كتب: د. بلال الخليفة 

أصدر مجلس الوزراء مؤخرًا قرارًا يقضي بمنع استيراد العصائر، والمرطبات، والمعجنات لمدة 6 أشهر، وفرض ضرائب بنسبة 20% على الصابون المستورد.

التحليل

إذا ما أردنا تفسير هذا القرار، وافترضنا أن الحكومة تفكر بصورة علمية، فإن أحد أبرز الدوافع قد يكون متعلقًا بقدرة البنك المركزي على الاستمرار في بيع الدولار عبر نافذة بيع العملة بنفس الوتيرة السابقة، حيث كانت تُباع يوميًا قرابة 300 مليون دولار.

لكن مع الانخفاض الحالي في أسعار النفط – حيث يبلغ سعر البرميل اليوم 60 دولار فقط، نتيجة قرارات الرئيس الأمريكي الصادرة في 2 نيسان 2025، والتي تضمنت رفع التعرفة الجمركية على العديد من الدول، ومنها العراق، بنسبة 39% – فإن الإيرادات النفطية اليومية للعراق لا تتجاوز 200 مليون دولار. وهذا يعني وجود فجوة يومية تُقدّر بـ 100 مليون دولار.

النتيجة المنطقية أمام الحكومة هي أحد خيارين:

إما تقليل بيع الدولار، ما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في سعره داخل السوق الموازي.

أو السحب من احتياطي العملة الصعبة لتعويض الفرق والحفاظ على وتيرة البيع السابقة.

لكن الحل الأكثر واقعية هو تقليل سحب الدولار من قبل التجار، من خلال فرض قيود ومنع استيراد بعض السلع، أو رفع التعرفة الكمركية عليها.

التأثيرات والمقترحات

المواد التي سيتم منع استيرادها أو رفع كلفتها عبر التعرفة، سترتفع أسعارها في السوق المحلي، والمواطن سيكون المتضرر الأول من هذا الإجراء.

أغلب تلك المواد تُستورد من الخارج، في حين أن الإنتاج المحلي منها يكاد لا يُذكر، ما يعني أن هذا القرار لن يدعم المنتج الوطني فعليًا، ما لم تسبقه خطوات حقيقية، مثل إنشاء معامل وتشغيل المصانع المتوقفة.

إذا كان الهدف من القرار يشبه ما تبنّاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمتمثل في تعديل الميزان التجاري، فإن هذا الهدف غير قابل للتطبيق في العراق؛ لأن البلاد لا تُصدّر إلا النفط، ولا تمتلك صادرات صناعية أو زراعية كافية، ما يجعل القرار بلا جدوى في هذا السياق.

كان الأجدر بالحكومة أن تبدأ بفرض القيود ورفع الرسوم على السلع التكميلية والكمالية غير الضرورية، مثل السيارات الفارهة (كـ Tahoe وRange Rover وCadillac)، والتي تُستورد بكثافة، وغالبًا ما تذهب إلى ما يُعرف بـ"الفاشنستات"، ونعرف جميعًا طبيعة أعمال بعضهن.

الأهم من كل ما سبق، أننا – إلى جانب أصوات عديدة – حذرنا مرارًا وتكرارًا من الاعتماد على النفط فقط، وضرورة تنويع مصادر إيرادات الدولة للخروج من الاقتصاد الأحادي، المعروف بـ"المرض الهولندي". لكن للأسف، لم يتم الأخذ بأي من تلك التوصيات، وها نحن نواجه حلولًا غير استراتيجية، آنية ومؤقتة، لا تعالج جذور المشكلة.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

سوريا تتوقع رفع إنتاج الغاز إلى 15 مليون متر مكعب نهاية 2026

قال وزير الطاقة السوري محمد البشير اليوم الأحد إن سوريا تتوقع ارتفاع إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 15 مليون متر مكعب بحلول نهاية عام 2026، مقارنة بنحو 7 ملايين متر مكعب حاليا. ويأتي ذلك في إطار جهود البلاد لتعزيز إمداداتها المحلية من الطاقة.

