الوجود الأميركي بالشرق الأوسط.. 4 نقاط لفهم أبعاده الإستراتيجية
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
يرى مراقبون أن العمليات العسكرية الأميركية في منطقة البحر الأحمر هدفها الرئيس مكافحة تهديدات جماعة أنصار الله (الحوثيين) وضمان استمرار حرية الملاحة، لكنها أيضا جزء من إستراتيجية واسعة تهدف إلى حماية الممرات البحرية الحيوية والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
ويتمركز نحو 30 ألف جندي أميركي بشكل دائم في العشرات من القواعد العسكرية المنتشرة في أكثر من 15 دولة في المنطقة، فضلا عن أساطيل حربية موجودة بشكل دائم في المياه المحيطة بالمنطقة، إضافة إلى تعزيزات مؤقتة في الجند والعتاد ترسل في زمن التوتر والأزمات.
وفي هذه المادة الشارحة، نحاول من خلال 4 نقاط رئيسة، تسليط الضوء على الوجود الأميركي في الشرق الأوسط والممرات البحرية الحيوية للملاحة الدولية وأماكن انتشار القوات الأميركية قربها.
1- عدد القوات وأبرز القواعد الأميركية ونقاط التمركز في الشرق الأوسطوفقا لمعاهدات وتفاهمات ثنائية، أو بناء على طلب من الدولة المضيفة، تنتشر القوات الأميركية في أكثر من 15 دولة في الشرق الأوسط، ويقدر عدد الجنود فيها بنحو 40 ألفا.
وبينما تنشر الولايات المتحدة عددا ضئيلا من القوات في بعض الدول، وتسجل دول أخرى حضورا مكثفا، بما يزيد على 10 آلاف جندي، لا سيما في دول الخليج العربي.
السعودية (2700 جندي) إعلان-قاعدة الإسكان الجوية: وهي مقر المجموعة الجوية 320 والمجموعة الاستطلاعية 64.
-قاعدة الأمير سلطان الجوية: استقرت فيها القوات الأميركية عام 1990، وبقيت فيها 13 عاما، ثم انسحبت منها عام 2003. وفي مطلع عام 2020 عادت الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري بشكل ملحوظ في القاعدة، على إثر تصاعد التوتر مع إيران.
الإمارات (5 آلاف جندي)-قاعدة الظفرة الجوية: وهي المقر الرئيسي للقوات الأميركية في الإمارات، ويوجد بها وحدة الانتشار الجوي الأميركي 380، وتقدم كذلك خدمات الدعم اللوجيستي وتزويد الطائرات بالوقود.
-ميناء جبل علي: ويلقى إقبالا كثيفا من القوات البحرية الأميركية، ويضم رصيفا قادرا على خدمة حاملات الطائرات.
قطر (8 آلاف جندي)–قاعدة العديد التي تعد أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وأكبر قاعدة جوية أميركية في الخارج.
وتعتبر هذه القاعدة مقرا لكل من: القيادة العسكرية الأميركية الوسطى، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية وجناح المشاة 379 للبعثات الجوية، والمجموعة 319 الاستكشافية.
سلطنة عمان (600 جندي)-قاعدة مصيرة الجوية وتستخدم لتسيير طائرات التجسس، وبها محطة مراقبة للمسطحات المائية في المنطقة.
-قاعدة المسننة الجوية وتستخدم لعمليات النقل الجوي، وتضم مخازن أميركية ضخمة للذخيرة.
البحرين (9 آلاف جندي)-قاعدة الجفير البحرية وهي القاعدة البحرية الشاطئية الدائمة الوحيدة في الشرق الأوسط، وتوجد بها القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية (سنتكوم)، ومقر الأسطول الخامس الأميركي.
-قاعدة الشيخ عيسى الجوية: استُخدمت في الحرب على أفغانستان. ويوجد فيها مخيم للدعم الجوي.
الكويت (13 ألف جندي)
-قاعدة عريفجان: وتعد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الكويت، وتمثل المقر الرئيس للقوات الأميركية في البلاد.
