#سواليف

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، السبت، أن وحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي متورطة في قتل 15 مسعفا وعامل إنقاذ فلسطينيين خلال هجوم على رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي، كانت تخضع لقيادة جنرال متهم من جنوده بـ”احتقار الحياة البشرية”.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن قوات من لواء غولاني، التابع للواء الاحتياطي الرابع عشر المدرع ضمن فرقة يقودها العميد يهودا فاخ في جيش الاحتلال، أطلقت النار في 23 آذار/ مارس على قافلتين لسيارات إسعاف، ثم قامت بحفر مقبرة جماعية ودفن الجثث، قبل أن يُعثر عليها بعد ستة أيام على يد فريق تابع للأمم المتحدة.

وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصدر استخباراتي عسكري رفيع، أن عناصر ميدانيين من الوحدة 504، وهي وحدة استخبارات عسكرية إسرائيلية معروفة بـ”قسوتها وتهورها” وتورطها في التعذيب، كانوا حاضرين خلال الهجوم.

مقالات ذات صلة أسير اسرائيلي في غزة: نتنياهو ديكتاتور وترامب ضحية أكاذيبه / شاهد 2025/04/12

وأشارت إلى أن نتائج تشريح الجثث وشهادات من أخرجوا الجثث من المقبرة الجماعية أظهرت أن الضحايا أصيبوا بطلقات نارية من مسافة قريبة في الرأس والصدر، وعُثر على بعضهم مقيدي الأيدي أو الأرجل، ما ينفي رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن طبيعة الهجوم.
ولفتت الصحيفة إلى أن العميد يهودا فاخ سبق أن عيّن “منطقة قتل” غير رسمية في إحدى مناطق غزة، ما أدى إلى عمليات قتل تعسفية بحق مدنيين فلسطينيين، وفقا لضباط سابقين اتهموه أيضا بـ”تعريض حياة الجنود للخطر بسبب افتقاره للانضباط العملياتي”.

وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أشارت إلى أن فاخ قال لجنوده: “لا يوجد أبرياء في غزة”.

وفي سياق متصل، بثت القناة “14” الإسرائيلية مقطع فيديو يُظهر أحد قادة كتائب غولاني الإسرائيلية وهو يخاطب الجنود قبل إعادة الانتشار في غزة، قائلا: “أي شخص تواجهونه هناك هو عدو. إذا حددتم أي شخص، فستقضون عليه”.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن جنود غولاني سبق أن اتُهموا بارتكاب جرائم حرب، بينها قتل مدنيين، وإهانة جثث، وتدمير بنى تحتية مدنية دون مبرر، فضلا عن التحريض على الإبادة الجماعية.

وأكدت أن أغنية كتبها أحد أفراد الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني تحوّلت إلى “نشيد غير رسمي” للجنود بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتضمنت كلماتها: “على ما فعلتموه بدولة إسرائيل، غولاني قادم بالبنزين… ستحترق غزة”.

وبيّنت الصحيفة أن صورا ومقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل من قبل جنود غولاني أنفسهم، شُكّلت منها أدلة استخدمت في ملفات قانونية قدمتها منظمة “هند رجب”، وهي مؤسسة بلجيكية غير ربحية تسعى لمحاسبة جنود الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب.

وشددت الصحيفة على أن وجود الوحدة 504 تأكد أيضا من خلال رواية الناجي الوحيد من المجزرة، منذر عابد، المتطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي قال إن “قوات خاصة مسلحة ببنادق وأشعة ليزر خضراء ونظارات للرؤية الليلية” أخرجته من سيارة الإسعاف بعد إطلاق نار استمر خمس دقائق.

