في أي دولة محترمة، يُفترض أن تُسخّر الأجهزة الأمنية لحماية المواطنين، ومواجهة الجريمة، وتأمين الشوارع، ومكافحة الفوضى. لكن في مصر، وتحديدا في عهد النظام العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، تحوّلت الأولويات رأسا على عقب، فأصبح صاحب الرأي هو العدو الأول، وأُهملت الجرائم الحقيقية التي تهدد حياة الناس وأمنهم.



الأمن في خدمة السلطة.. لا المواطن

منذ انقلاب 2013، بات واضحا أن مهمة الأجهزة الأمنية الأساسية لم تعد محاربة الجريمة أو فرض سيادة القانون، بل مطاردة المعارضين السياسيين، واعتقال الشباب، وإسكات كل صوت حر.

آلاف المعتقلين يقبعون في السجون بتهم واهية، فقط لأنهم عبّروا عن رأي، أو كتبوا منشورا، أو شاركوا في مظاهرة سلمية.

هذا الانشغال المفرط بقمع المعارضة، خلق فراغا أمنيا رهيبا في الشارع المصري، ترك المواطن فريسة للبلطجية والعصابات، بينما تنشغل أجهزة الأمن في مراقبة الإنترنت ومداهمة منازل الأبرياء.

وبدلا من أن تكون الدولة في خدمة المواطن، أصبحت أجهزة الأمن مجرد أداة لحماية النظام، فتراجعت هيبة القانون، وتقدمت شريعة الغاب.

لم يعد غريبا أن ترى في الشارع من يفرض الإتاوات، أو يعتدي على الناس، أو يحتل الأرصفة والمحال بالقوة، دون أي تدخل من الشرطة.

البلطجي هو السيد.. والمواطن بلا حماية

هذا التحول الخطير في وظيفة الأمن جعل كل من يملك القوة أو النفوذ أو السلاح الأبيض قادرا على فرض سيطرته على الناس، بينما المواطن البسيط أصبح مكشوف الظهر، لا يجد من يحميه أو ينصفه.

القانون موجود فقط لقمع الضعفاء، لا لردع الأقوياء الخارجين عليه.

النتيجة: مجتمع مأزوم وأمن غائب

إن حصر الأجهزة الأمنية لجهودها في ملاحقة أصحاب الرأي بدلا من محاربة الفساد والجريمة، هو وصفة أكيدة لانفلات أمني، وانهيار مجتمعي. فلا أمن بلا عدالة، ولا استقرار في ظل دولة ترى في الكلمة خطرا، وفي القاتل والبلطجي "شخصا غير مزعج".

هل حان الوقت بعد لإعادة ترتيب الأولويات، ووقف هذا العبث الذي يجعل من مصر دولة يحكمها الخوف، ويسودها الظلم، ويضيع فيها الأمان؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الأمنية مصر البلطجي الفساد مصر فساد الأمن بلطجي مدونات قضايا وآراء مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأجهزة الأمنیة

إقرأ أيضاً:

رابطة المستأجرين: الناس اللي هتطلع من بيوتها هتروح فين

خصص الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع عبر قناة صدى البلد، مساء اليوم الأحد، فقرة عن مشروع قانون الإيجار القديم.

رئيس ائتلاف ملاك العقارات القديمة ينسحب على الهواء.. وأحمد موسى يتدخلالسلطات تحدد هوية المشتبه به في حادث تفجير بالقرب من عيادة للخصوبة في كاليفورنيا


أكد أيمن عصام المستشار القانوني لـ رابطة المستأجرين، أن :"الناس اللي هتطلع من بيوتهم هيروحوا فين، وهذا القانون لم يدرس على المستوى الاقتصادي وهذا الأمر يسبب أزمة في حال التنفيذ.


وتابع أيمن عصام المستشار القانوني لـ رابطة المستأجرين، أن تدخل الحكومة هناك غير صحيح تماما.

طباعة شارك أحمد موسى الإيجار القديم قانون الإيجار القديم

مقالات مشابهة

  • ضياع في اللجان النيابية بشأن قوانين الإنتخاب
  • عبر السوشيال ميديا.. القبض على مدرب كرة متهم بالتحرش بالفتيات بمصر الجديدة
  • قطاع تأجير السيارات السياحية ينتعش مؤقتًا مع عطلة العيد وعودة المغتربين
  • احذر.. منع تنفيذ الأحكام يعرضك لعقوبة الحبس سنة طبقا للقانون
  • رابطة المستأجرين: الناس اللي هتطلع من بيوتها هتروح فين
  • ضمن شراكة استراتيجية بين أورنج الأردن والمؤسسة الاستهلاكية العسكرية إطلاق بطاقة فيزا “رفاق السلاح” لمنتسبي الأجهزة الأمنية من مستخدمي Orange Money
  • احتجاجات شعبية في تعز تطالب بالعدالة للطفل “مرسال” وسط اتهام الاجهزة الأمنية بالتواطؤ
  • الداخلية: العملية الأمنية ضد خلية تابعة لـ”داعش” في حلب أسفرت عن استشهاد عنصر من الأمن العام وتحييد والقبض على أفراد الخلية
  • شرطة تعز تطلق المرحلة الثانية للحملة الأمنية المشتركة لمنع السلاح
  • الأجهزة الأمنية تواصل جهودها لتأمين العاصمة طرابلس