المدنيون يدفعون الثمن والقرارات معلّقة على حسابات ضيقة.. معادلة السلاح والرهائن تغلق أبواب إنقاذ غزة
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
البلاد – رام الله
رغم أن لحركة حماس كامل الحق السياسي في رفض أي مقترحات لا تستجيب لمطالبها أو تخدم أجندتها التفاوضية، فإن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية الملقاة على عاتقها تجاه 2.4 مليون فلسطيني محاصَرين في قطاع غزة تستدعي مراجعة جادة لحساباتها، خصوصًا بعد أن أسهمت عملية 7 أكتوبر، التي خاضتها الحركة بإرادة منفردة، في إدخال القطاع في واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في التاريخ.
قال رئيس وفد المفاوضات بالحركة ورئيسها في غزة، خليل الحية، إن “حماس ترفض أي اتفاق جزئي لتبادل الأسرى والعودة إلى التهدئة في قطاع غزة”، مشددًا على أن الحركة مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن بحوزتها، شريطة موافقة إسرائيل على وقف الحرب بشكل كامل”.
وشدد على أن “الاتفاقات الجزئية يستعملها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته غطاءً لأجندته السياسية”، متابعًا: “تقوم هذه الاتفاقيات على استمرار حرب الإبادة والتجويع، ولن نكون جزءًا من تمرير هذه السياسة”.
الموقف الأخير يأتي بعد سلسلة اتفاقات جزئية سابقة أفضت إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين دون أن تحقق الحركة مكاسب حقيقية كبيرة، فيما لم يتبقَّ لديها سوى 59 رهينة، نصفهم على الأرجح في عداد القتلى. وبحسب مراقبين، فإن هذا التعنت المتبادل يعمّق معاناة المدنيين العالقين في القطاع ويمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذريعة لمواصلة حربه، تحت شعار نزع سلاح حماس، وهو ما يشكّل حجر عثرة في طريق أي تسوية شاملة.
الاقتراح الإسرائيلي الأخير تضمّن تهدئة مؤقتة مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء وبعض الجثامين، لكنه أرفق شرطًا إضافيًا صادمًا، يتمثل في نزع سلاح الحركة كجزء من الاتفاق المؤقت، وليس ضمن إطار رؤية “اليوم التالي”. وهو شرط تراه الحركة مساسًا مباشرًا بجوهر وجودها، فيما تراه أطراف فلسطينية وعربية ودولية شرطًا لا مفر منه للعبور نحو إعادة إعمار غزة وإنهاء الحرب.
في المقابل، تتصاعد الانتقادات للحركة من جهات فلسطينية وعربية ودولية، معتبرة أن التمسك بالورقة العسكرية في وجه حرب إبادة غير متكافئة بات يفاقم الكارثة، وأن الأجدى تسليم هذا السلاح إلى السلطة الفلسطينية أو لجنة عربية، أو حتى بمشاركة دولية، كخطوة تفتح الباب أمام حل سياسي وتُخرج غزة من دائرة الجحيم.
أيضًا، استمرار الحرب يعني نزع أي جدوى لورقة الرهائن التي تعتقد الحركة أنها يمكن أن تحقق لها نتائج، إذ من الواضح أن نتنياهو حسم أمره باستخدام أقصى درجات القوة، حتى لو كان ذلك على حساب الرهائن في غزة.
وإلى أن تتغير المعادلات، تبقى غزة رهينة نارٍ لا ترحم، وشعبها بين مطرقة التجويع والقصف وسندان الصراعات التي باتت رهينة قرار سياسي منفرد، حان أوان مراجعته.
