مجزرة حي مقبل بالحديدة .. شاهد على بشاعة الإرهاب الأمريكي
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
تقرير: جميل القشم |
في جريمة إرهابية جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدوان الأمريكي، بحق الشعب اليمني، شهد حي أمين مقبل السكني بمدينة الحديدة مجزرة مروعة، حولت الحي الآمن إلى ركام وأحزان.
الجريمة الأمريكية البشعة التي أدمت القلوب، لم تراع أي من أبسط القيم الإنسانية أو القوانين الدولية، حيث استهدفت الغارات العدوانية المنازل السكنية، التي كانت تمثل ملاذًا لأسر بريئة، ليتم تحويلها إلى أنقاض تحت وابل من الصواريخ التي سقطت بلا رحمة، في لحظات قاسية، كان الأهالي يحاولون النجاة، إلا أن الصواريخ الأمريكية كانت أسرع إليهم.
ما تم إنتشاله من ضحايا ليس مجرد أرقام أو إحصائيات، وإنما صور مؤلمة لأرواح سقطت، لتحيل ما كان يومًا يعج بالحياة إلى مكان للدمار والحزن، فالأطفال الذين كانوا يركضون في شوارع الحي، باتوا اليوم ضحايا الإرهاب الأمريكي، والنساء اللواتي كن في أمان، تحولت ذكراهن إلى ألم مستمر.
العدوان الأمريكي، لم يكتف بتدمير المنازل على رؤوس المدنيين فحسب، بل استهدف حياة الإنسان في أبشع صورها، فكل ضحية من الإجرام والتوحش الأمريكي، تمثل مأساة إنسانية عميقة، تأبى القوانين الإنسانية أن تصمت عنها.
يستمر العدوان الأمريكي في ارتكاب الجرائم الممنهجة بحق الشعب اليمني، مستهدفا كل ما يمت بصلة للحياة الإنسانية، مقترفًا أفظع المجازر، إذ تُعد مجزرة حي أمين مقبل، جزء من سلسلة جرائم مستمرة، هدفها التدمير الممنهج للبنية التحتية وكسر إرادة اليمنيين وإخضاع المجتمع اليمني بأسره.
ما حدث في مدينة الحديدة من جريمة غير مبررة، لا يُعدّ هجومًا عسكريًا فحسب، بل عدوان ممنهج تمارسه أمريكا ضد كل ما هو إنساني في هذا البلد الصامد، فالعدوان الأمريكي تجاوز كل الحدود، واستهدف حياة الإنسان بشكل مقصود، محاولًا سحق الروح اليمنية، التي لا يمكن قهرها مهما كان الثمن.
العدوان الأمريكي الذي تسانده قوى محلية خائنة لا تكتفي بتدمير المنشآت، وإنما تسعى لقتل الروح الإنسانية لليمنيين، حتى يظل الشعب اليمني يعيش في أتون المعاناة، لكن ذلك لن يؤثر على ثبات موقف اليمنيين مع الشعب الفلسطيني وقضيته وإسناد المقاومة في غزة وكل قضايا الأمة، ولن يتوقف هذا الموقف اليمني العظيم والمشرف رغم تكالب الأعداء ومؤامراتهم. الصمت الدولي إزاء الجرائم الأمريكية المستمرة، يكشف عن خيانة لحقوق الإنسان، وتقاعس في أداء المسؤولية الإنسانية، إذ يقف المجتمع الدولي اليوم موقف المتفرج أمام المجازر الأمريكية والصهيونية الصادمة، ومع الأسف لم يتحمل مسؤوليته يومًا ما لمناصرة أي مظلومية أو قضية، ما يتطلب التحرك العاجل لوقف المجازر المتواصلة.
ومع كل ما يجري، فإن دماء المدنيين في الحديدة، والمحافظات اليمنية ستكون منارة تضيء طريق العدالة، وتزيد من إصرار الشعب اليمني على مقاومة العدوان الأمريكي، الصهيوني، حتى النصر.
مجزرة حي أمين مقبل السكني، ليست النهاية، وإنما تشكل دافعًا أكبر للشعب اليمني للتمسك بمواقفه الثابتة وبحقه في العيش بكرامة، ولن تكون هذه الجريمة سوى نقطة قوة في معركة الحق ضد الباطل والوقوف أمام إرهاب منظّم يهدف لإبادة الإنسانية، فإرادة الشعب اليمني أقوى من أي محاولة بائسة تسعى لكسرها.
