تبقى أولوية ترامب تقديم الدبلوماسية والتفاوض الأسبوع الماضي في مسقط، وأمس الأول في روما بطريقة غير مباشرة بإصرار إيراني، حتى تُرفع العقوبات، لتجنب التصعيد والعمل العسكري. وذلك بهدف كما يؤكد الطرفان التوصل لاتفاق نووي مستدام يجمد برنامج إيران النووي. دون إطالة أمد المفاوضات وسط تصاعد الضغوط على إدارة ترامب للتوصل لاتفاق أو القيام بعمل عسكري أو ترك إسرائيل تقوم بتخريب البرنامج النووي الإيراني وخاصة مع تقييمات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية أن إيران قد اتقنت الدورة النووية ـ ونجحت بتخصيب كميات كافية من اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم ـ المادتان الرئيسيتان لصناعة القنبلة النووية ـ وكان مفاجئا مبالغة إعلان السناتور لندسي غراهام المقرب من الرئيس ترامب، «يمكن لإيران إنتاج 6 قنابل نووية خلال فترة وجيزة، وسيستهدفون إسرائيل وبعدها الولايات المتحدة»!!

كان ملفتا تسريب أكثر من مسؤول تفاصيل النقاش والخلافات بين صناع القرار في إدارة ترامب لصحيفة نيويورك تايمز حول الطريقة الأفضل للتعامل مع إيران لتجميد برنامجها النووي.


الذي لعب الرئيس الأسبق باراك أوباما الدور الرئيسي في التوصل لاتفاق نووي مع مجموعة(5+1) للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران بعد مفاوضات سرية في مسقط ـ سلطنة عمان ولاحقا في جنيف وتوقيع الاتفاق النووي في يوليو 2015 في فيينا، لينتقده المرشح دونالد ترامب ويصفه بالاتفاق السيئ ـ ويدفع الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018. ويفرض نظام أقسى العقوبات على إيران والذي أبقته إدارة بايدن وتفاوض عليه اليوم إدارة ترامب.

كشف تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» عن انقسام بين صناع القرار في إدارة ترامب. عارض كل من نائب الرئيس-فانس، ووزير الدفاع هاغسيث ومديرة الاستخبارات الوطنية(أعلى جهاز استخبارات المشرف على 18 جهاز استخبارات في مجتمع الاستخبارات الأمريكية)وكبيرة موظفي البيت الأبيض والس ـ توجيه ضربات عسكرية إسرائيلية بمشاركة الولايات المتحدة عسكريا ولوجستيا ضد منشآت إيران النووية في شهر مايو القادم!! حتى أن نتنياهو بلغت به الجرأة أن يطلب من ترامب دعم إسرائيل بقصف مكثف لإرسال فريق كوماندوز من القوات الخاصة لتدمير المنشآت النووية كما فعلوا قبل أشهر في سوريا. بينما أيد دعم العملية العسكرية مستشار الأمن الوطني مايكل والتز، والجنرال كارالا قائد مسرح العمليات العسكرية الأمريكية في القيادة الوسطى المسؤولة عن حروب الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة!!

واضح هدف تسريب ترامب خطط إسرائيل العسكرية، ممارسة الضغط وإحراج إسرائيل وتأجيل العمل العسكري، ومنح الدبلوماسية والتفاوض فرصة
كان واضحاً حشد إدارة ترامب إجراءات احترازية والقيام بخطوات عملية بشن حرب نفسية وإعلامية على إيران، يصفها الرئيس ترامب تحقيق «السلام من خلال القوة» والتفاوض تحت الضغط بتعمد مفاقمة المعاناة الإنسانية وتصعيد حرب الإبادة والحصار ومنع إدخال الماء والطعام والمواد الطبية والغذائية كما تطبقه إسرائيل وإيلام أهالي غزة لإجبار حماس على الخضوع والتنازل.
أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية حاملة طائرات ثانية هي كارل فانسون-وصلت إلى بحر العرب وباب المندب لتنضم لحاملة الطائرات هاري ترومان المتمركزة في البحر الأحمر، وتقود عمليات قصف بعشرات الغارات يوميا على مواقع الحوثيين، وآخرهم فجر الجمعة الماضي على ميناء رأس عيسى النفطي-أدى لمقتل 74 شخصاً. ومع ذلك يستمر الحوثيون باستهداف تل أبيب والقدس بصواريخ فرط صوتية.. ولكن هذه المعدات العسكرية البحرية المهمة مع إرسال 6 مقاتلات B-2 شبح الأحدث في الترسانة الجوية الأمريكية-تستطيع حمل قنبال زنة الواحدة 30 ألف رطل ـ 13.600كلغ-قادرة على اختراق أعماق التحصينات الأرضية في سراديب سحيقة لمنشآت إيران النووية في ناتنز وذلك بعد تدمير الدفاعات الأرضية الإيرانية.