إعلان-قاعدة علي السالم الجوية: وتضم فرقة من القوة الجوية الأميركية 386، التي تعد محورا للنقل الجوي وقوة دعم للقوات المشتركة وقوات التحالف الدولي في المنطقة.
العراق (2500 جندي)-قاعدة بلد الجوية: وهي أكبر القواعد بالعراق، ومقر مهم للقوات الأميركية، وتحتوي على منشآت عسكرية متعددة.
–قاعدة عين الأسد الجوية: وتعد ثاني أكبر قاعدة بالعراق، وتتمركز فيها معظم القوات الأميركية، وتعتبر مركزا لانطلاق العمليات الخاصة.
مصر (600 جندي)-ليس للجيش الأميركي قاعدة عسكرية قتالية في مصر، ولكن هناك نحو 600 عسكري ضمن القوة الدولية المتعددة الجنسيات، الموجودة في مصر منذ عام 1981 (بحسب مصادر رسمية أميركية عام 2022).
-تقدم مصر تسهيلات للقوات البحرية الأميركية في الموانئ المصرية، وتسهيلات للقوات الجوية الأميركية في قاعدة غرب القاهرة الجوية.
لدى الجيش الأميركي أيضا قواعد في سوريا والأردن وجيبوتي وتركيا، وتساهم بشكل كبير في عمليات الشرق الأوسط. 2- أبرز الأساطيل وحاملات الطائرات الفاعلة حاليا الأسطول الأميركي الخامس-يقع مقره في البحرين وتتركز منطقة نشاطه في المجال الممتد من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، مرورا بالمحيط الهندي وبحر العرب.
-يعمل على تعزيز النفوذ الأميركي وحماية طرق التجارة والملاحة البحرية ومصادر الطاقة ومحاربة "الإرهاب" والقرصنة البحرية والتحديات السيبرانية.
-يصل عدد أفراد الأسطول إلى نحو 15 ألف عنصر على السفن، إضافة إلى ألف عنصر على اليابسة.
-يتكون في الظروف العادية من أكثر من 20 سفينة حربية، بما فيها غواصات ومدمرات.
-أواخر الشهر الماضي، مدد وزير الدفاع بيت هيغسيث فترة عملياتها في الشرق الأوسط لشهر إضافي لدعم الضربات الموجهة للحوثيين.
-تشمل مهام الحاملة عمليات الأمن البحري والاستجابة للأزمات والردع ومكافحة الإرهاب إضافة إلى التعاون الأمني.
-لها القدرة على حمل حوالي 85 طائرة من طرازات مختلفة، ويديرها طاقم يتكون من حوالي 3200 و200 فرد في السفينة و2480 فردا في الجناح الجوي.
-يمكنها استيعاب أكثر من 60 طائرة بفضل سطحها الواسع، وتشمل طائرات "إف إيه-18 سوبر هورنت" و"بوينغ إي إيه 18 جي غرولير".
-أواخر الشهر الماضي، أمر وزير الدفاع بيت هيغسيث بإرسالها إلى الشرق الأوسط لدعم الضربات الموجهة للحوثيين.
-توصف بمطار أميركا العائم وتعد ثالث حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية وأضخم السفن الحربية في العالم.
-تتخذ من سان دييغو في كاليفورنيا مقرا لها ويتألف طاقمها من حوالي ألفي فرد في السفينة وألفي فرد في الجناح الجوي.
-تحمل 9 أسراب طيران بحرية وتشغل عددا من المقاتلات أبرزها "إف-35".
-يربط مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عمان ومن بعده المحيط الهندي.
-يمر عبره 11.1% من إجمالي التجارة البحرية العالمية.
-يمر عبر المضيق نحو 20 مليون برميل من النفط يوميا، وذلك ما يجعله من أهم نقاط الشحن في العالم.
-يعدّ المضيق الممر الرئيس للنفط والغاز المتجه من المنطقة إلى الأسواق العالمية.
-يعد مضيق باب المندب نقطة إستراتيجية تربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ويعتبر من أهم الممرات البحرية في العالم.
-يمتد المضيق على مسافة نحو 30 كيلومترا ويشكل معبرا حيويا للتجارة بين أوروبا وآسيا.
