تسببت العريضة العلنية التي أعلنها طيارون في جيش الاحتلال المطالبة بوقف الحرب على غزة، بردود فعل إسرائيلية واسعة النطاق، معظمها جاء مؤيدا لهم، ورافضة لإجراءات قيادة الجيش ضدهم، حين قررت فصل العديد منهم من الخدمة العسكرية، لأنهم تحدّوا الحكومة، ورفضوا أن يكونوا بيادق في حروبها الخاصة.

البروفيسور آفي ساغيه الباحث بمعهد شالوم هارتمان في القدس المحتلة، وأحد واضعي وثيقة "روح جيش إسرائيل"، أكد أن "عريضة الطيارين ليست سياسية، ولا تهدف للإطاحة بالحكومة، ولا تشكل دعوة لرفض الخدمة في الجيش، بل إنهم وقعوا عليها باعتبارهم بالدرجة الأولى مواطنين يقومون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، بالتحذير من تجاوز الحرب للحدود المسموح بها أخلاقياً وقانونياً".



وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "الطيارين يشكّلون قلب الحملة العسكرية، وقد باتوا اليوم يعتقدون أن استمرار الحرب لا يتفق مع الالتزام الأخلاقي والقانوني المفروض عليهم، وأن نشاطهم كطيارين لا يتم في إطار مبادئ الحرب العادلة، مما دفعهم لرفع الراية الحمراء والتحذير، لأنهم حين يتلقون أمرًا غير قانوني بشكل واضح، عليهم أن يرفضوا الأمر، حتى لو صدر عن رئيس الأركان أو قائد القوات الجوية".

وأوضح أن "الحكومة لا تملك السلطة لجعل المرسوم غير القانوني قانونيا، وهي ليست صاحبة السيادة الأخلاقية على أي إسرائيلي، وبالتأكيد ليست على الطيارين، الذين يؤكدون أن الحرب على غزة الآن ليست عادلة، ولا تخدم مبدأ الدفاع عن النفس، لأن الدفاع عن النفس الذي تم تحقيقه منذ فترة طويلة يجعل من الممكن وقف الحرب، والاستعداد بشكل مناسب للتهديدات المستقبلية، وإن شعار "النصر الكامل" المنفصل عن مبدأ الدفاع عن النفس، يجعل الحرب غير عادلة".

وأشار إلى أن "الحجة التي يرفعها الطيارون تتعزز في ضوء الفشل الخطير الذي منيت به الدولة والجيش بإطلاق سراح المختطفين، لأنهم تُركوا دون حماية، رغم مزاعمها بأن أحد أهداف الحرب هو إطلاق سراحهم، لكن هذا مجرد هدف واحد، وليس الهدف الرئيسي، لأنها تربط تحقيقه بإسقاط حكم حماس، وفي هذه الحالة يصبح الواجب الأساسي المتعلق بإنقاذ المختطفين، ثانوياً، وهنا تنتهك الحكومة والجيش مبدأ الدفاع عن النفس".



وأضاف أن "رد فعل قيادة الجيش المتمثل بطرد الطيارين من الخدمة العسكرية غير مناسب، بل يعتبر مسّاً بقيم الجيش، وكان الأولى أن تعرض على الحكومة الأهمية الأخلاقية للقتال الذي لا يكون دافعه مبدأ الدفاع عن النفس، وتؤدي طريقة ممارسته للإضرار المستمر بالقيم الأخلاقية الأساسية للمجتمع، صحيح أن الطيارين مستعدون وراغبون في الدفاع عن الدولة، لكنهم الآن يُطلب منهم أن يكونوا بيادق في حرب أخرى".

وختم بالقول إن "قيادة الجيش كان ينبغي عليها أن تدافع عن قيمه وعن الطيارين، وأن تشير للحكومة بأن "توقفوا"، لكنها بدلاً من ذلك، تطالب طياريها بالولاء غير النقدي، مما يضرّ في نهاية المطاف بأمن مواطني الدولة، مما يجعل عريضة الطيارين وثيقة تاريخية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة عريضة الطيارين غزة الاحتلال عريضة الطيارين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مبدأ الدفاع عن النفس

إقرأ أيضاً:

مئات الحاخامات اليهود يطالبون إسرائيل بوقف التجويع وقتل المدنيين

وقّع مئات الحاخامات اليهود من مختلف أنحاء العالم، الذين يتبعون تيارات دينية متعددة، على رسالة تدعو إسرائيل إلى وقف استخدام التجويع كسلاح حرب.

وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أمس الأحد، فإنّ مئات من الحاخامات (رجال دين يهود) في مختلف أنحاء العالم وقعوا على رسالة، جاء فيها أنّ "الشعب اليهودي يواجه أزمة أخلاقية خطيرة".

وأوضحوا في الرسالة: "لا يمكننا أن نغض الطرف عن القتل الجماعي للمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، أو استخدام التجويع كسلاح حرب".

ووصفت الرسالة ما اعتبرته "تقليص المساعدات الإنسانية إلى غزة"، ومنع الغذاء والماء والأدوية عن المدنيين، بأنه "يتعارض مع القيم اليهودية الأساسية".

ورغم تأكيد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن إسرائيل تتسبب في تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، فإن حكومة بنيامين نتنياهو زعمت تنفيذ إجراءات لتسهيل دخول المساعدات، منها فتح ممرات جديدة وإلقاء مساعدات من الجو وتحديد فترات وقف إطلاق نار مؤقتة.

كما انتقدت الرسالة سياسات الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، ودعت إلى وقف عنف المستوطنين وملاحقة المعتدين من بينهم.

واختُتمت الرسالة بالدعوة إلى حوار يضمن الأمن للإسرائيليين، والكرامة والأمل للفلسطينيين، ومستقبلًا سلميا للمنطقة.

وتأتي الرسالة في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية نتيجة استفحال المجاعة بالقطاع وتحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع.

ويعيش قطاع غزة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه وفي التاريخ المعاصر، حيث تتداخل حالة التجويع القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.

إعلان

وتشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران والإنذارات خطوة نحو الحرب
  • 58 سفيرا أوروبيا سابقا يطالبون بوقف جرائم إسرائيل في غزة
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • الحكومة الألمانية تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • مئات الحاخامات اليهود يطالبون إسرائيل بوقف التجويع وقتل المدنيين
  • الحكومة الألمانية تطالب نتنياهو بوقف فوري لإطلاق النار بغزة
  • عضو بأسطول الحرية: إسرائيل تهدد بوقف حنظلة وحكوماتنا متواطئة
  • مراد: رئاسة الحكومة ليست مكسر عصا
  • بين تراجع الجيش واستمرار المجاعة.. هكذا تبحث إسرائيل عن مخرج من حرب غزة
  • الانقسام الألماني حول دعم إسرائيل يشق صفوف التحالف الحاكم