الدوري التونسي يدخل مربع الفوضى والأزمات بسبب اعتراضات الأندية
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
تصاعدت وتيرة الجدل والاحتجاجات في الدوري التونسي لكرة القدم بعد تتالي اعتراض الأندية على نتائج المباريات وطعنها في قرارات لجنة الانضباط إثر إصدار قرارات ضد عدد من الأندية واللاعبين.
ومع بلوغ الدوري التونسي المنعطف الحاسم نحو التتويج باللقب وصراع تفادي الهبوط، ازدادت موجة الاحتقان والتوتر بين الأندية واتحاد الكرة ولجنة الحكام.
واندلعت شرارة الأزمة في الدوري الجمعة الماضي عندما أعلنت لجنة الانضباط بالرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة فرض عقوبة الإيقاف لمباراتين على يوسف بلايلي، بعد أن قام بحركة غير أخلاقية خلال مباراة فريقه أمام شبيبة العمران في مارس/آذار الماضي.
الترجي يهدد بالانسحابووجهت لجنة الانضباط استدعاء لبلايلي الذي أدلى بأقواله حول الحركة التي أتاها ورصدتها كاميرات التلفزيون، ليتم اتخاذ قرار وقف اللاعب لمباراتين ضد كل من قوافل قفصة ثم النادي الأفريقي في "ديربي العاصمة" المرتقب بشدة.
وأشعل قرار مكتب الرابطة موجة من الغضب والاحتقان في أوساط الترجي، حيث هددت الجماهير باللجوء لكل الوسائل لدفع الرابطة للتراجع عن قرارها الجائر، وفق تقدير المشجعين.
وبعد ساعات من ذلك، أعلن الترجي التونسي، حامل اللقب، رسميا أنه يدرس الانسحاب من بطولة الدوري وكل المسابقات التي ينظمها الاتحاد، بسبب ما وصفه "بالقرارات الظالمة وغير العادلة" التي صدرت ضد لاعبه.
إعلانوقال الترجي، بطل تونس 33 مرة، في بيان رسمي مساء السبت: "على إثر ما شاب الملف التأديبي ليوسف البلايلي من خروقات جسيمة مست الحقوق الأساسية للاعبنا وجمعيتنا، قرر النادي رسميا تجميد التعامل مع الرابطة الوطنية إلى حين انتخاب رابطة شرعية تُحترم فيها قواعد الشفافية والحياد".
وبجانب تلك القرارات، أرسل الفريق الأحمر والأصفر، وهو أكثر أندية تونس تتويجا بالألقاب، خطابا رسميا لوزارة الرياضة يدعوها لفتح تحقيق إداري شامل في طريقة عمل رابطة كرة القدم واللجان التابعة لها.
ووصف الفريق قرارات رابطة الدوري بالانحراف الخطير عن مبادئ العدالة الرياضية، مضيفا أنه سيرفض، مستقبلا، كل ما يصدر عنها حتى تكريس العدالة والالتزام بالحياد والنزاهة، مع الحفاظ على حق النادي في اللجوء للهيئات القضائية المحلية والدولية.
ولم تقتصر أزمة الدوري التونسي على توتر العلاقة بين الترجي والرابطة، بل شملت أندية أخرى في مقدمتها النادي الأفريقي الذي أعلن مساء الجمعة أنه قرر رسميا سحب ثقته من اتحاد الكرة داعيا وزارة الرياضة إلى فتح تحقيق في الظروف المحيطة بتعيين أعضاء لجنة الاستئناف بالاتحاد.
واندلعت شرارة الاحتجاجات في أوساط الأفريقي عندما قررت لجنة الاستئناف، وهي آخر طور للنزاعات محليا، خصم نقطتين من رصيد الفريق بعد أن منحته رابطة المحترفين نقاط المباراة التي جمعته باتحاد بن قردان في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتعادل الأفريقي (0 ـ0) مع اتحاد بن قردان في الجولة الـ16 من الدوري، لكن الفريق نجح في الحصول على النقاط الثلاث جزائيا بعد خطأ إداري وقع فيه منافسه، حيث أقرت الرابطة فوز الأفريقي جزائيا (2 ـ0).
غير أن لجنة الاستئناف أسقطت قرار الرابطة وخصمت نقطتين من النادي بعد أن أقرّ أعضاؤها النتيجة الحاصلة على أرض الملعب، لتفجّر موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات من قبل مشجعي الفريق الأحمر والأبيض.
