قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن المفاوضين أحرزوا "تقدّماً كبيراً" خلال اجتماع مع مسئولين يابانيين سعوا إلى التوصل لاتفاق من شأنه تجنّب الرسوم الجمركية المرتفعة التي هدّد بفرضها على شركاء واشنطن التجاريين.

وكتب ترمب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي يوم الأربعاء عقب الاجتماع: "كان من دواعي الشرف أن ألتقي لتوي مع الوفد الياباني بشأن التجارة.

. تقدّم كبير".

وكان “ترمب” قد أعلن في وقت سابق من اليوم نفسه أنه سيشارك شخصياً في المحادثات التي قادتها وزارتا الخزانة والتجارة الأمريكيتان.. ووصل وزير الإنعاش الاقتصادي الياباني، ريوسي أكازاوا، إلى واشنطن لعقد المفاوضات.

تحركات دبلوماسية لتجنّب الرسوم الجمركية

تسابق العواصم الأجنبية الزمن لإبرام اتفاقات مع الولايات المتحدة من أجل تجنّب الرسوم المرتفعة على الواردات التي فرضها ترمب، ثم علّقها سريعاً، على نحو 60 شريكاً تجارياً.

وقد أدى ذلك إلى تعليق مؤقت لرسوم جمركية شاملة بنسبة 24% على الواردات اليابانية، رغم استمرار فرض رسوم أساسية بنسبة 10%، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 25% على واردات السيارات والفولاذ والألومنيوم إلى أمريكا.

وتُعد المحادثات مع اليابان محط أنظار كثيفة، كونها أول اختبار للدول الأخرى التي لا تزال تجهل حجم التنازلات التي قد يسعى ترمب إلى انتزاعها.

واشنطن تسعى لتحالف اقتصادي ضد بكين

من جهته، قال وزير الخزانة سكوت بيسينت إن اليابان، الحليف العسكري للولايات المتحدة، ستكون على الأرجح من بين أولويات واشنطن، في ظل تدفّق دول تسعى لإبرام صفقاتها الخاصة.

وأضاف أنه يتصور التوصل إلى اتفاقات مع اليابان وشركاء آخرين للولايات المتحدة لتوحيد الجهود في ممارسة ضغوط اقتصادية على الصين.

صفقة واسعة النطاق قيد البحث

من المتوقع أن تعرض اليابان صفقة شاملة للولايات المتحدة، في مسعى لإقناع ترمب بالتخلّي عن الرسوم بنسبة 24%.

وكان رئيس الوزراء الياباني شينغرو إيشيبا قد وعد خلال لقائه مع ترمب في فبراير بشراء مزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، ورفع حجم الاستثمارات اليابانية في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار.

ويُشيد القادة اليابانيون بمكانة بلادهم كأكبر مستثمر في أمريكا، مشيرين إلى المصانع التي بنتها شركات صناعة السيارات اليابانية في الولايات المتحدة، والتي وفّرت آلاف فرص العمل للأمريكيين. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترمب اليابان محادثات التجارة الرسوم الجمركية الرسوم

إقرأ أيضاً:

نحن... وخلافات واشنطن «الشخصية»

ما الرابط بين الخلاف المندلع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب و«حليفه العابر» الملياردير إيلون ماسك، وما يظهر من اختلافات بين مواقف واشنطن الرسمية وسياسات حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، وأيضاً السُّحب السوداء التي تُطبق على تعاطي الجانبين الأميركي والإسرائيلي مع الملف الإيراني وانعكاساته العربية؟

هذا التساؤل يستحق منا قراءة جادة، إذا كان لنا الابتعاد عن أوهام باهظة الكلفة.

