الخرطوم - قتل 57 مدنيا على الأقل في مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان وفق ما أفاد مصدر طبي ونشطاء محليون الخميس 17ابريل2025، في ظل تصاعد الاشتباكات وسط مخاوف من اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة.

وأوضحت "لجان المقاومة في الفاشر" أن المدنيين قتلوا الأربعاء في اشتباكات وقصف  نفذته قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.

ووقعت أعمال العنف بعد أيام من مقتل أكثر من 400 شخص في هجمات للدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور ومخيمات نازحين قريبة وفقا للأمم المتحدة.

وقدّر الجيش السوداني عدد القتلى الأربعاء بـ 62 شخصا، بينهم 15 طفلا تتراوح أعمارهم بين ثلاث وعشر سنوات، فضلا عن إصابة العشرات.

وقال الجيش في بيان إنه صد "الهجوم الشرس" على شرق المدينة في رد منسق مع "القوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح، والمخابرات، والشرطة، والمستنفرين، والمقاومة الشعبية".

وأضاف أن قوات الدعم السريع "قامت بقصف عشوائي للمدينة خلال فترات متقطعة".

وتدافع عن الفاشر مجموعات مسلحة متحالفة مع الجيش تعرف باسم "القوات المشتركة"، قامت في الأشهر الماضية بقطع خط إمدادات الدعم السريع مرارا.

ويصف خبراء معركة الفاشر بالـ"حيوية" بالنسبة للجيش السوداني وحلفائه خوفا من تجدد التطهير العرقي والإبادة الجماعية على يد الدعم السريع.

وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش بينما تسيطر الدعم السريع على معظم الإقليم ذي المساحة الشاسعة غرب السودان.

- مئة قذيفة يوميا -

بحسب محمد، أحد المتطوعين النازحين من مخيم زمزم إلى الفاشر، لم يتوقف القصف على الفاشر خلال الأيام الماضية.

ويقول محمد لوكالة فرانس فرس إنه أصيب بطلق ناري أثناء الهجوم على زمزم الأسبوع الجاري.

ولعدم وجود منشآت طبية، تلقى محمد ومئات المصابين علاجا أوليا في أحد منازل المخيم، إلى أن نزح محمولا إلى داخل مدينة الفاشر.

ويشير محمد إلى نفاد الأدوية من الفاشر التي لم يعد فيها "مسكنات آلام أو مواد حيوية... ونستخدم الكي بالنار لتضميد الجروح وتطهيرها".

ويتلقى وسط الفاشر "مئة قذيفة يوميا" بحسب محمد، الذي طلب عدم نشر اسم عائلته حفاظا على أمنه، بلا ملاجئ للمدنيين.

وحذرت الأمم المتحدة من توابع وخيمة في حال اقتحام الدعم السريع للمدينة التي تعاني انعداما حادا للأمن الغذائي.

ويعيش في محيط الفاشر 825 ألف طفل في "جحيم على الأرض" بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

- مئات آلاف النازحين -

أدت الحرب التي دخلت عامها الثالث الثلاثاء إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عمليا، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.

بعد الهجوم الكبير الذي شنته الجمعة في دارفور، أعلنت قوات الدعم السريع الأحد سيطرتها الكاملة على مخيم زمزم للاجئين، الذي كان يضم نحو مليون لاجئ حسب مصادر إغاثية.

وأدى الهجوم لنزوح 400 ألف على الأقل من سكان المخيم إلى المدن المجاورة.

وقالت "غرفة الطوارئ" وهي مجموعة متطوعة مدنية بمدينة طويلة القريبة من الفاشر إن النازحين الجدد "يعانون نقصا في الغذاء ومياه الشرب ومواد الإيواء"، مع عدم توافر أي مساعدات إنسانية في المنطقة.

وأعرب محمد عن تخوفه من اقتحام الدعم السريع الفاشر حيث سيكون "مستقبلنا نلحق بإخواننا الذين راحوا ضحية في زمزم".

وكان زمزم أول منطقة في السودان أُعلنت فيها المجاعة في آب/أغسطس الماضي.

وبحلول كانون الأول/ديسمبر امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين في دارفور وفق تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن الكثير من النازحين ربما ما زالوا عالقين في زمزم تمنعهم قوات الدعم السريع من المغادرة.

