ترامب يستعد لتنفيذ أكبر إعادة هيكلة لوزارة الخارجية الأمريكية منذ تأسيسها
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
تداول دبلوماسيون أمريكيون في عدد من السفارات حول العالم مسودة أمر تنفيذي صادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتضمن خطة غير مسبوقة لإعادة هيكلة وزارة الخارجية، وهي الخطوة التي وصفها مراقبون بأنها قد تكون الأكبر من نوعها منذ تأسيس الوزارة عام 1789.
ونشرت وكالة "بلومبرج" تفاصيل الوثيقة، التي تقع في 16 صفحة، مؤكدة أنها تم توزيعها بشكل واسع داخل السلك الدبلوماسي.
وتتضمن المسودة مقترحات مثيرة للجدل، على رأسها إلغاء عشرات الأقسام والمناصب، من بينها تلك المعنية بقضايا المناخ، واللاجئين، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، فضلاً عن إلغاء "مكتب المنظمات الدولية" المسؤول عن تنسيق العلاقة مع الأمم المتحدة.
كذلك، تقترح الوثيقة خفضًا كبيرًا في حجم العمليات الدبلوماسية الأمريكية في كندا، وتحديدًا عبر تقليص طاقم السفارة في العاصمة أوتاوا، ووضعها تحت إدارة فريق مصغر ضمن "مكتب شؤون أميركا الشمالية".
بحسب المسودة، ستُعاد هيكلة وزارة الخارجية إلى أربعة مكاتب إقليمية رئيسية، تغطي مناطق المحيطين الهندي والهادئ، وأمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط، وأوراسيا، مع إغلاق عدد غير محدد من السفارات والقنصليات في إفريقيا جنوب الصحراء.
كما تُلمح الوثيقة إلى توجه نحو حصر المسار المهني للدبلوماسيين داخل منطقة جغرافية واحدة طوال فترة خدمتهم، بدلاً من التنقل بين مناطق مختلفة كما هو متبع حاليًا.
ووفرت الوثيقة للدبلوماسيين الحاليين الذين لا يرغبون في الانضمام إلى النظام الجديد خيارًا بمغادرة الوزارة طوعًا، مع تعويضات مالية، بشرط التقدم بطلبات الخروج في موعد أقصاه 30 سبتمبر المقبل. كذلك، من المزمع تعديل اختبارات السلك الدبلوماسي، لتتضمن معيارًا يتعلق بـ"مدى توافق المتقدمين مع رؤية الرئيس للسياسة الخارجية".
رغم ما تثيره المسودة من اهتمام داخل أروقة الوزارة، فإن وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو سارع إلى وصف التقارير بشأنها بأنها "أخبار زائفة"، في منشور له على منصة "إكس"، وهو ما اعتُبر من قبل بعض المراقبين محاولة لامتصاص ردود الفعل الأولية على الوثيقة. غير أن مصادر مطلعة داخل الوزارة أكدت لـ"بلومبرج" أن التوجه العام لإدارة ترامب يميل بالفعل نحو تقليص الدور العالمي للولايات المتحدة، والتراجع عن الالتزامات في المنظمات الدولية، وهو ما ينعكس في مضمون المسودة.
وفي الوقت ذاته، أعرب بعض موظفي الخارجية الأمريكية، عبر صفحة مخصصة للدبلوماسيين على منتدى "ريديت"، عن شكوكهم في قابلية تنفيذ هذه التعديلات بالكامل. وذهب البعض إلى حد اعتبار التسريب "تكتيكًا متعمدًا" للتمهيد لقرارات أقل تطرفًا تُصوّر لاحقًا باعتبارها معتدلة بالمقارنة مع الوثيقة المسربة.
