ألقى الدكتورمحمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة خطبة الجمعة بمسجد ناصر بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، تحت عنوان: «قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب»، وذلك في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، وفي إطار مشاركة أبناء محافظة القليوبية احتفالهم بالعيد القومي للمحافظة، بحضور اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، المستشار عمر مروان وزير العدل، والسيد محمد القصير وزير الزراعة، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، واللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية، والدكتور الخان بولوخوف سفير دولة أذربيجان، والمستشارمسعد عبد المقصود رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشارعدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق، والدكتوررضا فرحات محافظ القليوبية الأسبق، والدكتورعلاء عبد الحليم محافظ القليوبية الأسبق، والشيخ صفوت أبو السعود مدير مديرية أوقاف القليوبية، والدكتورعبد الرحمن رضوان مدير الدعوة، والشيخ عبد الموجود الدسوقي رئيس الإدارة المركزية للأزهر الشريف بالقليوبية، ولفيف من قيادات الدعوة بالمديرية، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية، وجمع غفير من رواد المسجد.

الإسلام باب الخير

أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في خطبته، أن الإسلام فتح باب الخير واسعًا، حيث يقول الحق سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، ليبين أن العبادة بمفهومها الواسع تشمل كل وجوه الخير، فمعنى أن تكون عبدًا لله أن يجدك حيث أمرك وأن لا يجدك حيث نهاك في كل فعل أو ترك، وأبواب الخير كثيرة منها قضاء حوائج الناس.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن قضاء حواج الناس من أهم القربات إلى الله تعالى، وهو إما أن يكون واجبًا محددًا يأثم من يتركه أو يخل به، وإما أن يكون مندوبًا أو مستحبًا يثاب من يفعله، وقد يكون قضاء حوائج الناس ماليًّا، وقد يكون خدميًّا، فالجانب المالي محدد بالزكاة التي هي ركن كالصلاة، فمن لم يؤد زكاة ماله كتارك الصلاة سواء بسواء، وأما الجانب الخدمي فكل من كُلَّف أو تولى عملًا عامًّا أو خاصا، وكل من يتقاضى راتبًا مقابل القيام على خدمة من خدمات الناس، أيًّا كان وضعه كالطبيب في مشفاه، والمعلم في المدرسة، والموثِّق والخبير وكل من يقدم خدمة وجب عليه أداء حقها وقتًا وأداءً، فإن أخل بالوقت أو بالأداء كان آثمًا؛ لأنه يتقاضى أجره وراتبه على أداء هذه الخدمة، فأداء الواجب بتفانٍ وإخلاص أمر ثوابه عظيم، وإن قصر في أدائها فهو يأكل سحتًا بمقدار تقصيره، وعلى أصحاب الأموال أن يؤدوا زكاة أموالهم، فإذا ما أدى الإنسان الخدمة الواجبة والزكاة الواجبة انتقل بعد ذلك إلى الفضل والسعة وهو باب الصدقات والإحسان، فالطبيب يؤدي واجبه في معالجة مرضاه ثم يحسن معاملتهم، وإحسان معاملتهم صدقة، والمعلم يؤدي دروسه في المدرسة ويحسن إلى طلابه وإحسانه إلى طلابه صدقة، فالصدقة لا تنحصر في المال، حيث يقول سبحانه: «وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ»، أيَّ خير، ولا خير يتقدم على قضاء حوائج الناس، ويقول سبحانه: «وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ»، فجاء لفظ (خير) ولفظ (شيء) نكرة ليعم كل وجوه الإنفاق، فالكلمة الطيبة صدقة، والإحسان إلى المتعاملين صدقة، والتلطف في قضاء الحوائج بروصدقة، فإذا وجدت الناس يجلسون في الشمس واستطعت أن تجلسهم في الظل، أو أن تهيئ لهم مكانًا، أوأن تسرِّع في معاملتهم، أو أن تخصص عددًا أكبر من الموظفين لسرعة قضاء حوائجهم فهذه صدقة يثاب عليها المرء حتى على وظيفته العامة إن قصد بها وجه الله (عز وجل) يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلاَّ كانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْه لَه صدقَةً، وَلاَ يرْزؤه أَحَدٌ إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً»، فإذا قمت بعملك على الوجه الأكمل فهو لك صدقة، لأنك أحسنت أداء العمل.