لا شك أنَّ خلاف ترمب - ماسك ذو مؤشرات خطرة، بغضّ النظر عمّن هو المخطئ ومن هو المصيب، ومصدر الخطورة كونه يعكس وجود «مشكلتين» يرفض الاعتذاريون العرب الاعتراف بوجودهما:
المشكلة الأولى أنَّ ترمب «رجل صفقات» لا يقيم وزناً للمؤسّسات، ولا يكترث لأصول التعامل مع الحليف والخصم، ولا يجد غضاضة في الحكم بـ«أوامر تنفيذية»، ولو على حساب التفاهمات العريضة والمسؤولية الجماعية التي يفترض على المسؤول تغليبها على الولاء الحزبي الضيق... فكيف إذا كان الولاء لشلّة أصدقاء ومحاسيب وجامعي تبرّعات ومسهّلي مصالح؟

وهكذا، مجرّد «التحالف التكتيكي» لرئيس مع رجل أعمال متفلّت يستخف بالساسة وبالحكومة، بل بالشعب، من أجل «تنفيذ كلام» وتحقيق نصر سريع بالضربة القاضية، انكشف ثمنه السياسي خلال فترة قصيرة.

حتى تلاقي الرجلين على تعريف «الهدر الحكومي» والوسيلة الفضلى للتصدّي له، «تبخّر» فور انكشاف الكلفة الاجتماعية والاقتصادية العالية... بعدما سترها مؤقتاً ولع جماعة «ماغا» الترمبية بالشعارات الديماغوجية المتناقضة. وهنا، للتذكير، ماسك لم يشغل منصبه المؤقت عبر الانتخاب، بل جاء تعيينه بقرار من قرارات ترمب، الذي يتحمّل - بالتالي - المسؤولية عن الخلل الحالي والتداعيات الواردة مستقبلاً.

أمَّا المشكلة الثانية فهي أن ما حدث مع ماسك يمكن أن يحدث مع عدد من تعيينات ترمب منذ انتخابه للمرة الثانية، إذ تحوم الشائعات، راهناً، حول أوضاع كثرة من وزراء ترمب ومستشاريه ومعاونيه. ولئن كان أحدهم، مايك والتز، قد أزيح بالفعل عن منصب مستشار الأمن القومي، فإن عدداً من الذين ضمّهم الرئيس إلى فريقه من «شِلل» الأصدقاء و«خرّيجي» منبر «فوكس نيوز» ورفاق ملاعب الغولف و«لوبيات» المصالح والمتبرّعين... ما عادوا في وضع مستقر. والسبب الأهم، باعتقادي، أن معظم هؤلاء «وسطاء سياسة» لا رجال دولة... يفهمون المصالح الاستراتيجية الأميركية.

نقطة الضعف هذه أخذت تظهر بوضوح في «ارتجالية» مقاربات الإدارة مع أوروبا الغربية، وأيضاً مع روسيا والصين. أما في الشرق الأوسط، فترتبك الصورة عربياً وإسرائيلياً وإيرانياً، كما لم ترتبك من قبل منذ «اتفاقيات كامب ديفيد».

ولئن كان محسوماً التماهي شِبه الكامل بين واشنطن وتل أبيب إبان بعض العهود الرئاسية - جمهوريةً كانت أم ديمقراطية - فإن علامات الاستفهام كبيرة جداً خلال الحقبة الأخيرة. وأهم العلامات هذه تتعلق بما إذا كانت واشنطن ما زالت صاحبة «الكلمة الفصل» في خيارات إسرائيل الإقليمية، أم أن اليمين الليكودي صار يخطط وينفذ على هواه... بينما يكتفي الجانب الأميركي بإرضائه عبر «فيتو» أممي هنا، وصفقة أسلحة لا تقدّم ولا تؤخر هناك!