وأكد عابد، البالغ من العمر 27 عاما، أنه تعرض للتجريد من ملابسه وتقييد يديه وتهديده وضربه وخنقه خلال ساعات من الاستجواب.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تراجع الأسبوع الماضي عن روايته الأولية بشأن الحادثة، بعدما ظهرت لقطات تُظهر أن سيارات الهلال الأحمر كانت تحمل علامات الطوارئ وتستخدم الأضواء الوامضة، على خلاف ادعاءات الجيش.
وقال جيش الاحتلال إن ما بين ستة وتسعة من المسعفين القتلى كانوا على صلة بحركة حماس، دون تقديم أدلة، فيما لم يكن أي من الضحايا وعددهم 15 – بينهم ثمانية من الهلال الأحمر وستة من الدفاع المدني وموظف في وكالة الأونروا – يحمل سلاحا. ولا يزال أحد موظفي الهلال الأحمر مفقودًا.

وأمر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، بإجراء تحقيق ثانٍ أكثر تعمقًا في الهجوم.

وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت، على مدار الحرب التي تجاوزت الـ18 شهرا، مئات العاملين في المجال الطبي ووكالات الإغاثة ومنظمات الأمم المتحدة في غزة، مشيرة إلى مقتل سبعة من موظفي “وورلد سنترال كيتشن” في نيسان/ أبريل الماضي، رغم وضوح علامات الطوارئ على مركباتهم.

وأكدت “الغارديان” أن منظمات حقوقية تتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ”ثقافة الإفلات من العقاب”، لافتة إلى أن أقل من 1 بالمئة من الشكاوى المقدمة ضد ممارسات الجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة انتهت بإدانات، وفقا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف جیش الاحتلال الإسرائیلی الهلال الأحمر إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

“رحلة المُجوّعين”.. رصاصة إسرائيلية تخطف فلسطينية قبل إطعام أطفالها

#سواليف

في #رحلة محفوفة بالمخاطر و #الموت، أصرت #الفلسطينية #ريم_زيدان على الوصول إلى مركز #توزيع_المساعدات الأمريكية الإسرائيلية غرب مدينة #رفح، أملا في الحصول على #طرد_غذائي يسد رمق أطفالها الذين أنهكهم الجوع على غرار أكثر من مليون طفل في قطاع غزة؛ بفعل #الحصار_الإسرائيلي_الخانق.

هذه الرحلة خاضتها زيدان وأطفالها الثلاثة تحت زخات #الرصاص التي أطلقها #الجيش_الإسرائيلي عشوائيا صوب المدنيين “المُجوعّين” الذين كانوا يتوجهون إلى المركز بحثا عن أدنى مقومات الحياة.

زحفا، حثت زيدان أطفالها على مواصلة المسير إلى جانبها داعية إياهم لتوخي الحذر خشية إصابتهم برصاصة إسرائيلية، وفق ما رواه الأطفال في أحاديث منفصلة للأناضول.

مقالات ذات صلة إعلام عبري .. بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت “إسرائيل” 20 جنديا 2025/06/09

ورغم أن الموت كان يحيط بهم، إلا أن زيدان رفضت التراجع عن هذه الرحلة وذلك خوفا من موت أطفالها جوعا، لكنها لم تعلم أن الثمن سيكون حياتها.

ولكسر حاجز الخوف لدى أطفالها قالت لهم زيدان “لو قُتلنا فداء لفلسطين، ولو عدنا سالمين غانمين سنوزع من هذه المساعدات على من لم يجد طعاما”.

وبينما كانوا يتابعون الطريق إلى المركز، استقرت #رصاصة_إسرائيلية في رأس الأم على مرأى من أطفالها الذين وقفوا مصدومين وعاجزين عن إسعاف والدتهم التي كانت تنزف دما وسط حالة من الذعر والقهر.

وفي لحظاتها الأخيرة، طلبت الوالدة من أطفالها الانسحاب وتركها وحيدة خوفا عليهم من ذات المصير، وخلعت لهم خاتمها الوحيد وحذاءها وكأنها تودعهم بلغة لا تحتاج إلى كلمات.

