حذر حاكم مصرف لبنان المركزي بالإنابة وسيم منصوري من مخاطر تعريض لبنان للعزل عن النظام المالي الدولي حال استمرار ما وصفه بالمراوحة وعدم إقرار القوانين المطلوبة، داعيا القوى السياسية والكتل النيابية إلى إبعاد السلطة النقدية واحتياجاتها من أي تجاذب سياسي
وقال منصوري، في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، إن التأخير في إقرار القوانين الإصلاحية يؤدي إلى تنامي الاقتصاد النقدي مما يؤثر سلبا على الاستقرار الاقتصادي السليم والمستدام ويعرض لبنان لمخاطر عزله عن النظام المالي الدولي، مؤكدا أن لهذا أثر سلبي كبير على الإقتصاد وحياة المواطن ومستقبل القطاع المصرفي.

ودعا إلى ضرورة الإسراع في إقرار قوانين الكابيتال كونترول وإعادة التوازن المالي وقانون إعادة هيكلة المصارف، مستنكرا ما وصفه بالفشل على مدار 4 سنوات من اندلاع الأزمة في إقرار قوانين تشكل المخرج الوحيد للبنان من الأزمة المالية غير المسبوقة التي يعيشها.

وعبر حاكم مصرف لبنان بالإنابة عن أسفه لعدم التحرك في اتجاه إقرار أي من القوانين التي وضع لها مدى زمني قدره 6 أشهر، مشددا على ان لوضع النقدي لا يحتمل المزيد من المماطلة، ومعتبرا أن أسوأ ما يواجه الوضع الراهن هو عدم وجود الحد الادنى من التوافق السياسي.

وأعاد التأكيد على أن مصرف لبنان على إستعداد لوضع كافة إمكاناته من تفرغ كامل ومعلومات وأرقام وخبرات وكوادر إدارية لإنجاز هذه القوانين في جلسات نيابية متتالية يوميا إذا اقتضى الأمر.

وشدد على ضرورة عقد جلسات تشريعية متتالية لإقرار جميع القوانين الاصلاحية المطلوبة بشكل عاجل، موضحا أن استقرار سعر الصرف في ظل الأوضاع العامة والإنقسام السياسي الحاد، والإشاعات المختلفة ليس وليد صدفة، بل هو نتاج تعاون ما بين المصرف المركزي والحكومة ووزارة المالية، وأنوه هنا بمجهود السلطات القضائية والأمنية التي تعمل بشكل مستمر لمنع أي تلاعب من قبل المضاربين على سعر الصرف.

وقال حاكم مصرف لبنان المركزي بالإنابة: "ما دامت كل القوى السياسية تعمل لمصلحة لبنان، كما تراه مناسبا له ولها، وإذا كان هناك من موضوع تتفق عليه كل الكتل النيابية، فهو موضوع الحفاظ على أموال المودعين والعمل على إعادتها والحفاظ على الموظف العام وإستقراره المعيشي والحفاظ على الأمن وإستقرار سعر الصرف."

وأكد أن مصرف لبنان لن يقوم بتغطية العجز عبر إقراض الحكومة سواء أكان ذلك بالليرة اللبنانية أو بالعملات الأجنبية، موضحا أن تغطية العجز تقتضي ان يتم ذلك من خلال تفعيل تحصيل الإيرادات وتوزيع عادل للضرائب وتوسيع شريحة المكلفين وفتح كافة دوائر الدولة وعلى رأسها مراكز الميكانيك والدوائر العقارية، وضبط مرافئ الدولة والحدود الشرعية وغير الشرعية.

وأوضح حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري أن الاستقرار النقدي مستمر بالتدخل في السوق بالتوافق بين وزير المالية وحاكم المصرف المركزي، مؤكدا أن هذا التدخل خلال الشهر الماضي لم يكلف أي مبلغ من إحتياطات المصرف المركزي بالعملات الأجنبية، مشيرا إلى أن الكتلة النقدية انخفضت بقيمة 2 تريليون ليرة حتى اليوم لتصل الى 59.9 تريليون ليرة.

