الثورة نت:
2025-08-12@08:56:29 GMT

غزة تصنع معجزة البقاء

تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT

 

 

في ظل تصاعد آلة القتل الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، يشهد قطاع غزة أبشع صور العدوان الوحشي والتدمير الشامل، في مشهد يعكس الإصرار الإسرائيلي المدعوم من امريكا على ارتكاب جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج بحق المدنيين العزل من النساء والأطفال. ومع كل يوم تمضي فيه الحرب، تتعمّق المأساة الإنسانية، وتتعرى الأقنعة عن وجه العالم الذي اختار الصمت، أو أسوأ من ذلك، الاصطفاف إلى جانب الجلاد.


لقد أثبت استئناف الحرب وتجدد القصف أن الكيان الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى إخضاع غزة، بل إلى تفريغها من سكانها، ضمن مخطط قديم متجدد لإلغاء الوجود الفلسطيني. وتحت مظلة الغطاء الأمريكي، وتحريض بعض الأنظمة العربية العميلة، تتحول غزة إلى ساحة مفتوحة للدمار.
إن مواجهة هذا العدوان لا تكون فقط بالصواريخ، بل تبدأ بالتولي لله ورسوله والمؤمنين، و إعادة توحيد الصف الفلسطيني على أسس وطنية صلبة،و ومقاطعة شاملة للكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا، وتفعيل أدوات الردع الشعبي الفلسطيني.
ولعلّ دور محور المقاومة في هذه اللحظة التاريخية مصيري، إذ لم يعد مقبولًا العمل بردود الأفعال المتفرقة، بل يجب أن تتوحد الجبهات وتتزامن الضربات، وتتوسع الحملات الإعلامية والحقوقية لكشف الجرائم وتوثيقها وفضح كل من يتواطأ مع الاحتلال.
في المقابل، يتجلى الصمت الدولي المخزي نتيجة لعوامل عدة، أبرزها هيمنة اللوبيات الصهيونية على مراكز القرار والإعلام في الغرب، ما يؤدي إلى تحريف الحقائق وتزييف الوعي العام. هذا إلى جانب ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي، حيث تُطبق قوانين حقوق الإنسان بشكل انتقائي يخدم مصالح القوى الكبرى.
أما المؤسسات الدولية، فهي باتت رهينة للفيتو الأمريكي، الذي يعطل أي محاولة لمساءلة الاحتلال أو منعه من ارتكاب المزيد من الجرائم. ورغم ذلك، فإن التظاهرات الشعبية في العالم الغربي تكشف عن وعي شعبي متصاعد، وشرخ آخذ في الاتساع بين الشعوب وحكوماتها، وهو ما يمكن أن يشكل عامل ضغط تراكمي فاعل في المستقبل.
أما داخليا، فإن كيان الاحتلال يشهد حالة من الغليان الشعبي، نتيجة تعنت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يرفض الاستجابة لمطالب أهالي الأسرى الصهاينة والمجتمع الدولي، ويتمسك بمواصلة الحرب، ليس من منطلقات عسكرية، بل من أجل أهداف شخصية تتمثل في البقاء بالسلطة، والهروب من ملفات الفساد التي تلاحقه.
نتنياهو، الذي يتعامل مع غزة كورقة سياسية لإنقاذ مستقبله الشخصي، يقود إسرائيل نحو الهاوية، ويُسرّع من تفككها الداخلي، تعنته يُضعف المعارضة، ويفاقم الانقسام الداخلي، لكنه لا يُحقق نصرا، بل يُعجّل في انهيار المشروع الصهيوني نفسه.
في المقابل، تواصل غزة المقاومة، ويثبت الشعب الفلسطيني مرةً بعد مرة أنه أقوى من المؤامرات، وأصلب من الحصار. بالصمود، وبالوحدة، وبالإيمان بعدالة قضيته، يُعيد الفلسطينيون كتابة معادلة النصر. وستظل غزة، رغم الجراح، عنوانًا للكرامة، وقلعة للصمود في وجه واحدة من أبشع القوى الاستعمارية في هذا العصر.
قد تبدو اللحظة قاتمة، لكن التاريخ يعلمنا أن الشعوب التي تناضل لا تُهزم، وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال. وستظل المقاومة هي الكلمة التي تُراهن عليها الأمة، في معركة الوعي والكرامة والحرية. وإن غدًا لناظره قريب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي “لا ترضي أحدا”؟