أيضاً، هل تريد واشنطن حقاً «تصحيح خطأ» اتفاقية «سايكس-بيكو»، وتمنع مزيداً من التمزيق والتقسيم لكيانات الشرق الأوسط، كما زعم أحد دبلوماسييها أخيراً، أم تراها مؤيدة - أو قل مُستسلمة - لمخطط اليمين الإسرائيلي المتطرّف القائم على التقسيم والتفتيت والتهجير؟

أكثر من هذا وذاك، كيف تنظر واشنطن إلى الأقليات العِرقية والدينية والمذهبية في المنطقة، ولا سيما أنها تتعامل مع «فسيفساء» ذات غالبيتين عربية ومسلمة، وسط التجاذب الاستقطابي للقوى الثلاث غير العربية، التي لدى كل منها حساباتها وأساليبها في «تشغيل» المحسوبين عليها واستغلال تورطهم؟

دور إيران في «تصدير الثورة» (الخمينية) علنيّ، ولا يحتاج إلى تخمين. وهي، إلى حين جلاء أولويات كل من واشنطن وتل أبيب الإقليمية، تظل لاعباً مؤثراً في ثلاث دول... بعدما فقدت عملياً السيطرة على سوريا.

أما تركيا، التي لا يُشك في قربها من الحكم الجديد بدمشق والمدّ الشعبي المذهبي الداعم له، فإنها تتحرّك بتؤدة؛ ذلك أنها تدرك أهمية التنبّه للاعتبارات الإسرائيلية والأميركية والروسية. والحال أن غموض «مركزية القرار» بين الإسرائيليين والأميركيين إزاء سوريا، قد يؤخّر حسم إعادة البناء السياسية والاقتصادية بعد 14 سنة من الحرب، و54 سنة من الديكتاتورية...

ونصل إلى إسرائيل، أو «الذيل الذي يحرّك الأسد»!
الضربة الإسرائيلية الأخيرة على بيروت، وطبعاً الإمعان الدامي في تهجير غزة، يؤكدان أنه لا تغيير يُذكر في أولويات تل أبيب. وفي حين «تسلّف» واشنطن اللبنانيين كلاماً معسولاً عن دعمها انطلاقة عهدهم الجديد، ويغازل موفدها السفير توم برّاك - اللبناني الأصل - السوريين بالكلام عن حرص إدارة ترمب على «وحدة سوريا»، تواصل الماكينتان العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية نشاطاتهما في لبنان وسوريا وما تبقّى من فلسطين.

وربما أبلغُ ما ظهر أخيراً، التقرير الذي نشرته صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية، بالأمس، عن تجنيد تل أبيب شراذم «داعشية» من البلطجية يتولون نهب قوافل الإعانات المُرسلة إلى غزة... ثم يدّعي الناطقون الإسرائيليون في الإعلام العالمي أن ناهبي القوافل مقاتلون تابعون لحركة «حماس» نفسها.

حسب الصحيفة، أكّد نتنياهو شخصياً ما سبق لها نشره، قبل أشهر، من أن حكومته سلّحت وموّلت وحَمَت شراذم بلطجية وإجرامية في جنوب قطاع غزة، وذلك بحجة أن «أي أذى يلحق بحكم (حماس) يفيدنا»!

وهكذا، بعد سنوات من تشكيل الميليشيات العميلة عبر الحدود، وزرع «المُستعربين» في الضفة والقطاع لارتكاب جرائم تشعل الفتن الداخلية، ابتُكرت «بلطجية التجويع» عبر نهب الإعانات الإنسانية.
هذا الواقع، بالتأكيد، يستفيد كثيراً من واشنطن ضائعة... يسود آلية قرارها الاضطراب والفوضى!

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • النفط يرتفع مع ترقب نتائج محادثات التجارة بين واشنطن وبكين
  • ارتفعت صادرات الصين رغم انخفاضها إلى الولايات المتحدة
  • تراجع الدولار وسط محادثات تجارية أمريكية صينية
  • الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض مع ترقب محادثات التجارة بين أميركا والصين
  • توقعات بتقدم سريع في محادثات التجارة بين الصين وأميركا
  • محادثات تجارية في لندن بين الولايات المتحدة والصين
  • الدولار يتراجع أمام العملات الرئيسية مع ترقب محادثات حاسمة بين واشنطن وبكين
  • اليابان تريد التوصل إلى اتفاق جمركي مع الولايات المتحدة
  • نحن... وخلافات واشنطن «الشخصية»
  • اليابان: تقدم في محادثات الرسوم الجمركية مع واشنطن