بقلم :زكرياء عبد الله

تسببت التساقطات المطرية الأخيرة، التي شهدتها منطقتا المحاميد وتسلطانت بمدينة مراكش، حالة من الارتباك بين الساكنة، بعدما تحولت الشوارع إلى برك مائية ومجاري وديان أعاقت حركة المرور وأثارت العديد من التساؤلات .

وعلى الرغم من كون الأمطار كانت موسمية ومعتدلة، إلا أنها كشفت هشاشة البنية التحتية وغياب قنوات صرف مياه الأمطار، وفضحت سياسة المدينة المنشودة من المسؤوليين وأظهرت أن الطرق تفتقد الحد الأدنى من شروط السلامة .


فرغم توالي السنوات، لم تُسجّل أي تدخلات جذرية لمعالجة هذه الإشكالية المزمنة، ما يجعل الساكنة تتساءل عن مصير الميزانيات المخصصة للبنية التحتية، وعن دور المجالس المنتخبة في مراقبة وتتبع جودة الأشغال المنجزة .

المفارقة التي تثير الاستغراب، أن المنطقتين تُعدّان من أبرز مراكز التوسع العمراني الحديث بمراكش، وقد شهدتا استثمارات عقارية هامة في السنوات الأخيرة، غير أن غياب التخطيط العمراني الرشيد والبنية التحتية الموازية أفرغ تلك المشاريع من مضمونها، وجعل الحديث عن “تنمية حضرية” أقرب إلى الشعارات منه إلى الواقع.

هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة مطالب فعاليات المجتمع المدني بضرورة فتح تحقيقات شفافة حول الصفقات العمومية المتعلقة بالبنية التحتية، مع دعوة السلطات الوصية إلى مراجعة شاملة لبرامج التهيئة الحضرية، تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية ومتطلبات الاستدامة، بدل الاقتصار على حلول ترقيعية مؤقتة.

المصدر: مملكة بريس

كلمات دلالية: أمطار الخير البنية التحتية المنتخبين سياسة المدينة

إقرأ أيضاً:

أمطار بكين.. فيضانات تتسبب بمقتل 38 شخصاً وإجلاء عشرات الآلاف وإعلان إنذار باللون الأحمر

تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً في العاصمة الصينية بكين بفيضانات وانهيارات أرضية جرفت السيارات، وأجبرت السكان على إخلاء منازلهم، وانقطاع التيار الكهربائي في أنحاء العاصمة مما أسفر عن مقتل 38 شخصًا على الأقل بحلول يوم الثلاثاء، واستمرت أعمال الإنقاذ والإغاثة مع إجلاء أكثر من 80 ألف شخص. اعلان

ظل خطر الفيضانات مرتفعًا في أجزاء من بكين ومقاطعة خبي ومدينة تيانجين المجاورة حتى مساء الثلاثاء.

بثت وسائل الإعلام الرسمية لقطات تُظهر مياهًا موحلة تتدفق إلى منازل في المناطق الريفية، ورجال إنقاذ يحملون مصابًا على نقالة، ويبحثون في طريق متضرر.

خسائر جسيمة

صرح رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ بأن الأمطار الغزيرة والفيضانات في منطقة ميون المتضررة بشدة في بكين تسببت في "خسائر بشرية جسيمة"، ودعا إلى بذل جهود الإنقاذ، وفقًا لوكالة أنباء شينخوا.

ذكرت صحيفة بكين ديلي، وهي صحيفة مدعومة من الدولة، أن المدينة تلقت 54.3 سم (21.4 بوصة) من الأمطار في الأيام الأربعة الماضية، وهو أقل بقليل من 60 سم (23.6 بوصة) التي تتلقاها المدينة سنويًا.

تسببت العاصفة في انقطاع الكهرباء في أكثر من 130 قرية في بكين، ودمرت خطوط الاتصالات وألحقت أضرارًا بأكثر من 30 جزءًا من الطرق. وقالت المدينة إن أكثر من 16 سم (6 بوصات) من الأمطار هطلت في المتوسط في بكين بحلول منتصف الليل، حيث سجلت بلدتان في مييون 54 سم (21 بوصة) من الأمطار.

جرفت الفيضانات الغزيرة السيارات وأسقطت أعمدة الكهرباء في مييون، وهي منطقة نائية تقع على حدود مقاطعة لوانبينغ في خبي. وذكر بيان صادر عن مدينة بكين أنه تم نقل أكثر من 80 ألف شخص في بكين، بما في ذلك حوالي 17 ألفًا في مييون. قالت حكومة المدينة إن 28 شخصًا لقوا حتفهم في مييون واثنين آخرين في منطقة يانكينغ يوم الاثنين.