كما رحبت ودعمت دول مجلس التعاون الخليجي بيانات رسمية خطوات التفاوض والمباحثات في جولتها الأولى بين الطرفين الأمريكي والإيراني في مسقط والجولة الثانية أمس الأول السبت في روما. كما نقلت دول مجلس التعاون الخليجي فرادى للطرفين الأمريكي والإيراني على عدم السماح للقوات الأمريكية استخدام الأراضي والأجواء والموانئ الخليجية لشن أي عمل عسكري ضد إيران ينطلق من أراضيهم.

وكان ملفتا وحدثاً غير مسبوق منذ عقود، زيارة وزير من الأسرة المالكة، الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي(وليس وزير الخارجية) ونجل الملك سلمان وشقيق ولي العهد الأمير بزيارة ملفتة بتوقيتها ومضمونها إلى طهران. وتسليم رسالة خطية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي. أكد المرشد الأعلى على أهمية تطوير العلاقات الثنائية «والتواصل سيكون مفيداً لكلا البلدين أن تكملا بعضهما البعض». والتقى الأمير خالد بن سلمان الرئيس مسعود بازكشيان ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري.

واضح هدف تسريب ترامب خططإسرائيل العسكرية، ممارسة الضغط وإحراج إسرائيل وتأجيل العمل العسكري، ومنح الدبلوماسية والتفاوض فرصة، ووصلت رسالة ترامب لنتنياهو في البيت الأبيض. برفضه دعم قصف مواقع إيران النووية لأسباب أمنية وإقليمية واستراتيجية خشية من توسيع رقعة الحرب، مع بقاء الخطوط الحمراء بمنع إيران امتلاك السلاح النووي. في تهديد واضح لإيران!

ويبقى التحدي موازنة رفض إيران تفكيك برنامجها النووي ورفع العقوبات، واقتصار المفاوضات على البرنامج النووي، ورفض تجميد برنامجها الصاروخي. وهذا ما يرفضه صقور إدارة ترامب بتحريض نتنياهو!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب إيراني تهديد إيران امريكا تهديد ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إیران النووی إدارة ترامب

إقرأ أيضاً:

ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل

قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يتذكر أن روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة “الإنذارات” تمثل خطوة نحو الحرب.
وتابع مدفيديف تعليقا على تصريح ترامب بشأن تقصير مهلة التوصل إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن هذه “خطوة نحو الحرب”.
وكتب مدفيديف على منصة “إكس”: “ترامب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: 50 يوما أو 10 أيام… عليه أن يتذكر أمرين: أولا روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران. ثانيا كل إنذار جديد يمثل تهديدا وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية “صارمة” على الشركاء التجاريين لروسيا إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار في غضون 50 يوما، مانحا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة حتى 2 سبتمبر المقبل.

لكن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاثنين، قال ترامب إنه سيخفض المهلة التي منحها لبوتين من 50 يوما “إلى عدد أقل”، قائلا إن هذا قد يكون “10 أو 12 يوما”.
وبرر ترامب هذه الخطوة بالقول إنه شعر بخيبة أمل من بوتين، الذي لم يظهر أي استعداد للتسوية.

اقرأ أيضاًالعالممنظمة التعاون الإسلامي تُرحب بالبيان الصادر عن 28 دولة بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة

وقد أكد الكرملين مرارا أنه لن يرضخ للضغوط لإبرام صفقة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن عملية تطبيع العلاقات المستمرة بين روسيا والولايات المتحدة قد تباطأت.

وأضاف أن موسكو لا تزال مهتمة بالحفاظ على العلاقات وتأمل أن تكتسب العملية زخما كبيرا.

مقالات مشابهة

  • طهران تؤكد الرد على أي هجوم جديد.. خامنئي: «الملف النووي» ذريعة لضرب إيران
  • ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل
  • إيران تُحذّر: سنردّ بحزم أكبر في حال تكرار الهجمات الأميركية أو الإسرائيلية
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران والإنذارات خطوة نحو الحرب
  • ترامب يهدد إيران: سنقصف المنشآت النووية مرة ثانية
  • ترامب يهدد بقصف المنشآت النووية الإيرانية إن أعادت طهران تشغيلها
  • عاجل. محذرًا إيران من عودة نشاطها النووي.. ترامب: سنعمل على إنشاء مراكز غذاء في قطاع غزة
  • تل أبيب تسعد لمفاجأة طهران بعد تحذير اغتيال خامنئي
  • عاجل. واشنطن وتل أبيب تقاطعان المؤتمر الأممي الخاص بفلسطين والخارجية الأمريكية تقول إنه هدية لحماس (وكالة)
  • إسرائيل تُصعّد ضد إيران: خامنئي هدف مباشر في أي ضربة قادمة