رصدت الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية الـ48 ساعة التي قضاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مصر، باعتبارها إشارة كافية للعالم، ولنفسه، بأن فرنسا لا تزال هنا، وتريد أن تكون ذات صلة، لأن زيارته "الدراماتيكية" تركزت على وقف إطلاق النار في غزة، ومناقشة "اليوم التالي"، وربما لم تحظ بأي اهتمام في دولة الاحتلال.

 

المؤرخة الإسرائيلية ميريام روسمان، خبيرة العلاقات الإسرائيلية الفرنسية بجامعة السوربون، أكدت أنه "لم تتم دعوة دولة الاحتلال للقمة الثلاثية بين ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، وكأن القمة بحثت غزة، بدون حضورها، وتحدثت عن إسرائيل، بدون وجودها، وربما كان الزعيم الأوروبي الوحيد الذي اقترب من حدود غزة في العريش، والتقى بالجرحى الفلسطينيين ومنظمات الإغاثة، رغم تجاهله من اللاعبين الرئيسيين: الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، لأن ترامب الذي منح نتنياهو دفعة نادرة في غزة، لا يتوقف للتشاور مع قصر الإليزيه". 


وأضافت في مقال نشره موقع "زمان إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "ماكرون أعلن خلال زيارته عن مبادرة جديدة بعقد مؤتمر دولي ستعقده فرنسا بالتعاون مع السعودية خلال أشهر تحت عنوان حل الدولتين، ويبدو هذا الإعلان مألوفا، فالعديد من المبادرات الفرنسية وُلدت وسط ضجة إعلامية، وانتهت باستجابة ضعيفة، فهل سيحدث شيء مختلف هذه المرة، ثم جاءت المرحلة التالية بإعلان النية للاعتراف بدولة فلسطينية، مؤكدا أن فرنسا تدعم سكان غزة ليس ضد "إسرائيل"، بل من أجل السلام".  

وأوضحت أن "الخط السياسي الذي يقوده ماكرون منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر بعيد عن الثبات، فبعده بوقت قصير، دعا لتشكيل تحالف دولي للقضاء على حماس، وهي مبادرة نفاها مقربوه فورا، ومنذ ذلك الحين، يتأرجح بين إدانات الاحتلال، وإعادة المساعدات الإنسانية لغزة، ومنع شركات السلاح الإسرائيلية من المشاركة في معارض باريس، صحيح أنه يُعلن دعم إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، لكنه في الوقت نفسه يزور الجرحى الفلسطينيين في العريش، دون ذكر أن حماس، وليس الاحتلال، مسؤولة عن وضعهم، وحين يُصرّح بأن حماس لن تكون جزءا من اليوم التالي، فإنه يقولها همسا". 


وتساءلت "هل تؤدي مثل هذه الزيارة للشرق الأوسط لتعزيز مكانة ماكرون بين مسلمي فرنسا، مع أن الجمهور العام هناك قلق بشأن التضخم والمعاشات والاحتجاجات في الشوارع، وليس بشأن الحرب في غزة، لكن ماكرون يحاول العودة للشرق الأوسط في استعادة لإرث جاك شيراك، عندما كان الفرنسيون يعتبرون صوتا مهما في المنطقة، لكن هذا مجرد وهم، صحيح أن مصر قد تكون سعيدة بتقديم حليف غربي، حتى لو كان رمزيا، لكن ماكرون لا يملك أي نفوذ، لا في تل أبيب ولا في واشنطن، ولا بيروت أو حتى رام الله".  

وختمت بالقول إن "ماكرون، الذي عادة ما يجد نفسه غارقا في الأزمات الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، يختار مرارا وتكرارا الهروب للخارج، نحو السياسة الخارجية، وأسواق القاهرة، والقمم الإقليمية، هذه ليست سياسة، بل حنين للماضي، ومحاولة لإعادة إحياء أيام المجد الفرنسية كقوة عظمى في الشرق الأوسط، لكن المشكلة أن أوروبا ضعيفة، وفرنسا كذلك، وهذه الزيارة، مثل الزيارات السابقة، تؤكد فقط مدى ضعفها، وربما حان الوقت لباريس أن تعترف بهذا أيضا". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ماكرون مصر فرنسا غزة الاحتلال مصر فرنسا غزة الاحتلال ماكرون صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حماس: كنا على بعد خطوة من اتفاق تبادل ونتنياهو انسحب من المفاوضات الأخيرة

أكدت حركة حماس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوظف ملف المحتجزين لتبرير العدوان رغم قتله العشرات منهم وانقلابه على اتفاقات التبادل.

وأوضحت الحركة أنها كانت على بعد خطوة واحدة من التوصل لاتفاق وتبادل للمحتجزين، إلا أن نتنياهو انسحب من جولة المفاوضات الأخيرة.

وأضافت حماس أن حديث نتنياهو عن تحرير غزة خداع يخفي خططه للتهجير القسري وتدمير مقومات الحياة وتنصيب سلطة تابعة له، مؤكدة أن الطريق الوحيد للحفاظ على حياة المحتجزين هو وقف العدوان والتوصل لاتفاق، لا مواصلة القصف والحصار.

وأشارت الحركة إلى أن الاحتلال يتعمد إغلاق المعابر، وأن إصرار نتنياهو على استمرار توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة اللا إنسانية يؤكد خططه لهندسة التجويع وتوظيفه كأداة للتهجير.

من جانبه، قال نتنياهو إنه أصر على إنهاء الحرب بالانتصار، وأمر الجيش بالسيطرة على مدينة غزة والمعاقل الأخيرة لحماس، مؤكداً سيطرة القوات الإسرائيلية على معظم الأراضي في غزة وتدمير أدوات إنتاج وتصنيع الحركة.

وأضاف نتنياهو أنه ملتزم بتحرير المحتجزين في غزة وتدمير حماس، مشيراً إلى أن العملية التي سيتم شنها ستؤدي إلى ذلك، وأن تحرير المحتجزين ارتبط بتقديم تنازلات وساعدت الإدارة الأمريكية في ذلك.

وأوضح أنه تم احتلال مناطق مدنية ومأهولة في قطاع غزة، وأن هناك خططاً لتحرير المحتجزين.

اقرأ أيضاًمندوب فلسطين بمجلس الأمن: يجب وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة

مندوبة أمريكا بمجلس الأمن: يمكن وقف حرب غزة في هذه الحالة

الأمم المتحدة: غزة يجب أن تبقى جزءا من الدولة الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • فرنسا توقف تجديد تأشيرات عمل موظفي أمن شركة العال الإسرائيلية
  • فرنسا توقف تجديد تأشيرات عمل موظفي أمن طيران "إلعال" الإسرائيلية
  • فرنسا ترفض تجديد تأشيرات عمل موظفي أمن شركة الطيران الإسرائيلية لدي باريس
  • إعلام عبري: فرنسا أوقفت تجديد تأشيرات عمل موظفي "إلعال" الإسرائيلية
  • فرنسا تحذر من توسيع الحرب الإسرائيلية في غزة وبريطانيا تستنكر استهداف الصحفيين
  • ماكرون يصف الخطة الإسرائيلية في غزة بالكارثة
  • حماس تعقب على تصريحات نتنياهو الأخيرة
  • حماس: كنا على بعد خطوة من اتفاق تبادل ونتنياهو انسحب من المفاوضات الأخيرة
  • مندوب فرنسا بـ مجلس الأمن: ندعو الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن قرار احتلال غزة
  • أستاذ دراسات إسرائيلية يكشف عن أهداف حكومة الاحتلال وآليات تدمير غزة