التنسيق المحكم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الملف الإيراني من البديهيات، ولا ينكره إلا ساذج. أما الادعاء بأن ترمب ضلل إيران، فهو أيضا وهم؛ فإيران تعلم جيدًا حجم التنسيق بين الطرفين، وكانت تتوقع الضربة منذ عام 2012 وبدأت تجهز في الخطط البديلة والرد، هي تعلم أن دخول النادي النووي أمر لا يرحب به كل الاعضاء حتى اصدقائها.

ضرب المفاعلات النووية الثلاثة ليس “لعب عيال”؛ فدائرة التأثير الإشعاعي المؤكد تصل إلى 300 كيلومتر، بينما الدائرة المحتملة قد تمتد إلى 1000 كيلومتر. وهذا يضع قواعد أمريكية داخل العراق مثل قاعدة “شوكَر” ضمن نطاق الضرر المؤكد، إذ تبعد عن نطنز فقط 260 كيلومترًا.

أما المنامة، فهي تبعد حوالي 660 كيلومترًا عن أصفهان، وأبوظبي نحو 900 كيلومتر، ما يضعهما ضمن دائرة التأثير المحتمل.

بل إن أصفهان نفسها تضم نحو 8 آلاف يهودي، ولليهود فيها نائب في البرلمان الإيراني، ما يعقّد الحسابات السياسية.

لذلك، من المؤكد وليس المرجح أن يكون هناك تنسيق مسبق مع إيران نفسها، سواء بشكل مباشر أو عبر قنوات ثالثة، لإخلاء المواد النووية شديدة الخطورة ومعدات حساسة من المواقع المستهدفة، وربما نقلها خارج إيران، وغالبًا إلى باكستان، وهذا كان واضحا في زيارة قائد الجيش الباكستاني لامريكا، وتفاهم اسلام أباد مع طهران.

إيران لم تكن غافلة عن الحرب؛ بل كانت تعلم وتستعد لها منذ سنوات. صحيح أنها خسرت معركة استهداف القيادات نتيجة التفوق الاستخباري التكنولوجي الإسرائيلي، لكن الهدف الإسرائيلي الأكبر وهو تغيير النظام عبر إزالة الصف الأول وتمكين شخصية مثل جواد ظريف (مثلا) والجناح المرن -في نظر الغربيين- لم يتحقق، وظهرت فيه ملامح فشل حاليا.
حتى الآن، ما نراه علنًا لا يتجاوز 30٪ من الواقع، بينما تجري 70٪ من التفاهمات والمفاوضات والمواجهات تحت الطاولة. فالحرب، حين تشمل منشآت نووية، لا تُدار كمغامرة، بل كعملية معقدة متعددة الأبعاد.

الايرانيين واليهود ملوك التقية وامريكا ادارت معهم علاقة منذ 1986 في فضيحة إيران كونترا، حيث تم شحن السلاح من اسرائيل الى إيران من وراء ظهر الجميع.

هنالك مصطلح يحكم العالم وهو Frenemy بالدمج بين Friend and Enemy .. اي تفكير في السياسة الدولية يجب أن يؤسس على هذا الوصف.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

اجتماع ثلاثي بين قطر والولايات المتحدة وإسرائيل في نيويورك بعد أشهر من الغارة على الدوحة

صرح مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالات الأنباء أن قطر و الولايات المتحدة وإسرائيل عقدوا اجتماعًا ثلاثيًا في نيويورك يوم الأحد.

اجتماع بعد أشهر من الإغارة على الدوحة

جاء ذلك  بعد أشهر من قيام طائرات إسرائيلية بشن غارة جوية على الدوحة، استهدفت قيادة حماس.

أكد مسؤول في البيت الأبيض انعقاد الاجتماع، لكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى.

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة حزما شمال القدسفي ذكرى التحرير.. عودة 3 ملايين سوري إلى ديارهم عقب سقوط نظام بشار الأسدإصابة سبعة أشخاص بضربات مسيرات على سومي الأوكرانيةالولايات المتحدة ترحل عشرات العرب و الإيرانيينالسعودية تهدي سوريا قطعة من ستار الكعبة بمناسبة عيد التحريرزيلينسكي: المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن خطة سلام لم تكن سهلةالكونجرس يناقش مشروع قانون دفاعي يتضمن 400 مليون دولار إضافية لأوكرانيامستشار سابق لترامب: العقوبات الأمريكية على موسكو عمقت التحالف الروسي الصينينتنياهو: مفاوضات الجنوب السوري مستمرة مع تمسّك إسرائيل بمصالحها الأمنية

وقال مصدران لمنصة الصحافة الأمربكية "أكسيوس" :إن "هذا الاجتماع هو الأعلى مستوى بين البلدين منذ الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة، والذي لعبت فيه قطر دور الوسيط الرئيسي".

وأفاد موقع أكسيوس أيضا أن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف استضاف الاجتماع، بحضور رئيس جهاز المخابرات الموساد ديفيد بارنيا ممثلا لإسرائيل ومسؤول قطري كبير لم يذكر اسمه.

ساعدت مصر ومعها قطر، في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي لا يزال هشا حيث تتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بخرق شروطه.

 دعوة مصر وقطر

دعت مصر وقطر، السبت، إلى انسحاب القوات الإسرائيلية ونشر قوة استقرار دولية لتنفيذ الاتفاق الهش لإنهاء الصراع في غزة بشكل كامل.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمة ألقاها خلال مؤتمر دبلوماسي في الدوحة "لا يمكن إتمام وقف إطلاق النار إلا بعد الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وعودة الاستقرار إلى غزة".

وذكرت منصة أكسيوس أن التركيز الرئيسي في اجتماع الأحد كان إلى حد كبير "على تنفيذ اتفاق السلام في غزة".

استهدفت الغارة الإسرائيلية على الدوحة في التاسع من سبتمبر، كبير مفاوضي حماس خليل الحيرة وآخرين في الحركة .

وأسفرت الضربة عن مقتل ستة أشخاص وأثارت موجة من الانتقادات، بما في ذلك توبيخ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت وكالة أكسيوس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصل لاحقا بآل ثاني من البيت الأبيض "بناء على طلب ترامب، للاعتذار عن الضربة".

طباعة شارك ستيف ويتكوف أكسيوس الانسحاب الكامل اجتماع الدوحة وإسرائيل قطر قطر و الولايات المتحدة نيويورك

مقالات مشابهة

  • والي البيض يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية
  • فرحات: الولايات الأمريكية تتجه لحصار الإخوان و تجريدهم من أدوات النفوذ والاختراق
  • الجيش الإسرائيلي: إيران استأنفت إنتاج الصواريخ البالستية بوتيرة متسارعة
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • توتر داخل غرفة التنسيق الخاصة بغزة.. هل تتجسّس إسرائيل على القوات الأمريكية؟
  • التمثيل التجاري ينسق الزيارة الترويجية الأولى لرئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • اجتماع ثلاثي بين قطر والولايات المتحدة وإسرائيل في نيويورك بعد أشهر من الغارة على الدوحة
  • العراق يدعو تركيا إلى حل الملف الإيراني “سلمياً من أجل استقرار المنطقة”!
  • سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد يقدم أوراق اعتماده
  • إيران تعلن ترحيل 55 من مواطنيها من الولايات المتحدة وتتّهم واشنطن بمضايقات ممنهجة