«ترامب يتراجع».. إعفاء الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الصينية من الرسوم الجمركية
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
الرسوم الجمركية.. أعلنت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية عن إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الصينية من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة تعد تراجعًا عن قرار سابق بفرض رسوم جمركية على مجموعة من المنتجات الصينية.
وتأتي هذه الإجراءات بعد التصعيد الكبير في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرضت واشنطن في وقت سابق رسوماً جمركية بنسبة 145% على السلع المستوردة من الصين، مما أثر بشكل سلبي على الشركات الأمريكية الكبرى مثل آبل وديل، التي تعتمد على الإنتاج في الصين.
تتضمن الإعفاءات الأمريكية أيضًا منتجات إلكترونية أخرى مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأشباه الموصلات، وشاشات التلفزيون المسطحة، مما يعكس أهمية هذه المنتجات بالنسبة للشركات الكبرى التي تعتمد على استيرادها من الصين.
وقد جاءت هذه التوجيهات لتهدئة المخاوف التي أثيرت بشأن تأثير الرسوم الجمركية على قطاع التكنولوجيا الأمريكي، حيث أشار تقرير صادر عن مؤسسة «إيفركور آي إس آي» إلى أن الصين تُصنّع حوالي 80% من أجهزة آيباد وأكثر من نصف أجهزة ماك.
البيت الأبيض: توجيه ترامب بعدم الاعتماد على الرقائق الصينيةوفي إطار هذا التراجع، أكد البيت الأبيض أن الرئيس ترامب وجه بضرورة تقليل الاعتماد على الرقائق وأشباه الموصلات وأجهزة الهواتف الواردة من الصين.
وجاء هذا التصريح في سياق محاولات الإدارة الأمريكية لتقليص الاعتماد على الصين في بعض المنتجات الاستراتيجية مثل الرقائق الإلكترونية، التي تعد من أهم مكونات التكنولوجيا الحديثة.
التداعيات الاقتصادية والتجاريةوتأتي هذه الإعفاءات في وقت حساس من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث كانت بكين قد ردت بزيادة رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية بنسبة 125%، حيث أدى هذا التصعيد إلى تقلبات كبيرة في أسواق الأسهم الأمريكية وأدى إلى تفاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين البلدين.
وفي نفس السياق، أبدى البيت الأبيض تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مع الصين بخصوص الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الرئيس ترامب «منفتح على التوصل إلى اتفاق مع الصين»، مؤكدة أن التصعيد الأخير قد يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.
اقرأ أيضاً«كذابون ».. ماذا قال الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر عن ترامب و نتنياهو؟
الرسوم الجمركية الصينية تشعل الحرب التجارية مع أمريكا.. ماذا قال ترامب؟
ترامب يأمر الجيش بالسيطرة على الأراضي الممتدة على طول الحدود الجنوبية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصين الرسوم الجمركية ترامب الكمبيوتر الرقائق الإلكترونية أجهزة إلكترونية الحرب التجارية الجمارك الأمريكية إعفاء الأجهزة الهواتف الصينية سياسة ترامب التجارية الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
معركة الرسوم الجمركية تهدأ مؤقتاً.. ماذا يعني الاتفاق الأمريكي الصيني للأسواق؟
وسط أجواء من الضبابية الاقتصادية العالمية وتنامي المخاوف من انزلاق جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، جاء الاتفاق التجاري الإطاري الأخير بين أكبر اقتصادين في العالم ليبعث بارقة أمل وطمأنينة في الأسواق العالمية المتوترة.
وتُعد تصريحات قادة واشنطن وبكين عقب محادثات لندن خطوة أولى مهمة نحو تبديد حالة عدم اليقين التي استمرت لفترة طويلة، إذ أطلقت إدارة الرئيس دونالد ترامب حربًا تجارية أثرت على أسواق المال والتجارة العالمية، ورغم أن الاتفاق ما زال في مرحلته المبدئية، إلا أنه يمثل مؤشراً واضحاً على رغبة الطرفين في تهدئة التوترات وإعادة ترتيب قواعد الاشتباك التجاري ضمن آليات أكثر انضباطاً وتنظيماً.
ما الذي تم التوصل إليه؟
بعد يومين من المفاوضات المكثفة في لندن، توصلت الولايات المتحدة والصين إلى إطار عمل يعيد إحياء الهدنة في صراعهما التجاري، وجاء هذا الاختراق بعد اتفاق تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، والذي استهدف تخفيف التوترات التي تفاقمت بسبب الخلافات حول صادرات المعادن النادرة الصينية وضوابط التصدير الأميركية.
وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إن الاتفاق سيُعرض على الرئيس ترامب، متوقعاً حل ملفات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس في إطار هذا الاتفاق.
من جهته، وصف نائب وزير التجارة الصيني لي تشنغقانغ المحادثات بأنها “عقلانية ومتعمقة وصريحة”، معبراً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الثقة بين الصين والولايات المتحدة.
موقف ترامب من الاتفاق
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الصين ستزود الولايات المتحدة بالمعادن النادرة مسبقاً كجزء من الاتفاق التجاري، مشيراً في منشور على “تروث سوشيال” إلى أن العلاقة بين البلدين “ممتازة”، وأن الرسوم الجمركية تحقق فائدة كبيرة لأميركا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستقدم بدورها تنازلات مثل تسهيل قبول الطلاب الصينيين في الجامعات الأميركية.
وأكد ترامب أن الاتفاق ينتظر الموافقة النهائية منه ومن نظيره الصيني شي جين بينغ، معرباً عن نية العمل مع الصين لفتح أسواقها أمام التجارة الأميركية، واصفاً ذلك بأنه “فوز كبير للطرفين”.
الخطوات القادمة
تقول الصحافية الصينية سعاد ياي شين هوا في تصريحات خاصة لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن الانتقال من الاتفاق الإطاري إلى اتفاق نهائي يتطلب مفاوضات تفصيلية حول الرسوم الجمركية، تأمين التكنولوجيا، والاستثمار.
وأضافت أن من المتوقع تأسيس فرق عمل مشتركة لمعالجة قضايا مثل الاقتصاد الرقمي والزراعة والخدمات المالية، ما يشكل نقطة تحول مهمة في استقرار العلاقات الاقتصادية بين القوتين.
الاتفاق لا يحمل فقط دلالات إيجابية للعلاقات الثنائية، بل يمتد تأثيره إلى الاستقرار الاقتصادي العالمي وتعزيز التنمية الشاملة، خصوصاً في ظل تنامي التوترات الجيوسياسية.
تحليل السوق وردود الفعل
في الوقت الذي يشيد فيه المفاوضون الأميركيون بالاتفاق، تبقى أوساط المستثمرين وقادة الأعمال متحفظة، وفق تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”. لا يزال هناك تساؤلات حول مدى تحقيق تقدم ملموس، مع خوف من أن تكون هذه الخطوة مجرد إعادة ضبط لاتفاقات سابقة دون ضمان استدامتها.
وتتجلى مخاوف مشابهة في تحركات الاحتياطي الفيدرالي، الذي يحتسب حالياً خفضاً محدوداً في أسعار الفائدة لعام 2025، انعكاساً لحالة عدم اليقين السائدة.
وأكد الخبير الاقتصادي والسياسي نادر رونغ هوان في تصريح خاص لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن المفاوضات الحالية تهدف إلى تنفيذ التوافقات بين ترامب وشي، مشدداً على أن بكين تظهر نية حقيقية للتعاون مع حرص على المبادئ الوطنية، معتبراً أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة لبث طاقة إيجابية في الاقتصاد والتجارة العالمية.
في إطار التنافس المنضبط
يمثل الاتفاق مؤشرًا على تحول نحو نمط من “التنافس المنضبط” بين واشنطن وبكين، يسمح بإدارة الخلافات دون تصعيدها إلى أزمات كبرى، كما يعكس رغبة مشتركة في وضع قواعد لعب جديدة أكثر استقرارًا، تؤثر إيجاباً على التجارة العالمية وسلاسل التوريد، خاصة في قطاعات متقدمة مثل الطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الخضراء.
قراءة في التاريخ
وفقاً لتقرير حديث من “ستاندرد أند بورز”، نفذت إدارة ترامب أكبر زيادة في الرسوم الجمركية منذ عام 1910، مما يسلط الضوء على حجم التحديات التي تحيط بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
أخيرا ورغم أن الاتفاق الإطاري بين واشنطن وبكين ليس نهاية المطاف، فهو بلا شك خطوة إيجابية حاسمة تمهد الطريق أمام استقرار اقتصادي عالمي أفضل، وسط تحديات جيوسياسية معقدة وتوترات تجارية متواصلة، وتترقب الأسواق العالمية بحذر لكن بأمل، وسط توقعات بأن يشكل هذا الاتفاق بداية لتحول نوعي في علاقات القوتين الأكبر في العالم.