ترى "بلومبرج" أن هذه المسودة تعكس توجهًا واضحًا لدى إدارة ترامب لإعادة رسم دور الولايات المتحدة في النظام العالمي، وهو ما قد يُضعف من تأثير واشنطن على الساحة الدولية، ويقوّض الدور التاريخي للدبلوماسية الأمريكية. وإذا ما تم تنفيذ التغييرات كما وردت في الوثيقة، فإنها ستشكل نقطة تحول رئيسية في بنية وزارة الخارجية، ما قد يؤدي إلى صدام قانوني وسياسي داخلي، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
ومن المتوقع، بحسب مصادر مطلعة، أن يتم الإعلان رسميًا عن الصيغة النهائية للتعديلات المقترحة بحلول يوم الثلاثاء، لكن مصير الوثيقة لا يزال مرتبطًا بتوقيع الرئيس ترامب عليها من عدمه، أو إدخال تعديلات جوهرية عليها قبل إقرارها رسميًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب إدارة ترامب الخارجية الخارجية الأمريكية المزيد روسیا وأوکرانیا
إقرأ أيضاً:
الجارديان: قصف المنشآت النووية الإيرانية "أكبر مغامرة" لدونالد ترامب وقد يُغير شكل الشرق الأوسط
وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تحليل نُشر اليوم الإثنين، الضربات الجوية التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المنشآت النووية الإيرانية بأنها "أكبر مغامرة سياسية وعسكرية له حتى الآن"، معتبرة أن تبعات هذه الخطوة قد تعيد تشكيل النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط وربما العالم.
مقامرة سياسية وعسكرية محفوفة بالمخاطروقالت الصحيفة إن ترامب، المعروف بتوجهاته الحادة وميله للقرارات الجريئة، أقدم على خطوة تُعد مقامرة كبرى، ليس فقط بسمعته السياسية، وإنما بمستقبل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مضيفة أن الرئيس الأمريكي يعوّل على أن الضربات المحدودة يمكن أن تعيد ترسيخ مفهوم "التدخل العسكري الناجح" بعد سنوات من الفشل في العراق وأفغانستان.
ترامب: أضرار جسيمة لحقت بالمواقع النووية الإيرانية على عمق كبير تحت الأرض "أكسيوس": تصريحات ترامب بشأن تغيير النظام في إيران تُربك موقف إدارته وتُخالف خطها المعلنووفقًا لتحليل الجارديان، فإن نجاح هذه العملية – الذي سيُقاس بطرق مختلفة خلال الأسابيع القادمة – قد يعني تقليص نفوذ إيران، وتعزيز سلطة ترامب شخصيًا على الصعيدين الداخلي والدولي، مما يمنحه زخمًا سياسيًا كبيرًا في الفترة المتبقية من ولايته، ويفاقم من سماته الاستبدادية والاندفاعية التي يراها خصومه مثيرة للقلق.
تحالف مع نتنياهو.. وعالم يهاب لا يحبوربطت الصحيفة بين تصاعد التنسيق بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرة أن هذه الشراكة المثيرة للجدل ستعزز من توجهات أكثر تشددًا في مواجهة إيران.
وأضافت أن العالم لن يحب أمريكا تحت هذا التصعيد بل "سيخافها"، مشيرة إلى أن ترامب لا يسعى إلى نيل احترام الحلفاء بقدر ما يطمح إلى فرض واقع جيوسياسي جديد بالقوة.
أوروبا والصين وروسيا.. رفض خفي وتحركات محتملةوأشارت الجارديان إلى أن القلق الأوروبي يتزايد خلف الكواليس، حيث يخشى قادة ودبلوماسيون في بروكسل وباريس وبرلين من أن ترامب يهدد النظام العالمي القائم على القانون الدولي واتفاقيات حظر الانتشار النووي.
وبحسب الصحيفة، فإنهم لا يتعاطفون مع طهران، لكنهم يرفضون الأسلوب العسكري الصادم الذي انتهجه ترامب، ويخشون أن يفجّر الوضع أكثر.
كما حذّرت الصحيفة من أن الصين، التي تربطها مصالح اقتصادية قوية مع إيران، قد تتحرك لعرقلة أي مساعٍ أمريكية لفرض واقع أحادي القطب، فيما ستسعى روسيا إلى توظيف الحدث لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط، ملوحة بتقديم مزيد من الدعم التقني لطهران في مجال الطاقة النووية.