تأتي القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الواردات من السلع والمنتجات التي تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم تطبيقها في الخامس من أبريل من هذا العام وبنسب متفاوتة على جميع الدول، حدثًا اقتصاديًا قد يؤدي إلى الانكماش الاقتصادي العالمي ويرفع من معدلات التضخم في أغلب البلدان.

كما أن فرض تلك التعريفات أعطى رسالة للجميع بأن عصر الثقة والتكامل الاقتصادي للتحالفات والاتفاقيات الثنائية ليست لها قيمة مقابل النزعة القومية للولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت في تغيير قواعد اللعبة لتكون المتسلطة والمتحكمة في الاقتصاد العالمي. بيد أن أغلب المؤشرات توحي بأن تلك التعريفات سوف تكون وبالا عليها وأن السوق الأمريكي هو أول الخاسرين وهذا ما يلاحظ من الهبوط المستمر لأسواق المال الأمريكية.

تلك التعريفات الجمركية يجب أن توقظ دولًا ما زالت في سباتها الاقتصادي ومنها الدول العربية والإسلامية وحتى الخليجية منها، فلعها تدرك ولو بعد حين، بأن أمريكا لا تكترث بالآخرين مقابل مصالحها الاقتصادية والتجارية. الجدير بالذكر هناك أنواع كثيرة من السلع يتم تصديرها من سلطنة عُمان إلى الولايات المتحدة ومنها المنتجات الصناعية والاستهلالية والمواد البلاستيكية والألمنيوم ومصنوعاته والحديد والصلب والأسمدة والمعادن.

لتحديد مدى تأثير تلك التعريفات على الصادرات العُمانية للولايات المتحدة الأمريكية من السلع والمنتجات هناك حاجة إلى معرفة قيمة تلك الصادرات. حسب البيانات الإحصائية لحركة التجارة الدولية بين البلدين فقد بلغت جملة الصادرات السلعية غير النفطية من سلطنة عُمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية ما يزيد قليلا على (1.1) مليار دولار أمريكي حتى نهاية عام (2024). في المقابل بلغت الواردات من الولايات المتحدة إلى سلطنة عُمان ما يزيد قليلا على (1.4) مليار دولار أمريكي خلال المدة نفسها. عليه يمكن القول بأن الميزان التجاري يميل لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية بمعنى أن سلطنة عُمان تستورد منها أكثر مما تصدر إليها. وبالتالي، ادعاءات الولايات المتحدة الأمريكية بأن كثيرًا من دول العالم استفادت من السوق الأمريكي قد لا يكون صحيحا على أقل تقدير بالنسبة لبيانات الاستيراد والتصدير بين البلدين

وبهدف تنشيط التبادل التجاري، وقعت سلطنة عُمان على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأ تنفيذ بنودها في عام (2009) تلك الاتفاقية تهدف إلى الإلغاء الفوري للتعريفات الجمركية لتشمل ما يزيد على (87 %) من السلع والمنتجات بين البلدين وما يتبقى يتم إلغاؤه تدريجيًا خلال عشر سنوات من بدء سريان الاتفاقية وفق برنامج زمني يعتمد على طبيعة السلع والمنتجات. توقيع تلك الاتفاقية لم يكن سهلا بل استمرت المفاوضات لسنوات. ومن المزايا الأخرى التي حققتها مراحل المفاوضات لتلك الاتفاقية هو تأثيرها المباشر في تسريع إنشاء اتحاد عمال سلطنة عُمان كشرط للدخول في تلك الاتفاقية.

كما أن هناك إيجابيات كثيرة لاتفاقية التجارة الحرة بالنسبة لسلطنة عُمان وهو النفاذ لأكبر سوق اقتصادي على مستوى العالم الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تحتل المرتبة الخامسة في حجم التبادل التجاري بين البلدين في حركة التصدير وإعادة التصدير للسلع والمنتجات العُمانية متجاوزة التبادل التجاري مع بعض دول الخليج العربية. كما أعطت الشركات والمصدرين العُمانيين مجالًا للدخول إلى السوق الأمريكية مما يعطي المنتجات العُمانية انتشارًا أوسع للمستهلك الأمريكي. أيضًا أوجدت الاتفاقية بيئة تجارية جاذبة للاستثمارات مع زيادة معدل الاستثمار المباشر في قطاعات متعددة مما يُسهم في خلق فرص عمل بين البلدين.

