباراتي: إعادة انتخاب ترامب مهّد الطريق أمام الهجمات الإسرائيلية على إيران

كانت إسرائيل تخطط منذ فترة طويلة لشن هجوم على إيران لكنها أرجأت ذلك إلى أن توفّرت عدة عوامل: انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، واختتام فترة الـ60 يومًا من المفاوضات النووية، والهجمات الإيرانية المحددة. اعلان

كانت إسرائيل تخطط لغزو واسع النطاق لإيران منذ سنوات عديدة، لكن إعادة انتخاب دونالد ترامب تزامنت مع سلسلة من الأحداث الحاسمة التي مهدت الطريق للهجوم المباشر في يونيو من هذا العام، حسبما قالت أربعة مصادر استخباراتية إسرائيلية حالية وسابقة ليورونيوز في مقابلات منفصلة.

المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لاعتبارات أمنية، قالت ليورونيوز إن عملاء الموساد حددوا العوامل الاستراتيجية الرئيسية والظروف السياسية التي مكنتهم من التحضير للهجوم على إيران والشروع فيه. ومن بين هذه العوامل، ذكروا تكثيف الحرب بالوكالة، وانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزخم المفاوضات النووية مع القوى الغربية.

في 13 يونيو، شنت إسرائيل عدة هجمات برية وجوية على إيران، مما أسفر عن مقتل قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين وسياسيين إيرانيين، وإلحاق أضرار أو تدمير الدفاعات الجوية والمنشآت العسكرية النووية لطهران.

ردت إيران بغارات بالصواريخ والمسيّرات على المدن والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بمساعدة الحوثيين في اليمن.

دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل ضد هذه الهجمات، وفي اليوم التاسع للمواجهة، قصفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وردّا على ذلك، قصفت إيران قاعدة العيديد الأمريكية في قطر. وفي 24 يونيو، وتحت ضغط واشنطن، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

ادعى العدوّان اللدودان الانتصار بعد وقف إطلاق النار. وأكدت تل أبيب وواشنطن أنهما أضعفتا بشكل كبير قدرات إيران الصاروخية والنووية، في حين نفت طهران هذه المزاعم. وبين النفي والتأكيد، التقييمات المستقلة محدودة حاليًا بسبب السرية التي تحيط بالبرنامج النووي الإيراني.

Related إيران تشيع محمد رضا زاهدي.. اغتياله "خطوة مجنونة وواشنطن شريكة فيه"من هو قاسم سليماني الرجل الثاني في إيران ومهندس نفوذها في الشرق الأوسط؟ساسة إسرائيل والحرب مع إيران.. صفّ واحد بوجه عدوّ تاريخي ولا مكان للخلاف مع نتنياهو فرص الحلول الدبلوماسية

قالت إسرائيل والولايات المتحدة إن الهجوم كان مخططا له منذ سنوات عديدة، بالتوازي مع الانخراط الدبلوماسي مع إيران.

وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي أول ليورونيوز: "لم تخفِ إسرائيل أبداً حقيقة أنها تريد تدمير البرنامج النووي الإيراني، ولم تخفِ أبداً حقيقة أنها كانت مستعدة أيضاً للسماح بحل المشكلة دبلوماسياً، طالما أن الحل الدبلوماسي يمنع إيران ليس فقط من تخصيب اليورانيوم، بل من الحصول على القدرة على تشكيل تهديد وجودي لدولة إسرائيل".

وقالت المصادر إن الاتصالات الدبلوماسية لم تسفر عن أي نتائج ملموسة، في الوقت الذي ازدادت فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 2016 إلى 2020.

في عام 2018، سحب ترامب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، الذي حد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات. وفي أعقاب إعادة فرض الولايات المتحدة للعقوبات، بدأت إيران في عام 2019 بتجاهل القيود النووية التي يفرضها الاتفاق.

حربٌ بالوكالة

في هذه الأثناء، كانت الحرب بالوكالة بين إسرائيل وإيران تتصاعد تدريجياً.

"أعتقد أن اللحظة المحورية كانت في أبريل 2024، عندما أطلقت إيران صواريخ مباشرة من أراضيها على إسرائيل. وحتى ذلك الحين، كانت إيران تعتمد في المقام الأول على وكلائها لمهاجمة إسرائيل، بينما كانت إسرائيل تنفذ عمليات سرية داخل إيران مع إمكانية الإنكار بهدف منع التصعيد إلى حرب شاملة".