إعلانوخرج آلاف المشجعين الأسبوع الماضي في تظاهرة احتجاجية أمام مقر اتحاد الكرة للتنديد بما اعتبروه قرارا جائرا في حق ناديهم، والتهديد برد الفعل تجاه تلك القرارات.
ومن جهته، لم يتأخر الأفريقي في اتخاذ جملة من القرارات للرد على خصم نقطتين من رصيده، والتي كان أبرزها سحب الثقة رسميا من اتحاد كرة القدم وكل اللجان المنضوية تحته وأولها لجنة الاستئناف.
وقال الأفريقي، في بيان غاضب، إنه "توصّل باستغراب شديد في الساعات الأولى من فجر الأربعاء بقرار صادر عمّا يسمّى "لجنة الاستئناف" نتج عنه سلب النادي الأفريقي حقه القانوني وتغيير ترتيب وخارطة بطولة الدوري لفائدة أطراف معلومة".
وكشف الأفريقي الذي يبحث عن أول تتويج بالدوري منذ عام 2015، أنه بدأ إجراءاته مع الجهات القضائية لحلّ ما يسمّى لجنة الاستئناف، مضيفا أنه وجه خطابا لوزارة الرياضة للتحقيق في عمل اللجنة وعمل اتحاد الكرة.
إعادة مباراة.. أزمة جديدةواستمرت القرارات المثيرة للجدل، عندما أعلنت رابطة الدوري إعادة مباراة قوافل قفصة والنجم الساحلي لوجود خطأ إداري من قبل الفريق الأول يستوجب إلغاء النتيجة وإعادة المباراة.
واعترض النجم الساحلي على إشراك قوافل قفصة لاعبه الكالي بانغورا، غير المؤهل قانونيا، وذلك في المباراة التي انتهت بين الفريقين بالتعادل (1 ـ1)، قبل أن يأتي قرار رابطة الدوري بإلغاء تلك النتيجة وإعادة المواجهة.
لكن قوافل قفصة رفض القرار وتمسك بعدم إعادة المباراة وفق ما أعلنه مسؤولوه الذين اتهموا الهياكل المشرفة على كرة القدم بعدم الحياد والذهاب بالمسابقة نحو المجهول.
كما شملت الاحتجاجات فريق مستقبل قابس الذي ندد مسؤولوه بقرار لجنة الاستئناف خصم نقطتين من رصيد النادي بعد الفوز جزائيا على مستقبل سليمان (2 ـ0) وتعزيز حظوظه في تفادي الهبوط.
إعلانوقال مستقبل قابس إن قرارات لجنة الاستئناف "دُبّرت بليل" وكانت منافية للحياد والنزاهة، معلنا أنه سيلجأ للمحكمة الرياضية الدولية لاسترجاع حقه المسلوب، وفق قوله.
وكانت جماهير مستقبل قابس، الذي يحتل المركز الـ13 في ترتيب الدوري، رفعت أمس السبت لافتة على المدرجات تضمنت عبارات تتهم لجنة الاستئناف باتخاذ قرارات ظالمة ومجانبة للقانون والنصوص المنظمة لمسابقة الدوري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدوری التونسی لجنة الاستئناف لجنة الانضباط اتحاد الکرة مستقبل قابس قوافل قفصة نقطتین من
إقرأ أيضاً:
هل خسرت أميركا رهانها الأفريقي لصالح الصين؟
كانت تناقضات سياسة الإدارة الأميركية تجاه أفريقيا واضحة هذا الأسبوع. ففي الرابع يونيو/ حزيران، عقدت اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ الأميركي المعنية بأفريقيا وسياسة الصحة العالمية جلسة استماع بعنوان "التأثير الخبيث للصين في أفريقيا"، وهو عنوان لا يترك مجالاً للشك في الطريقة التي ينظر بها الكونغرس إلى القارة.
استدعى رئيس اللجنة الفرعية تيد كروز المسؤول الدبلوماسي تروي فيتريل، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أفريقيا، الذي يمتلك خبرة تمتد 3 عقود.
بلهجة دبلوماسية مدروسة، شرح فيتريل كيف فقدت الولايات المتحدة مكانتها أمام الصين في أفريقيا، وكيف يمكن لتعزيز الدبلوماسية التجارية أن يعالج ذلك.
في اليوم نفسه، أصدر الرئيس دونالد ترامب أحدث قائمة لحظر السفر، حيث تم منع مواطني 7 دول أفريقية من دخول الولايات المتحدة.
تحذير أفريقيورد الاتحاد الأفريقي بسرعة غير معهودة، طالبا من واشنطن "اعتماد نهج أكثر تشاورا والانخراط في حوار بناء مع الدول المعنية".
