وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إلى مدينة العريش، الواقعة في شمال سيناء ، بالقرب من معبر رفح، لتفقد الجهود الإنسانية المبذولة لدعم سكان غزة.

السيسي وماكرون في العريش 

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن أكد الرئيس الفرنسي في العريش رفضه للإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى إبادة أو تهجير أو ترحيل أو تسكين الفلسطينيين، كما أعرب عن تقديره الكبير لجهود مصر وحرصها على الاضطلاع بمسئولياتها الكبيرة خلال هذه الأزمة.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس الفرنسي أن زيارته إلى مصر تمثل دعما قويا لجهودها، مشيرا إلى تقديره العميق للثوابت التي يتمسك بها الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية.

وأشار فهمي، إلى أن مصر، قيادة وشعبا، تقدر عاليا موقف وشجاعة رئيس فرنسا في تواجده في العريش وسط ظروف الحرب والحصار، وفي ظل تلك الأوضاع المأساوية.

واختتم: "إن فرنسا من خلال هذه الزيارة قد سجلت موقفا رافضا للقتل والظلم، ودعما قويا للقانون الدولي، وللمبادئ الأساسية للحرية والعدل والسلام، وهذا الموقف الإيجابي من دولة أوروبية كبيرة مثل فرنسا من المتوقع أن يكون له انعكاسات هامة على مختلف المستويات".  

وتعد العريش، المطلة على البحر المتوسط، قاعدة خلفية هامة للمساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، وقد منع الاحتلال الإسرائيلي دخول هذه المساعدات منذ بداية مارس الماضي، وذلك بعد شهرين من هدنة هشة استؤنفت بعدها الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي في مدينة العريش، حيث أعرب ماكرون في مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين عن شكره للسيسي قائلا: "أشكركم على استقبالكم لنا في العريش، في هذا الموقع المتقدم لدعم المدنيين في غزة".

ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة لـ50,846 شهيدا و115,729 إصابةصحة غزة : قوات الاحتلال تقصف حي الشجاعية بصواريخ ضخمةالخطة العربية لإعادة إعمار غزة

كما تعد العريش المحطة الأخيرة في زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إلى مصر استمرت لمدة 48 ساعة، وركزت بشكل رئيسي على الحرب في غزة.

وخلال زيارته، دعا ماكرون إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، كما أعلن دعمه للخطة العربية لإعمار غزة، رافضا خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وفي بيان مشترك صدر عن ماكرون والسيسي وملك الأردن عبد الله الثاني يوم الاثنين، أكد القادة الثلاثة أن "حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل هي التزامات يجب تنفيذها وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

جدير بالذكر، أنه في 23 مارس، قتل 15 شخصا في هجوم إسرائيلي استهدف طواقم إسعاف في مدينة رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، على بعد 50 كيلومترا من العريش، حسبما أفادت الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني.

وقد أثار الهجوم انتقادات دولية، مما دفع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى المطالبة بإجراء تحقيق "معمق" في الحادث.

عودة فورية لوقف إطلاق النار

وفي بيانهم المشترك، دعا القادة الثلاثة إلى "عودة فورية لوقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الإنسانية الطارئة بشكل فوري وكامل".

وخلال القمة الثلاثية التي جمعت السيسي وعبد الله وماكرون في القاهرة يوم الاثنين، أجرى القادة مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تم مناقشة التطورات في غزة في نفس اليوم الذي استقبل فيه ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض.

وتتضمن جولة ماكرون في العريش زيارة إلى مستشفى العريش الذي يستقبل المرضى الفلسطينيين، إضافة إلى نقاط تجميع المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة.

ومن العريش، سيؤكد الرئيس الفرنسي "التزام فرنسا باستكمال دعمها الإنساني لسكان غزة"، وذلك وفقا لبيان صادر عن قصر الإليزيه.

وأفادت الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون سيعقد لقاءات مع أفراد من طواقم منظمات فرنسية وأممية غير حكومية، بالإضافة إلى الهلال الأحمر المصري.

نقيب التمريض: زيارة الرئيس الفرنسي تعكس قوة الموقف المصري في دعم غزةمصر وأمريكا تبحثان تثبيت الهدنة وإعمار غزة وجهود السلام | تقرير

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا مصر السيسي الرئيس السيسي ماكرون العريش فلسطين المزيد الرئیس الفرنسی فی العریش ماکرون فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر لـ"صفا": شح الدعم الإنساني يُفاقم الأزمة بغزة ويجب التوصل لوقف إطلاق النار

