حين تحولت الأجهزة الأمنية لمطاردة أصحاب الرأي بمصر.. ضياع الأمن وعودة قانون البلطجة
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
في أي دولة محترمة، يُفترض أن تُسخّر الأجهزة الأمنية لحماية المواطنين، ومواجهة الجريمة، وتأمين الشوارع، ومكافحة الفوضى. لكن في مصر، وتحديدا في عهد النظام العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، تحوّلت الأولويات رأسا على عقب، فأصبح صاحب الرأي هو العدو الأول، وأُهملت الجرائم الحقيقية التي تهدد حياة الناس وأمنهم.
الأمن في خدمة السلطة.. لا المواطن
منذ انقلاب 2013، بات واضحا أن مهمة الأجهزة الأمنية الأساسية لم تعد محاربة الجريمة أو فرض سيادة القانون، بل مطاردة المعارضين السياسيين، واعتقال الشباب، وإسكات كل صوت حر.
آلاف المعتقلين يقبعون في السجون بتهم واهية، فقط لأنهم عبّروا عن رأي، أو كتبوا منشورا، أو شاركوا في مظاهرة سلمية.
هذا الانشغال المفرط بقمع المعارضة، خلق فراغا أمنيا رهيبا في الشارع المصري، ترك المواطن فريسة للبلطجية والعصابات، بينما تنشغل أجهزة الأمن في مراقبة الإنترنت ومداهمة منازل الأبرياء.
وبدلا من أن تكون الدولة في خدمة المواطن، أصبحت أجهزة الأمن مجرد أداة لحماية النظام، فتراجعت هيبة القانون، وتقدمت شريعة الغاب.
لم يعد غريبا أن ترى في الشارع من يفرض الإتاوات، أو يعتدي على الناس، أو يحتل الأرصفة والمحال بالقوة، دون أي تدخل من الشرطة.
البلطجي هو السيد.. والمواطن بلا حماية
هذا التحول الخطير في وظيفة الأمن جعل كل من يملك القوة أو النفوذ أو السلاح الأبيض قادرا على فرض سيطرته على الناس، بينما المواطن البسيط أصبح مكشوف الظهر، لا يجد من يحميه أو ينصفه.
القانون موجود فقط لقمع الضعفاء، لا لردع الأقوياء الخارجين عليه.
النتيجة: مجتمع مأزوم وأمن غائب
إن حصر الأجهزة الأمنية لجهودها في ملاحقة أصحاب الرأي بدلا من محاربة الفساد والجريمة، هو وصفة أكيدة لانفلات أمني، وانهيار مجتمعي. فلا أمن بلا عدالة، ولا استقرار في ظل دولة ترى في الكلمة خطرا، وفي القاتل والبلطجي "شخصا غير مزعج".
هل حان الوقت بعد لإعادة ترتيب الأولويات، ووقف هذا العبث الذي يجعل من مصر دولة يحكمها الخوف، ويسودها الظلم، ويضيع فيها الأمان؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الأمنية مصر البلطجي الفساد مصر فساد الأمن بلطجي مدونات قضايا وآراء مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأجهزة الأمنیة
إقرأ أيضاً:
جهاز مكافحة الهجرة بالكفرة يطلق حملة واسعة لضبط المخالفين وتعزيز الإجراءات الأمنية
الوطن | متابعات
باشر جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع الكفرة، تنفيذ حملة أمنية موسعة داخل المدينة، وذلك تنفيذًا لتعليمات رئيس الجهاز اللواء صلاح محمود الخفيفي، وتوجيهات رئيس فروع الجهاز بالمنطقة الوسطى والجنوب الشرقي، وبإشراف رئيس فرع الكفرة العميد راشد الشريف.
وتهدف الحملة إلى ضبط الأجانب المقيمين دون إجراءات رسمية، خاصة ممن لم يستكملوا بطاقة الحصر الأمني والمعلوماتي أو التحاليل الطبية اللازمة للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية.
وخلال يومي الأحد والاثنين الموافق 7–8 ديسمبر 2025، سيرت فرق الجهاز دوريات مكثفة صباحًا ومساءً داخل المدينة، ما أسفر عن ضبط 394 شخصًا من جنسيات مختلفة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وفق التشريعات المعمول بها.
وقد وجه رئيس لجنة الأمن المعلوماتي فرع الكفرة، العقيد محمد علي الفضيل، شكره لرجال الأمن على جهودهم المبذولة، كما ثمّن رئيس الفرع المكلّف دور كافة الدوريات والأعضاء المشاركين، داعيًا إلى مواصلة العمل لتعزيز الأمن وخدمة المواطنين.
الوسومليبيا مهاجرون هجرة غير شرعية