#سواليف

نشرت شبكة “CNN”، مساء السبت، تحليلا سلط الضوء على #خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين #نتنياهو بشأن قطاع #غزة والتي “لا ترضي أحدا”.

وذكرت القناة أنه وبعد مرور ما يقرب من عامين على حرب غزة، صوّت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على توسع عسكري جديد للسيطرة على مدينة غزة.

وهذه الخطة التي بادر بها ودفع بها نتنياهو نفسه، تكشف بلا شك عن مناوراته السياسية الداخلية أكثر مما تكشف عن أي استراتيجية عسكرية مدروسة جيدا.

مقالات ذات صلة حماية المستهلك تحذر الأردنيين من تسمم الحر 2025/08/10

وأفادت الشبكة بأنه تم اعتماد الخطة رغم الاعتراض الشديد من القيادة العسكرية الإسرائيلية والتحذيرات الخطيرة من أنها قد تفاقم #الأزمة_الإنسانية وتعرض الخمسين رهينة المتبقين في غزة للخطر.

ويأتي هذا التوسع الكبير في الحرب أيضا على خلفية تراجع كبير في الدعم العالمي لإسرائيل، وتراجع في التأييد الشعبي الداخلي لاستمرار الحرب.

ومع ذلك، دفع نتنياهو بخطته قدما لما لها من فائدة واحدة على الأقل غير معلنة: إنها تمنحه وقتا للكفاح من أجل بقائه السياسي.

ومع شركائه الحاليين في الائتلاف اليميني المتطرف، فإن هذا يعني إطالة أمد الحرب، علما أن حلفاء نتنياهو إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أحبطا مرارا وتكرارا التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وأجهضوه مهددين بانهيار حكومته إذا انتهت الحرب.

وفي الواقع، لا ترقى خطة نتنياهو لمحاصرة مدينة غزة إلى مستوى مطالب شركائه في الائتلاف، إذ يدفع بن غفير وسموتريتش باتجاه احتلال كامل للقطاع المحاصر كخطوة أولى لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، وفي نهاية المطاف ضمها، كما أنها أقل مما روج له نتنياهو نفسه قبل الاجتماع.

وفي مقابلة الخميس، صرح نتنياهو لقناة “فوكس نيوز” بأن إسرائيل تنوي السيطرة على غزة بأكملها، كما لو أنه حسم أمره باحتلالها بالكامل.

وبدلا من ذلك، اختار نتنياهو الترويج لخطة تدريجية تركز فقط على مدينة غزة في الوقت الحالي دون السيطرة على مخيمات أخرى قريبة، حيث يعتقد أن العديد من الرهائن الإسرائيليين العشرين المتبقين محتجزون.

كما تعمد نتنياهو تحديد موعد نهائي فضفاض نسبيا لبدء العملية (بعد شهرين) تاركا الباب مواربا أمام دفعة دبلوماسية أخرى لإعادة إطلاق صفقة تبادل الرهائن لوقف إطلاق النار وإلغاء العملية برمتها.

والآن، يبدي شركاؤه اليمينيون غضبهم من القرار، مدعين أن الخطة غير كافية وأن تصعيد الحرب وحده يكفي.

وقال مصدر مقرب من سموتريتش: “قد يبدو الاقتراح الذي قاده نتنياهو ووافق عليه مجلس الوزراء جيدا، لكنه في الواقع مجرد تكرار لما حدث.. هذا القرار دون معنى وليس أخلاقيا ولا صهيونيا”.