وأشار إلى أنه تم التوافق مع رئيس الحكومة ووزير المالية على أن يكون الاستقرار النقدي هو الأولوية في هذه المرحلة الدقيقة، موضحا أن رواتب القطاع العام سيتم دفعها هذا الشهر بالدولار الأمريكي وفقا لسعر 85500 ليرة لبنانية للدولار الواحد وذلك للحفاظ على هذا الاستقرار النقدي، حيث تبلغ قيمة الرواتب سبعة تريليون ليرة لبنانية. وأكد منصوري أنه إذا تم دفع الرواتب بالليرة اللبنانية، فسيؤدي ذلك، في غياب القوانين الإصلاحية المطلوبة والتدابير الحكومية، إلى الضغط على سعر الصرف، مشيرا إلى أنه بذلك يتم ضخ كتلة نقدية بالدولار في السوق عبر موظفي القطاع العام تساعد على ضبط سعر الصرف بدلا من الضغط عليه. واستطرد قائلا أنه جرى التوافق على تأمين احتياجات الجيش والقوى الأمنية، من دون المساس بإحتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية ايضا، موضحا أن المشكلة تكمن في احتياجات مؤسسات الدولة الأخرى لتحويل الليرة إلى دولار مثل مؤسسة كهرباء لبنان، ووزارات الاتصالات والصحة والاشغال العامة والخارجية والتربية.

وأعلن منصوري عدم قدرة المصرف على تأمين كل هذه المبالغ دفعة واحدة مع انها مصاريف تحتاجها الوزارات فورا، معتبرا أن الأولويات يتم تحديدها من قبل الحكومة، وإمكانيات مصرف لبنان للمساعدة في تحويل الأموال من الليرة الى العملة الاجنبية لا تغطي سوى جزء محدود من احتياجات الوزارات.

وأكد حاكم مصرف لبنان المركزي بالانابة أن المصرف لا يمكنه وحده التحكم بالسياسة النقدية والحفاظ على استقرار سعر العملة المحلية من دون تعاون تام مع الحكومة والمجلس النيابي، موضحا أنه تم التوافق على خطة عمل في 2 أغسطس الجاري لضمان انتظام الوضع المالي والنقدي.. مشيرا إلى أنه وبعد مرور قرابة الشهر، لم يتم تحقيق أي من الخطوات المطلوبة في الخطة.

وتطرق إلى مشروع موازنة العام الجاري التي أقرها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، مؤكدا أنها انته إلى عجز قيمته 46 تريليون ليرة، في حين أن أول مطلب في خطة مصرف لبنان إقرار موازنة متوازنة.

وأعلن منصوري عن بدء بورشة عمل داخلية لتعديل السياسية المحاسبية للمصرف لكي تتلاءم مع المعايير والاعراف الدولية المعتمدة في المصارف المركزية، وصولا الى صياغة البيانات المالية بحسب الاصول، مؤكدا التزام المصرف المركزي بتسليم الشركة المكلفة بالتدقيق الجنائي والقضاء أية معلومات سيطلبها عند شروعه بالتحقيقات.
.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصرف لبنان العملات الأجنبية لبنان حاکم مصرف لبنان المصرف المرکزی سعر الصرف إلى أن

إقرأ أيضاً:

المركزي والاتصالات يوقعان مذكرة لتطوير التقنيات المالية

دمشق-سانا

وقع مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات وتقانة المعلومات مذكرة تفاهم لإنشاء مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية، ووضع الأطر التنظيمية والقانونية والتقنية اللازمة للترخيص، وتنظيم عمل المؤسسات المالية الرقمية، ودعم الابتكار والاستثمار.

وتهدف المذكرة التي تم توقيعها اليوم في مبنى مصرف سوريا المركزي إلى تحسين جودة الخدمات الرقمية المقدمة للمواطنين، وتطوير وتعزيز صناعة الخدمات المالية الرقمية في سوريا.

وتتضمن المذكرة ضرورة التنسيق المؤسسي في تطوير البنية التحتية للقطاع المالي الرقمي، ووضع معايير للأمن السيبراني وحماية البيانات، وإنشاء بيئة تجريبية آمنة لاختبار الحلول المبتكرة مع تعزيز الوعي الرقمي لدى المواطنين والمؤسسات.

وتنص المذكرة أيضاً على وضع آليات واضحة للتعاون والتنسيق المشترك بين المصرف والوزارة في مجالات الابتكار المالي والتقني، وتعزيز بنية آمنة ومستدامة لنمو الاقتصاد الرقمي.

