يمن مونيتور:
2025-07-05@12:55:20 GMT

حضرموت لا تنفصل.. بل تقود

تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT

حضرموت لا تنفصل.. بل تقود

 

في خضم الأزمات المتتالية التي تعصف باليمن، وفي وقت يحتاج فيه الوطن إلى لملمة شتاته وترميم نسيجه الوطني، تظهر دعوات هنا وهناك تطالب بالانفصال أو إعلان الحكم الذاتي! وآخرها ما يُتداول حول سعي محافظة حضرموت اليمنية، قلب اليمن النابض، إلى إعلان شكل من أشكال الحكم الذاتي كدولة مستقلة.

ورغم إدراكنا العميق لحجم المعاناة التي يعيشها أبناء جميع المحافظات، بمن فيهم أبناء حضرموت العزيزة، فإننا نؤمن بأن الحل لا يكمن في التشظي، بل في الانتماء الجامع، ولا يكون في التفكك، بل في الفدرالية العادلة.

فحضرموت، بتاريخها العريق وحكمتها السياسية وثرائها الثقافي والاقتصادي، ودورها الوطني في الاستقلال والوحدة، لم تكن ولن تكون هامشًا في الوطن، بل هي أحد أعمدته المتينة، ولا يمكن لليمن أن يستقيم بلاها، كما لا يمكن لحضرموت أن تحقق ازدهارًا بعيدًا عن محيطها الوطني والإقليمي. فأبناء حضرموت لطالما كانوا صوت العقل ورواد التنمية وشركاء في بناء اليمن، لا دعاة للقطيعة والانفصال.

نقولها بوضوح:

إن تقسيم اليمن إلى كانتونات متناحرة أو دويلات صغيرة لن يجلب الأمن ولا التنمية، بل يعيدنا إلى دوامات صراع جديدة، ويفتح الباب أمام التدخلات الخارجية والعبث بمصير أجيال كاملة.

نحن بحاجة إلى مراجعة جادة ووقفة وطنية شجاعة تفضي إلى تطبيق حقيقي لمشروع “اليمن الاتحادي”، ليس كخريطة سياسية فحسب، بل كعقد اجتماعي جديد يضمن شراكة جميع أبناء اليمن في السلطة والثروة على قاعدة العدالة والمساواة والحكم الرشيد. فالفدرالية ليست تفتيتًا، بل هي مشروع وطني يضمن توزيعًا عادلًا للقرار والثروة، وتمكينًا للمحليات في إدارة شؤونها بما يعزز وحدة الدولة ولا ينقضها.

ندعو من هذا المنبر كافة القوى السياسية والقيادات المحلية والشخصيات الوطنية في اليمن، وعلى رأسهم الإخوة الأعزاء في مؤتمر حضرموت الجامع ومجلس حضرموت الوطني، إلى تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية أمام الأجيال، والعمل على إيقاف هذا الانزلاق الخطير نحو التفتت. ولتكن حضرموت – كعادتها – منارة للحكمة لا ساحة للتجاذبات.

ولنؤمن جميعًا بحقيقة لطالما أكّدتها الأحداث التاريخية، وهي أن مستقبل اليمن لن يُبنى إلا على أسس الشراكة الحقيقية والهوية الجامعة والعدالة الاجتماعية. ونحن واثقون بأن حضرموت وأبناءها سيكونون في طليعة هذا المشروع الوطني الكبير.

ولا يمكن في هذا السياق إغفال الدور الذي تضطلع به دول الجوار، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارهما دولتين فاعلتين في المشهد اليمني وصاحبتَي مصلحة حقيقية في استقرار المنطقة وأمنها الجماعي.

إننا نؤمن بأن أمن اليمن هو امتداد لأمن الجزيرة العربية والخليج، وأن الحل المستدام لا يكون إلا من خلال دعم دولة يمنية واحدة موحدة، آمنة ومستقرة، تمتد سيادتها على كامل ترابها الوطني، وتستوعب جميع مكوناتها في إطار اتحادي عادل، لا من خلال تفتيت الكيان اليمني أو تغذية النزعات الانفصالية التي لا تخدم سوى مشاريع الفوضى.