في أبريل/نيسان 2024، أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل ردًا على الضربة الإسرائيلية على قنصليتها في سوريا التي أسفرت عن مقتل العميد محمد رضا زاهدي. وكان أرفع مسؤول عسكري إيراني يُقتل منذ اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في عام 2020 على يد إدارة ترامب . وكان سليماني "مهندس" حرب إيران بالوكالة في الشرق الأوسط.

Related حساب فارسي يُنسب للموساد: خامنئي يقضي معظم وقته نائماً أو تحت تأثير مواد مخدرةخامنئي يتّهم إسرائيل بمحاولة إسقاط النظام الإيراني عبر هجماتها الأخيرة

"أعتقد أنه كان على إسرائيل أن تنتظر من أبريل 2024. كانت بحاجة إلى الوقت لجمع كل ما تحتاجه من معلومات استخباراتية وتخطيط لكي تطمئن بأننا سنكون بالفعل في أول يومين أو ثلاثة أيام من الحرب في وضع نسيطر فيه على الوضع بشكل كامل، وبأقل قدر من الخسائر في الداخل، وبسيطرة كاملة على المجال الجوي الإيراني، مع القدرة على الهجوم متى وأينما نريد".

إعادة انتخاب ترامب

كان انتخاب دونالد ترامب للمرة الثانية رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لحظة محورية أخرى كانت محط ترحيب من قبل المصادر الأربعة.

"كانت الخطة الأصلية هي الهجوم في أكتوبر 2024. كان ذلك بعد الهجوم الصاروخي المباشر الثاني الذي شنته إيران على إسرائيل بعد اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله في لبنان في سبتمبر/أيلول"، قالت المصادر الاستخباراتية الأولى، لكن الهجوم تأجل لانتظار الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني.

"أعتقد أنه كان من المهم جداً بالنسبة لإسرائيل أن يفوز ترامب في تلك الانتخابات. وبمجرد انتخاب ترامب، ركز بشكل رئيسي على التوصل إلى صفقة رهائن"، قال المصدر الثاني، في إشارة إلى الصراع بين حماس وإسرائيل.

"وبمجرد توقيع صفقة الرهائن في آذار/مارس 2025 تقريبًا، أصبحت إسرائيل مرة أخرى في وضع يسمح لها بمهاجمة إيران. لكن الولايات المتحدة وإيران دخلتا في مفاوضات، في محاولة للتوصل إلى حل سلمي لقضية تخصيب إيران لليورانيوم وبرنامجها النووي".

المفاوضات الأمريكية الإيرانية

في مارس، بدأت الولايات المتحدة وإيران مفاوضات غير مباشرة حول البرنامج النووي الإيراني. لم تسفر المفاوضات عن اتفاق، على الرغم من أن النظراء وصفوها بأنها "بناءة".

Related معارك في الظل.. إيران تعلن إفشال مشروع خارجي يهدف لتقسيم البلادمحلل إسرائيلي: إعادة إعمار إيران بعد الحرب قد تكلّف نصف تريليون دولارفي ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسكرية وتعيد تشكيل مجلس الدفاعاستهدفت "أسطول شمخاني".. عقوبات أميركية على إيران هي الأوسع منذ عام 2018لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. إيران تترقّب أول زيارة للوكالة الدولية للطاقة الذرية

"أعطى ترامب 60 يومًا لتلك المفاوضات. وفي اليوم التالي، هاجمت إسرائيل إيران. أعتقد أنه من الواضح أن ذلك تم بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية"، هذا ما قالته جميع المصادر الاستخبارية الإسرائيلية الحالية والسابقة ليورونيوز.

لم تصرح واشنطن علنًا أبدًا أن الهجوم الإسرائيلي الأول على إيران كان منسقًا. إلا أنه في أعقاب الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في مؤتمر صحفي في 23 يونيو إن العملية كان مخططاً لها منذ سنوات عديدة.