بالنظر إلى شمولية الاتفاقية على سلع ومنتجات كثيرة من الصادرات العُمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتجاوز تلك الصادرات المليار دولار العام الماضي. عليه قد يكون هناك تأثير مباشرة لتلك التعريفات على المنتجات والسلع العُمانية التي يتم تصديرها -على أقل تقدير- يزيد من تكلفتها عند دخولها للسوق الأمريكي وبالتالي، تضعف من تنافسيتها مقارنة بالسلع والمنتجات الأمريكية. وحول مدى علاقة فرض التعريفات الجمركية في ظل وجود اتفاقية التجارة الحرة السارية المفعول حتى الآن بين البلدين، فإن الأمر يحتاج إلى تحليل قانوني أكثر عمقًا، حيث إن الولايات المتحدة فرضت تلك التعريفات بشكل شمولي حتى لشركائها التجاريين ومنهم الاتحاد الأوروبي وكندا والصين. كما أنه يمكن الاستنتاج بأن الاتفاقية أوجدت نصوصا تجيز الاستثناء من بعض بنود الاتفاقية عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لكلا البلدين. بيد أنه في المقابل فإن كندا على سبيل المثال، رفعت شكوى ضد الولايات المتحدة الأمريكية أمام منظمة التجارة العالمية طاعنة في عدم مشروعية تلك التعريفات الجمركية.

أيضًا فإن دول العالم أصبحت تنتهج سياسات وأساليب توسعية للحد من تأثير تلك التعريفات على صادراتها للولايات المتحدة الأمريكية. على سبيل المثال، فإن الصين التي تكتسح منتجاتها السوق الأمريكي، بدأت بالتحرك بشكل سريع لعمل زيارات دبلوماسية لدول في قارة آسيا رغبة منها في توضيح سياساتها التجارية وأيضا فتح قنوات وأسواق تجارية للانفتاح على تلك الدول بشكل أكثر وأيضا لتعويض ما يلحقها من الأضرار الاقتصادية نتيجة التعريفات العالية المفروضة عليها.

ولعل الجميع يتطلع من الجهات الحكومية العمل على تقييم آثار تلك التعريفات وتداعياتها على الاقتصاد الوطني والصادرات العُمانية وما هي مجالات التحفيز الاقتصادي الذي يمكن منحه للشركات العُمانية لتقليل تأثير تلك التعريفات الجمركية للمحافظة على استدامة الصادرات العُمانية. بالإضافة إلى ذلك، هناك أهمية لتعزيز جانب الشراكات التجارية الإقليمية والدولية والامتثال للمعايير العالمية في الإنتاج والتصنيع لكي تتمكن المنتجات والصادرات العُمانية من الصمود في وجه المنافسة العالمية. وبالتالي، تؤكد الزيارات السامية السابقة والحالية لجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- إلى هولندا وروسيا نهجًا اقتصاديًا مهمًّا يُسهم في التنويع الاقتصادي ويعمل على إيجاد مزيد من الشراكات الاقتصادية لتوسيع حركة التصدير وإعادة التصدير للسلع والمنتجات العُمانية لتغزو الأسواق العالمية.

إن النهج السياسي لسلطنة عُمان ورغبتها في إرساء دعائم السلام بين الشعوب يمنحها ميزة تنافسية في زيادة التبادل التجاري والاستثماري القائم على المصالح المشتركة. كما أنه من المناسب قيام دول مجلس التعاون الخليجي وما يمثله من قوة اقتصادية ومالية ودور فاعل في سوق الطاقة العالمي الدخول في التفاوض الجماعي ككتلة واحدة عند مناقشة التعريفات الأمريكية الجديدة وإيلاء المصالح المشتركة العليا لدول مجلس التعاون.