ولنعِ جميعًا، في اليمن ودول الجوار على حدٍّ سواء، أن عدوى التفتيت لا تتوقف عند حدود اليمن، وأن السماح بتكريس واقع الانقسام فيه من شأنه أن يخلق بيئة خصبة لتكاثر بؤر الصراع، مما سيؤدي إلى إعادة تشكيل خارطة التهديدات بطريقة يصعب احتواؤها لاحقًا.

من هذا المنطلق، نأمل أن يكون دعم الأشقاء في دول الجوار مرتكزًا على وحدة اليمن وبناء مؤسساته الفدرالية القوية، بعيدًا عن الحسابات الآنية أو الاصطفافات الضيقة، فالمصلحة الاستراتيجية الكبرى لا تتحقق إلا بوجود شريك يمني واحد، مستقر وقادر.

د.حمود العودي.. استاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء..  أكاديمي وكاتب واستشاري يمني

*نشرت في صفحته الرسمية على فيسبوك

حمود العودي12 أبريل، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام وزير الخارجية اليمني يبلغ العراق أن تصريحات وزير الإعلام لا تمثل الحكومة مقالات ذات صلة وزير الخارجية اليمني يبلغ العراق أن تصريحات وزير الإعلام لا تمثل الحكومة 12 أبريل، 2025 تجدد الاشتباكات بين الجيش اليمني والحوثيين غربي تعز 12 أبريل، 2025 مانشستر سيتي يعزز آماله في الدوري الانجليزي بخماسية أمام كريستال بالاس 12 أبريل، 2025 اختتام جولة أولى من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في مسقط 12 أبريل، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة معركتنا الوطنية في خطر 10 أبريل، 2025 الأخبار الرئيسية حضرموت لا تنفصل.. بل تقود 12 أبريل، 2025 وزير الخارجية اليمني يبلغ العراق أن تصريحات وزير الإعلام لا تمثل الحكومة 12 أبريل، 2025 تجدد الاشتباكات بين الجيش اليمني والحوثيين غربي تعز 12 أبريل، 2025 مانشستر سيتي يعزز آماله في الدوري الانجليزي بخماسية أمام كريستال بالاس 12 أبريل، 2025 اختتام جولة أولى من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في مسقط 12 أبريل، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك معركتنا الوطنية في خطر 10 أبريل، 2025 متى سنعيش؟ 5 أبريل، 2025 هل تسقط ضربات واشنطن الحوثي؟ 3 أبريل، 2025 سجّانو الموت الحوثيون 29 مارس، 2025 عدن..ذكرى النصر والتحرير 29 مارس، 2025 الطقس صنعاء أمطار خفيفة 20 ℃ 20º - 20º 47% 2.68 كيلومتر/ساعة 20℃ السبت 24℃ الأحد 23℃ الأثنين 25℃ الثلاثاء 26℃ الأربعاء تصفح إيضاً حضرموت لا تنفصل.. بل تقود 12 أبريل، 2025 وزير الخارجية اليمني يبلغ العراق أن تصريحات وزير الإعلام لا تمثل الحكومة 12 أبريل، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬771 غير مصنف 24٬208 الأخبار الرئيسية 16٬084 عربي ودولي 7٬629 غزة 10 اخترنا لكم 7٬303 رياضة 2٬534 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬352 كتابات خاصة 2٬154 منوعات 2٬097 مجتمع 1٬913 تراجم وتحليلات 1٬924 ترجمة خاصة 165 تحليل 22 تقارير 1٬676 آراء ومواقف 1٬592 ميديا 1٬508 صحافة 1٬498 حقوق وحريات 1٬393 فكر وثقافة 940 تفاعل 841 فنون 497 الأرصاد 438 بورتريه 68 صورة وخبر 39 كاريكاتير 33 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 6 يناير، 2022 وفاة الممثلة المصرية مها أبو عوف عن 65 عاما أخر التعليقات عبد الوهاب المهري

طيب ايها المتصهين العفن اتحداك كمواطن يمني ان تقول لسيدك ترا...

سلطان زمانه

رعى الله أيام الرواتب حين كانت تصرف من الشركة. أما اليوم فهي...

قاسم بهلول

اتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...

مواطن

هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...

antartide010

ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...