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى أن خطة نتنياهو الأخيرة لم ترض شركاءه في الائتلاف ولا القيادة العسكرية الإسرائيلية.

وخلال اجتماع مجلس الوزراء الماراثوني الذي استمر 10 ساعات، قدم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، معارضة الجيش القاطعة لخطط الحكومة لإعادة احتلال القطاع.

وحذر كبير جنرالات الجيش الإسرائيلي من أن أي عملية عسكرية جديدة ستعرض كلا من الرهائن المتبقين والجنود الإسرائيليين للخطر، محذرا من أن غزة ستصبح فخا من شأنه أن يفاقم استنزاف قوات الجيش الإسرائيلي المنهكة أصلا جراء ما يقرب من عامين من القتال المتواصل، وأنه يعمق الأزمة الإنسانية الفلسطينية.

وتعكس المخاوف العسكرية مشاعر الرأي العام الإسرائيلي على نطاق واسع: فوفقا لاستطلاعات رأي متكررة، يؤيد غالبية الإسرائيليين اتفاق وقف إطلاق نار من شأنه إعادة الرهائن وإنهاء الحرب، لكن عملية صنع القرار الحالية لنتنياهو منفصلة عن كل من المشورة العسكرية والإرادة الشعبية، بل مدفوعة كما يقول المحللون والمعارضون السياسيون، بضرورة البقاء السياسي الضيقة.

كما تضع خطة الاستيلاء على غزة نتنياهو وإسرائيل في عزلة دولية غير مسبوقة، فعلى الرغم من الحرية المطلقة التي منحها له البيت الأبيض بقيادة الرئيس ترامب في حرب غزة، إلا أن المجاعة وأزمة الجوع المتزايدة قد قللت بالفعل من الشرعية العالمية لحرب إسرائيل، وكانت التداعيات الإضافية لقرار الحكومة الأخير سريعة وواضحة حيث أعلنت ألمانيا ثاني أهم حليف استراتيجي لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، أنها ستعلق بعض صادراتها العسكرية إلى إسرائيل مما مهد الطريق أمام دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لمزيد من تخفيض مستوى العلاقات.

ووفق “CNN” يمضي نتنياهو قدما بـ”خطة لا ترضي أحدا” فحلفاء إسرائيل في الخارج، وقيادتها العسكرية، وجمهور يريد إنهاء الحرب من جهة، ومن جهة أخرى شركاؤه المتشددون المستاؤون الذين يرون أنها لا تكفي.

والجمهور الذي تخدمه هذه الخطة هو نتنياهو نفسه بالأساس فهي تمنحه مزيدا من الوقت لتجنب الخيار الحتمي بين وقف إطلاق نار حقيقي قد ينقذ الرهائن أو تصعيد عسكري شامل يرضي ائتلافه، إنها أكثر من مجرد خطوة استراتيجية بل مناورة كلاسيكية أخرى من نتنياهو لإطالة أمد الحرب مع إدامة الأذى والمعاناة لسكان غزة والرهائن الإسرائيليين على حد سواء وكل ذلك من أجل بقائه السياسي.

مقالات مشابهة

  • الحاج أبو محمد… بائع الأمل الذي تحدى الحرب بابتسامة
  • احمد موسي: الشعب الفلسطيني لم يعد يريد استمرار حكم حركة حماس
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • حركة فتح: آن الأوان للمجتمع الدولي أن ينصف الشعب الفلسطيني
  • الصحفي الشجاع الذي أقلق إسرائيل
  • أنس الشريف.. صوت غزة الذي اغتاله جيش الاحتلال
  • أنس الشريف .. صوت غزة الذي فضح جرائم الاحتلال
  • ماذا وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي “لا ترضي أحدا”؟
  • ما وراء خطة نتنياهو بشأن احتلال غزة التي لا ترضي أحدًا؟
  • تحليل لـCNN.. ما وراء خطة نتنياهو بشأن غزة التي لا ترضي أحدًا