وأوضح حاكم مصرف سوريا المركزي الدكتور عبد القادر الحصرية، أن هذه المذكرة تأتي انسجاماً مع أهداف المصرف في تعزيز الشمول المالي، والاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين جودة الخدمات المالية المقدمة للمواطنين، وقال: إن المصرف حريص على توفير بيئة آمنة ومستقرة للنمو الرقمي في القطاع المالي.

وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل رأى أن من شأن هذه الخطوة تحسين جودة حياة المواطنين، من خلال تسهيل حصولهم على الخدمات المالية بشكل أسرع وأكثر أماناً وكفاءةً، وتعزيز الوصول إلى الحلول التقنية المبتكرة التي تدعم الحياة اليومية.

وستعمل الوزارة على توفير بنية تحتية رقمية متطورة تضمن حماية البيانات، وتعزز الثقة في الاقتصاد الرقمي الوطني، وتأسيس الشركات الناشئة، وفقاً لهيكل، وهي تعمل في مجموعة العمل المشتركة للاستفادة القصوى من التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والدفع الرقمي، والخدمات المالية عبر الهواتف المحمولة.

مصرف سوريا المركزي وزارة الاتصالات 2025-07-06BOUTHINA BOUTHINAسابق التحول الرقمي.. رافعة الإصلاح الإداري والاقتصادي في سوريا انظر ايضاً المركزي يُعيد تأمين المستوردين بالليرة السورية

دمشق-سانا أصدر مصرف سوريا المركزي قراراً يُلزم بموجبه جميع المصارف العاملة في البلاد بإعادة مبالغ …

آخر الأخبار 2025-07-06المركزي والاتصالات يوقعان مذكرة لتطوير التقنيات المالية 2025-07-06التحول الرقمي.. رافعة الإصلاح الإداري والاقتصادي في سوريا 2025-07-06وزير الإعلام: الرسالة الأولى للهوية البصرية للجمهورية العربية السورية أن هناك بداية جديدة وسوريا جديدة 2025-07-06الخدمات الفنية في حماة تبدأ بإنشاء عقدة سير جديدة 2025-07-06وزير الإعلام: نسعى لأن تكون سوريا مقراً للصناعة الإعلامية وإيجاد البنية التحتية اللازمة لذلك، ونشجع وسائل الإعلام العالمية على فتح مكاتب لها في سوريا 2025-07-06وزير الإعلام: استحضرنا في الهوية البصرية الجديدة رموزاً هي محل إجماع لدى الشعب السوري، وأردنا إيصال رسالة أن الدولة حارسة للشعب وليست تدخلية 2025-07-06الصالح: نحاول السيطرة على الحرائق المندلعة في الساحل السوري 2025-07-06وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية: الرسالة الأولى للهوية البصرية للجمهورية العربية السورية أن هناك بداية جديدة، وسوريا جديدة تحاول أن تشبه كل السوريين 2025-07-06مناقشة سبل تطوير مطار حلب الدولي 2025-07-06وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح في تصريح صحفي من ريف اللاذقية: نحاول السيطرة على الحرائق المندلعة في الساحل السوري، ولدينا أكثر من 80 فريقاً في الميدان ونحو 180 آلية من مختلف الأنواع، وبلدوزرات وتركسات لفتح خطوط النار وتهيئة طرقات آمنة لفرق الدفاع المدني للوصول إلى الحرائق

صور من سورية منوعات لأول مرة منذ قرن… سكان باريس يسبحون في نهر السين 2025-07-06 دراسة تحذر: لا توجد “كمية آمنة” لتناول اللحوم المصنعة 2025-07-04
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • حاكم مصرف سوريا المركزي: التجارة العالمية باتت مشرعة أمام السوريين
  • المركزي والاتصالات يوقعان مذكرة لتطوير التقنيات المالية
  • مصرف الجمهورية: استلمتا سيولة من المركزي وسقف السحب عندنا 3000 دينار
  • المركزي يرفض التعليق على مشروع الميزانية العامة ويطالب بإعادة النظر والتشاور المسبق
  • محافظ مصرف سوريا المركزي: لن نستدين من الخارج
  • ها قد أعلن المركزي الليبي عن تزوير العملة
  • مستشار حكومي:تقلبات أسعار النفط أحد أسباب تأخر إقرار الموازنة
  • محافظ مصرف سوريا المركزي يكشف عن سياسة بلاده النقدية
  • محافظ مصرف سوريا المركزي: لن نستدين من الخارج بأمر الشرع
  • حاكم المصرف المركزي: سوريا لن تلجأ للديون الخارجية