المصدر: يمن مونيتور

إقرأ أيضاً:

البعد اليمني للحرب الإيرانية الإسرائيلية.. قلق خليجي من تحولات المحور

ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”

المصدر:  Amwaj.media, كتبه: جورجيو كافيرو
بدأت حرب الأيام الاثني عشر بين إيران وإسرائيل وانتهت الشهر الماضي—أو على الأقل تجمدت—بهدنة غامضة أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين بقبولها. ومع ذلك، يخشى العديد من المراقبين أن انهيار هذه الهدنة الهشة هو مسألة وقت وليس احتمالًا.

وبغض النظر عن مصير وقف إطلاق النار، فإنه لا يؤثر على الأعمال العدائية بين الحوثيين، وإسرائيل. وقد نفذ الحوثيون عملياتهم بطائرات مسيرة وصواريخ منذ دخول الهدنة الإسرائيلية-الإيرانية حيز التنفيذ، متعهدين بمواصلة ضرباتهم حتى انتهاء حرب تل أبيب على غزة.

(240218) — BEIJING, Feb. 18, 2024 (Xinhua) — A protestor holds a model of a Houthi missile during a protest against Israel’s continued war on the Gaza Strip and the U.S.-led airstrikes and sanctions against the Houthi group in Sanaa, Yemen, Feb. 16, 2024. (Photo by Mohammed Mohammed/Xinhua) اغتنام الفرصة

في الأول من يوليو/تموز، رد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس على محاولة هجوم صاروخي حوثي على مطار وأهداف أخرى في إسرائيل بإعلانه أن “مصير اليمن هو نفسه مصير طهران”، في إشارة إلى قصف بلاده للعاصمة الإيرانية. وصرح كاتس: “بعد ضرب رأس الأفعى في طهران، سنضرب الحوثيين في اليمن أيضًا. من يرفع يده على إسرائيل—ستُقطع تلك اليد”.

يبدو أن جماعة الحوثي برزت كقوة تتزايد جرأتها نتيجة للحرب بين إسرائيل وإيران. فقد وفر الصراع للحوثيين فرصة أخرى لإثبات دورهم كطليعة لـ “محور المقاومة” الذي تقوده طهران. ومما يؤكد هذه الحقيقة هو أن الجماعة اليمنية أطلقت صاروخًا باليستيًا على يافا بعد يومين من “عملية الأسد الصاعد” الإسرائيلية ضد إيران، بينما ظلت جماعة حزب الله اللبنانية والفصائل العراقية الموالية لإيران على الحياد.

قالت فينا علي خان، الزميلة في مؤسسة القرن، لموقع “أمواج ميديا” إن الحوثيين “لطالما وضعوا أنفسهم كحليف طهران الأكثر تقدمية—وقد أعطتهم [الحرب الإسرائيلية-الإيرانية] الدافع والفرصة لإثبات ذلك”.

وأضافت: “من وجهة نظر الحوثيين، فإن الضربة الإسرائيلية على إيران كانت بالتأكيد منسقة مع واشنطن—وهو ما سيزيد من تصلب موقفهم ويقلل من أي رغبة في إجراء محادثات سرية مع الولايات المتحدة. لقد تمكن الأمريكيون من خسارة المزيد من المصداقية في المنطقة، مما منح الحوثيين ذخيرة جديدة لتبرير دعايتهم”.

تحليل- ولي العهد السعودي يعيد ضبط البوصلة الخليجية تجاه الحوثيين لقاء الخطرين يزلزل المنطقة: كيف يغيّر تحالف الحوثيين وحركة الشباب قواعد اللعبة؟!

ومع ذلك، بقدر ما تمكن الحوثيون من الاستفادة من الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، فإن تجميد الصراع بإعلان وقف إطلاق النار في 24 يونيو/حزيران—بعد وقت قصير من الهجوم الصاروخي الإيراني لحفظ ماء الوجه على قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تستضيف القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)—قد يكون قد جاء بمثابة راحة للحوثيين.

ورغم أن إسرائيل فشلت في تحقيق نصر حاسم، لا يمكن إنكار أن 12 يومًا من القصف المكثف أضعفت إيران. ولو استمرت الحرب لفترة أطول، لكانت طهران قد واجهت تحديًا خطيرًا في قدرتها على تزويد حلفائها الإقليميين مثل الحوثيين—وهو سيناريو كان سيتطلب من الحوثيين إعادة معايرة نهجهم على المدى الطويل.