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لأكثر من 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل في 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ مخطط مشبوه لـ”توزيع مساعدات”، عبر ما تُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة إسرائيليا وأمريكيا.

ولم تسمح تل أبيب إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى مُنقذ للحياة.

**مجازفة بالأرواح

الطفل عبد الرحمن زيدان، قال للأناضول إنه اقترح على والدته الخروج في ساعات مبكرة من فجر ذلك اليوم الذي قتلت به (قبل العيد)، وذلك من أجل ضمان حصولهم على المساعدات.

وأوضح الطفل أن هذا الاقتراح جاء بعد 3 أيام متتالية توجه خلالها إلى المركز لكن دون الحصول على شيء.

وتابع، أن المدنيين المجوعين كانوا يتعرضون بشكل يومي لإطلاق نيران عشوائية من الجيش الإسرائيلي المتمركز قرب مركز المساعدات الأمريكية الإسرائيلية.

وذكر أنهم حينما وصلوا إلى منطقة قريبة من المركز بدأ الجيش الإسرائيلي عبر مسيراته وسلاح البحرية الإسرائيلية يطلق النيران صوب المدنيين.

واستكمل قائلا: “بدأنا الزحف، واستمرينا في التقدم نحو المركز ووالدتي طلبت منا آنذاك النطق بالشهادتين”.

واختصر الطفل عبد الرحمن عملية الوصول إلى مركز المساعدات بكلمة “المجازفة بالأرواح” وذلك بفعل ما يتعرض له النازحون من اعتداءات إسرائيلية تسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.

وأشار إلى أنهم لم يعرفوا بداية لماذا يطلق الجيش الإسرائيلي النيران وما الهدف الذي يتم الإطلاق صوبه، لكنهم أدركوا أن هذا الاستهداف مباشر للمدنيين المُجوّعين.

ولفت إلى أن المجازفة بالروح تأتي في ظل عدم توفر أي بديل للحصول على الطعام خاصة في الارتفاع الباهظ لأسعار البضائع الشحيحة المتوفرة في الأسواق.

ونقل عن والدته قولها في ذلك الوقت: “لو استشهدنا فداء لفلسطين، ولو عدنا سالمين غانمين سنوزع من المساعدات على الناس التي لم تحصل على طعام”.

ورغم المخاطرة، يقول عبد الرحمن إنهم استمروا في التقدم وسط زخات الرصاص التي أطلقت صوبهم بشكل متواصل لمدة وصلت إلى نحو 10 دقائق.

**لحظة الإصابة

وأوضح عبد الرحمن أن والدته تهاوت أمام أعينهم بعدما أصيبت برصاصة إسرائيلية في رأسها.

وتابع بصوت حزين: “آنذاك بدأت بتلقينها الشهادتين، وكنت أتوسل إليها كي تسند نفسها وتتحرك”.

لكن هذه التوسلات لم تجد صدى لها في ظل الوضع الصحي الخطير الذي كانت تعاني منه والدته جراء الإصابة.

وبعد مطالبة والدتهم بالانسحاب، قال زيدان إنهم اضطروا إلى التراجع لكن قلوبهم بقيت معلقة حيث والدتهم مصابة.

وأضاف: “كانت على قيد الحياة حينما تراجعنا، لكن لم نجد من ينقذها”.

وأشار إلى أنه يشعر بالقهر كلما استذكر كيف سقطت والدته أمام عينه لأجل كيلو واحد من الدقيق وعلبة زيت كي لا يموتوا من الجوع.

ورغم هذه المخاطرة الكبيرة، إلا أنهم وصلوا إلى خيمتهم التي تؤويهم بدون والدتهم وبلا أي مساعدات تسد رمق أشقائهم الأصغر.

وطالب بضرورة وقف حرب الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات لإنقاذ حياة المُجوعّين من الموت.

**”استشهدت لنأكل”

بحالة من الحزن، يقول الطفل أحمد زيدان، إن والدته كانت تمثل بالنسبة له كل الأمان والفرح في هذه الحياة.