لا شك بأن التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة تشكل تحديا بالنسبة لسلطنة عُمان كون الولايات المتحدة تعتبر شريكًا اقتصاديًا أخذ وقتًا طويلًا للوصول إلى هذا الحجم من التبادل التجاري بين البلدين. إلا أن فرض تلك التعريفات تعدّ وسيلة نحو إعادة النظر في السياسات الاقتصادية للخروج من هذه المعضلة وتحويلها إلى فرصة للنمو.

لذا؛ فإن الجهات الحكومية ينبغي لها العمل -سويًا- مع الشركات العُمانية وتحليل مدى خطورة تلك التعريفات على نمو الصادرات العُمانية.

كما يتطلب تكثيف التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة نحو فتح مسارات جديدة للتجارة الدولية وعدم الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت تتصف بالنعرة العدائية لشعوب العالم ضاربة عرض الحائط اتفاقيات التجارة الحرة ومبادئ التعاون الدولي القائم على تعزيز المصالح التجارية والاقتصادية المشتركة بين الشعوب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة التعریفات الجمرکیة الصادرات الع مانیة السلع والمنتجات التبادل التجاری السوق الأمریکی تلک الاتفاقیة التجارة الحرة بین البلدین اقتصادی ا من السلع کما أن

إقرأ أيضاً:

هل ستخوض الولايات المتحدة حربًا ضد إيران؟ اسألوا سارية العلم!

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

هل ستخوض الولايات المتحدة حربًا ضد إيران؟ لنسأل دونالد ترامب، ذلك «الكرة السحرية البشرية» التي تجيب على الأسئلة بشكل عشوائي.

في بعض الأحيان، تشير العلامات إلى «نعم». ففي اجتماع بالمكتب البيضاوي بعد ظهر الأربعاء، قال الرئيس: «قد نضطر إلى القتال... نحن نسعى إلى نصر كامل وشامل»، وكأن الهجوم الأمريكي بات وشيكًا.

وفي أوقات أخرى: «لا تعوّل على ذلك». ففي الجلسة ذاتها، أشار ترامب إلى أنه يفكر في دعوة القادة الإيرانيين إلى البيت الأبيض للتفاوض: «سنرى. ربما أفعل ذلك».

أما في معظم الأحيان؟ فالإجابة غامضة، جرب مرة أخرى.

سألته مراسلة (سي. إن. إن) كايتلان كولينز «هل يعني ذلك أنك لم تتخذ قرارًا بعد بشأن ما ستفعله؟». رد ترامب قائلًا: «لدي أفكار بشأن ما يجب فعله»، وأضاف وفقًا لمبدئه المعروف بـ «مفهوم الخطة»، «لكنني أحب اتخاذ القرار النهائي قبل لحظة واحدة فقط من موعده».

مرتبك؟ من الطبيعي أن تكون كذلك.

قد يشعر الأمريكيون بالقلق عندما يعلمون أن رئيسهم يتخذ قرار الحرب والسلام بناءً على نزوة لحظية. لكن تصريحاته العلنية خلال الأسبوع الماضي تشير إلى أنه يعتمد بدرجة كبيرة على مستشاره الجديد للأمن القومي، الجنرال «نزوة».

فبعد أن شنت إسرائيل غارات جوية على إيران، سارع ترامب إلى التصريح: «الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم على إيران». وبعد يومين، بدأ ينسب الفضل لنفسه في الهجوم، قائلاً إن بلاده تسيطر كليًا على الأجواء الإيرانية، ومشيرًا إلى أن «الأسلحة الأمريكية» هي من حققت النجاح الإسرائيلي. وبحلول الأربعاء، بدأ يوحي بأنه هو من أعطى الأمر بالهجوم: «قلت: لننطلق»!

وخلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة، غيّر ترامب موقفه من إيران مرتين. صباح الإثنين، قال في قمة مجموعة السبع في كندا إن اتفاقًا نوويًا مع إيران «ممكن». وبعد ثماني ساعات، حذر سكان طهران البالغ عددهم 9.7 مليون نسمة من ضرورة «الإخلاء الفوري». وعندما سُئل في اليوم التالي إن كان هذا يعني أن الحرب باتت وشيكة، قال: «لا، إطلاقًا. أريد فقط للناس أن يكونوا بأمان».