قالت الدكتورة إليزابيث كيندال، مديرة كلية جيرتون بجامعة كامبريدج، لموقع “أمواج ميديا” خلال حرب الأيام الاثني عشر: “بينما سيتمكن الحوثيون من الاستمرار لبعض الوقت بالاعتماد على المخزونات والإنتاج المحلي، فمن المرجح أن تتضاءل قدراتهم بمرور الوقت [بدون دعم مستمر من الدولة الإيرانية]. وبغض النظر عن الطبيعة غير المتكافئة للصراع، فإن هذا سيتطلب تعديلات على طموحاتهم العسكرية”.

هل يستأنف ترامب الضربات الجوية في اليمن؟

حتى قبل أن تشن إسرائيل هجومًا مفاجئًا على إيران في 13 يونيو/حزيران، كانت متانة الاتفاق الموقع بين الحوثيين والولايات المتحدة في مايو/أيار موضع شك—وقد أضافت الحرب الإيرانية-الإسرائيلية توترًا واضحًا. يتضمن الاتفاق بين الحوثيين وواشنطن إنهاء الهجمات البحرية على الأهداف الأمريكية مقابل إنهاء القصف الأمريكي في اليمن. وصفت ماريسا خرما، الزميلة غير المقيمة في معهد بيكر بجامعة رايس، الاتفاق بين الحوثيين والولايات المتحدة بأنه “مهتز في أحسن الأحوال” بسبب الحرب بين طهران وتل أبيب.

أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على آفاق الاتفاق الحوثي-الأمريكي هو مدى احتمال انجرار الحوثيين إلى صراع أوسع محتمل في المنطقة في حال استئناف الضربات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية على إيران. ومما يزيد من هذه التحديات تصور واسع الانتشار بأن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووفده انخرطوا في مفاوضات نووية مع إيران بسوء نية خلال الشهرين اللذين سبقا إطلاق إسرائيل “عملية الأسد الصاعد”. وقد أضعف هذا التصور بشكل كبير مكانة الدبلوماسيين الأمريكيين في نظر العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية.

الرابحون والخاسرون من وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين

قالت أروى مقداد، الخبيرة في الشأن اليمني بجامعة أكسفورد، لموقع “أمواج ميديا”: “لقد أضرت الضربات الإسرائيلية على إيران بالمصداقية الأمريكية المتضائلة بالفعل في المنطقة. وبما أن هذه الضربات حدثت خلال مفاوضات أساسية، فإن الناس والسياسيين على حد سواء لم يعودوا يثقون في الاتفاقات مع الولايات المتحدة ويدفعون باتجاه مواقف أكثر عدوانية. وبشكل عام، فإن هذا سيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.”

رحلة ترامب المقبلة إلى الشرق الأوسط تقدم فرصاً في وقت تتزايد فيه المخاطر، حيث أكد عزمه زيارة السعودية ودول أخرى في المنطقة. المصالح الإماراتية والسعودية

تشعر دول الخليج العربية بالقلق لأسباب عديدة بشأن تجدد المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية، حيث يعد الوضع في اليمن متغيرًا مهمًا في هذه المعادلة. إن مدى خطر استئناف الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية على إيران على إفشال الاتفاق الحوثي-الأمريكي يثير قلق السعودية بشكل خاص. ووفقًا لعلي خان من مؤسسة القرن، فإن المملكة ترى الهدنة التي توصلت إليها واشنطن مع الحوثيين “وسيلة لإبعاد النار عن عتبة بابها”.

المملكة عازمة على تجنب خلق تصور بوجود اصطفاف سعودي مع أي عدوان أمريكي-إسرائيلي ضد إيران أو الحوثيين، خوفًا من كيفية أن يدفع مثل هذا التصور طهران إلى الانتقام من المملكة. وتساعد هذه الديناميكية في تفسير سبب إدانة السعودية السريعة والقوية لـ “عملية الأسد الصاعد” وانخراطها في جهود خفض التصعيد. تسعى السعودية إلى “حرمان الحوثيين أو إيران من أي ذريعة لشن هجمات عابرة للحدود أو ضربات على البنية التحتية للطاقة السعودية”، حسبما ذكرت فينا علي خان.