غزة - خاص صفا قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال بعيدة كل البعد عن التعافي المرجو، في ظل محدودية الدعم الإنساني، وإدخال شاحنات المساعدات للقطاع. وأضاف مهنا في حديث خاص لوكالة "صفا"، يوم الاثنين، أن "شح الدعم الإنساني، وتفشي الفوضى وعدم وصول المساعدات إلى مستحقيها بالكمية والوقت المناسبين هو ما يُفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع". وتابع "يجب إغراق القطاع بالمساعدات وبكل ما يلزم من الدعم الإنساني وأدواته بالكميات والتنوع المطلوب، وأن يشمل كل القطاعات المدمرة سواء في منظومة الرعاية الصحية والبنى التحتية الخاصة بالمياه والصرف الصحي، أو أزمة الغذاء الحادة". وشدد على ضرورة أن يكون هذا الأمر مصحوبًا بالضمانات الأمنية التي تُفسح المجال أمام عمال الإغاثة، لأجل إيصال الدعم الإنساني لمستحقيه، بما يضمن كرامتهم الإنسانية. وأكد أن استمرار العمليات العسكرية في القطاع وأوامر الإخلاء لا شك أنها تعيق العمل الإنساني، وسط بيئة خطيرة تُعرض الفاعلين الإنسانيين للأذى، بسبب الهجمات المستمرة، كما حدث من استهداف لمقر جمعية الهلال الأحمر في خان يونس الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن الغالبية العظمى من مساحة القطاع إما تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال، أو في مناطق خاضعة لأوامر إخلاء، وهذه بيئة غير ممكنة للعمل الإنساني إطلاقًا. وأكد أن القانون الدولي الإنساني واضح لا لبس فيه، ويجب توفير الحماية للمدنيين والأعيان المدنية والمرافق الصحية والطواقم الطبية، وعلى جميع الأطراف وضع هذه الحماية نصب أعينهم مهما كانت الظروف. ولفت إلى أنه لا يوجد أي مسوغ قانوني أو أخلاقي يُتيح استمرار الوضع الإنساني في قطاع غزة على ما هو عليه حاليًا. وقال مهنا إن طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني يعانون بشدة أولًا: كمدنيين يعيشون في غزة، وثانيًا: بسبب عدم قدرتهم على الوصول الآمن لمن هم بأمس الحاجة إليهم، بغية إنقاذ أرواحهم. وأردف أن "هذا ما يُثقل كاهل الطواقم الإنسانية ويضعهم في وضع نفسي سيء، لعدم قدرتهم على إنقاذ هؤلاء الأشخاص". ويشهد قطاع غزة أوضاعًا صحية ومعيشية متدهورة، ونقصًا حادًا في الغذاء والدواء والوقود، مما يُنذر بكارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة السكان. ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين. وشدد مهنا على ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار دائم في غزة، بما يُفسح المجال لإيصال الدعم الإنساني الحرج لأكثر من مليوني شخص في القطاع، وأيضًا إتاحة المجال للصليب لاستئناف زيارات مندوبيه للمعتقلين داخل سجون الاحتلال. وقال: "نحن مستعدون لممارسة هذا الدور فور التوصل لهذا الاتفاق، وتقديم الضمانات الأمنية المهمة جدًا لفرقنا ولمن نحاول الوصول لهم وتقديم الدعم الإنساني". وتابع أن "نافذة الوقت في قطاع غزة لانقاذ الحياة آخذة بالنفاد ولا بد من التحرك الآن بشكل عاجل، لأنه لا يوجد أي مسوغ أخلاقي أو قانوني لاستمرار الوضع كما هو". وحول معاناة المعتقلين في سجون الاحتلال، أوضح مهنا أن اللجنة الدولية للصليب سهّلت خلال العام الجاري إطلاق سراح 217 معتقلًا من القطاع، من بينهم 5 سيدات، وتم تقديم الرعاية الطبية لهم في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وإيصالهم إلى أسرهم. وأشار إلى أنه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لم نحصل على أي معلومة تتعلق بالأسرى والمعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، بسبب منع الصليب من زيارتهم. وطالب مهنا "إسرائيل" بإبلاغ الصليب بأسماء وأوضاع المعتقلين لديها طبقًا لاتفاقية حنيف الرابعة، كونهم أشخاص محميين بموجب القانون الدولي ويتمتعون بالحق في الحصول على الرعاية الطبية، والزيارة والتواصل مع أسرهم، وزيارات الصليب. ودعا لاستئناف زيارات الصليب ومندوبيه للاطلاع على أوضاع المعتقلين داخل السجون وظروفهم الإنسانية والاعتقالية. وأضاف "نحن نشعر بقلق شديد إزاء الأنباء التي ترد عن استشهاد معتقلين فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر". وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 61,430 شهيدًا و153,213 إصابة، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، فضلًا عن مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • 27 دولة تدعو لوقف إطلاق النار بغزة وإدخال المساعدات دون عوائق
  • رئيس البرازيل يدعو لوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل للاحتلال من غزة
  • تشكيل مجموعة عمل سورية أردنية أمريكية لوقف إطلاق النار في السويداء
  • إعلام فلسطيني: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة سيُعلنه ترامب يتضمن وقف اجتياح المدينة ودخول الجيش المصري
  • بإشراف أممي .. مباحثات في الأردن لوقف إطلاق النار في اليمن
  • ماكرون يحذر من كارثة إنسانية في حال غزة ويدعو لوقف فوري لإطلاق النار
  • الصليب الأحمر لـ"صفا": شح الدعم الإنساني يُفاقم الأزمة بغزة ويجب التوصل لوقف إطلاق النار
  • الرئيس الفرنسي: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا
  • ماكرون: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا
  • رغم توقف المفاوضات وخطة احتلال غزة.. مصر وقطر تعدّان مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار