عباس يشتم المقاومة الفلسطينية ويثير غضب المغردين
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
أثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس موجة من الغضب والجدل بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي تضمنت هجوما حادا على المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها حركة حماس.
جاء ذلك خلال افتتاحه لأعمال الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي الفلسطيني، حيث طالب بتسليم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، مستخدماً ألفاظاً وُصفت بالنابية وغير اللائقة.
وقال عباس في كلمته: "سلموهم وخلصونا" مع اعتذار الجزيرة نت عن نشر باقي الكلمات، واعتبر الكثيرون هذه الشتائم تهجماً علنياً على المقاومة الفلسطينية، في وقت تُطالب فيه القيادة الفلسطينية بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني.
الرئيس محمود عباس مخاطبا حركة حماس: "يا أولاد الكلب سلموا الرهائن اللي عندكم وخلصوا". pic.twitter.com/bE5xvwZILT
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 23, 2025
ولاقى هذا الهجوم استنكاراً واسعاً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء والمغردين عن غضبهم واستيائهم من تصريحات الرئيس الفلسطيني.
وانتقدوا موقفه الذي بدا، وفق تعبيرهم، متماهيا مع الاحتلال الإسرائيلي، بدلاً من التركيز على معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار والاعتداءات المتواصلة.
إعلانوكتب أحد المغردين:
"والله إن أي فلسطيني لا يتشرف بأن يكون هذا رئيسه. يترك إدانة عدو الشعب الفلسطيني، الذي يتشدد ويفشل صفقة الأسرى بشهادة الوسطاء وكل المنصفين، ليهاجم حماس بألفاظ نابية لا تليق إلا بحفنة من حركة انقلبت على نفسها ووضعت نفسها في خدمة الاحتلال."
والله إن أي فلسطيني لا يتشرف بأن يكون هذا رئيسه.
يترك إدانة عدو الشعب الفلسطيني، الذي يتشدد ويفشل صفقة الأسرى بشهادة الوسطاء وكل المنصفين ليهاجم ح م ا س بألفاظ نابية لا تليق إلا بحفنة من حركة انقلبت على نفسها ووضعت نفسها في خدمة الاحتلال، ثم هي تصفق له على تفاهاته.
عار عليك يا… pic.twitter.com/J2NWMu7BI5
— ماجد أبو دياك (@abudiak64) April 23, 2025
وأضاف آخر:
"محمود عباس هو أحد أسباب إهدار حقوق فلسطين، وهو عامل أساسي في تمكين الاحتلال من السيطرة على الأراضي الفلسطينية. إنه لا يصلح أن يكون قائداً أو رئيساً يمثل القضية الفلسطينية. بداية إنهاء الاحتلال تبدأ بنهاية حكم محمود عباس."
كما انتقد ناشطون الطريقة التي خاطب بها عباس شركاءه في الوطن، واصفين تصريحاته بأنها "سوقية وغير لائقة لرئيس دولة وزعيم لحركة تحرر وطني". وأشار البعض إلى التناقض بين تصريحاته وسياسته في الضفة الغربية، حيث أشاروا إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية هناك من هدم المنازل وتهجير السكان، في ظل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
#محمود_عباس: يا ولاد الكلب سلموا اللي عندكم وخلصونا من هالشغلة!
رئيس دولة و زعيم "حركة تحرر" وطني يخاطب شركاءه في الوطن بهذا الأسلوب السوقي؟!
— عزالدين أحمد (@IzzadeenAhmad) April 23, 2025
وتساءل أحد المعلقين:
"لماذا تتحدث عن غزة بينما الضفة الغربية تعاني كل يوم من هجمات المستوطنين وعمليات الهدم والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي؟ أين أنت وجماعتك من كل هذه المصائب؟ لماذا لا تحمي أهالي الضفة بدلاً من الهجوم على غزة والمقاومة؟"
إلى #محمود_عباس
المشكلة ليست بتسليم الرهائن
المشكلة بالاحتلال الذي يحتل فلسطين
والمشكلة في الاحتلال الذي يقتل اهلك
المشكلة في الاحتلال الذي يمنعك من الخروج من قصرك إلا بإذن منه
والمشكلة في الاحتلال الذي جعل منك وأجهزتك حرساً وخدماً له
فهل إذا سلم المقاومون الرهائن
سيطلق…
— النائب محمد ناصر الحزمي الإدريسي (@Mp_M_Alhazmi) April 23, 2025
مطالب بإعادة النظر في القيادةفيما دعا البعض إلى ضرورة تغيير القيادة الفلسطينية، معبرين عن أملهم في أن يكون للشعب الفلسطيني رئيساً يدافع عن قضيته بشجاعة وكرامة، بعيداً عن التماهي مع سياسات الاحتلال.
إعلانووجه مدونون تساؤلات مباشرة إلى الرئيس عباس حول إنجازاته خلال سنوات حكمه الطويلة، مشيرين إلى أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى قيادة جديدة تعكس طموحات الشعب الفلسطيني وتدافع عن حقوقه بكل السبل الممكنة.
#محمود_عباس هذاالشخص سبب من اسباب اهدارحقوق #فلسطين وسبب في تمكين الاحتلال من #الاراضي_الفلسطينية#محمود_عباس لايصلح ان يكون قائد ورئيس يمثل #القضية_الفلسطينية
بداية #انهاء_الاحتلال من بداية #نهاية_حكم_محمود_عباس هذالانه اضعف واقل من يمثل ويدافع عن تحرير #فلسطين وانهاء #الاحتلال https://t.co/UP4qL1qDve
— محمد زيد mohamedzaid (@Mohamedzaid89) April 23, 2025
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشعب الفلسطینی الاحتلال الذی محمود عباس
إقرأ أيضاً:
بين قيادة إيمانية ووعي شعبي .. التكامل الذي هزم المشروع الصهيوأمريكي
في زمنٍ تتسارع فيه مشاريع الهيمنة والاستكبار العالمي، وتتكشف فيه أدوار الأنظمة العميلة والكيانات الوظيفية، تتجلى التجربة اليمنية كنموذج فريد لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي، عبر علاقة روحية تكاملية بين القيادة الإيمانية والوعي الشعبي، قيادةٌ تستمد موقفها من القرآن، وشعبٌ صامد يحمل الوعي كسلاح لا يقل أهمية عن البندقية.
يمانيون / خاص
القيادة الإيمانية لمشروع التحرر
القيادة الإيمانية في اليمن، ممثلةً بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، لم يقدم نفسه كسلطة تسعى للنفوذ، بل كقائد مشروع تحرر متكامل يستند إلى القرآن الكريم كمصدر للهداية العملية.
في خطاباته، لم تكن الكلمات مجرد شعارات، بل خارطة طريق واضحة تُشخّص الواقع وتضع الأمة أمام مسؤولياتها.
يرتكز منهج القيادة على وعي عميق بطبيعة المعركة، إدراك شامل لطبيعة العدو، وتعبئة مستمرة على التحرك الجاد الواعي، والموقف الإيماني يرفض الانخراط في المشاريع الأمريكية، ويضع معيار الولاء لله لا للطاغوت.
الوعي الشعبي .. الحصن الداخلي للمواجهةوصل صوت القيادة بصداه إلى أقاصي الأرض بالكلمة والموقف المشرف، بوجود شعب واعٍ، أدرك أن المعركة ليست فقط عسكرية، بل حضارية، ثقافية، إعلامية واقتصادية، الشعب اليمني قدّم نموذجًا مميزًا في كيفية تَحوُّلِ الوعي إلى طاقة مقاومة، وجسد ذلك من خلال المسيرات المليونية رفضًا للتطبيع والعدوان، والتعبئة المجتمعية للمشاركة في الجبهات والدعم اللوجستي، الصمود الاقتصادي رغم الحصار، من خلال الإنتاج المحلي والمبادرات المجتمعية.
الالتفاف الشعبي خلف القيادة .. مفتاح الصمود وصناعة النصرأحد أبرز عوامل الثبات في المشهد اليمني هو الالتفاف الجماهيري العريض خلف القيادة الإيمانية، فقد آمن الشعب، من مختلف فئاته، بصدق المشروع ووضوح الهدف ونقاء الطرح، ما خلق جبهة داخلية متماسكة يصعب اختراقها.
الثقة بالقيادة لم تُبنَ على العاطفة بل على التجربة، فكل موقف اتخذته القيادة أثبت مصداقيته ميدانيًا، ووحدة الصف الداخلي كانت ثمرة الالتفاف الواعي لا القسري، فالشعب لم يُقاد بالقوة بل بالإقناع والإيمان، والمبادرة الشعبية في دعم الجبهات، وحمل السلاح، وبذل المال والروح، حولت الشعب إلى شريك فعلي في القرار والميدان.
وهذا الالتفاف لم يعزز فقط الصمود، بل كان أحد الأسباب الجوهرية في تحقيق النصر في العديد من الجبهات، وفرض معادلات جديدة إقليميًا ودوليًا.
المشروع الصهيوأمريكي… أذرع متعددة وهدف واحديتجسد المشروع الصهيوأمريكي في أدوات متعددة، العدوان العسكري المباشر الذي شنه تحالف العدوان، والحرب الناعمة عبر الإعلام والمنظمات، وكذلك حصار اقتصادي خانق، ومحاولات اختراق ثقافي وقيمي موجه للأجيال، هدفه النهائي هو إخضاع الشعب، وسلب إرادته، ومصادرة قراره السيادي، وجعله ضمن النظام العالمي الأمريكي الذي يتزعمه الصهاينة خلف الستار.
من التكامل إلى النصرهذا التكامل بين القيادة والشعب ليس فقط عنصرًا للصمود، بل شرطًا للنصر الحقيقي.
فالمعركة ليست لحظية، بل وجودية، ولا تُحسم فقط بالعتاد، بل بالعقيدة والإيمان والوعي، فالقيادة الواعية تَمنح البوصلة والاتجاه، والشعب الواعي والملتزم يُترجم التوجيه إلى فعل، ويتحرك في الميدان بثقة ووضوح.
وهنا، تختلف التجربة اليمنية عن بقية الشعوب التي فقدت بوصلتها، أو تاهت بين ولاءات متعددة.
خاتمةأثبتت اليمن، قيادةً وشعبًا، أن الانتصار على مشروع استكباري ضخم كالمشروع الصهيوأمريكي ليس مستحيلًا إذا وُجد الوعي الحقيقي، والقيادة الصادقة، والموقف القرآني.
إن ما نشهده اليوم من انتصارات هو ثمرة هذا النوع من التكامل الذي يُعيد للأمة حيويتها، وللإسلام رساليته، وللمستضعفين أملهم في كسر الطغيان العالمي.