أحرزت الجولة الثانية من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن تقدماً، لكن إسرائيل أعربت عن قلقها العميق من أن الاتفاق الناشئ قد يترك طموحات إيران النووية دون رادع، معربة عن خشيتها من تكرار عيوب خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.

لكن ثمة ما يشي -وفق صحيفة نيويورك تايمز الأميركية- بتحول محتمل نحو اتفاق يُشبه خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وهو الاتفاق نفسه الذي وصفه الرئيس دونالد ترامب ذات مرة بأنه "كارثي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسحاق بريك: خسرنا الحرب مع حماس والجيش دمّر أقل من 10% من الأنفاقlist 2 of 2لوفيغارو: تاريخ الحروب الأبدية المنسية الطويل في السودانend of list

ومع ذلك، فقد تقدمت المحادثات مع رفض إيران تفكيك بنيتها التحتية النووية. وبدلاً من ذلك، وافقت طهران على مناقشة الحد من مستويات تخصيب اليورانيوم وزيادة الرقابة على برنامجها النووي وفقا لمجلة نيوزويك الأميركية.

وقد نقلت نيوزويك -بهذا الصدد- تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الحذِر بأن الجانبين "نجحا في التوصل إلى تفاهم أفضل حول مبادئ وأهداف مُحددة".

وستغطي المفاوضات القادمة -التي ستركز على "التفاصيل الفنية"- جوانب رئيسية مثل المستويات القصوى لتخصيب اليورانيوم وحجم المخزون. وحسب عراقجي، قد تُتيح هذه المحادثات فرصة "لوضع التفاصيل" في الأيام المقبلة وفقا لنيويورك تايمز.

إعلان

ولكن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الحليف المقرب للرئيس ترامب، حذر سرًا من أنه بدون مزيد من المرونة "من غير المرجح الخروج من المحادثات باتفاق" مشيرًا إلى مخاطر استمرار التوترات.

ورغم مخاوفه، أكد ويتكوف أن هدف الرئيس هو حل دبلوماسي، مع موقف واضح ضد إيران المسلحة نوويًا، وأكد ترامب نفسه أنه يأمل أن تكون إيران "عظيمة ومزدهرة ورائعة" وفقا لنيوزويك.

Relatively positive atmosphere in Rome has enabled progress on principles and objectives of a possible deal.

We made clear how many in Iran believe that the JCPOA is no longer good enough for us. To them, what is left from that deal are "lessons learned". Personally, I tend to…

— Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) April 19, 2025

وحسب نيويورك تايمز، فإن الإدارة الأميركية لا تزال منقسمة على نفسها بشأن هذا الاتفاق، إذ يواصل المتشددون -مثل مستشار الأمن القومي مايكل والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو– المطالبة بـ"تفكيك كامل" للقدرات النووية الإيرانية.

وفي المقابل، يجادل آخرون بأن اتفاق تخصيب محدود -مع ضمانات مناسبة- هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتجنب المواجهة العسكرية، حسب نيوزويك.

وأوضحت نيوزويك أن إيران أبدت بعض المرونة في مقترحاتها، بما في ذلك إمكانية إقامة مشروع نووي مشترك مع دول عربية أو حتى مع الولايات المتحدة نفسها، لضمان الشفافية والامتثال.

وعلاوة على ذلك، ألمحت إيران إلى نقل اليورانيوم المخصب إلى دول أخرى لتخزينه هناك، ونقلت نيويورك تايمز، في هذا الصدد، عن مسؤول إيراني، وصفته بالكبير، قوله إن إيران منفتحة على نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا أو دولة أخرى، لكن كما أشار عراقجي، فرغم وجود بعض التفاؤل فإنه يجب أن يتعامل مع الموضوع بحذر، وفقا لنيوزويك.

إعلان

ولفتت نيويورك تايمز إلى أن المحادثات التقنية المقبلة في عُمان ستلعب دورًا حاسمًا في تشكيل المرحلة التالية من هذه المفاوضات.