أي أسئلة أخرى؟

لو حاولنا تتبع تسلسل تصريحات ترامب المضطربة، فسنجد ما يلي:

في الأيام الأولى بعد الهجوم، كتب أن لدى إيران «فرصة ثانية» للتفاوض، مضيفًا أن إيران وإسرائيل «ستتوصلان إلى اتفاق»، وأن هناك «مكالمات واجتماعات كثيرة جارية الآن».

ولكن بعد بضعة أيام، أنكر بغضب تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن وجود عرض لوقف إطلاق النار، قائلاً: «إيمانويل دائمًا يخطئ»، مضيفًا: «لم أتواصل مع إيران من أجل مفاوضات سلام بأي شكل من الأشكال».

ومع تقدم الأسبوع، ازداد خطاب ترامب عدوانية، وبدأ يهدد بأن بلاده تعرف «مكان اختباء ما يسمى بالمرشد الأعلى»، وأن «صبرنا بدأ ينفد». ثم أتبع ذلك بتغريدة كتبها بأحرف كبيرة: «استسلام غير مشروط!» ظهر الثلاثاء.

لكن في صباح الأربعاء، عاد إلى نبرة التهدئة، قائلاً: «لا شيء فات أوانه»، و»لا شيء قد انتهى». وأوضح للصحفيين أنه قدم لإيران «الإنذار النهائي»، ولكنه عندما سُئل عما يتضمنه ذلك، قال: «آه، لا أريد أن أقول».

واختصر تفكيره في مهاجمة إيران بجملة: «قد أفعلها، وقد لا أفعلها. أعني، لا أحد يعرف ما سأفعله». حتى ترامب نفسه، على ما يبدو، لا يعلم. وفي ظهر الخميس، أرسلت سكرتيرته الصحفية لتقول إنه سيتخذ قراره «خلال الأسبوعين القادمين».

حتى في الشؤون الداخلية، لا شيء ثابت. الأسبوع الماضي، أمرت إدارة ترامب وكالة الهجرة والجمارك بالتراجع عن حملات مداهمة المهاجرين في القطاعات الزراعية والسياحية، وذلك بعد اعتراض رجال الأعمال. وبدلاً من ذلك، أمر ترامب الوكالة باستهداف المهاجرين في «المدن الكبرى مثل لوس أنجلوس وشيكاغو ونيويورك»، والتي وصفها بأنها «معاقل الديمقراطيين».

لكن بعد غضب مؤثري حركة «لنجعل أمريكا عظيمة من جديد» من تراجع خطط ترحيل عمال المزارع والمطاعم، تراجعت الإدارة عن القرار بعد ثلاثة أيام فقط.

كل ذلك يمكن تسميته بأسلوب «فلنرفعه على سارية العلم» في اتخاذ القرارات التنفيذية. وربما لهذا السبب أقام ترامب ساريتين بارتفاع 88 قدمًا في أراضي البيت الأبيض هذا الأسبوع. وقال: «هذه أفضل السواري المصنوعة، فهي طويلة ومدببة ومقاومة للصدأ والحبل بداخلها، ومن أعلى جودة».

وبينما كان العالم يترقب يوم الأربعاء ما إذا كان ترامب سيجر البلاد إلى الحرب، دعا الصحفيين إلى الحديقة الجنوبية لمشاهدته وهو يراقب رفع السارية بواسطة رافعة، لمدة 45 دقيقة.

وخلال ذلك، سأل الصحفيون عن إيران والصين وكندا وخلافه مع كاليفورنيا، لكنه كان يعود دائمًا للحديث عن ساريتيه.

قال عن السارية: «هذه من أجمل ما سترون»، و»في دورال (مدينة في كاليفورنيا)، وضعتها بالقرب من المبنى. دائماً تبدو أفضل وهي قريبة»، و»لدي سارية مماثلة في مارالاغو (مدينة في فلوريد)»، و «هذا أحدث وأعظم ما لدينا».

في ظل هذه الفوضى، يبدو أن البلاد والعالم يسيران نحو الهاوية. إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات الصاروخية، وروسيا تقصف كييف بشكل لم يسبق له مثيل، وفي مينيسوتا، أقدم متطرف يميني على قتل قائدة ديمقراطية في المجلس النيابي وزوجها، وأصاب نائبًا آخر وزوجته، وكان يحتفظ بقائمة اغتيالات تشمل شخصيات سياسية ليبرالية.