وأضافت: “في الوقت الحالي، يشعر المسؤولون السعوديون بثقة معقولة بأنهم محميون—لكنهم لا يتوهمون بشأن مدى سرعة تغير الأمور. لا يزال لدى كل من الحوثيين وإيران خيار استهداف أصول الطاقة السعودية، حتى لو لم يكونوا يعتزمون استخدام هذه الورقة بعد.”

وعلى النقيض، بدت الإمارات متفاجئة وربما محبطة عندما توصل الحوثيون وترامب إلى اتفاق في مايو/أيار. حتى وقت قريب على الأقل، يُزعم أن الإماراتيين كانوا يضغطون على واشنطن لدعم هجوم جديد ضد الحوثيين على الساحل الغربي لليمن—وهي مبادرة تم التخلي عنها الآن فعليًا.

من غير الواضح ما إذا كانت تداعيات الحرب الإسرائيلية-الإيرانية قد تؤدي إلى دفعة متجددة لإخراج الحوثيين من السلطة. “حتى الآن، أصيب الكثيرون بخيبة أمل، مقتنعين بأن الرغبة الدولية في مواجهة الحوثيين قد تبخرت تقريبًا. بينما ما زلت أعتقد أن عملية مدعومة دوليًا [لإضعاف] الحوثيين لا تزال غير محتملة في الوقت الحالي، فقد أعاد الصراع الحالي إحياء فكرة أنه إذا ضعفت إيران، يمكن أن يتغير التوازن—وقد تتاح لهم أخيرًا فرصة لمواجهة الحوثيين بشكل مباشر”، حسبما أشارت فينا علي خان.

وكما قالت علي خان، فإن المعارضين اليمنيين للحوثيين شاهدوا “عملية الأسد الصاعد” بـ “مزيج من الابتهاج والأمل المتجدد” بينما رأوا في إيران الضعيفة “نقطة تحول محتملة—قد تتحول في النهاية إلى حركة حوثية أضعف”.

ومع ذلك، فإن ما إذا كانت الإمارات ستقدم دعمها لعملية مناهضة للحوثيين يظل متغيرًا مجهولًا. مطاردة بذكرى طائرات الحوثيين المسيرة وصواريخهم التي ضربت عمق أبوظبي في عام 2022، تسير القيادة الإماراتية بحذر. تدرك الإمارات أن أي خطوة علنية ضد الحوثيين يمكن أن تحول بنيتها التحتية للطاقة ومعالمها الفاخرة إلى أهداف محتملة للانتقام.

في نهاية المطاف، من غير المرجح أن تستفيد أي دولة خليجية عربية من خروج ديناميكيات الصراع عن السيطرة. فالمخاطر ببساطة عالية جدًا بالنسبة للجميع. وهذا الواقع المحفز يولد مصلحة راسخة في دعم جميع المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى دفع إسرائيل وإيران والولايات المتحدة نحو خفض التصعيد.

اختتمت ماريسا خرما من معهد بيكر بجامعة رايس بالقول: “أثبتت الحرب عدم جدواها لكل من الإمارات والمملكة في اليمن، والمسار الوحيد للمضي قدمًا الذي يتفق عليه الجميع هو مسار دبلوماسي يجب أن تقوده الولايات المتحدة. وحتى الآن، أثبت ذلك أنه هش في أحسن الأحوال”.