فضل قضاء حوائج الناس

وأكد وزير الأوقاف أن الإسلام جعل قضاء حوائج الناس والتكافل المجتمعي في منزلة عاليه، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ»، وقد قالوا: ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، وحتى إلى جانب الأديان فالفطرة الإنسانية السوية تدعو إلى قضاء حوائج الناس، فهذا حاتم الطائي قبل الإسلام يقول:يَقولونَ لي أَهلَكتَ مالَكَ فَاِقتَصِدوَما كُنتُ لَولا ما تَقولونَ سَيِّداويقول زهير بن أبي سلمى:ومن يك ذا فضل فيبخل بفضلهعلى قومه يستغن عنه ويذممسواء كان هذا على مستوى الأسرة أو القرية أو المدينة أو الدولة، فمن بخل على أسرته أو قريته أو على وطنه، فما فائدة هذا الثراء، فمن لا خير فيه لأهله ووطنه فلا خير فيه أصلا، يقول حاتم الطائي:أَماوِيُ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائحٌوَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُأَماوِيُ ما يُغني الثَراءُ عَنِ الفَتىإِذا حَشرَجَت نَفسٌ وَضاقَ بِها الصَدرُويقول الشاعر:فلا الجود يُفني المال قبل فنائه ولا البخل في مال الشحيح يزيدُويقول الشاعر:أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَالَ غَادٍ وَرَائِحٌ وَأَنَّ الَّذِي يُعْطِيكَ غَيْرُ بَعِيدِويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»، وجَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قالَ: "أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنَى، ولَا تُمْهِلُ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا وقدْ كانَ لِفُلَانٍ"، فسابقوا وسارعوا فالموت يأتي بغته، والموت يأتي فجأة، تصدق قبل أن يقال: «لك يا ابن آدم! جاءوا ودفنوك، وفي التراب وضعوك، وعادوا وتركوك، ولو ظلوا معك ما نفعوك، وليس لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت»، مؤكدًا أن الإحسان يكون بالكلمة قبل المال، فالسيدة عائشة (رضي الله عنها) كانت تطيّب دراهم ودنانير الصدقة بالمسك، وعندما سُئلت (رضي الله عنها) عن ذلك أجابت: لأن الصدقة تقع في يد الله سبحانه قبل أن تقع في يد الفقير والمسكين والمحتاج، يقول سبحانه: «لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ»، والأهم أن تعطي السائل أو أن ترده ردًا جميلًا يقول سبحانه: «وَأَمَّا ٱلسَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ»، وهذا ليس في المال فحسب، فإذا كنت في الخدمة العامة، وجاء من يسأل أو يستفسر، فإن كانت عندك المعلومة فأجبه، وإن لم تكن عندك فاعتذر له اعتذارًا رقيقًا ووجهه توجيهًا صحيحًا، افعل ما شئت فكما تدين تدان، يقول الشاعر: مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِوقد قالوا: افعل الخير في أهله وفي غير أهله فإن وافق أهله فهو أهله وإن لم يوافق أهله فأنت أهله، فالكريم لا يكون لئيمًا أبدًا ولا يكون سبَّابًا ولا مؤذيًا ولا فاحشًا.وفي ختام خطبته هنأ وزير الأوقاف أبناء محافظة القليوبية وأهلها الكرام بعيدها القومي متمنيًا لهم ولمصرنا العزيزة كل توفيق وتقدم وازدهار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزير الاوقاف بنها القليوبية خطبة الجمعة قضاء حوائج الناس قضاء حوائج الناس محافظ القلیوبیة وزیر الأوقاف یقول سبحانه ف ق وا م ى الله

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يتفقد أوضاع حجاح الـ 48

صراحة نيوز ـ تفقد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، اليوم السبت ، أوضاع حجاج عرب 48، والخدمات التي تقدمها بعثة الحج الأردنية لهم، وذلك في مقر اقامتهم بمكة المكرمة.
وقال الدكتور الخلايلة خلال لقائه بعثة حج عرب 48، بحضور مدير دائرة الحج والعمرة المهندس مجدي البطوش، والبعثة الإدارية والإعلامية، إن وزارة الأوقاف وبتوجيهات واضحة من جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية، وعلى خطى المغفور له الملك الحسين بن طلال – طبيب الله ثراه – تقوم بتقديم أفضل خدمة للأهل من عرب 48.
وأكد الخلايلة أن الوزارة في خدمة جميع حجاج عرب 48، وهي على أهبة الاستعداد لتقديم الارشاد الديني والخدمات اللوجستية والرعاية الصحية وكل ما يتعلق ببعثة عرب 48.
وقدم الخلايلة الشكر للأشقاء في المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا على ما يبذلونه من جهود لتيسير أداء مناسك الحج وتعاونهم مع الوزارة في تقديم كل خدمة ممكنة للحجاج.
بدورهم، أعرب حجاج عرب 48 عن تقديرهم للجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الأوقاف الأردنية في سبيل تسهيل أدائهم مناسك الحج، وتنظيم شؤونهم منذ لحظة انطلاقهم وحتى وصولهم إلى المشاعر المقدسة مؤكدين أن هذه الرعاية الكريمة لم تكن لتتحقق لولا التوجيهات السديدة من القيادة الهاشمية الحكيمة وإخلاص القائمين على حمل هذه المسؤولية في وزارة الأوقاف.
وأوضح رئيس لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة لعرب 48 زياد شوربجي أن أية طلبات تطلبها البعثة يتم تلبيتها من قبل الوزير معتبرا أن كل شيء يسير بسهولة ويسر.
من جانبه رئيس لجنة المراقبة في لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة لعرب 48 هاشم عبد الرحمن، الشكر للخلايلة على ما توليه الوزارة من اهتمام خاص بعرب 48 مبينا أن هناك تطور دائم في الإجراءات التي تهدف إلى تذليل العقبات أمام أداء مسلمي 48 مناسك الحج.
وأكد عبد الرحمن إنه للمرة الأولى تسجل “صفر مشاكل” فجميع حجاج البعثة وصلوا باحترام وتسلموا غرفهم دون وقوع أية مشاكل

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يتفقد أوضاع حجاح الـ 48
  • اتقوا الله في الأموات.. مات الإنسان.. لكن الطمع بَقي
  • وعاظ الأزهر يردون على أسئلة حجاج بيت الله الحرام .. صور
  • وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاء موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ
  • خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره
  • وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاءاً موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ
  • مكتوبة كاملة.. موضوع خطبة الجمعة بمساجد الأوقاف اليوم
  • حكم ترك مخلفات نحر الأضاحي في الشوارع.. الإفتاء: من السيئات
  • متى يكون وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب
  • حكم الجمع بين صيام أيام عليا من رمضان والعشر من ذى الحجة؟