والدماء التي أُريقت في الحديدة وغيرها من المحافظات اليمنية، ستكون وقودًا لنضال الشعب اليمني المتواصل ضد قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، وكلما ارتكب العدوان جريمة جديدة، زادت عزيمة اليمنيين ومعنوياتهم وشكلت حافزًا للمضي في مسار المقاومة، ولن تنكسر إرادة اليمنييين، وستظل المعركة مستمرة حتى النصر المؤزر.
استهداف العدوان الأمريكي للمدنيين بكل همجية، لن يستمر والشعب اليمني الذي صمد في وجه التحالف الأمريكي، السعودي والإماراتي عقد من الزمن، سيبقى صامدًا في وجه الإرهاب الأمريكي بكل ما أُوتي من عزيمة وقوة وإرادة، ولن يثنيه عن ذلك أراجيف الخونة والمنافقين ولا عدوان الظالمين والمتغطرسين.
إن دماء المدنيين في مدينة الحديدة وكل المحافظات ستظل شاهدًا حيًا على بشاعة الإرهاب الأمريكي، والشعب اليمني وهو في خضم هذه المحنة، يخوض المعركة مع فرعون العصر بكل بسالة، متوكلًا على الله ومعتمدًا عليه وعلى سواعد الرجال الأوفياء الذين أعدوا العدة لمواجهة الإجرام والطغيان الأمريكي مهما بلغ صلفه وغطرسته
مجزرة حي مقبل بالحديدة .. شاهد على بشاعة الإرهاب الأمريكيالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی الإرهاب الأمریکی الشعب الیمنی مجزرة حی
إقرأ أيضاً:
وزراء في صنعاء: انسحاب المنظمات من الحديدة خطوة سياسية مدفوعة أمريكياً.. وصمت الأمم المتحدة شراكة في العدوان
يمانيون |
أكد وزير الخارجية والمغتربين، جمال عامر، أن مواقف اليمن المبدئية تجاه القضية الفلسطينية، ودعمه المتواصل للشعب الفلسطيني في غزة، هو موقف أخلاقي وإيماني نابع من الارتباط الوثيق بمعركة الأمة ضد الصهيونية، ولن يتوقف مهما بلغت التضحيات.
جاء ذلك خلال اللقاء الموسع الذي عُقد اليوم الأربعاء في محافظة الحديدة، وضم إلى جانب وزير الخارجية، كلاً من وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، ومحافظ المحافظة اللواء عبدالله عطيفي، والسلطة المحلية، مع ممثلي المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن.
وأوضح الوزير عامر، أن اليمن ربط عملياته البحرية بردع العدوان الصهيوني على غزة، مشدداً على أن استهداف السفن المرتبطة بالعدو لا يتعارض مع حرية الملاحة الدولية، بل هو جزء من معركة إنسانية عادلة، وسيُعلّق بمجرد التوصل إلى هدنة إنسانية حقيقية ووقف العدوان.
من جانبه، أشار وزير النقل والأشغال محمد قحيم إلى أن تدفق البضائع إلى ميناء الحديدة لا يزال مستمراً رغم العدوان الصهيوني الأخير الذي استهدف الميناء ومنشآته الحيوية، مبيناً أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وتشكل جريمة لا يمكن تبريرها أو الصمت عنها.
وأضاف أن الأمم المتحدة، بصمتها المريب، تساهم بشكل غير مباشر في هذه الجرائم، وتتناقض في موقفها بين مزاعم العمل الإنساني والتغاضي عن استهداف الميناء الذي يغذي أكثر من 80% من السكان باحتياجاتهم الأساسية.
وفي السياق ذاته، شدد محافظ الحديدة اللواء عبدالله عطيفي على أن العدوان الصهيوني على موانئ الحديدة ومحطة الكهرباء المركزية يشكّل جريمة حرب موثّقة، مشيراً إلى أن صمت المنظمات الدولية والأممية تجاه هذه الاعتداءات يرقى إلى مستوى الشراكة في العدوان.
ولفت عطيفي إلى أن ما أعلنته بعض المنظمات الدولية من انسحاب من محافظة الحديدة لا علاقة له بالعمل الإنساني، بل هو قرار سياسي بامتياز، ويأتي تنفيذاً للإملاءات الأمريكية والصهيونية، في محاولة للضغط على الشعب اليمني والتأثير على مواقفه الثابتة.
وأكد المجتمعون أن اليمن سيظل في موقع الدفاع عن قضايا الأمة، وفي طليعتها فلسطين، داعين المنظمات إلى عدم الانخراط في أجندات سياسية تتناقض مع مبادئ الحياد الإنساني.