وبينما كان التقدم العام في المحادثات حذرًا، فإن الصورة النادرة للعلمين الإيراني والأميركي جنبًا إلى جنب -بدلًا من حرقهما- تعكس تحسنًا في العلاقات الدبلوماسية وفقا للصحيفة، لكن نيوزويك حذرت من أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.

غير أن هذه المفاوضات -وفق صحيفة يسرائيل هيوم- تثير قلقًا لدى إسرائيل حيث أعرب مسؤولون عن تشككهم في إمكانية تطبيق الاتفاق، وكذلك أجهزة استخبارات خاصة من ألمانيا والمملكة المتحدة.

ولا يزال الجدل محتدمًا في واشنطن بين مفاوضي ترامب الذين يسعون للتوصل إلى اتفاق، ومعارضي اتفاق محتمل يُشبه خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.

ويشعر روبيو ومجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بقلق بالغ من هذه التطورات، مما يعكس موقف إسرائيل القائل إن أي اتفاق مع إيران يجب أن يشمل ضمانات أقوى.

وقد أثار هذه المخاوف -في باريس- مسؤولون إسرائيليون، بمن فيهم وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ومدير الموساد ديفيد برنيع. أما بالنسبة لإيران، فإن محادثات روما بمثابة انتصار دبلوماسي كبير لها، وفق يسرائيل هيوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

إيران تضع «خطوط حمراء» بالمفاوضات النووية وتكشف عن تقدّم بطيء

أعلنت طهران عن إحراز “بعض التقدم” في المفاوضات غير المباشرة الجارية مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، بحسب ما أفاد به رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الذي شدد على أن مسألة وقف التخصيب “مطروحة فقط في الأوساط الصهيونية”، في إشارة إلى إسرائيل.

وفي تصريحات نقلتها وكالة “إرنا”، أوضح إسلامي أن إيران تمتلك حالياً محطة نووية في بوشهر بقدرة 1000 ميغاواط، أنتجت 7.3 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء خلال العام الماضي، مشيراً إلى خطط لزيادة القدرة الإنتاجية إلى 3000 ميغاواط بنهاية الخطة التنموية السابعة، مع التحضير لبناء محطتين جديدتين في شمال وجنوب البلاد.

وأضاف أن البرنامج النووي الإيراني يستند إلى “وثيقة استراتيجية مدتها 20 عاماً” تهدف إلى إنتاج 20 ألف ميغاواط من الكهرباء، مشيراً إلى تقدم ملحوظ في مجالات التطبيقات الطبية والعلاج بالبلازما والتكنولوجيا الكمية، حيث قال إن المستحضرات الإشعاعية المنتجة محلياً تُستخدم حالياً في تشخيص وعلاج عدد كبير من الأمراض وتضاهي نظيراتها العالمية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن موقف بلاده من التخصيب لا يخضع للمساومة، مشدداً خلال كلمة له في مراسم رسمية على أن “رفض الهيمنة الأجنبية” يمثل جوهر موقف إيران من برنامجها النووي.

وأضاف عراقجي أن الولايات المتحدة “لا تملك الحق في حرمان الشعب الإيراني من حقوقه الطبيعية في الطاقة النووية السلمية”، مشدداً على أن هذا الحق مكفول للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • "مقترح أميركي" على طاولة إيران.. والبيت الأبيض يعلق
  • إيران تعلن تسلّم مقترح أميركي حول برنامجها النووي
  • إيران تضع «خطوط حمراء» بالمفاوضات النووية وتكشف عن تقدّم بطيء
  • اليابان: لا اتفاق دون تنازلات من أميركا بشأن جميع الرسوم الجمركية
  • إعلام عبري: نقاشات سرية بإسرائيل حول الاستعداد لمواجهة مع إيران
  • شروط جديدة لأمريكا على إيران لاستئناف المفاوضات النووية وتحذير من الرفض
  • ترامب يأمر بوقف التنسيق مع إسرائيل بشأن "ضرب إيران"
  • طهران ترد على مزاعم قرب توصلها إلى اتفاق نووي مع واشنطن
  • أكسيوس: رسالة خليجية ثلاثية تدعو ترامب إلى التهدئة الدبلوماسية مع إيران
  • بغداد ترفض الضغوط: السيادة لا تُستدرج بالعقوبات