من حق “حماس” أن ترفض ما تراه انتقاصًا من مشروعها السياسي، لكن من حق الفلسطينيين أن تتوقف المذبحة التي أشعلتها مغامرة منفردة في 7 أكتوبر، وكان ثمنها دماء لا تنتهي ونكبة لا تحتمل.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
عاجل- الوفد الإسرائيلي يواصل مفاوضات الدوحة وسط تعثر التقدم ومقترحات لإنهاء الحرب وتجريد غزة من السلاح
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار في العاصمة القطرية الدوحة، يعمل على استنفاد جميع السبل الممكنة للتوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة.
وأكد بيان صادر عن المكتب أن مفاوضات الدوحة تبحث في مقترحين رئيسيين، الأول مقدم من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والثاني يتمثل في خطة شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.
نائب "العربي للدراسات": الضغوط الداخلية في إسرائيل تدفع نتنياهو للتصعيد نتنياهو: إسرائيل ملتزمة بأهداف حربها وهي إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس وضمان ألا تشكل غزة أي تهديدولفت البيان إلى أن المقترح المطروح يشمل إبعاد قيادات حركة حماس من القطاع وتجريد غزة من السلاح.
وأوضح البيان أن "فريق التفاوض الإسرائيلي يواصل العمل في العاصمة القطرية لاستنفاد كل فرصة لعقد صفقة، سواء وفقًا لمقترح ويتكوف أو ضمن خطة أشمل لإنهاء القتال، بما يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، وإبعاد عناصر حماس، ونزع السلاح من قطاع غزة".
تعثر في التقدمفي السياق ذاته، كشفت مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات أن المحادثات، التي بدأت أمس السبت بدعم من وسطاء مصريين وقطريين وبرعاية أميركية، لم تحرز تقدمًا يُذكر حتى الآن.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على سير المفاوضات في الدوحة إن حركة حماس أبدت مرونة في ما يتعلق بعدد الأسرى الذين يمكن الإفراج عنهم، إلا أن المشكلة الجوهرية تكمن في عدم وجود التزام واضح من جانب إسرائيل بإنهاء الحرب.
وأكد مسؤول في حركة حماس، في تصريحات لوكالة "رويترز"، أن "الموقف الإسرائيلي ما زال على حاله، إذ تسعى تل أبيب إلى استعادة أسراها دون تقديم أي التزام بوقف الحرب أو الانسحاب من غزة".
نتنياهو يأمر الوفد بالبقاءوكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أوعز في وقت سابق إلى الوفد التفاوضي بالبقاء في الدوحة ومواصلة المشاركة في المحادثات.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن نتنياهو أجرى سلسلة اتصالات مع كل من وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لمتابعة تطورات المفاوضات.
من جهته، أفاد مصدر مطلع أن المقترح الأميركي الحالي يشمل الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، دون التوصل بعد إلى صيغة نهائية بشأن تفاصيل الاتفاق أو مدته.
"جولة حاسمة" وسط تحذيرات من التصعيدوصفت مصادر حكومية إسرائيلية هذه الجولة من المفاوضات بأنها "حاسمة"، محذّرة في الوقت ذاته من أن فشلها قد يدفع إسرائيل إلى توسيع عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة بشكل أكبر.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدد الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة داخل القطاع يبلغ نحو 24 أسيرًا، وتسعى تل أبيب إلى إطلاق سراح عشرة منهم في المرحلة الأولى من أي اتفاق محتمل.
خلافات عميقة تعيق التقدموتواجه المحادثات الراهنة تحديات كبيرة بسبب التباينات الجوهرية في مواقف الجانبين.
فبينما ترفض إسرائيل تقديم أي التزام بوقف دائم للعمليات العسكرية وتتمسك بمواصلة القتال، تشترط حركة حماس تقديم ضمانات دولية بانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من القطاع وإنهاء الحرب بشكل نهائي.
يُشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية كانت قد استؤنفت في 18 مارس الماضي، بعد توقف مؤقت إثر هدنة تم التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أميركية.
وتعثرت حينها المفاوضات المتعلقة بالمرحلة التالية من الاتفاق، ما أدى إلى تجدد المواجهات على الأرض.