عميد أصول الدين الأسبق للهلالي:ما هكذا يا سعد تورَدُ الإبِلُ
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
رد الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين القاهرة، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، على الدكتور سعد الدين الهلالي، الأستاذ بجامعة الأزهر، بعد إثارة الجدل التي تسبب فيها مؤخرا من المطالبة بعمل استفتاء شعبي للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.
. دار الإفتاء: الثوابت ليست محل تصويت أو استفتاء شعبي
وقال العواري، في منشور له على فيس بوك بعنوان ما هكذا يا سعدُ تُورَدُ الإبِلُ: دأبَ الدُّكتورُ سعدُ الهلالي، منذ أن وَجدَ له منبرًا في بعض وسائلِ الإعلام، على بثِّ سُمومِه، وإيرادِ الآراءِ الشاذَّةِ، بل الفاسدة، التي لا تمتُّ إلى العِلمِ الصَّحيحِ بِصِلةٍ، حيثُ لا يملكُ في سَوقِها مستندًا من عقلٍ صريحٍ، أو نقلٍ صحيحٍ، أو رأيٍ معتبرٍ أجمعت أُمَّةُ الإسلامِ على قبولِه سلفًا وخلفًا، أو حتى رأيًا صحيحًا لمُجتهدٍ من الأئمةِ الذين تحققتْ فيهم أهليةُ الاجتهادِ، والذين هم مِمَّن تَنعقِدُ عندَ ذِكرِهم الخناصرُ، حتى يكونَ ما يطرحه مبررًا قويًّا.
وتابع العواري: إنَّما الرجلُ – هداهُ اللهُ – تراه يركبُ مَتْنَ الشَّطَطِ، ويُلقي بأفكارٍ غريبةٍ لا أصلَ لها، ويتركُ المستمِعَ في حيرةٍ من أمرِه، بعدَ أن يُدلِّسَ عليه بأنَّ له حقَّ الاختيارِ، وحقَّ الانتقاء، وكأنَّ المستمعَ - في فهمِه المغلوطِ - قد بلغَ رتبةَ الاجتهادِ المقيَّدِ في فروعِ مذهبٍ ما من المذاهب، وهو في حقيقةِ الأمرِ يريدُ أن يفرضَ سلطتَه على المستمعِ في الأخذِ برأيِه الفاسدِ.
وقال العواري: ثم تراه يَخدعُ المستمعَ بكلامٍ معسولٍ: "لا تُصدِّقوا الشيوخَ، إنهم يريدون فرضَ كهنوتِهم!".
وتسائل العواري: قُلْ لي – بربِّك – مَن الذي يستخدمُ الكهنوتَ والسُّلطةَ في إلزامِ الناسِ بالأخذِ بآرائِه الشاذَّة؟ أنت أم الشيوخُ؟ ألا تخشى اللهَ وتَحذرَ انتقامَه حينما تدعو عبادَ اللهِ إلى استفتاءِ شعبيٍّ حولَ حدودِ اللهِ وفَرائِضِه؟ هل تَقدرُ على حربِ اللهِ ورسولِه صلَّ اللَّهُ عليهِ وسلَّم حينما يأخذُك الصَّلَفُ والغُرور، وأنتَ تسلكُ سبيلَ الوهمِ والسَّفْسطةِ، مُطالبًا بتحقيقِ "المُساواةِ" بينَ الرَّجلِ والمرأةِ في الميراث؟ أتظنُّ بصنيعِك هذا أنك تَأخُذك رأفةً ورحمةً بمَن خلقَها اللهُ، وجعلَ لها نصيبًا مفروضًا؟!
أأنتَ أرحمُ بها مِن اللهِ الذي خلقَها وبيَّن لها حقوقَها؟!
وهل تظنُّ أنَّك بهذا تسعى إلى إنصافِ امرأةٍ ترى أنتَ أنَّ اللهَ – جلَّ جلاله – قد ظَلَمها وحَرَمها حقوقَها؟!
أتظنُّ أنَّك بفتاواك تلك تستدركُ على صاحبِ الشرعِ؟!
ألا ترى – دكتور سعد – أنك بحالك تلك، في إلقاءِ الآراء الشاذَّةِ على العامة، إنما تُريد أن تُسقِطَ من نظرِهم قُدسيَّةَ كلامِ ربِّك وكلامِ رسولِك صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وتُهَوِّن من القطعيات في شتَّى المجالات؛ عقيدةً وشريعةً ومعاملةً وأخلاقًا وسلوكًا؟!
بل حملَتك الجرأةُ فأخرجتَ الأوامرَ الإلهيةَ والنواهيَ عن مدلولاتِها الموضوعةِ لها!
أولا ترى أيضًا أنَّك بما تدعيه من "البيان الصحيح" – في نظرك – إنما تزعم أنَّ الأمةَ الإسلاميةَ على مدار القرون المتطاولة، لم تقفْ على بيانٍ فقهيٍّ صحيحٍ لما تحتاجُه في أمرِ معاشِها ومعادِها، حتى ظهرتَ أنتَ، أيها "المجدد"، وقدَّمتَ للأمةِ هذا البيانَ، وكشفتَ اللثامَ عن "الصواب"، الذي طالما كتمَه مَن سبقَك من شيوخِك، وشيوخِهم، إلى عصرِ الصحابةِ والتابعين؟!
وتابع: بل ربما يذهبُ الوهمُ بالبعض - ممن يستمعون إليك - إلى أنَّ صاحبَ الشرعِ قد قصَّر في البيان!