ويضيف للأناضول، إن أمه كانت “مصدر الأمان فحينما يقصف الجيش الإسرائيلي بجانبنا ننام في حضنها، كما أنها كانت تحرص على تدفئتنا وتلبية احتياجاتنا”.

وأوضح أن والدته قُتلت من أجل حصولهم على لقمة طعام تحميهم من الموت جوعا، مضيفا: “استشهدت لنأكل، لنحصل على كيس طحين”.

وعبر عن حالة من القهر اجتاحته حينما ترك والدته وحيدة وهي مصابة وسط عجزه عن تقديم المساعدة لها أو إنقاذها.

وقال بهذا الصدد: “الأفضل أن يموت أطفالك من الجوع بكرامة، ولا تذهب لتستلم هذه المساعدات وتنزف أمامهم دون مقدرتهم على مساعدتك… ماذا سنفعل وسط هذا العجز؟ سنبكي ونُقهر”.

وأشار إلى أن هذا العيد حزين جدا بعدما فقد والدته، مضيفا: “هذا عيد الدم والشهداء”.

ولفت إلى أنه فقد في عيد الفطر الماضي شقيقه “نبيل” فعاشوا الحزن في العيد الأول.

**وداع أخير

وقبل مقتلها، قال الطفل أحمد إن والدته أوصته بالعناية بأشقائه في حال أصيبت ولم تستطع العودة إلى الخيمة.

وحينما تحقق هذا الحدث المؤلم، بدأ أحمد بالتوسل إلى والدته كي تسند نفسها وتساعدهم في اصطحابها إلى المستشفى لكن الإصابة كانت أقوى منها.

وتابع: “قالت لي هذ الخاتم وهذه الأغراض والحذاء وغادر المكان برفقة شقيقيك كي لا نقتل جميعا”.

وترك الأطفال والدتهم مصابة وعلى قيد الحياة في المكان وغادروا منطقة توزيع المساعدات، ليبدؤوا حينها بالبحث عنها في المستشفيات على أمل أن يكون قد تم عملية إنقاذها وإرسالها لمستشفى.

لكنهم لم يجدوا لها أثر، وبعد مضي 3 ساعات عثروا عليها ضمن القتلى مجهولي الهوية الذين تم انتشال جثامينهم من قرب مركز توزيع المساعدات، وفق قوله.

والسبت، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية من مراكز “المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية” جنوبي القطاع إلى 110، وعدد المصابين إلى 1000، منذ 27 مايو الماضي.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر بوقفها صادرة عن محكمة العدل الدولية.

وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • “التعاون الإسلامي” تدين قرصنة الاحتلال الإسرائيلي على سفينة كسر الحصار عن غزة
  • مهرجان فينيسيا يمنح “كيم نوفاك” جائزة الأسد الذهبي للإنجاز مدى الحياة
  • “شؤون المسجد النبوي” توفر أجواء مريحة وأنظمة تكييف متقدمة ومظلات حديثة للمصلين
  • “الإعلامي الحكومي” في غزة: مؤسسة GHF ذراع للاحتلال “الإسرائيلي” تسببت باستشهاد أكثر من 130 شخصا
  • “الموارد البشرية” تعلن بدء تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس اعتبارًا من 15 يونيو الجاري
  • “رحلة المُجوّعين”.. رصاصة إسرائيلية تخطف فلسطينية قبل إطعام أطفالها
  • “الوطني” الفلسطيني: اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على سفينة “مادلين” إرهاب دولة منظم
  • حماس: قرصنة العدو الإسرائيلي سفينة “مادلين” اعتداء سافر على الضمير الإنساني
  • الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على سفينة الإغاثة “مادلين” المتجهة إلى غزة
  • “الجهاد الإسلامي” : استهداف العدو الإسرائيلي للقيادة لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا ثباتا وعزيمة