-يعد هذا الممر مهما للتجارة العالمية، حيث يمر عبر المضيق نحو 10% من التجارة البحرية العالمية، بما في ذلك صادرات النفط من الخليج العربي إلى الأسواق العالمية.
-يمر عبره نحو 4.8 ملايين برميل من النفط يوميا.
-يمر عبره سنويا نحو 10 آلاف سفينة، منها نحو 4 آلاف سفينة نفط.
-المضيق يواجه تحديات أمنية كبيرة بسبب الصراعات في اليمن والصومال، وذلك مما يزيد من خطر تعطيل حركة السفن.
-تربط قناة السويس المصرية بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتسهم بذلك في تسهيل التجارة بين آسيا وأوروبا.
-يمر عبرها 12% من إجمالي حجم التجارة البحرية العالمية، ويعبرها سنويا ما يقرب من 20 ألف سفينة.
-افتتحت عام 1869، وتمتد على مسافة 193 كيلومترا.
-وصلت إيرادات القناة في العام المالي 2023-2024 إلى 7.2 مليارات دولار.
-حسب وزارة التجارة الصينية، يمر نحو 60% من صادرات الصين إلى أوروبا عبر البحر الأحمر، ويرى مراقبون أن السيطرة على هذا الممر الإستراتيجي يجعل حتما تلك التجارة تحت مراقبة الولايات المتحدة.
-واشنطن تسعى لإبلاغ رسالة للجميع أنها الفاعل الرئيس في المنطقة، على المستويين الأمني والإستراتيجي، خاصة بعد تواتر بعض الدعوات المطالبة بتغيير خارطة التحالفات من الغرب إلى الشرق وبصفة خاصة نحو الصين.
-يقول خبراء إن تواصل سيطرة واشنطن وهيمنتها على الممرات الملاحية في الشرق الأوسط تعني أنها ما زالت تمسك بخيوط القيادة الدولية للعالم، كما أنها تتصدى بفاعلية للصين كونها لن تكون قادرة على حماية مشروعها "الحزام والطريق" وهو النهج التنموي الذي تتبناه بكين لإحياء طريق الحرير القديم.
-تضييق مساحة العمل أمام القاعدة البحرية الصينية في جيبوتي، إذ تشكل إضافة مزيد من الأصول العسكرية للبحرية الأميركية والغربية بالقرب من القاعدة الصينية الوحيدة في المنطقة، ضغطا إضافيا لقدرات هذه القاعدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القوات الأمیرکیة الممرات البحریة فی الشرق الأوسط الخلیج العربی الأمیرکیة فی البحر الأحمر فی المنطقة أمیرکیة فی آلاف جندی أکثر من
إقرأ أيضاً:
بعد تعرضها لهجوم إيراني.. ماذا تعرف عن قاعدة العديد الجوية في قطر؟
على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة الدوحة، تقف قاعدة "العديد" الجوية كواحدة من أكثر المنشآت العسكرية تحصيناً في العالم، ومحوراً أساسياً لعمليات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. لكنها اليوم، باتت عنواناً لتصعيد غير مسبوق بعد أن طالتها صواريخ إيرانية هزّت هدوء المنطقة.
ومساء الإثنين، وجّهت إيران ضربة صاروخية نادرة إلى قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، لتدخل هذه المنشأة العسكرية الضخمة – التي توصف بأنها "عقل البنتاجون في الشرق الأوسط" – مرحلة جديدة من التهديدات، وسط تصاعد نذر المواجهة في الإقليم.
ما هي قاعدة العديد؟تُعد قاعدة "العديد"، أو ما يعرف أيضاً بـ"مطار أبو نخلة"، أكبر قاعدة لسلاح الجو الأمريكي خارج الولايات المتحدة، وتقع على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة.
وأنشئت القاعدة عام 1996 بتمويل قطري كامل تجاوز 8 مليارات دولار، لتكون منشأة عسكرية متقدمة تجمع بين القيادة والعمليات والمراقبة.