قتلى بانهيار أرضي

وأفادت قناة CCTV الحكومية بأنه تم العثور على أربعة أشخاص آخرين قتلى في مقاطعة خبي المجاورة يوم الثلاثاء، بعد أن قيل إن ثمانية أشخاص في عداد المفقودين بعد انهيار أرضي في منطقة ريفية بمقاطعة لوانبينغ في المقاطعة. عثرت السلطات على أربعة من القتلى يوم الاثنين.

وأفادت فرق الإنقاذ الطارئة بوقوع المزيد من الانهيارات الأرضية في نفس المنطقة يوم الثلاثاء، على الرغم من أنها لم تبلغ عن أي إصابات أخرى.

وتكدست الأشجار المقتلعة في بلدة تايشيتون، على بعد حوالي 100 كيلومتر (60 ميلاً) شمال شرق وسط بكين. وغطت المياه الشوارع، وتراكم الطين أعلى جدران المباني.

Related شاهد: أمطار الصين الموسمية مستمرة ورفع التحذير للون الأحمر في تونغلوبكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصينأمطار غزيرة في كوريا الجنوبية تخلف 17 قتيلاً على الأقل و11 مفقودا

تحرك رئاسي عاجل

وفي مواجهة حجم الكارثة، أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ مساء الاثنين السلطات المحلية بـ"بذل جهود بحث وإنقاذ شاملة لتقليل الخسائر البشرية والمادية"، مشددا على ضرورة تسريع عمليات الإغاثة وإيواء المتضررين في المناطق الأكثر تعرضا لخطر الفيضانات.

ونقلت وكالة "شينخوا" الرسمية عن الرئيس الصيني قوله إن "الفيضانات والكوارث الطبيعية الأخيرة أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في مناطق واسعة مثل بكين، خبي، جيلين، وشاندونغ".

إنذار باللون الأحمر

أصدرت الصين عدة إنذارات يوم الاثنين محذرة من احتمال حدوث سيول جبلية وكوارث جيولوجية في عدة مناطق.

أصدرت وزارة الموارد المائية وهيئة الأرصاد الجوية الصينية بشكل مشترك إنذارا باللون الأحمر، تحسبا لسيول جبلية قد تضرب أجزاء من شرقي بكين وشمالي تيانجين و شمال شرقي خبي، وذلك في الفترة من الساعة 8 مساء يوم الاثنين إلى الساعة 8 مساء اليوم الثلاثاء.

وبالإضافة إلى ذلك، تم إصدار إنذار باللون البرتقالي لخطر حدوث فيضانات جبلية في أجزاء من بكين وتيانجين وخبي ومنغوليا الداخلية ولياونينغ وهيلونغجيانغ.

وحثت السلطات المحلية على تعزيز الرصد والتنبؤ بالفيضانات والإنذارات المبكرة وتدابير الإجلاء والوقاية من المخاطر في الوقت الفعلي.

وبشكل منفصل، أصدرت وزارة الموارد الطبيعية وهيئة الأرصاد الجوية الصينية إنذارا باللون الأحمر لمخاطر الكوارث الجيولوجية في أجزاء من شمال شرقي بكين وشمال شرقي خبي وإنذارا باللون البرتقالي لأجزاء من شمال شرقي بكين وشمالي تيانجين وشمال شرقي خبي.

ولدى الصين نظام تحذير من الطقس السيئ مؤلف من أربعة مستويات مرمزة بالألوان، حيث يمثل اللون الأحمر أشدها، يليه البرتقالي ثم الأصفر فالأزرق. 

وتأتي هذه الكارثة ضمن سلسلة من الأحوال الجوية القاسية التي تضرب شمال الصين مؤخرا، مما يثير مخاوف من اتساع رقعة الفيضانات وتكرار الأزمات المناخية بفعل تغيّر أنماط الطقس.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الحوثي تكشف أهداف عملياتها الأخيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي
  • الصيف هيقلب شتا.. استعدادات في الإسكندرية لتوقعات سقوط أمطار
  • الطقس في تركيا: موجة حرّ تنكسر وأمطار غزيرة في الطريق
  • طقس مضطرب وأمطار رعدية تضرب عدة محافظات يمنية
  • أمطار بكين.. فيضانات تتسبب بمقتل 38 شخصاً وإجلاء عشرات الآلاف وإعلان إنذار باللون الأحمر
  • الهند: أمطار غزيرة تضرب دلهي وترفع التأهب
  • 30 قتيلا وإجلاء أكثر من 80 ألفا في بكين جراء أمطار غزيرة
  • وفاة 30 شخصا جراء أمطار عارمة في بكين
  • سعيد الزغبي: إحنا مبنتغيرش مش مجرد كلام.. بل هي عقيدة سياسية ثابتة ضد التهجير والتوطين
  • انخفاض صادم في منسوب المياه بإسطنبول.. وموجة الحر تكشف المستور