وتعاني سوريا من نقص شديد في الطاقة والوقود في أعقاب حرب استمرت 14 عاما وألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية للطاقة وقلصت الإنتاج.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيران ترفع أسعار البنزين لأول مرة منذ 2019list 2 of 2وزير النفط الليبي: سنكون جزءا من حل أزمة الطاقة الأوروبية end of list

ويشارك البشير في اجتماع وزاري لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، المنعقد في الكويت، وهي أول مشاركة سورية من نوعها عقب سوق نظام الأسد.

وبحث اجتماع المنظمة تعزيز التعاون العربي المشترك في مجالات النفط والغاز والطاقة، ومواكبة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة إقليميا ودوليا، فضلا عن سبل تطويرعمل المنظمة.

وزير الطاقة السوري محمد البشير (يمين) في اجتماعات مجلس وزراء "أوابك" (وكالة سانا)

 

السعر العادل للنفط

من جهته، اعتبر وزير النفط الكويتي طارق الرومي نطاق سعر النفط الخام بين 60 و68 دولارا للبرميل عادلا في ظل ظروف السوق الحالية.

وأضاف "كنا نتوقع بقاء الأسعار على الأقل على ما هي عليه، إن لم تكن أفضل، لكن فوجئنا بهبوطها".

وأشار الوزير الكويتي إلى أن اجتماع " أوابك" يأتي في توقيت مهم وحساس بالنسبة لعمل المنظمة لما يشهده قطاع الطاقة العالمي من تحولات متسارعة وتحديات كبرى تتطلب مواصلة توحيد الرؤى وتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء بما يدعم استقرار أسواق الطاقة.

وانخفضت أسعار النفط في جلسة الجمعة وسجلت تراجعا أسبوعيا قدره 4%، في ظل استمرار التركيز على فائض المعروض وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا وسط مخاوف بشأن اضطراب إمدادات النفط الفنزويلية.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى 61.12 دولارا للبرميل عند التسوية، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 57.44 دولارا للبرميل.

خلال افتتاحه أعمال الاجتماع الوزاري الـ115 للمنظمة العربية للطاقة المنعقد الذي تستضيفه دولة الكويت

– وزير النفط رئيس الدورة الحالية للمجلس طارق الرومي: توقيت الاجتماع مهم وحساس نظرا لما يشهده قطاع الطاقة العالمي من تحولات متسارعة وتحديات كبرى تتطلب توحيد الرؤى وتعزيز التنسيق بين… pic.twitter.com/9YmvjVkbBB

— كونا KUNA (@kuna_ar) December 14, 2025

مقترحات مصرية

من جانبه، قال كريم بدوي وزير البترول المصري خلال اجتماع المنظمة بالكويت، إن مصر تطرح مبادرات لتعزيز أمن الطاقة العربي، منها إنشاء آلية عربية لتنسيق المشتريات الطارئة للنفط والغاز الطبيعي المسال.

إعلان

وأضاف الوزير أن المبادرات التي تطرحها مصر هي:

إعداد خريطة للربط العربي للطاقة 2030، بهدف تحديد مشروعات الأولوية في مجالات خطوط الأنابيب، ومحطات الاستقبال، ونقل الخام والغاز الطبيعي المسال. وضع آلية عربية لتنسيق المشتريات الطارئة للزيت الخام والغاز الطبيعي المسال، وتبادل الشحنات عند الحاجة. إنشاء منصة رقمية للدول الأعضاء لعرض الفرص الاستثمارية في مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج، والتكرير، والبتروكيماويات، والتخزين، والتداول، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن فاتورة استيراد باهظة للعصائر .. سعودية واماراتية فقط!
  • سوريا تتوقع رفع إنتاج الغاز إلى 15 مليون متر مكعب نهاية 2026
  • حظر استيراد أنواع محددة من الرخويات والطيور الحية
  • الاتصالات: إطلاق منصة GovInnovate لضمان استدامة التميز الحكومي ورفع الوعي الرقمي لـ 1.4 مليون مواطن وموظف
  • وزارة العدل تجنب العراق من دفع (120) مليون دولار لشركة أمريكية
  • الإعلام الحكومي: المنخفض كشف عمق الكارثة في غزة وربع مليون نازح تضرروا منه
  • ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف حول الإمدادات الفنزويلية
  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 61 دولارا للبرميل
  • ارتفاع أسعار النفط
  • ارتفاع أسعار النفط عالميًا