ويتمركز فيها أكثر من 8 آلاف جندي أميركي، معظمهم من سلاح الجو، إضافة إلى عناصر من الجيش القطري وسلاح الجو الملكي البريطاني، وتضم المقرات الأمامية للقيادة الوسطى الأمريكية (CENTCOM) وقيادة القوات الجوية الوسطى.
مركز قيادة عملياتمن "العديد" تُدار العمليات الجوية الأمريكية في مناطق النزاع الرئيسية بالشرق الأوسط، وتحديداً في العراق وسوريا وأفغانستان. كما تحتضن القاعدة مركز العمليات الجوية المشتركة (CAOC)، الذي يشكل العمود الفقري للقيادة العسكرية الأمريكية في منطقة تشمل 21 بلداً، من شمال شرق إفريقيا حتى جنوب آسيا.
وبحسب تقارير نيويورك تايمز وأكسيوس، فإن القاعدة تحتوي على أنظمة دفاع جوي متطورة وملاجئ محصّنة، مما يجعل استهدافها أمراً معقداً للغاية، رغم الهجوم الصاروخي الأخير.
ملاجئ للطائرات تحت الأرضتتوزع في القاعدة أربعة ملاجئ رئيسية للطائرات، يمكن لكل منها استيعاب ما بين 20 إلى 40 طائرة حربية، حسب الحجم والنوع. وتصل مساحة الملجأ الواحد إلى نحو 76 ألف قدم مربعة، ويحتوي كل ملجأ على أربع بوابات خاصة.
كما توجد أربعة ملاجئ ثانوية للطائرات الجاهزة للانطلاق، يتسع كل منها لنحو ست طائرات أو أكثر، ما يجعل "العديد" بمثابة حاملة طائرات ثابتة على اليابسة.
أما الذخائر، فتُخزن في منطقة شديدة التحصين تقع غرب القاعدة، وتُعد بحسب وصف الخارجية الأمريكية "أضخم مخزن للذخائر الأمريكية خارج حدود الولايات المتحدة"، وتخضع لإجراءات أمنية استثنائية، دون الكشف عن طبيعة الأسلحة التي تحتويها.
أطول ممر هبوط جويتضم "العديد" أيضاً أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب مرافق السكن والخدمات ومراكز الاتصالات المتقدمة. كما تضم نحو أربع بوابات رئيسية وفرعية، بعضها مخصص لتحركات الجنود من أماكن السكن إلى مراكز القيادة، وأخرى لا تُستخدم إلا عند الضرورة.
رادار السحابة الجويةومن أبرز تقنيات الدفاع في القاعدة، نظام راداري خارجي متطور يُعرف باسم "السحابة الجوية"، يعمل على كشف أي هجوم صاروخي أو جوي مفاجئ، ويغطي سماء قطر بالكامل، ويمتد نطاقه ليشمل أجزاء من البحرين والمملكة العربية السعودية. وهو ما يجعل من القاعدة ومحيطها درعاً جوياً إقليمياً بامتياز.
في عام 2016، انطلقت من القاعدة طائرات "B-52" الأمريكية لضرب أهداف لتنظيم داعش في سوريا والعراق. كما لعبت دوراً محورياً في حربي أفغانستان والعراق، وأصبحت لاحقاً مركز الإجلاء الرئيسي في عام 2021، حيث استُخدمت لإجلاء عشرات الآلاف من الأفغان بعد انسحاب القوات الأمريكية من كابل.
وتضم "العديد" منشآت قيادة للقوات الخاصة الأميركية، إضافة إلى تشكيلات متنوعة من القاذفات، والمقاتلات، والطائرات الاستطلاعية، والمسيرات، وطائرات التزود بالوقود جواً.
ورغم أن الولايات المتحدة استخدمتها منذ أوائل القرن الحالي، فإن القاعدة بقيت طي السرية حتى عام 2013، حين قرر وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، تشاك هيغل، رفع السرية عنها، لتُكشف للعالم منشأة عسكرية بحجم مدينة صغيرة وبقدرة تأثير تعادل قاعدة قيادة عليا.
إيرانقطرأمريكاقاعدة العديد الجويةقد يعجبك أيضاًNo stories found.