وحذر الاتحاد الأفريقي من تأثير هذه التدابير على العلاقات التعليمية والدبلوماسية والتجارية التي تمت رعايتها بعناية على مدار عقود.
لكن بعيداً عن تصريحات الاتحاد الحذرة، قام الطلاب الأفارقة والشركات بإعادة توجيه خياراتهم بشكل جذري.
إعلانففي عام 2018، تم تسجيل أكثر من 81 ألف طالب أفريقي في الصين، وفقاً لبيانات منظمة اليونسكو، مقارنة بـ 68 ألف طالب في بريطانيا و55 ألفا في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تعزز القيود الجديدة على تأشيرات الطلاب في الولايات المتحدة وبريطانيا هذه الخيارات، حيث إن الرسوم الدراسية في الجامعات الصينية أقل، والحصول على تأشيرات الطلاب أكثر سهولة.
في عام 2022، تم رفض أكثر من نصف طلبات التأشيرة الدراسية الأفريقية للولايات المتحدة، التي بلغت 56 ألف طلب، بسبب أخطاء في الأوراق أو نقص التمويل، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
ونظراً لتأثير المؤسسات التعليمية على القادة السياسيين ورجال الأعمال، فإن هذا التحول من قبل الطلاب الأفارقة سيعزز من نفوذ الصين في القارة.
خلال جلسة اللجنة الفرعية، أكد السفير فيتريل أن "الفرصة في أفريقيا ليست نظرية، بل يستغلها خصومنا بالفعل".
ففي عام 2000، كانت الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر لأفريقيا، أما في عام 2024، فقد صدّرت الصين بضائع بقيمة 137 مليار دولار إلى أفريقيا، أي أكثر من 7 أضعاف الصادرات الأميركية التي بلغت 17 مليار دولار.
ورغم إشادة أعضاء مجلس الشيوخ بخبرة فيتريل وحماسه، فإنه سيحتاج إلى جهود كبيرة لعكس هذه الاتجاهات، لكن بعض مبادراته قد تلقى صدى في أفريقيا.
تتصدر قائمة الخطط قمة للقادة الأفارقة في نيويورك بالتزامن مع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، احتفاءً بالذكرى الـ80 لتأسيس المنظمة.
وإذا تمكنت واشنطن من تعبئة الأموال عبر كيانات مثل مؤسسة تمويل التنمية المدعومة من القطاع الخاص، فقد يتم تسريع تنفيذ عدة مشروعات كبيرة.
ويعتمد الكثير على حسم قضايا السياسة الأميركية مثل مستقبل قانون النمو والفرص الأفريقي (AGOA) والامتيازات الجمركية المرتبطة به، بالإضافة إلى وضع مؤسسة تحدي الألفية (MCC)، التي مولت العديد من المشاريع الأميركية في أفريقيا قبل أن تعلقها وزارة كفاءة الحكومة، التي أنشأها إيلون ماسك كجزء من تدابير خفض التكاليف.
إعلانوأكد فيتريل، الذي يدعم بقوة مبادئ قانون AGOA، أنه بحاجة إلى تحديث، لكنه توقع صدور قرارات بشأن إصلاحه قريبا، وقبل مراجعته في سبتمبر/أيلول المقبل.
أما فيما يتعلق بمؤسسة تحدي الألفية، فقد أشار إلى استمرار المناقشات حول مستقبلها.
وأضاف أن هذه التحولات تتماشى مع دبلوماسية تجارية أميركية أكثر حزما في أفريقيا، مما دفع بعض أعضاء مجلس الشيوخ إلى التساؤل عن تقارير بشأن خطط وزارة الخارجية لإغلاق السفارات وخفض حجم إدارة الشؤون الأفريقية في واشنطن. ورد فيتريل بالنفي، مؤكدا أن السفارات الأميركية تعزز جهودها في مجالي التجارة والاستثمار.
ومن المتوقع أن يتوجه فيتريل قريبا إلى أنغولا للقاء الرئيس جواو لورينزو، لدعم مشروع ممر لوبيتو المدعوم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولإلقاء كلمة في مؤتمر مجلس الشركات هذا الشهر.
ومع ذلك، سيحتاج الأمر إلى العديد من المبادرات الأخرى، وخاصة تلك التي تجلب استثمارات طويلة الأجل وتخلق فرص عمل، إذا كانت الشركات الأميركية تأمل في منافسة الهيمنة الصينية على التجارة الثنائية، واستخراج المعادن الحيوية، والسيطرة على سلاسل الإمداد في أفريقيا.