"عندما هاجمنا، كنا في نهاية فترة الستين يومًا من المفاوضات. وأعتقد أنه كان من الواضح جداً لترامب في هذه المرحلة أن الإيرانيين لم يكونوا على استعداد للتخلي عن التخصيب على الأراضي الإيرانية، على الرغم من أن المفاوضات طرحت بعض الحلول المثيرة للاهتمام في هذا الشأن. على سبيل المثال، نوع من الوكالة الدولية للتخصيب التي من شأنها أن تخصص اليورانيوم المخصب بمستويات مدنية لجميع دول المنطقة المهتمة بذلك".

"أدرك ترامب أن إيران كانت منخرطة في المفاوضات لمجرد كسب الوقت، دون نية حقيقية للتوصل إلى حل. وكانت المحادثات بمثابة فخ، حيث أعطت إيران انطباعًا بأنها لن تتعرض للهجوم، خاصة وسط تقارير صحفية واسعة الانتشار تفيد بأن إسرائيل كانت على وشك توجيه ضربة".

ما بعد الحرب

في الوقت الذي ادعت فيه إيران الانتصار واحتفلت بصمودها أمام الغزو الإسرائيلي، قالت مصادر استخباراتية في الدولة العبرية إن النظام في طهران بات ضعيفًا بعد الهجوم.

"لقد خرجت إسرائيل من عدة صراعات في موقف استراتيجي أقوى في المنطقة، ولكنها في موقف سياسي أكثر صعوبة مع شركائها الغربيين، ربما باستثناء واشنطن. نحن في لحظة حساسة للغاية، ليس لدى كل من إسرائيل وإيران الكثير لتكسبه من خلال الضغط أكثر في الوقت الحالي"، قال إيان ليسر، زميل ومستشار رئيس صندوق مارشال الألماني ليورونيوز.

"لدى إيران خيارات أقل الآن. أحدها و العودة إلى المفاوضات. والخيار الآخر هو اللجوء إلى أساليبها التقليدية للرد، والتي تعتمد على الوكلاء والأعمال غير التقليدية، بما في ذلك الإرهاب. وهناك أيضاً احتمال أنه إذا احتفظت إيران ببعض القدرة على تطوير أسلحة نووية، فقد ترى في ذلك مساراً آخر. لكنني لا أعتقد أن أحداً سيسمح لها بذلك. قد تكون هناك خلافات حول الاستراتيجية والسياسة الإسرائيلية، لكن بشكل عام، فإن إسرائيل وشركاءها الغربيين ليسوا على استعداد للتسامح مع إيران نووية".

وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي رابع سابق لـ"يورونيوز" إنه لو كانت الحرب قد استمرت أكثر من ذلك، لربما كانت إسرائيل ستهاجم منشآت الغاز والنفط. ومع ذلك، وبعد وقف إطلاق النار، استؤنفت المفاوضات على المستوى الدبلوماسي.

ففي 25 يوليو، التقى دبلوماسيون إيرانيون بنظرائهم من ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا لإجراء محادثات في اسطنبول، وهي المرة الأولى منذ الهجوم الإسرائيلي على إيران في منتصف يونيو، وسط تحذيرات من أن هذه الدول الأوروبية قد تؤدي إلى "إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران".

أما المصدر الاستخباراتي الثاني فقال إن إسرائيل ستحتفظ بعد النزاع بالسيطرة على المجال الجوي للجمهورية الإسلامية من أجل "تدمير أي شيء قد يوحي بأن الإيرانيين يستعدون لإعادة بناء أي من القدرات التي دمرناها".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • مصدر استخباراتي: إعادة انتخاب ترامب مهّد الطريق أمام الهجمات الإسرائيلية على إيران
  • اتفاق ترامب مع أوروبا.. هدنة جمركية بثمن السيادة
  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • ترفض التفتيش.. إيران تعلن تفاصيل زيارة نائب مديرالطاقة الذرية
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • السلام بين أرمينيا وأذربيجان.. غوتيريش يصف الاتفاق بـ«اللحظة التاريخية»
  • إيران ترفض سيطرة واشنطن على الممر القوقازي بعد اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان
  • كيف علّق الإيرانيون على اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
  • ترامب يشق طريقه في القوقاز وإيران تهدد بقطعه بقوة السلاح.. نخبرك ما نعرفه عن ممر زنغزور
  • يسرائيل هيوم تكشف تفاصيل جديدة عن العمليات الاستخبارية الإسرائيلية في إيران