يمن مونيتور5 يوليو، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام حماس: سلمنا رداً إيجابياً على مقترح الوسطاء لوقف العدوان على غزة مقالات ذات صلة حماس: سلمنا رداً إيجابياً على مقترح الوسطاء لوقف العدوان على غزة 4 يوليو، 2025 “مراسلون بلا حدود”: اليمن غارق في القمع وحرية الصحافة في أدنى مستوياتها 4 يوليو، 2025 (وكالة).. قوات إسرائيلية تنفّذ إنزالا جويا قرب دمشق 4 يوليو، 2025 وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران 4 يوليو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية الداخلية اليمنية: وفاة طفل وإصابة مراهقين في حوادث عبث بالسلاح بثلاث محافظات 4 يوليو، 2025 الأخبار الرئيسية البعد اليمني للحرب الإيرانية الإسرائيلية.. قلق خليجي من تحولات المحور 5 يوليو، 2025 حماس: سلمنا رداً إيجابياً على مقترح الوسطاء لوقف العدوان على غزة 4 يوليو، 2025 “مراسلون بلا حدود”: اليمن غارق في القمع وحرية الصحافة في أدنى مستوياتها 4 يوليو، 2025 (وكالة).. قوات إسرائيلية تنفّذ إنزالا جويا قرب دمشق 4 يوليو، 2025 وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران 4 يوليو، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك “مراسلون بلا حدود”: اليمن غارق في القمع وحرية الصحافة في أدنى مستوياتها 4 يوليو، 2025 الداخلية اليمنية: وفاة طفل وإصابة مراهقين في حوادث عبث بالسلاح بثلاث محافظات 4 يوليو، 2025 “الأرصاد اليمني”: أمطار رعدية على المرتفعات وتحذيرات من سيول وارتفاع أمواج 4 يوليو، 2025 وساطة الأمم المتحدة تعيد فتح المياه من مناطق الحوثيين إلى مدينة تعز 4 يوليو، 2025 الأمم المتحدة تعتبر اتفاق عودة المياه لمدينة تعز “تاريخي” 3 يوليو، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 21 ℃ 27º - 20º 39% 1.15 كيلومتر/ساعة 27℃ السبت 27℃ الأحد 27℃ الأثنين 28℃ الثلاثاء 28℃ الأربعاء تصفح إيضاً البعد اليمني للحرب الإيرانية الإسرائيلية.. قلق خليجي من تحولات المحور 5 يوليو، 2025 حماس: سلمنا رداً إيجابياً على مقترح الوسطاء لوقف العدوان على غزة 4 يوليو، 2025 الأقسام أخبار محلية 30٬614 غير مصنف 24٬217 الأخبار الرئيسية 16٬737 عربي ودولي 7٬950 غزة 10 اخترنا لكم 7٬404 رياضة 2٬578 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬433 كتابات خاصة 2٬196 منوعات 2٬116 مجتمع 1٬963 تراجم وتحليلات 1٬978 ترجمة خاصة 208 تحليل 25 تقارير 1٬722 آراء ومواقف 1٬627 ميديا 1٬546 صحافة 1٬502 حقوق وحريات 1٬434 فكر وثقافة 959 تفاعل 864 فنون 507 الأرصاد 487 بورتريه 68 صورة وخبر 41 كاريكاتير 34 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 3 مايو، 2024 تفحم 100 نخلة و40 خلية نحل في حريق مزرعة بحضرموت شرقي اليمن 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون أخر التعليقات زهرة الدار

للأسف لا توجد لدينا رعاية واهتمام بالفنانين واصبحنا في عالم...

فؤاد

انا لله وانا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل...

ليلى علي عمر الاحمدي

أنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...

علي الشامي

نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...

محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد

محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...

مقالات مشابهة

  • البعد اليمني للحرب الإيرانية الإسرائيلية.. قلق خليجي من تحولات المحور
  • المواد الطاقية تقود انخفاض أسعار واردات المملكة خلال الفصل الأول من 2025
  • وزير الخارجية الأسبق: مصر تقود جهود التوازن الإقليمي وتنتظر شريكا دوليا جادا
  • وزير: كوردستان وافقت على جميع مطالب بغداد إلا أنها تسعى لتحجيم الإقليم اقتصادياً
  • الرقابة المالية: 1.8 مليار جنيه تمويلات لعملاء التمويل العقاري خلال أبريل
  • بحضور مساعد وزير التعليم وزارة التعليم وجمعية المودة توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز القيم الأسرية في جميع المراحل التعليمية
  • الرقابة المالية: نمو نشاط التأمين في مصر في أبريل 2025
  • شركات التأمين تسدد تعويضات 4.6 مليار جنيه لعملائها في أبريل 2025
  • وزير الخارجية يفند ادعاءات منتحل صفة مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة
  • الرقابة المالية: 8 مليارات جنيه أقساط تأمينية خلال أبريل الماضي