وأنتَ تعلم – ويعلم الجميع – أنَّ من قواعدِ العلمِ والفقهِ: "أنَّه لا يجوزُ تأخيرُ البيانِ عن وقتِ الحاجة"، فلو أنَّ علماءَ الأمةِ سلفًا وخلفًا أخَّروا البيانَ مع حاجةِ الأمةِ إليه، لكانوا كاتمينَ للشرعِ، وهذا مما لم يقُل به أحدٌ .
دكتور سعد، راجع نفسَك قبلَ فواتِ الأوان، فإنَّ الموتَ يأتي بغتةً، وتُبْ إلى اللهِ.
وتابع: ولتكن عندَك الشجاعةُ الأدبيةُ؛ فاخرجْ إلى مَن سمعوا تراهاتِك وأباطيلَك فخَدعتَ بعضَهم، وأَعلِنْها مدوِّيةً: "لقد خدعتُكم، وما قلتُه لكم من فتاوى على مدى هذه السنين إنما كان بالتشهي والهوى، وأنا مُعترفٌ بخطئي، وكلُّ ابنِ آدم خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سعد الدين الهلالي الدكتور سعد الدين الهلالي الميراث المرأة الأزهر المزيد
إقرأ أيضاً:
دعاء سداد الدين وسعة الرزق.. ردده لن يخيب الله رجاءك
دعاء سداد الدين وسعة الرزق.. في ظل ضغوط الحياة المتزايدة، وما يشهده الناس من ضيق في العيش وغلاء في الأسعار وكثرة الالتزامات، يبحث كثير من الناس عن دعاء سداد الدين وسعة الرزق، لاجئين إلى الله عز وجل طالبين الفرج وتيسير الأمور، خاصة في ما يتعلق بسداد الديون وتوسعة الرزق.
ودعاء سداد الدين وسعة الرزق لا يرتبط بصيغة معينة، بل يكفي فيه الإخلاص وحضور القلب، والثقة بقدرة الله تعالى على تفريج الكرب، فقد يكون الرزق بركةً في القليل، أو عافيةً في البدن، أو صلاحًا في الأهل، وليس شرطًا أن يأتي الرزق مالًا وفيرًا أو مكسبًا سريعًا، بل قد يكون رزقك في قناعة قلبك، أو في دفع البلاء عنك، أو في حفظ أولادك من السوء.
وفيما يلي مجموعة من الأدعية المأثورة والمأخوذة من كلام النبي ﷺ ومن أقوال الصحابة والتابعين، وهي أدعية جامعة لسعة الرزق وقضاء الدين:
دعاء سداد الدين وسعة الرزق
“اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك”.
"اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
“اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر”.
“اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك”.
"اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي".
"اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت".
"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم".
"دعوة ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
"الله، الله ربي، لا أشرك به شيئًا".
"اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك".
"اللهم رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر".
"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك".
وجاء عن أُبي بن كعب رضي الله عنه:
قال: "قلت يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت. قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذا تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك".
أفضل دعاء لجلب الرزق
اللهم إني أسألك رزقًا واسعًا، حلالًا طيبًا، تبارك لي فيه، وتغنيني به عن الحاجة والسؤال، اللهم لا ترد دعائي، ولا تحرمني رحمتك، وأعوذ بك يا رب من الفقر والدين، ومن الذل والهوان، فاللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك.
اللهم يا رازق السائلين، ويا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا ولي المؤمنين، وخير الناصرين، ويا غياث المستغيثين، أغثني، وارزقني من فضلك يا أرحم الراحمين، وافتح لي أبواب رزقك، ووسع لي في عطائك، وارزقني من حيث لا أحتسب.
اللهم اكشف عني كل بلاء، وادفع عني كل سوء، فأنت علام الغيوب، وصارف الكروب، أعوذ بك من كل همٍ يضعفني، ومن كل دينٍ يثقل كاهلي، اللهم إني أدعوك دعاء من اشتدت به الحاجة، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر، اللهم اغثني، فارحمني بلطفك، وتداركني بعفوك ورحمتك، ولا تتركني لنفسي طرفة عين.
اللهم إني بك أعوذ، وبك ألوذ، وملاذي عندك، أتوسل إليك باسمك الأعظم، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، فرج عني ما أنا فيه، واصرف عني ما أهمني وأحزنني، حتى لا يبقى في قلبي خوف إلا منك، ولا رجاء إلا فيك، فأنت حسبي وكافيني، لا إله إلا أنت، أجرني يا الله، أجرني يا الله، أجرني يا الله.
اللهم يا كاشف الغم، ويا فارج الكرب، ويا من إذا أراد شيئًا قال له: "كن فيكون"، رباه، قد أحاطت بي الذنوب والمعاصي، ولا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، فأمدني برحمتك، وأغثني بعفوك، وتولَّ أمري بلطفك، فأنت وحدك القادر على ما لا يقدر عليه أحد سواك.
الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيب من دعاه، ولا يرد من رجاه، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، ومن وثق به لم يَكِلْه إلى غيره، الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع السبل، وثقتنا حين تسوء بنا الظنون، الحمد لله الذي كل شيء خاضع لعظمته، وكل شيء مستسلم لقدرته، وكل شيء ذليل لعزته، وكل شيء خاضع لملكه.
اللهم ارزقنا حسن التوكل عليك، ودوام اللجوء إليك، واغننا بفضلك عن العالمين.