ومنذ الأربعاء تتمركز 400 مركبة عسكرية تابعة للدعم السريع داخل المخيم، وفقا لصور بالأقمار الصناعية حللها معمل الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل بالولايات المتحدة الذي حذر من "هجوم واسع وشيك" على الفاشر.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع

أعلنت المملكة المتحدة اليوم فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع المشتبه بأنهم ارتكبوا أعمال عنف بشعة في الفاشر في السودان، بما فيها عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي ممنهج، وتعمّد الاعتداء على مدنيين.
من بين المستهدفين بهذه العقوبات عبد الرحيم حمدان دقلو، أخو ونائب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي، إلى جانب ثلاثة آخرين من القيادات الذين يُشتبه بضلوعهم في هذه الجرائم – وجميعهم الآن يواجهون تجميد أرصدتهم ومنع قدومهم إلى المملكة المتحدة.
أخبار متعلقة زلزال بقوة 6.7 ريختر يضرب شمال شرق اليابانوزيرا دفاع أمريكا واليابان: تصرفات الصين لا تساعد على السلام الإقليميأفعال قوات الدعم السريع في الفاشر ليست عشوائية: بل هي جزء من استراتيجية متعمدة لترهيب السكان وبسط السيطرة عن طريق الخوف والعنف. وآثار أفعالهم يمكن مشاهدتها من الفضاء. حيث تُظهر صور الفاشر التي التقطت من الفضاء الرمال مخضّبة بالدماء، وأكوام جثث، وما يدل على وجود قبور جماعية دفنت بها جثث الضحايا بعد حرقها. لا بد من المحاسبة عن هذه الأفعال، واتخاذ خطوات عاجلة للحيلولة دون حدوثها مرة أخرى.رسالة إنذار بالمحاسبةإن فرض عقوبات على قيادات قوات الدعم السريع الذين يُشتبه بضلوعهم في أعمال القتل الجماعي والعنف الجنسي في الفاشر يرسل رسالة واضحة بأن كل من يرتكب فظائع سوف يُحاسَب عن أفعاله. وذلك يجسد التزام المملكة المتحدة بمنع ارتكاب مزيد من الفظائع.
كذلك سوف ترصد المملكة المتحدة مبلغا إضافيا قدره 21 جنيه إسترليني لتقديم حزمة من الدعم العاجل لمساعدة المجتمعات التي باتت على حافة الهاوية، لتوفير المواد الغذائية والماء النظيف والرعاية الصحية، وكذلك الحماية للنساء والأطفال في المناطق الأكثر تضررا بسبب العنف.
شريان الحياة هذا سوف يمكّن وكالات الإغاثة من الوصول إلى 150,000 شخص، وتوفير احتياجاتهم الأساسية كالغذاء والرعاية الطبية والمأوى الطارئ، إلى جانب الحفاظ على استمرار تقديم الخدمات في المستشفيات، ولم شمل العائلات التي فرقت شملها الحرب. وقد ارتفعت التزامات المملكة المتحدة بشأن المساعدات المقدمة هذه السنة إلى 146 مليون جنيه إسترليني، الأمر الذي يجسد التزامنا الراسخ بالوقوف مع الشعب السوداني وتلبية الاحتياجات الإنسانية.ضغط لإنهاء الحربتضغط المملكة المتحدة على جميع الأطراف لإنهاء الحرب وحماية المدنيين، وأدانت مرارا وتكرارا العنف الذي ترتكبه قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا مقدما بقيادة المملكة المتحدة أدان الفظائع، وحشد الإجماع الدولي حول التكليف بإجراء تحقيق عاجل في الفظائع التي ارتُكبت في الفاشر.
والتزامنا يذهب إلى أبعد من الدبلوماسية: حيث تقدم المملكة المتحدة الدعم الفني لآليات العدالة الدولية والمحاسبة، كما استثمرنا هذه السنة 1.5 مليون جنيه إسترليني في مشروع ’شاهد السودان‘ لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها الاعتداءات على المدنيين، والتحقق منها وتوثيقها.
كما نبحث إمكانية فرض مزيد من العقوبات في سياق جهودنا لإنهاء الحصانة من العقاب، ولنبيّن بأن من يرتكبون الفظائع سوف يُحاسبون.وضع إنساني متدهورالمملكة المتحدة تعجّل في استجابتها للأزمة التي تزداد عمقًا في السودان – وتعمل بكل حزم لإنقاذ الأرواح. فالوضع الإنساني في السودان هو الأسوأ في العالم، حيث 30 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة. كما اضطر 12 مليون آخرين للنزوح عن ديارهم. وانتشرت المجاعة والأمراض التي يمكن تفاديها.
كذلك نحو 5 ملايين لاجئ سوداني فروا من البلاد إلى المنطقة. بعضهم يواجهون خطر وقوعهم فريسة للمهربين وعصابات التهريب. والمملكة المتحدة تقدم الدعم للاجئين في المنطقة للمساعدة في إثنائهم عن الشروع برحلات محفوفة بالخطر.
ندعو جميع أطراف الصراع للسماح بمرور موظفي الإغاثة الإنسانية والإمدادات والمدنيين المحاصرين بلا عقبات.

مقالات مشابهة

  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • مصرع مواطن سوداني بنيران الدعم السريع في كردفان
  • انتهاكات وحشية..حاكم دارفور: أولويتنا حماية المواطنين من اعتداءات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • WP: الفاشر تعيش كارثة إنسانية وصمت العالم يفتح الباب لأسوأ مأساة في السودان