“تفاهمات فنية” تمهّد للجولة التالية بين طهران وواشنطن.. تفاؤل حذر يرافق المفاوضات النووية.. والاختبار الحقيقي ينتظر بمسقط
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
البلاد – روما
رغم الأجواء الإيجابية بين إيران والولايات المتحدة خلال الجولة الثانية من محادثاتهما غير المباشرة، فإن الطريق نحو اتفاق نووي شامل يبدو طويلًا ومعقدًا، في ظل تباين المطالب وتشعب الأجندات. وجاء اللقاء، الذي عقد أمس السبت في السفارة العُمانية في روما، ليؤكد أن المفاوضات دخلت مرحلة أكثر جدية، لكنها لا تزال في بداياتها الفنية، وسط حرص عماني على الدفع نحو اتفاق “منصف ودائم”.
إلى ذلك، أشار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى أن “ما كان يبدو مستبعدًا أصبح ممكنًا”، شاكرًا المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف ونظيره الإيراني على “نهج بنّاء للغاية”. واعتبر البوسعيدي أن المفاوضات تكتسب زخمًا، مؤكدًا أن الجهود العمانية ستستمر في دعم المسار التفاوضي.
وزارة الخارجية الإيرانية وصفت الجولة بأنها “مفيدة وبنّاءة”، بينما قالت الخارجية العُمانية إن المباحثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق يضمن خلو إيران من الأسلحة النووية، مقابل رفع العقوبات مع الحفاظ على حقها في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
لكن، وعلى الرغم من هذا التفاؤل، فإن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة. إذ ترفض طهران “حتى الآن” أي نقاش حول ملفها الصاروخي أو دعمها لوكلائها في المنطقة،
كما أن الأصوات تتعالى في واشنطن بمنع إيران من تخصيب اليورانيوم بصورة كاملة، فيما ستتمسك طهران على الأقل بنسبة 3.67 % المنصوص عليه في الاتفاق السابق، بينما هي حاليا تخصب اليورانيوم بنسبة 60 %، وهو ما يقربها من عتبة 90 % المطلوبة للاستخدام العسكري.
أيضًا، تبرز مسألة أجهزة الطرد المركزي كأحد أبرز العقبات، إذ تطالب واشنطن بتفكيكها، وهو ما تعتبره طهران خطًا أحمر. وبينما ترى أمريكا في هذه النقطة ضمانًا لمنع التصعيد النووي، تراه إيران مساسًا بجوهر استقلالها في تطوير التكنولوجيا.
وقبيل انطلاق الجولة الثانية، كان مستشار المرشد الإيراني، علي شمخاني، قد شدد على أن طهران تريد اتفاقًا يرفع العقوبات “وليس نموذج ليبيا”، في إشارة إلى رفضها لتفكيك البرنامج النووي بالكامل كما حدث في ليبيا عام 2003.
وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 من اتفاق 2015 خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام، وأعاد سياسة “الضغوط القصوى” على إيران. وفي مارس الماضي، وجه ترامب رسالة مباشرة إلى المرشد علي خامنئي يدعوه فيها إلى محادثات، ملوّحًا في الوقت نفسه بالخيار العسكري في حال فشلت المساعي الدبلوماسية.
وفي ضوء الصعوبات الاقتصادية في الداخل الإيراني واستمرار العقوبات الأمريكية، تُطرح تساؤلات حول ما إذا كانت طهران مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة في الملف النووي مقابل تخفيف الضغط المالي، رغم ما قد يسببه ذلك من تحديات داخلية ومقاومة من التيار المتشدد، أم أنها ستواصل التمسك بخطابها الصارم، مما قد يصعّد المواجهة مع واشنطن. جولات التفاوض المقبلة في مسقط ستحمل الإجابة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، من احتمال جفاف السدود التي تمد العاصمة طهران بالمياه خلال الأشهر القادمة، في حال لم يتم خفض الاستهلاك.
وقال بزشكيان خلال زيارته إلى زنجان في شمال غرب إيران: "إذا لم نتمكن من إدارة الوضع في طهران، وإذا لم يتعاون الناس ولم نتمكن من ترشيد استهلاك المياه، فلن يتبقى ماء خلف سدودنا".
وأضاف أن الاحتياطيات قد تنفد بحلول شهر أكتوبر عندما تُفتح المدارس عادة وتزداد الحاجة إلى المياه قبل بداية موسم الأمطار.
ووفقا لرسم بياني نشرته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، فإن خزانات المياه التي تخدم طهران تحتوي حاليا على 20 بالمئة فقط من طاقتها.
ويبلغ متوسط مستوى خزانات المياه على الصعيد الوطني 44 بالمئة فقط.
ووفقا لشركة إمدادات المياه في محافظة طهران، تراجعت مستويات الخزانات إلى "أدنى مستوى لها منذ قرن".
وحثت السلطات السكان على تركيب خزانات مياه ومضخات لمواجهة انقطاع الإمدادات، حيث أبلغ العديد من المنازل عن انقطاعات متكررة في الأسابيع الأخيرة.
وأفادت صحيفة محلية بأن "حوالى 86,5 بالمئة من موارد المياه في البلاد تُستهلك في الزراعة"، في حين "يتهم المسؤولون المستهلكين ظلما بأنهم سبب أزمة المياه".
ولم تُتخذ أي إجراءات رسمية لتقنين استخدام المياه. في الأثناء، يتم قطع التيار الكهربائي لمدة لا تقل عن ساعتين يوميا في بعض الأحياء في البلاد. كما قال مسؤولون أنه تم قطع التيار الكهربائي أكثر من مرة في اليوم في بعض المناطق لتخفيف الضغط على الشبكة.
والأسبوع الماضي، قال محمد علي معلّم، مدير سدّ كرج (أحد المنشآت الرئيسية التي تزود طهران بالمياه) لوكالة مهر للأنباء "رغم أن محطة الطاقة الكهرومائية تعمل حاليا، فمن المحتمل خلال الأسبوعين المقبلين أن ينخفض مستوى المياه إلى حد يجعل إنتاج الكهرباء غير ممكن".