وما يزيد الطين بلة، أن ترامب لا يزيد الأمور إلا فوضى. فرغم إدانته للهجوم في مينيسوتا، قال إنه لن يتصل بحاكم الولاية لأنه «مختل تمامًا» و»شخص فاشل» و»عديم الكفاءة».

كما ترك قمة مجموعة السبع فجأة، قائلاً إنه يريد العودة إلى واشنطن بسبب «عدم إيمانه بالهواتف»، وذلك بعد أيام فقط من إطلاق شركته لهاتف «ترامب موبايل».

وأسهم في شهر مليء بالفوضى، فقد حشد الحرس الوطني والمارينز لقمع احتجاجات لوس أنجلوس، وأحدث شجارا مع إيلون ماسك، وأقام استعراضا عسكريّا يوم عيد ميلاده، وأصدر أوامر بتوقيف نواب ديمقراطيين بالقوة، وهناك ارتباك في الشأن الاقتصادي، حيث انخفضت تصاريح البناء والمبيعات، وارتفع التضخم، بينما فشل في إجبار رئيس الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة.

حتى أن حلفاءه بدأوا بالتذمر، فستيف بانون تساءل «ما الذي يجري؟» واتهم «الدولة العميقة». فيما سخر تاكر كارلسون من السيناتور تيد كروز، واتهم حلفاء ترامب بـ «دفعه نحو الحرب». فيما دافعت مارجوري تايلور غرين عن تاكر، وقالت لترامب: «هذا ليس جنونًا».

ومع ذلك، واصل ترامب الادعاء بأن أنصاره «يحبونه اليوم أكثر من يوم الانتخابات»، وعندما سُئل عن تصريح مدير الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد بأن «إيران لا تطور سلاحًا نوويًا»، قال: «لا يهمني ما قالته».

وعرض ترامب رسالة من مايك هاكابي قال فيها: «أعتقد أن السماء ستنبئك ما يجب فعله بشأن إيران». بينما وصفت متحدثة الخارجية الأمريكية ترامب بأنه «اليد الهادية الوحيدة» و «أفضل صانع صفقات في العالم».

لكن هذه «اليد الهادية» بدأت تفقد السيطرة في مجلس الشيوخ، حيث أبدى الجمهوريون اعتراضات على مشروع خفض الضرائب والإنفاق، مشيرين إلى أنه «سيواجه صعوبات كبيرة» وقد «يفشل». لذا، لجأ حلفاؤه في المجلس إلى تحويل الأنظار، فعقدوا جلسة تحقيق في لجنة القضاء لمهاجمة إدارة بايدن بوصفها «بلا قيادة». لكن الجلسة كانت مكرسة لبحث مزاعم «تدهور القدرات العقلية» للرئيس السابق بايدن.

وخلال ذلك، وقف ترامب في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بجانب سواريه، يتحدث عن جمالها وأناقتها... والحرب تطرق الأبواب.

دانا ميلبانك كاتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست، يغطّي البيت الأبيض والكونغرس. وهو مؤلف لخمسة كتب سياسية، أحدثها «حمقى فوق التل».

مقالات مشابهة

  • سيناريوهات رد الولايات المتحدة على إيران بعد استهداف القواعد الأمريكية
  • هل ترد إيران على الولايات المتحدة؟
  • بيجيدي يهاجم الولايات المتحدة ويتضامن مع إيران
  • التنسيق المحكم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الملف الإيراني من البديهيات
  • الجيش الإيراني يهدد الولايات المتحدة
  • كيف سترد إيران على الولايات المتحدة؟
  • الولايات المتحدة تحذر من مستوى تهديد مرتفع بعد الضربات الأمريكية ضد إيران
  • ما تأثير الضربات الأمريكية على إيران؟
  • أستاذ علوم سايسية: الدفاع عن سماء إسرائيل تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية
  • هل ستخوض الولايات المتحدة حربًا ضد إيران؟ اسألوا سارية العلم!